تنظيم القاعدة... من الجيل الثاني الى ما بعده

 

شبكة النبأ: يعاني تنظيم القاعدة الذي يخوض حربا مفتوحة في العديد من الجبهات من مشاكل وتحديات كبيرة، أسهمت وبشكل مباشر بأضعاف قدرات هذا التنظيم الذي فقد الكثير من قادته الميدانين من جراء الضربات العسكرية النوعية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية والتي أصبحت تركز على اختيار قادة التنظيم في بلدان ومناطق مختلفة، وهو ما تسبب بحدوث انقسام داخلي بين أعضاء التنظيم خصوصا بعد مقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن بحسب بعض المراقبين، الذين أكدوا على ان مجموعة الوثائق المهمة التي تم الاستيلاء عليها في مخبأ بن لادن زعيم في باكستان قد أسهمت بكشف الكثير من الخفايا والاسرار الاستخبارية المهمة التي تتعلق بهذا التنظيم.

وبعد أقل من عامين على قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة يوجه مقتل القيادي الجزائري مختار بلمختار ضربة قوية لجهود التنظيم الرامية إلى استعادة تماسكه كقوة جهادية في العالم. وتشكك مصادر رسمية في مدى قدرة القاعدة على التأثير في فروعها بمنطقة شمال افريقيا وتقول إن حملة الطائرات الأمريكية بدون طيار المكثفة على معقل التنظيم في المناطق القبلية بباكستان على الحدود مع أفغانستان أضرت كثيرا بقدرته على القيادة والسيطرة.

لكن بلمختار الذي قالت تشاد إن قواتها قتلته في شمال مالي كان حلقة وصل مهمة بجذور التنظيم الجهادي حيث أنه تدرب في أفغانستان في مطلع التسعينيات وكان مقربا من القاعدة وفقا لما ذكره قياديان سابقان للمجاهدين. ويعتقد أن بلمختار كان العقل المدبر لعملية احتجاز رهائن في منشأة للغاز بالجزائر في يناير كانون الثاني وقد فوض نفسه لتمثيل قضايا جوهرية للقاعدة عندما طلب محتجزو الرهائن الافراج عن الشيخ المصري عمر عبد الرحمن وأستاذة علم الأعصاب الباكستانية عافية صديقي المحتجزين في سجون أمريكية.

واحتجاز الشيخ الضرير عبد الرحمن لضلوعه في تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 وعافية صديقي التي تربطها صلة نسب بخالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول بالولايات المتحدة من القضايا الحساسة للغاية في مصر وباكستان وتستخدمان لحشد الدعم لقضية تنظيم القاعدة وتجنيد مقاتلين وجمع أموال.

وقال كميل الطويل وهو صحفي بجريدة الحياة ومتخصص في شؤون الجهاد بشمال افريقيا إنه إذا تأكد مقتل بلمختار فإن ذلك سيوجه حتما ضربة للشبكات الجهادية في شمال افريقيا والساحل. وأضاف أن بلمختار من أقدم الشخصيات المعروفة بالمنطقة ويحظى بشبكة واسعة وقوية من الخلايا التي تضم محليين وأجانب.

ونقلت خدمة سايت المعنية بمتابعة مواقع المتشددين على شبكة الإنترنت عن جهادي نفيه ما جاء في تقارير أفادت بمقتل بلمختار وقوله إنه حي وسيبعث برسالة قريبا. ولم يرد تأكيد من خارج تشاد لمقتل بلمختار.

وقال الرئيس التشادي ادريس ديبي إن جنوده قتلوا أيضا عبد الحميد أبو زيد القيادي في تنظيم القاعدة في عملية بنفس المنطقة وهي منطقة جبال ادرار ايفوغاس في مالي على الحدود مع الجزائر. وقال مصدر أمني جزائري إن مقتل بلمختار "مرجح جدا". وشكك آخرون في الأمر وقالوا إن خبرته ومعرفته بالبيئة الصحراوية ربما ساعدته على الفرار بعد عمليات عسكرية قادتها فرنسا ضد الإسلاميين المتشددين في مالي هذا العام.

