حوادث مرور... تزهق الأرواح بمساعدة الإهمال وضعف القوانين

 

شبكة النبأ: يجتهد العالم المتقدم في اكتشاف وسائل الامان الحديثة التي تسعى لتقليل مخاطر حوادث المرور الى اقصى حد ممكن، فقد بلغت الوفيات نتيجة حوادث المرور ارقاما كبيرة وصلت الى سقف المليون متوفى سنويا، وكما نعلم ان المجتمعات المتطورة، تحترم ارواح الناس وتتعامل مع هذا الامر ببالغ الدقة كونه يتعلق بحماية اروح المواطنين، لهذا تقام الدورات والدراسات والاستبيانات والاستطلاعات الحديثة والدقيقة في قضايا المرور، من اجل اكتشاف مكامن الخطر ومعالجتها.

ويذكر ان السرعة في قيادة المركبات والدراجات وحتى القطار تتقدم كل اسباب الحوادث في السير، ثم تأتي حالات السكر بالخمرة والمخدرات، وكذلك استخدام الاجهزة النقالة (الموبايلات بأنواعها) او كتابة الرسائل اثناء السياقة.

وقد اشارت دراسة الى ان استخدام الموبايل وسماع الموسيقى في الشارع يجعل المارة اقل تركيزا الامر الذي يعرض حياتهم لخطر الدهس، كذلك يؤدي اهمال استخدام وسائل الامان في السير الى تعرض الركاب لمخاطر الموت او الاصابات المؤثرة، حيث اثبت احد الخبراء ان عدم ارتداء حزام الامان اثناء السياقة يؤدي الى اصابة اكيدة في الزجاج الامامي والمقود وان المصد الهوائي الذي ينتفخ اثناء الحادث لا يحمي السائق او الراكب اذا لم يكن مرتديا لحزام الامان.

وقد قامت الكثير من الدول بتشريع قوانين صارمة تحد من سرعة السير او استخدام الجهاز النقال اثناء السياقة او عدم ارتداء حزام الامان، او السياقة في حالة السكر، او زيادة السرعة عن الحد المسموح به، كل هذا من اجل تقليل مخاطر حوادث السير، ومن الاجراءات الطريفة في هذا الشأن ان رجلا من كولومبيا تم سحب اجازة سوقه لمدة (900) سنة بسبب مخالفته لقوانين المرور في بلده !!.

حوادث الطرق حول العالم

فقد قالت منظمة الصحة العالمية في تقرير أصدرته عن حالة السلامة على الطرق إن حوادث التصادمات على الطرق تحصد ارواح 1.24 مليون شخص سنويا على مستوى العالم.

وذكر التقرير أن "إقليم شرق المتوسط" مسؤول عن عشرة في المئة من الوفيات العالمية الناجمة عن حوادث الطرق اذ بلغ معدل الوفيات فيه 21.3 لكل مئة الف من السكان.

ويضم "اقليم شرق المتوسط" 22 دولة منها مصر والعراق والمغرب وباكستان إضافة الى الأراضي الفلسطينية.

ويتصدر "الاقليم الافريقي" قائمة منظمة الصحة العالمية للحوادث التي تسبب أكبر عدد من الوفيات اذ يبلغ المعدل 24.1 حالة وفاة لكل مئة الف من السكان.

وذكر التقرير أن هناك 28 دولة فقط يعيش بها سبعة في المئة من سكان العالم لديها قوانين شاملة للسلامة على الطرق تغطي عوامل الخطر الرئيسية وهي القيادة تحت تأثير الكحول والسرعة وعدم استخدام خوذات الدراجات واحزمة المقاعد ومقاعد تثبيت الاطفال.

وأضاف التقرير أنه من عام 2007 الى عام 2010 نجحت 88 دولة في خفض عدد الوفيات في حوادث الطرق في حين ارتفع عدد الوفيات في 87 دولة خلال نفس الفترة.

وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارجريت تشان "هناك حاجة للإرادة السياسية على أعلى المستويات الحكومية من اجل ضمان إصدار التشريعات المناسبة للسلامة على الطرق وإنفاذ القوانين الصارمة التي يتوجب علينا جميعا الالتزام بها."

ووجد تقرير المنظمة ان المشاة وراكبي الدراجات يشكلون 27 في المئة من مجموع الوفيات في حوادث الطرق على الصعيد العالمي وأنهم يمثلون 45 في المئة من ضحايا حوادث الطرق في اقليم شرق المتوسط، وأضاف أنه على الرغم من هذا لم يضع سوى عدد قليل من الدول سياسات وطنية توفر بيئات مناسبة للتشجيع على المشي وركوب الدراجات او لفصل مستخدمي الطرق المعرضين للخطر عن غيرهم. بحسب رويترز.

وأشار تقرير منظمة الصحة إلى أن 59 في المئة من ضحايا حوادث الطرق تتراوح أعمارهم بين 15 و44 عاما وأن 77 في المئة منهم من الذكور، وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت عقد العمل من اجل السلامة على الطرق 2011-2020 والذي حدد هدفا يتمثل في إنقاذ حياة خمسة ملايين شخص عن طريق اتخاذ عدد من التدابير المختلفة مثل تحسين سلامة الطرق والمركبات وتعزيز سلوك جميع مستخدمي الطريق.

أمريكا

فقد أفادت دراسة بأن أكثر من نصف قائدي السيارات الذين قتلوا في حوادث على الطرق بالولايات المتحدة كانوا تحت تأثير الخمر أو المخدرات وقت الحادث، ووجد الباحثون الذين استخدموا بيانات الإدارة الوطنية للسلامة على الطرق السريعة أن من يقودون ليلا هم من يكونون في الأرجح تحت تأثير الخمور أو الماريوانا أو غيرها من المخدرات لدى وقوع الحوادث، ونشرت نتائج الدراسة في مجلة اديكشن العلمية.

وكتبت جوان برادي من جامعة كولومبيا وزملاؤها "أكثر من نصف السائقين الذين لحقت بهم إصابات أفضت لوفاتهم في الولايات المتحدة كانوا تحت تأثير الكحول أو مخدرات أخرى وكان 20 في المئة تقريبا يتعاطون (نوعين أو أكثر) من المخدرات. بحسب رويترز.

وثبت تعاطي 57 في المئة من بين 20150 سائقا أصيبوا بجروح أفضت لوفاتهم بين عامي 2005 و2009 لنوع واحد على الاقل من المخدرات وأن واحدا من بين كل خمسة كان تحت تأثير أكثر من مخدر.

والخمور هي الأكثر شيوعا تليها الماريوانا والمنبهات مثل الأمفيتامين، وذكرت الدراسة أن 60 في المئة من الرجال الذين قتلوا أثناء القيادة كانوا تحت تأثير المخدرات أو الكحوليات مقارنة بأقل من نصف هذه النسبة من النساء.

كما بدأت الولايات المتحدة تختبر اتصال الواي.فاي على السيارت في ولاية ميشيغان (شمال)، في مسعى إلى تخفيض نسبة حوادث السير، ومن شأن هذا المشروع الممول من وزارة النقل والمواصلات أن يسمح للسيارات والبنى التحتية الخاصة بالمواصلات ب "التحاور"، بغية تفادي الحوادث وتحسين حركة السير، على ما اكدت الوزارة الاميركية. بحسب فرانس برس.

وقد زودت سيارات وشاحنات وحافلات قام متطوعون بقيادتها بأجهزة مربوطة بالانترنت اللاسلكي تجمع عدة معطيات، فيمكن مثلا إعلام السائقين بخطر الاصدام بسيارة عند التوقف، أو بتغيير سيارة أخرى وجهتها في موقع دقيق، ويتولى معهد الأبحاث الخاصة بالمواصلات التابع لجامعة ميشيغان الإشراف على هذا التجربة الاختبارية الأولى من نوعها التى تجرى بظروف واقعية، ومن المزمع أن تستند الهيئة الوطنية المعنية بأمن الطرقات إلى نتائج هذه التجارب الاختبارية "للبت في إمكانية استخدام هذه التكنولوجيات" في نطاق أوسع، بحسب ما أفاد مدير هذه الهيئة ديفيد سترايكلاند.

