بوكو حرام... المعقل الاخير للقاعدة في افريقيا

 

شبكة النبأ: لا تزال قوات النيجيرية تواصل معاركها المستمرة الجماعات الإسلامية المتطرفة المنتمية لتنظيم القاعدة، ومنها جماعة بوكو حرام المتشددة التي تمثل اكبر تهديد امني لنيجيريا والتي لاتزال تواصل إعمالها الانتقامية لأجل انشاء إمارة إسلامية في البلاد، وبحسب بعض المراقبين فان النزعات المستمرة قد أسهمت بسقوط العديد من الأبرياء حيث قتل مئات الأشخاص على يد المقاتلين الإسلاميين منذ أن بدأوا تمردا ضد الحكومة في عام 2009، بينهم العديد من قوات الأمن والمسيحيين.

وفي هذا الشأن قالت قوات الامن النيجيرية انها قتلت 52 متشددا اسلاميا في عشرة ايام من القتال في ولاية بورنو بشمال شرق البلاد وخسرت اثنين من قواتها لكن لم يسقط قتلى من المدنيين. وجاء الاعلان بعد يوم من زيارة قام بها الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان إلى الولاية حيث رفض فكرة العفو عن جماعة بوكو حرام الاسلامية المتطرفة التي قتلت المئات في هجمات بأسلحة نارية وقنابل على مدار العامين الماضيين.

وينظر الى الاسلاميين على انهم يشكلون التهديد الامني الرئيسي في نيجيريا أكبر الدول المنتجة للنفط في افريقيا على الرغم من ان دائرة نشاطهم بعيدة عن حقول الخام الحيوية في الجنوب. وقال اللفتنانت كولونيل ساجير موسى المتحدث باسم القوة المشتركة من الشرطة والجيش في ولاية بورنو في بيان ان سلسلة من العمليات شنت ضد الاسلاميين على مدار الايام العشرة الماضية. واضاف قائلا "اثناء هذه العمليات في اطار المدة المعلن عنها وقعت اشتباكات بالأسلحة النارية أدت إلى وفاة 52 من ارهابيي بوكو حرام من بينهم عشرة من قادة الجماعة." و"القي القبض ايضا على 70 إرهابيا." وقال ان القوة المشتركة صادرت عددا من الاسلحة.

وكثيرا ما تعلن القوات النيجيرية عن نجاحات كبيرة ضد بوكو حرام لكنها نادرا ما تعترف بخسائر كبيرة في قواتها او من المدنيين اثناء عملياتها. ويقول سكان في مايدوجوري أكبر مدن الولاية ان عشرات من المدنيين يموتون في عمليات الجيش ضد بوكو حرام وتتهم جماعات حقوقية القوة المشتركة بالافراط في استخدام القوة والقتل خارج اطار القانون.

في السياق ذاته اعلن الجيش النيجيري انه قتل 20 اسلاميا من جماعة بوكو حرام في اشتباك مع الاسلاميين في ولاية بورنو شمال شرق البلاد. وقال المتحدث العسكري اللفتنانت كولونيل صغير موسى في بيان ان "ارهابيي بوكو حرام حاولوا مهاجمة ثكنة ولقد تم صد الهجوم، وادى الاشتباك الى مقتل 20 ارهابيا من بوكو حرام".

ووقع الهجوم في قرية مونغونو على بعد حوالى 200 كلم من عاصمة ولاية بورنو، مايدوغوري، التي تعتبر مهد جماعة بوكو حرام التي شنت فيها عددا من الهجمات الدامية. واضاف المتحدث العسكري ان المهاجمين الذين كانوا على متن ثلاث سيارات رباعية الدفع وثماني دراجات نارية، كانوا يحملون بنادق كلاشنيكوف وقاذفات صواريخ. واوقعت هجمات بوكو حرام في وسسط وشمال نيجيريا وقمعها من قبل الجيش ما لا يقل عن ثلاثة الاف قتيل منذ 2009.