وسيكون مقتل هذين القياديين إذا تأكد ضربة قاصمة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وكان للمتشددين قبل طردهم من بلدات شمال مالي جذور عميقة بين السكان المحليين وجندوا الكثير من المقاتلين الجدد الذين يتوقع أن يستمروا في القتال. وسيكسر مقتل بلمختار وبشكل أكبر من مقتل أبو زيد سلسلة متصلة بين المنتمين لفكر القاعدة من موريتانيا في الغرب وتتجه شرقا عبر مالي إلى ليبيا ومصر والصومال ونيجيريا واليمن وباكستان.

ويجيء هذا في وقت ينبغي أن يثبت فيه أيمن الظواهري خليفة بن لادن أهليته للحفاظ على وحدة أجزاء القاعدة المختلفة. ولا يتمتع الظواهري بالمكانة الرمزية التي كان يتمتع بها بن لادن الذي نجح في لعب دور القوة الموحدة قبل أن تقتله قوات أمريكية في بلدة ابوت اباد الباكستانية في مايو ايار عام 2011 .

وقال ارسلان تشيخاوي وهو محلل أمني ورئيس شركة استشارات مقرها الجزائر إن أحد التحديات الرئيسية التي سيواجهها الظواهري هو طمأنة أعضاء القاعدة إلى انه لن يتبع بصفته زعيم التنظيم استراتيجية تركز على مصر. وأضاف في تقرير صدر في وقت سابق أن على الظواهري أن يعمل على نحو خاص لإبقاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في جانب شبكة القاعدة وإقناعهما بأن مصلحتهما في البقاء داخل التنظيم لا خارجه.

ورغم أن مقاتلين أكثر شبابا سيظلون يدعمون أيديولوجية القاعدة فإن بلمختار كان أو لا يزال آخر قدامى حركة الجهاد بمنطقة الساحل. وقال قياديان سابقان للمجاهدين كانا يعرفان بلمختار إنه كان في التاسعة عشر من العمر عندما وصل إلى أفغانستان عام 1991 . وقضى عاما ونصف العام هناك وفقد عينه خلال درس لتعلم صنع القنابل قبل أن يعود إلى الجزائر للمشاركة في الصراع الدامي هناك.

وأصدر اد رويس رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي بيانا وصف فيه بلمختار بأنه "واحد من أكثر الإرهابيين مراوغة وخطورة في شمال افريقيا." وإبرازا لأهميته أضاف البيان أن "وكالة المخابرات المركزية تتعقب بلمختار منذ أوائل التسعينيات." وانضم بلمختار والعديد من الإسلاميين الجزائريين الذين خاضوا الحرب الأهلية رسميا إلى القاعدة عندما غيرت جماعته اسمها إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عام 2007 .

وقبل الهجوم على منشأة الغاز الجزائرية في ان اميناس مما أسفر عن مقتل أكثر من 60 شخصا قال بعض الخبراء إن بلمختار ابتعد عن الجهاد ومال للخطف وتهريب الأسلحة والسجائر في منطقة الصحراء مما أكسبه لقب "السيد مارلبورو". لكن بلمختار أعلن في فيديو صدر العام الماضي ولاءه للظواهري وللملا محمد عمر زعيم حركة طالبان الأفغانية. ولم يبتعد بلمختار عن الجهاد لكنه ضم إليه نشاطات التهريب والخطف لجمع الأموال.

ومما يبرز اتساع تأثيره جغرافيا يحظى بلمختار بتأييد في موريتانيا وهي قاعدة عمليات قديمة بالنسبة له. ويتردد أيضا أنه اشترى أسلحة من جهاديين في ليبيا ضمن كمية سلاح ضخمة وجدت كذلك طريقا إلى أيدي إسلاميين متشددين في شبه جزيرة سيناء المصرية بعد الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011 .

ولا يعرف الكثير عن خطط الظواهري لبسط نفوذه على الأجزاء المتشرذمة للقاعدة حفاظا على تماسكها العالمي ووجودها بعد انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بزعماء كان التنظيم يعارضهم. لكن المحلل الجزائري تشيخاوي قال إن الظواهري ضم في الدائرة المقربة منه بالقيادة المركزية رجالا من شمال افريقيا لهم صلات بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي للتركيز أولا على ليبيا والجزائر والساحل. وكتب تشيخاوي أن الظواهري يرى في ليبيا تحديدا "قاعدة خلفية محتملة لمصر التي تعتبر مفتاح العالم العربي". وبعد أن يضمن بقاء تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في التنظيم سيسعى الظواهري لبقاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أيضا. ومقتل بلمختار إذا تأكد سيزيل لاعبا مهما في الساحة..