روسيا

بينما لقي حوالى 28 الف شخص حتفهم في حوادث سير في روسيا في 2011، كما اعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الذي اشار الى "رقم غير مسبوق" في هذا المجال، ونقلت وكالة ريا نوفوستي للانباء عن مدفيديف قوله خلال اجتماع للحكومة، "احصي العام الماضي 200 الف حادث سير اسفر عن مصرع حوالى 28 الف شخص. وهذا رقم غير مسبوق"، معربا عن الاسف "للنتائج السيئة جدا" في هذا المجال.

وتحدثت السلطات الروسية العام الماضي عن 199 الفا و431 حادث سير في 2010 اسفر عن مصرع 26 الفا و567 شخصا.

ولخفض عدد حوادث السير، شدد مدفيديف على ضرورة تصليح الطرق وتحديث البنى التحتية وتطوير انظمة المساعدة الطبية لانقاذ مزيد من المصابين، واقترح رئيس الحكومة الروسية ايضا تطوير استخدام التكنولوجيا الجديدة كالمنظومة الروسية للملاحة عبر قمر غلوناس الصناعي المرادف لمنظومة جي.بي.اس الاميركي، في السيارات الخاصة.

وما زالت روسيا التي يبلغ عدد سكانها 143 مليون نسمة احد اوائل البلدان في العالم على صعيد الوفيات على الطرق، بسبب الافراط في الكحول وسوء حالة البنى التحتية للطرق وعدم احترام قانون السير. بحسب فرانس برس.

ويبدو ان الارقام التي اوردها مدفيديف، لا تشكل رقما قياسيا على صعيد ارقام التقرير الاخير للمنظمة العالمية للصحة حول سلامة الطرق، ما لم يحصل تغيير في معايير التعداد، وتفيد هذه الارقام ان 36 الف شخص لقوا حتفهم في 2007 على طرق البلاد التي بلغ عدد السيارات فيها في تلك السنة 38 مليون سيارة، وعلى سبيل المقارنة، كما قال المصدر نفسه، كان عدد السيارات في فرنسا في السنة نفسها اقل بقليل من 40 مليون سيارة، اما عدد ضحايا حوادث السير فبلغ 4620.

السويد

من جهتها أعلنت الحكومة السويدية السبت أنها لا تنوي حظر كتابة الرسائل القصيرة أثناء القيادة، على الرغم من الجهود التي تبذلها رابطة السائقين الرئيسية في البلاد لمنع هذه الممارسة.

وأوضحت وزيرة البنى التحتية أن "الحكومة لا تريد أن تحظر بشكل صريح استخدام التكنولوجيات، من أجهزة تحديد المواقع إلى الهواتف المحمولة".

وذكرت بأن القانون يجيز للقوى الأمنية معاقبة السائقين المهملين، أيا كان نوعهم.

وأضافت أن "الحكومة تعتبر أنه ينبغي رفع الوعي بشأن مخاطر الاهمال أثناء القيادة. وعلى القوانين أن تمنع بشكل أوضح الاستخدام العشوائي لأجهزة التواصل".

وأعلنت أن الحكومة ستدرس في العام 2013 الوسائل الممكن اعتمادها لتحسين المواد القانونية.

وتشن رابطة السائقين في السويد حملة منذ سنوات تهدف إلى إصدار قانون يلزم السائقين باستخدام عدة خاصة لا تتطلب استعمال اليدين عند اجراء محادثات هاتفية. وهي تعتبر أن "السويد هي البلد الأوروبي الأخير الذي لا يملك بعد قوانين تفرض قيودا على استخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة". بحسب فرانس برس.