من جهة اخرى قال شهود ومسؤول أمني إن مسلحين قتلوا ثمانية أشخاص في هجوم على مركز للشرطة وعلى بنك في شمال شرق نيجيريا في منطقة كثيرا ما يستهدفها متشددون إسلاميون. واستهدف المهاجمون بلدة جوزا القريبة من الحدود مع الكاميرون في ولاية بورنو النيجيرية وقال أحد سكان المنطقة "قتل ضابط شرطة المنطقة وشرطيان آخران عندما تعرض مركز الشرطة للهجوم كذلك لقي مدير بنك وأربعة آخرون حتفهم."

وتخشى الحكومات الغربية أن تكون جماعة بوكو حرام أو فصائل منها مرتبطة بجماعات أخرى في المنطقة من بينها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وهو جناح القاعدة في شمال أفريقيا. وتريد الجماعة النيجيرية إقامة دولة إسلامية في دولة مقسمة بالتساوي تقريبا بين المسيحيين والمسلمين. وتستهدف الهجمات في شمال نيجيريا المصالح الأجنبية على نحو متزايد لاسيما منذ بدء عملية تقودها فرنسا في شمال مالي. وأرسلت نيجيريا مئات الجنود إلى هناك للمشاركة في العملية.

في السياق ذاته اكد قائد القوات الخاصة الاميركية الاميرال وليام ماكريفن ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وجماعة بوكو حرام الاسلامية في نيجيريا "شريكان" وينبغي مكافحة الاثنين معا. واعتبر ماكريفن في جلسة استماع امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في معرض حديثه عن "تعقيد" تنظيم القاعدة، انه ينبغي "عدم عزل تنظيم بشكل خاص".

وتابع في شرحه لاعضاء مجلس الشيوخ "في افريقيا على سبيل المثال هناك تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ونحن نعلم انه شريك او مرتبط بجماعة بوكو حرام". واضاف "من المؤكد انه لا يسعنا ان نعزل تنظيما بشكل خاص ونأمل في حل المشكلة محليا عبر معالجتها في بلد محدد او مع منظمة معينة". وتابع "اذا استهدفنا القاعدة في المغرب الاسلامي فعلينا من دون شك استهداف بوكو حرام".

وفي اثناء زيارة الى النيجر اعتبر قائد القوات الاميركية في افريقيا الجنرال كارتر هام ان القاعدة في المغرب الاسلامي وبوكو حرام يسعيان الى "تنسيق قواهما". وقال ان "ما نعلمه هو ان بوكو حرام تنوي التوسع الى ما بعد حدود نيجيريا وتأمل في توسيع رقعة نفوذها". وشاطر هذا الراي رئيس اركان سلاح الطيران النيجيري الجنرال اولوسايي بتينرين الذي اكد ان لديه "اثباتات على العلاقات بين جماعة بوكو حرام والتدريبات والدعم التي يقدمها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي". وتبنت بوكو حرام في اواخر شباط/فبراير اختطاف عائلة من سبعة فرنسيين في شمال الكاميرون وبثت شريط فيديو للعائلة مطالبة الافراج عن جهاديين مسجونين في نيجيريا والكاميرون مقابل الافراج عنهم.

على صعيد متصل أظهرت صور فيديو، بثها تنظيم أنصار المسلمين في نيجيريا، جثثا يقول إنها للرهائن السبع، الذين اختطفهم. ولكن وزير الداخلية النيجيري، أبا مورو، قال "ليس هناك ما يؤكد مقتل الرهائن". وأضاف: "ما دام مقتلهم غير مؤكد فإن الجهود ستتواصل لضمان سلامتهم وتحريرهم". وكان تنظيم أنصار الإسلام، الذي يعتقد أنه متفرع عن شبكة بوكو حرام الإسلامية المتشددة، اختطف 7 عمال أجانب في موقع للبناء، شمالي ولاية بوشتي. ويحمل 4 من العمال المختطفين الجنسية اللبنانية، إضافة إلى بريطاني وإيطالي ويوناني.