في السياق ذاته أكدت أحد المسؤولين الأمريكيين على مقتل عبدالحميد أبوزيد القيادي بتنظيم القاعدة بشمال أفريقيا، بعد غارة جوية شنها سلاح الجو الفرنسي والتشادي، وأشار المسؤول "أبوزيد يعتبر عضوا مؤثرا في تنظيم القاعدة بشمال أفريقيا، وخصوصا في مالي." ونقلت وسائل إعلام فرنسية على لسان ضباط بأن مقتل أبوزيد جاء بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي في الأيام الأخيرة جراء الغارات الجوية التي أودت بحياة العديد من مقاتلي التنظيم.

وتأتي هذه التصريحات بعد أن إعلان القوات الفرنسية عن مقتل أبوزيد في وقت سابق بعد غارة جوية شنها سلاح الجو الفرنسي في مالي. ويشار إلى أن أبوزيد يعتبر أحد أعند المقاتلين في تنظيم القاعدة حيث يعد مسؤولا عن اختطاف ما لا يقل عن 12 رهينة أجنبية، قتل منها اثنان حتى الآن.

الى جانب ذلك كشف العدد الأخير من مجلة "إنسباير"، التي يصدرها تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، الغموض الذي أحاط بشخصية أحد قياديي التنظيم في اليمن، بعدما شغل اهتمام دوائر الاستخبارات في الولايات المتحدة والغرب طويلاً، حيث كان يعمل كناطق باللغة الإنجليزية باسم التنظيم. ويتضمن العدد العاشر من مجلة "إنسباير"، أو "الإلهام"، والذي يحمل تاريخ "ربيع 2013"، الذي كشفت عنه عدة مواقع تابعة لتنظيم القاعدة ، عدداً من الموضوعات اللافتة، منها مقالات تدعو لشن عمليات "جهادية" ضد الغرب "الصليبي"، كما أبرز العمليات التي تشنها القوات الفرنسية ضد الإسلاميين في مالي.

ومن أبرز ما تضمنه العدد الجديد كشف شخصية "أبو يزيد القطري"، الذي ظهر أواخر العام 2011، كمتحدث باسم القاعدة باللغة الإنجليزية، خلفاً للأمريكي من أصل يمني، أنور العولقي، الذي قُتل مع أمريكي آخر من أصل باكستاني، هو سمير خان، في غارة جوية نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار، في وقت سابق من نفس العام. وظهر أبو يزيد في عدد من مقاطع الفيديو التي بثتها مواقع "جهادية"، وقد ظلل وجهه لإخفاء ملامحه، وكان يتحدث الإنجليزية بلكنة، وكان يضع نظارات طبية، وتكسو وجهه لحية سوداء كثيفة، ولم يكن أحد من المحللين أو المعنيين بـ"مكافحة الإرهاب"، في ذلك الوقت، لديه أي معلومات حول حقيقة المتحدث الجديد باسم القاعدة.

وكشف العدد الأخير من "إنسباير" النقاب عن أن أبو يزيد قُتل خلال إحدى المعارك في جنوب اليمن، ولفت إلى أنه ينتمي لـ"أسرة عريقة" في اليمن، وكان في بداية العشرينيات من عمره، وأمضى معظم حياته في قطر، قبل أن يسافر إلى بريطانيا، قبل عدة سنوات، لنيل درجة علمية في أحد التخصصات العلمية التي لطالما شغف بها. إلا أن الشاب اليمني، سرعان ما خاب أمله بسبب "نفاق الغرب"، بحسب التقرير، وقرر على الفور إنهاء دراسته والعودة إلى بلاده، حيث انضم إلى "الجهاديين" في اليمن.