وتشير إلى أن ما بين 10 و20 شخصا يلقون حتفهم سنويا في السويد في حوادث الطرقات بسبب استخدام الهاتف المحمولة أثناء القيادة، وقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "سيفو" في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 أن 34% من السويديين يستخدمون هواتفهم أثناء القيادة وأن 77% منهم يؤيدون إصدار قوانين أكثر صرامة.

زامبيا

كما قتل 53 شخصا في تصادم بين حافلة وشاحنة كانتا تسيران بسرعة كبيرة في زامبيا الخميس، بحسب ما افادت الحكومة، في واحد من اسوأ حوادث الطرق التي تشهدها البلاد.

واصطدمت الحافلة التي كانت تحمل 73 راكبا بشاحنة قادمة على طريق رئيسي شمال لوكاسا.

وصرح هاري كالابا المسؤول في مكتب نائب الرئيس لوكالة فرانس برس من موقع الحادث على بعد 100 كلم شمال العاصمة "استطيع ان اؤكد ان 53 شخصا قتلوا في الحادث".

واضاف ان المركبتين كانتا تسيران بسرعة خطيرة. بحسب فرانس برس.

وكانت الحافلة تنقل الركاب من ولاية كوبربيلت التي تشتهر بالمناجم الى مدينة لوكاسا.

وقتل 51 من ركاب الحافلة اضافة الى سائق الشاحنة ومساعدة، ويخضع الناجون ال22 للعلاج في مستشفى تبشيري مجاور، وكان بعضهم يبكي بينما كان اخرون غائبون عن الوعي، ونقل المصابون بجروح خطيرة الى لوكاسا، ويقتل نحو 1200 شخص في حوادث الطرق في زامبيا كل عام، بحسب الاحصاءات الرسمية، وفي العام 2005 قتل 44 تلميذا في حادث حافلة بينما كانوا متوجهين في عطلة من ولاية لوبولا الشمالية الى لوكاسا.

الوسادة هوائية تنفخ تلقائيا

في سياق متصل تمكنت سويديتان تعملان في مجال تصميم الملابس من ابتكار خوذة هوائية تنفخ تلقائيا في حال تعرض سائق الدراجة لحادث في الوقت ذاته الذي تمكنتا من المحافظة على المظهر اللائق والشغف الذي يعتري رحلة قيادة الدراجات النارية.

ويقوم تصميم الخوذة الهوائية على مبدأ طوق من القماش يُلف حول عنق راكبي الدراجات فقط، دون الحاجة إلى القيام بأي تعديلات مثل النفخ أو وضعة بحالة تأهب، حيث يعمل هذا الطوق بصورة أوتوماتيكية ومن خلال مستشعرات تكنولوجية تقوم على مبدأ قريب من مبدأ مستشعرات الأكياس الهوائية داخل السيارات.

ويمكن للمنظومة التكنولوجية في الطوق من استشعار وقوع حادث لتعطي بذلك إشارة للطوق كافية لنفخه على شكل خوذه هوائية تلتف حول رأس راكبي الدراجة باستخدام غاز الهليوم حيث لا تستغرق هذه العملية سوى عُشرٍ من الثانية لإكمال التفاف الخوذة المصنوعة من النايلون المقوى حول الرأس. بحسب السي ان ان.

ويبلغ سعر هذا الطوق العصري 600 دولار، ومزود بتكنولوجيا تشبه تكنولوجيا الصندوق الأسود المتواجد على متن الطائرات لجمع المعلومات والتعرف على أسباب الحوادث وذلك للاستمرار بعملية تطوير وتحديث الخوذة.

وقالت المصممتان، آنا هاوبت و نيريسا الستين بتعليق على موقع الشركة "تصميم الخوذة قائم على إيجاد الرغبة وليس إجبار سائقي الدراجات بارتداء خوذة ما قد يؤثر سلبا على الظهور بمظهر لائق، ومنها بدت هذه الفكرة."

وقامت الحكومة السويدية بتمرير قرار يجبر جميع سائقي الدراجات بالإضافة إلى من يركبون خلفهم بارتداء خوذة واقية تحسبا لوقوع حوادث مرورية وخصوصا للأشخاص بسن 15 عاما وما دون ذلك.

