إصدارات جديدة : صراع التيارات في السعودية

 

 

 

الكتاب: صراع التيارات في السعودية

الكاتب: علي بن محمد الرباعي

الناشر: دار (رياض الريس للكتب والنشر) في بيروت

عدد الصفحات: 111 صفحة متوسطة القطع

عرض: جورج جحا

 

 

 

 

 

شبكة النبأ: يقول الكاتب السعودي علي بن محمد الرباعي في كتاب جديد له انه مع ان عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز ملك السعودية هو عهد اصلاح وانفتاح فان هناك تيارات في السعودية تتصارع باسم الدين والنظرات الدينية المتباينة.

جاء ذلك في كتاب الرباعي الذي حمل عنوان "صراع التيارات في السعودية." الكتاب الذي صدر عن دار (رياض الريس للكتب والنشر) في بيروت وقع في 111 صفحة متوسطة القطع.

وفي تقديم الكتاب قال المؤلف "تعارفت الامم المتحضرة عبر تاريخها على ان النخب الثقافية بمختلف تنوعها وتياراتها هي المعنية بصناعة واحداث التغيير والاصلاح والتطوير وتنمية وعي وقدرات المجتمع لنيل حقوقه ورفع مستوى طموحه الى تحقيق منجزات تؤصل شراكته في بناء دولته وفق منظومة دولة القانون ومجتمع المؤسسات اضافة الى تفكيك الاستبداد والحيلولة دون غلبة تيار كهنوتي على تيارات اخرى تتبنى المدنية كخيار تفرضه تحولات الامم، "الا ان واقع الحال في المملكة العربية السعودية يقلب هذه المعادلة مع ما يدع الحليم حيران فالمشهد الحالي...يوحي باننا لم نعتبر ما جرى حولنا من انقلابات وانفلاتات ما يجذّر للمزيد من الطغيان والتسلط في غياب دولة القانون والمؤسسات". بحسب رويترز.

وأضاف يقول "وليس بدعا من القول حين ابثكم ان فكرة هذا الكتاب نبعت من استقراء لواقع الطرح الثقافي الشعبي الايديولوجي في السعودية منذ توحيدها مطلع الثلاثينات من القرن العشرين اذ ان معظم قضايانا التي نعدها جوهرية تتمحور حول ما اذا كان وجه المرأة عورة ام لا وهل ننفصل عن النساء ام نتصل بهن وما حكم قيادة المرأة للسيارة ومن هم الاسلاميون وما هي مواصفاتهم من خلال طرحهم ومن هم الليبراليون الكفار والملاحدة الذين يريدون اظهار الفساد في البلاد وبين العباد؟ وما يجب علينا للوقوف في وجه المتآمرين على الدين.

"هذه القضايا الشكلية القائمة تحت حجاب تتراكم تحته احيانا رذائل شتى ومظاهر يتوسل بها بعض الشهوانيين لتحقيق مآرب دنيوية باسم الله تعالى وشرعه. هذه الاشكالات تجاوزتها دول اسلامية عدة يقوم اقتصاد معظمها على التمويل السعودي فيما لم يستطع البلد الذي يغذي شرايين العالم بالموارد البترولية ان يغذي شعبه بالوعي ويتجاوز الجدل العقيم ولم تنجح الثقافة السائدة في مدنا بادوات التحول الى مجتمع منتج في افكاره وطرحه وصناعته."

وفي معرض اشارته الى أهمية التنمية قال الرباعي "مقياس التقدم اليوم يقوم على ما ينجز في ميدان التنمية ونحن تنميتنا في تأليب بعضنا على بعض وتوظيف قدرات كبرى في تسويق وتسويغ الهامشي والسطحي والعبثي والمجاني والقاء كل فكر حر واع في سوق التداول الرخيص والسخرية منه"، وقال "انك لن تجد في المؤتمرات الفكرية العربية او العالمية صوتا ولا صدى لمفكر سعودي يقدم رؤية انسانية وحضارية حول قضية جوهرية...ومع الاسف الشديد فالوعاظ والدعاة في نظر معظم الناس هم المفكرون ويصدق عليهم انهم النخب المؤهلة لرسم ملامح المستقبل المشرق"، وأضاف انه في كتابه هذا "لا يعدو التساؤلات المحرضة على البحث والتنقيب وطرح المزيد من الاسئلة عن سبب ما نحن فيه من تخلف وتراجع عن مواكبة الامم وانه لولا النفط في الصحارى ومكة والمدينة في الحجاز لما التفت الينا احد ولما اهتم بأمرنا عاقل ولما تأسف على واقعنا محب."

وتحت عنوان "الفساد والاصلاح" يرى المؤلف ان ما تعيشه البلاد الان "جعل المال دولة بين الاغنياء منهم واحال المجتمع الى طبقتين رئيستين: ثرية تزداد ثراء وفقيرة تتجشأ فقرا ومتاعب وديونا مع انحسار الطبقة الوسطى تدريجيا."

وأضاف "ومن الانصاف ان نذكر ونشكر توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وما اعتمده من منهج اصلاحي يقوم على بعدين: تنموي ووقائي. اننا نستشعر اليوم ان المواطن السعودي خرج من منطق الوصاية وعباءة الابوية وغدا معتدا بحقوقه وباحثا عنها"، وتحت عنوان "صراع التيارات" قال "فمعظم التيارات السعودية تبني خطابها على عاطفة جياشة غير موضوعية ولا عادلة بعيدا عن اللغة العلمية او الفكرية المتماهية مع ثوابت المجتمع ومتغيراته. لذا غالبا ما تتأزم الامور بين رموز التيارات وبين الاتباع لندخل معمعة صراعات مجانية لا تتواءم مع ما ننشده من حضارية الحوار وسنن التدافع والبحث عن الحق عند مخالفنا."

وفي فصل عنوانه "تسييس الدين وتديّن السياسة" قال الرباعي "ربما يتفق معي بعض المؤرخين الموضوعيين على ان الدولة الاسلامية التي يتغنى بها جمع من اصدقاء لم تكن دولة (التعبير القانوني عن المجتمع) كما يعرفّها الفلاسفة وعلماء الاجتماع. فما يتصوره البعض دولة لا يتجاوز نصوصا تغلب عليها الظنية والعمومية...ولو تأسست الدولة باعتبارها منظومة اعتبارية منذ ألف وأربع مئة عام لامكننا بلوغ النضج السياسي والمعرفي وتحقيق التراكم الاداري عبر هذه القرون ولربما أمكننا ان نكون اليوم بحجم أوروبا او أمريكا في ميزان القوى."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 19/آذار/2013 - 7/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م