في سوريا ... معارضة تحارب بالوكالة وتنشر الموت والدمار

 

شبكة النبأ: ما زالت أتون الحرب المشتعلة بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة متواصلة، مما يغذي العنف المتصاعد ويفشي الدمار، الذي وضع ابناء الشعب السوري داخل كارثة إنسانية متصاعدة منذ عامين تقريبا.

ويرى اغلب المحللين ان مساعي بعض الأطراف الإقليمي الى استعادت هيمنتها مجددا، ساهمت بشكل كبير في اشعال فتيل الحرب ذات الصبغة الطائفية بين أبناء الشعب السوري مما أدى إلى مأساة راح ضحيتها الآلاف من المدنيين في سوريا وشاعت الفوضى والدمار في بلاد بسبب الممارسات الارهابية من لدن الجماعات المسلحة المتردية، فضلا عن  التحركات  والتدخلات الواضحة في الساحة السياسية من قبل بعض الدول الاقليمية من خلال مواصلة الدعم اللوجستي والعسكري للجماعات المسلحة في سوريا ، واستخدام سلوك الاستثناء الذي يقود إلى الاستثناء بشأن التسليح والاعلام والانتهاكات الحقوقية.

لذا يرى الكثير من المحللين إن هذا الدعم المتواصل يساعد على تهيئة الظروف الملائمة لاستمرار دوامة العنف المتواصلة وبراثن الاقتتال الدموي في إطار حرب لن تكون كما تتمنها الإطراف المتنازعة.

فيما رأى بعض المراقبين الدوليين ان ما يسمى بالمعارضة السورية هي معارضة دموية بأجندات طائفية و شراذم تنشر الموت تقود حربا بالوكالة. فقد كتب دوغلاس الكسندر في صحيفة "الغارديان" مقالاً بعنوان "لا تؤججوا الصراع في سوريا"، وقال الكسندر إن "تقديم الدعم للمتمردين السوريين سيؤدي إلى نشوب حرب أهلية مأساوية في البلاد"، مضيفاً "علينا العمل مع روسيا لضمان عملية الانتقال السياسي في سوريا"، "قيام بريطانيا بتدريب مقاتلي الجماعات المسلحة في سوريا أثار حفيظة العديد من الأطراف في البرلمان البريطاني"

وأردف "قيام بريطانيا بتدريب مقاتلي المعارضة في سوريا أثار حفيظة العديد من الأطراف في البرلمان البريطاني"، موضحاً أنه "ليس علينا الاختيار بين زيادة الدعم العسكري للمعارضة أو عدم تقديم أي مبادرة، إذ صدر العديد من العقوبات الدولية على سوريا، إلا أنها لم تكن فعالة في إنهاء الصراع الدائر في البلاد".

ورأى الكسندر أن "للبنان دورا في المساعدة على وقف الإمدادات المالية التي تقوي نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وقال كاتب المقال إن السؤال الحقيقي الذي يدور في ذهن جميع الأطراف اليوم، هو ماذا بعد سقوط الأسد؟".

من جانبه قال مدير المخابرات القومية الأمريكية جيمس كلابر إن القوات التي تسعى إلى الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد ما زالت مجزأة وتجد صعوبة في احتواء تدفق المقاتلين المتشددين الاجانب.

وقال كلابر في جلسة للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأمريكي عن المخاطر الامنية العالمية ان أجهزة المخابرات الأمريكية لا تعرف إلى متى سيستطيع الرئيس السوري بشار الاسد الاحتفاظ بسيطرته على الحكم في البلاد.

واشار كلابر الى تزايد المقاتلين الأجانب بين معارضي الاسد وكثيرون منهم مرتبطون بجبهة النصرة المنبثقة عن القاعدة في العراق التي اكتسبت قوة في سوريا لأسباب من بينها تقديم خدمات للسكان الذين يعانون من ويلات الحرب منذ عامين.

بينما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بريطانيا قد تتجاوز حظرا للسلاح يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا بما يسمح بامداد مقاتلي المعارضة بأسلحة، وقال كاميرون أمام لجنة برلمانية ردا على سؤال عما إذا كانت بريطانيا قد "تستخدم حق النقض" ضد الحظر "أتمنى أن يمكننا اقناع الشركاء الاوروبيين اذا اصبح من الضروري اجراء تغيير آخر.. بأن يتفقوا معنا."

وأضاف قائلا "لكن إذا لم نتمكن من ذلك فليس مستبعدا أن نقوم بالأمور بطريقتنا. إنه أمر محتمل."

وحثت فرنسا الاتحاد الاوروبي على النظر مجددا في رفع حظر السلاح المفروض على سوريا الأمر الذي وضعها في خلاف مع ألمانيا التي قالت إن هذا يمكن أن ينشر الصراع في المنطقة.

المعارضة بالاختطاف

على صعيد ذو صلة أعربت الفنانة السورية رغدة، عن حزنها بسبب ما قالت إنها "عملية اختطاف" تعرض لها والدها المسن على يد مجموعة تطلق على نفسها "جيش الله الحر"، انتقاماً منها لموقفها السياسي المؤيد لنظام الرئيس بشار الأسد، وذلك بعد نشر صورة له.

وقالت رغدة، في حديث خاص لموقع CNN بالعربية، إنها "علمت بنبأ اختطاف" والدها عن طريق رسالة نصية أرسلت إلى هاتفها النقال، مشيرة إلى أن الخاطفين "طالبوها بدفع فدية" لكنها رفضت، وأضافت قائلة: "أنا في حالة صدمة منذ علمت بالخبر، خاصة أن صحة والدي لا تحتمل الخطف الذي قد يعرض حياته للخطر."

وأضافت: "هل يُعقل أن من أطلقوا على أنفسهم أحراراً ويدعون للحرية، أن يختطفوا مسناً ويطلبون فدية من أهله لمجرد أن أبنته مختلفة معهم في الرأي؟ هل هؤلاء من يطلقون على أنفسهم "الجيش الحر"، وهل هذه الحرية التي يريدون تطبيقها؟"

واستطردت: "أنا أعبر عن رأي وأؤيد نظام الأسد، ليس فقط تأييداً لشخصه بل رفضاً لأشخاص يحاولون زعزعة أمن سوريا."

من جهة أخرى تمكنت الصحافية الأوكرانية انهار كوتشنيفا التي اختطفت في سوريا من قبل مسلحين سوريين من الهروب بحسب ما أكدته أسرتها، وكانت كوتشنيفا اختطفت أثناء عملها في سوريا منذ تشرين الأول/أكتوبر، وقال ابن أخت الصحافية ديمترو استافوروف ان " كوتشنيفا في مكان آمن في العاصمة السورية"، وأكدت كييف ان كوتشنيفا "طليقة وفي آمان"، مضيفة "انها اتصلت بالسفارة الاوكرانية في سوريا".

وطالب الخاطفون بفدية تقدر بحوالي 50 مليون دولار امريكي لإطلاق سراحها، وهدد الخاطفون بقتل أي مواطن روسي أو أوكراني أو إيراني يقبضون عليه في سوريا.

وقالت كوتشنيفا لوكالة ريا نوفوستي انها "كانت محتجزة من قبل مايسمى الجيش السوري الحر بالقرب من حمص"، مشيرة الى انها "لم تتلق معاملة جيدة من قبل مختطفيها"، وأدان الاتحاد الدولي للصحافيين والاتحاد الأوروبي للصحافيين اختطاف الصحافية الأوكرانية انهار كوتشنيفا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16/آذار/2013 - 4/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م