من جهته أكد خبير السيارات الألماني، كريستيان بوريك، أن الوسادات الهوائية وحدها لا تكفي لحماية الركاب من التعرض لإصابات خطيرة في حالة وقوع حادث، وأوضح الخبير لدى نادي السيارات الألماني أن «ربط حزام الأمان بشكل إضافي هو فقط الذي يحول دون اصطدام السائق أو الراكب الأمامي بلوحة القيادة أو الزجاج الأمامي، لاسيما أن الوسادات الهوائية لا تنطلق في التصادمات التي تحدث مع السرعات المنخفضة نسبياً حتى 30 كلم/ساعة، وذلك استناداً لنتائج اختبارات التصادم التي أجراها نادي السيارات الألماني مع سرعات 30 و64 كلم/ساعة، وعن خطورة عدم ربط حزام الأمان يقول الخبير الألماني «يتعرض ركاب السيارة، الذين لا يستخدمون حزام الأمان، إلى إصابات خطيرة بالرأس والرقبة والجزء العلوي من الجسم، حتى عند وقوع تصادمات مع السير بسرعة لا تتجاوز 30 كلم/ساعة». وتعادل خطورة مثل هذه الحوادث السقوط من ارتفاع أربعة أمتار.

ولكن في حالة ربط حزام الأمان فإن مثل هذه الحوادث عادةً ما تمر بسلام. وأشار الخبير الألماني إلى أن أحدث اختبارات التصادم التي تم إجراؤها على السيارات الحديثة، أوضحت أن حزام الأمان يمكن أن يوفر حماية للركاب حتى في حالة التصادمات التي تحدث عند السير بسرعة 64 كلم/ساعة.

ولكن الوضع يختلف تماماً في حالة عدم ربط حزام الأمان، حيث يقول الخبير الألماني «تزداد احتمالية تعرض الركاب، الذين لا يستخدمون حزام الأمان، للاصطدام بالزجاج الأمامي أو لوحة القيادة من خلال الوسادة الهوائية، ثم الانزلاق في حيز الأقدام، حيث تتعرض الأطراف السفلية للانثناء بشدة. علاوة على تعرض الركاب لإصابات خطيرة في الرأس والصدر، فمن المحتمل أيضاً أن يتعرض الساقان لأضرار مستديمة. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

كما يتعين على الركاب الجالسين على المقاعد الخلفية التعامل بجدية مع النصائح التي تحثهم على ربط حزام الأمان. فإذا لم يقم الركاب في الخلف بربط حزام الأمان، فإن خطورة ذلك لا تقتصر عليهم فقط، بل إنه يهدد حياة الركاب الموجودين في الأمام أيضاً، نظراً لاندفاع ركاب المقاعد الخلفية إلى الأمام، وهو ما يُشكل خطورة بالغة على السائق والراكب الأمامي.

الهواتف المحمولة خطر موت المشاة

لا يقتصر خطر استخدام الهواتف المحمولة أثناء قيادة السيارات فحسب بل قد يتجاوز الأمر ذلك ليصل إلى المشاة من مستخدمي الشارع الذين قد يتعرضون لحوادث جراء انشغالهم بها.

وتقول دراسة نقلتها مجلة "التايم" الشقيقة لـCNN عن دورية "منع الإصابة" إن الهواتف المحمولة عامل لتشتيت أنظار نحو ثُلث المشاة أثناء عبور الشارع.

وقام علماء أمريكيون خلال بمراقبة أكثر من 1100 من المشاة أثناء عبورهم تقاطع الشوارع، حيث لاحظوا بأن الاستماع للموسيقى كان من أبرز عوامل تشتيت الانتباه، تلاها إرسال رسائل نصية. بحسب السي ان ان.

وعادة ما لا يلتزم مستخدمو الهواتف المحمولة خلال إرسال رسائل نصية بالإشارات المرورية، كما أنهم يفقدون تركيزهم فلا ينتبهون إلى وجهتهم أو إلى ضرورة استخدام المناطق المخططة المخصصة للمشاة أكثر من سواهم بأربعة أضعاف.