على صعيد متصل نشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية تقريرا شارك في إعداده ثلاثة من صحافييها هم ديبورا هينز ومايكل ايفانز وشيرا فرينكل يعرض مخاوف بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل من احتمال وقوع أسلحة إستراتيجية تقليدية سورية بكميات كبيرة في أيدي رجال تنظيم "القاعدة" في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وهنا نص التقرير: "حذر مسؤولون من ان بريطانيا والولايات المتحدة، المنشغلتان بأسلحة سوريا الكيماوية، تخفقان في التركيز على منع سقوط مخازن ضخمة من الاسلحة التقليدية في ايدي تنظيم "القاعدة" عندما ينهار نظام الأسد.

واثار سقوط الحكومة الليبية في 2011 تدفقاً للبنادق، والذخائر والمدافع الثقيلة الى السوق السوداء على نحو شكل انقلاباً وزود الجماعات المتشددة في أنحاء شمال افريقيا والشرق الاوسط بالاسلحة. ويمكن ان يؤدي انفجار الدولة من الداخل في سوريا، بمخزونها من الصواريخ الاكبر والاكثر تطوراً، الى تغيير قدرات الجماعات الإرهابية في المنطقة، حسب تحذير خبراء.

وقال البريغادير مايكل هيرتزوغ، وهو ضابط متقاعد في الجيش الإسرائيلي: "هناك مخزون استراتيجي ضخم من (الأسلحة) التقليدية في سوريا. وعندما يسقط الاسد، من سيتحكم في هذا المخزون؟". واضاف: "بينما يركز المجتمع الدولي (وبالدرجة الاولى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة) ولاعبون اقليميون مهمون الاهتمام والتخطيط للطوارئ على المخزون الكيماوي... لا يبدو انهم يعيرون اهتماماً كافياً ويطورون نفس خطط الطوارئ بدرجة كافية للحيلولة دون سقوط الاسلحة الاستراتيجية التقليدية في الايدي الخطأ في سوريا". وتابع: "اسرائيل تركز بصورة جيدة جداً على هذا التحدي".

وتصعد السلطات الاسرائيلية، القلقة من اكتساب حزب الله اللبناني المدعوم من ايران صواريخ "سكاد" وصواريخ اخرى طويلة المدى، جهودها لرصد تحركات اسلحة سوريا التقليدية. وقال البريغادير هيرزوغ ان انتشار اسلحة سوريا، بالاضافة الى تهديده اسرائيل، يمكن ان يكون له تأثير كبير في زعزعة استقرار المنطقة برمتها، اذا اضيف الى انتشار اسلحة ليبيا.

ورأى ان "هذا (المخزون السوري) يمكن ان يجعل الوضع اسوأ. انه مخزون اكبر وبعض الاسلحة متطورة الى ابعد حد يمكن تصوره". وتابع قائلاً: "الاسلحة من الصراع الليبي ظهرت في سوريا، وغزة، وسيناء ومالي. انها في كل مكان. انها في كل انحاء الشرق الاوسط. واذا اضفت هذا الى حقيقة ان المجموعات الجهادية تتكاثر كالفطر في كل ارجاء الشرق الاوسط... فان هذا خطير جداً".

وعلم ان بريطانيا تعي المشكلة ولكن احتواء خطر ضياع عشرات آلاف الصواريخ سيتطلب عملية ضخمة، تشتمل على قدرات جوية وربما نشر قوات برية – وهو ما يبدو ان الحكومة متمنعة عن السماح به. وتقر الولايات المتحدة بان منع سقوط اسلحة سوريا التقليدية في ايدي مجموعات ارهابية هو تحد ضخم، وشبه مستحيل.

وقال مسؤول اميركي: "ثمة قلق جدي بشأن انتشار الاسلحة التقليدية من داخل سوريا". واضاف: "نحن قلقون مما سيفعله نظام الحكم السوري بها ومما يمكن ان تفعله بها العناصر المارقة مما يسمى المعارضة. صحيح ان تركيزنا الرئيسي منصب على اسلحة سوريا الكيماوية والبيولوجية، ولكن ابقاء اعيننا على كل الاسلحة التقليدية يشكل تحدياً". وزاد المسؤول: "في وسط الازمة في سوريا من الصعب جداً التخطيط لحصر للاسلحة بينما لا نعلم كيف سيكون شكل حكومة التالية لنظام الاسد".