ويقول التنظيم إنه اختطفهم انتقاما مما وصفها بالفظائع، التي ترتكبها الأمم الأوروبية في حق الإسلام. وقال وزير الخارجية البريطاني، وليم هيغ، إن عامل بناء بريطانيا من مدينة ليدز، يدعى برندان فوغن، يرجح أنه قتل على يد مختطفيه، رفقة ستة عمال آخرين، من جنسيات أجنبية. ووصف هيغ العمل بأنه "قتل بدم بارد لا يمكن تبريره ولا العفو عنه". وأكدت إيطاليا مقتل الرهائن السبع، بينما قالت اليونان إن المعلومات، التي لديها تشير إلى مقتل الرهينة اليوناني.

وعلل أعضاء التنظيم قتلهم للرهائن بمحاولة قوات بريطانية ونيجيرية التدخل لتحريرهم. وهو ما نفته الخارجية الإيطالية، حيث قالت: إن أيا من الحكومات المعنية لم تحاول تحرير الرهائن عسكريا". ووصفت عمل التنظيم المسلح بأنه "لا تفسير له إلا بالعنف الوحشي والأعمى". أما الجيش البريطاني فقال إن طائراته، التي شوهدت محلقة في سماء العاصمة النيجيرية أبوجا مؤخرا، كانت تحمل جنودا للمشاركة في العمليات العسكرية في مالي، ولم تكن من أجل تحرير الرهائن.

الى جانب ذلك دعا الزعيم الروحي لمسلمي نيجيريا الرئيس غودلاك جوناثان الى اصدار عفو عن المقاتلين المرتبطين بجماعة بوكو حرام الاسلامية المسؤولة عن مقتل مئات الاشخاص. وفي خطاب القاه في كادونا (شمال) خلال القمة السنوية لمسلمي نيجيريا، اعرب سلطان سوكوتو محمد سعد ابو بكر عن "قلقه العميق" لمشاكل انعدام الامن في البلاد في حين شنت بوكو حرام هجمات عدة في الشمال حيث الغالبية المسلمة. وقال "نود استغلال هذه الفرصة لنطلب من الحكومة وخصوصا فخامة الرئيس التفكير في اصدار عفو شامل عن كافة المقاتلين من دون تردد". واضاف "حتى وان كان شخص ارهابيا وفي حال تدين (الحكومة) الارهاب، على الحكومة ان تقبل بهذا الشخص وان ترى كيف يمكن استخدامه لبلوغ اشخاص اخرين".

وبوكو حرام التي تريد اقامة دولة اسلامية في شمال نيجيريا مقسمة الى عدة فصائل منها خلية قيادة تعتبر النواة الصلبة للجماعة. ويقول اخصائيون ان العديد من الشبان الذين يقاتلون الى جانب بوكو حرام انضموا اليها بسبب الفساد في قمة الدولة والفقر في الشمال لان الثروات منتشرة اكثر في الجنوب حيث الغالبية المسيحية.

وقال ابو بكر "في حال اصدار عفو نعتقد ان العديد من الشبان الذين تعبوا من الهرب والاختباء سيسلمون انفسهم وسيقبلون بالعفو". وخدم سلطان سوكوتو في صفوف الجيش النيجيري طوال 30 سنة قبل ان يتولى مهامه في 2006. وفي الماضي هاجمت بوكو حرام مسؤولين كبار مسلمين في الشمال معتبرة انهم يخونون الاسلام ويتعاونون مع الحكومة. وفي فيديو اعلن الزعيم المفترض لبوكو حرام ابو بكر شيخ ان الجماعة لن تبدأ حوارا مع الحكومة طالما يستمر توقيف واعتقال افرادها. وبوكو حرام مسؤولة عن مقتل مئات الاشخاص في شمال البلاد ووسطها منذ 2009.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16/آذار/2013 - 4/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م