وتزداد مخاوف تعرض المشاة للإصابات مع ازدياد استخدام الهواتف الذكية التي تتيح لمالكيها الاستماع للموسيقى والتجول في الشبكة العنكبوتية بجانب مزايا أخرى لا حصر قد تساعد في تشتيت الانتباه أثناء السير.

البدناء

الى ذلك أظهرت دراسة استندت الى بيانات حوادث السير في الولايات المتحدة ونشرت الثلاثاء في مجلة بريطانية أن السائقين البدناء معرضون أكثر من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي للموت في حوادث السير.

وخطر للباحثين من جامعة كاليفورنيا ووست فيرجينيا أن يستندوا إلى بيانات نظام أميركي وطني لتسجيل حوادث السير سجل أكثر من 57 ألف حادث بين العامين 1996 و2008. وقد ركزوا على الحوادث المروعة بين السيارات الخاصة التي أدت إلى وفاة سائق واحد على الأقل.

وبينت الدراسة التي نشرتها مجلة "إيميرجينسي ميديسين جورنال" التابعة لمجموعة "بريتيش ميديكال جورنال" أن خطر الوفاة يرتفع في حال كان السائق بدينا بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية التي تنصف البدانة من المستوى 1 إلى المستوى 3.

وفي مستوى البدانة 1، تبين أن السائقين البدناء معرضون للوفاة في حادث سير أكثر من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي بنسبة 21%. أما في المستوى 2، فترتفع نسبة الخطر الى 51%، وإلى 80% في المستوى 3.

وبينت الدراسة أيضا أن الأشخاص الذين يعانون نقصا في الوزن معرضون بدورهم للوفاة في حوادث السير أكثر من ذوي الوزن الطبيعي، لكن نسبة الخطر لا تتعدى 19%.

واعتبر الباحثون أن "السائقين البدناء معرضون أكثر من غيرهم للمشاكل الصحية، ما يزيد خطر وفاتهم في حوادث السير".

وأشاروا أيضا إلى أن حزام الأمان لا يعمل بالفعالية نفسها في حال استخدمه أشخاص يعانون وزنا زائدا لأن قدرته على تثبيت جسم الأشخاص البدناء تنخفض بسبب "فائض الأنسجة المترهلة" على مستوى البطن.

تعليق رخصة لمدة تسعة قرون

على صعيد ذو صلة يحمل سائق كولومبي مثل امام النيابة العامة لقتله احدى المارات في بوغوتا، الرقم القياسي في مجال المخالفات المرورية مع تعليق رخصة السوق التي يملكها لمدة تسعة...قرون على ما افاد مصدر قضائي.

وللرجل سوابق كثيرة في مجال المخالفات المرورية ولا سيما القيادة في حالة سكر، وكان ملاحقا بتهمة القتل اثر هذا الحادث الاخير الذي يعود الى ايلول/سبتمبر 2011. وكان الرجل تحت تأثير الكحول عندما اصطدم بأمراة في السابعة والثمانين فارداها واصاب ابنها بجروح.

وخلال مثوله امام القاضي تبين لهذا الاخير ان رخصة السوق الخاصة بهذا الرجل سحبت منه حتى العام 2999. واوضحت النيابة العامة في بيان ان "وزارة النقل علقت رخصته في تشرين الاول/اكتوبر 2011 لمدة تسعة قرون مقبلة".

ويتميز هذا السائق ايضا بانه راكم الغرامات المرورية ليصل مجموعها الى اكثر من 1,4 مليار بيزو اي اكثر من 780 الف دولار.

وفي كولومبيا يواجه الاشخاص الذين يدانون بتهمة قيادة السيارة في حالة سكر بغرامة قد تصل الى 26 مليون بيزو (حوالى 15 الف دولار). ويواجهون ايضا احتمال تعليق رخصة السوق وان توجه اليهم تهمة القتل من دون اسباب تخفيفية في حال وقوع قتلى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 19/آذار/2013 - 7/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م