ويشعر المسؤولون الغربيون والاسرائيليون ايضاً بالقلق من ان الأسلحة التي تعطى لجماعات المسلحة التي تقاتل ضد الرئيس الاسد من جانب دول عربية متعاطفة تستخدم من جانب "القاعدة" وجماعات اخرى متشددة. وقال مسؤول عسكري اسرائيلي يوجد مقره في شمال البلاد: "من ناحية هناك قدر كبير من الضغط على العالم الغربي لتعزيز (امدادات) الاسلحة الى الجماعات المعتدلة، التي نسميها صديقة، لتكون على درجة من القوة في الميدان مساوية للجماعات التي يمكن انها تحصل على دعم من حركات اسلامية. ومن جهة اخرى، بمجرد ان ترسل اسلحةً الى مكان ما، لن يكون بوسعك ان تتحكم في الى اين تذهب. والخوف هو ان نفس البندقية التي تستخدم لقتل جندي سوري ستستخدم يوماً ما لقتل جندي اسرائيلي".

من جانب اخر اعلنت وزارة العدل الاميركية ان محكمة بفلوريدا (جنوب شرق الولايات المتحدة) اتهمت اماما في ميامي بتقديم دعم لمنظمة ارهابية هي طالبان باكستان. وبعد محاكمة استمرت شهرين، اقر حافظ محمد شير علي خان بما نسب اليه وسوف يصدر الحكم بحقه في 30 ايار/مايو. وفي حال ثبتت التهمة عليه، فان حكما بالسجن يصل حتى 15 عاما سيصدر بحق امام مسجد ميامي لكل من تهمة التآمر لتقديم دعم وتقديم دعم مادي للقيام بعمليات قتل وعمليات بتر أعضاء وخطف أشخاص في الخارج وكذلك تقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية أجنبية.

وقال المدعي العام في فلوريدا الجنوبية ويفريدو فيرير في بيان للوزارة "بالرغم من انه امام او زعيم روحي، فان حافظ خان ليس باية حال رجل سلام". وحسب العناصر التي قدمت خلال المحاكمة، فان خان حول اموالا من الولايات المتحدة الى حسابات في مصرف بباكستان تعود لمناصرين لحركة طالبان بهدف المساعدة على شراء اسلحة للناشطين ودعم قضية طالبان. وقام ايضا بحملة دعائية في الولايات المتحدة لجمع اموال لهذه الغاية.

وتبين ان امام ميامي كان يريد مساعدة طالبان في معركتها ضد الحكومة الباكستانية وحلفائها ومن بينهم الولايات المتحدة. وقد ايد قيام عمليات قتل وخطف وبتر اعضاء من اجل تسهيل عملية الاطاحة بحكومة اسلام اباد وفرض الشريعة الاسلامية. واسس خان ايضا مدرسة قرآنية في باكستان لمجاهدي طالبان وتبين حسب محادثة تم تسجيلها انه "درب اطفالا على قتل اميركيين في افغانستان".

في السياق ذاته رفض النائب العام الأمريكي، إريك هولدر، استبعاد إمكانية استخدام طائرات تعمل دون طيار ضد مطلوبين أمريكيين على أراضي الولايات المتحدة، مضيفا أن هذا الأمر لم يحصل من قبل، ولكنه لم يستبعد اللجوء إلى هذا الخيار في الحالات القصوى. وجاءت مواقف هولدر هذه على خلفية الجدل حول تعيين جون برينان في منصب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية CIA، إذ سأل النائب الجمهوري، راند بول، عن موقف الإدارة حيال هذا النوع من الغارات، طالبا توضيحات رسمية.

ورد هولدر في رسالة إلى بول قائلا إنه "يفترض إمكانية" تخيل حصول الأمر في ظل "ظروف غير اعتيادية تكون فيها (مثل هذه العمليات) ضرورية ومناسبة" وبما يتوافق مع صلاحيات الرئيس الأمريكي في استخدام القوة القاتلة ضمن الولايات المتحدة. وأضاف هولدر أن من بين تلك الحالات إمكانية توجيه الرئيس أوامر "لحماية الأراضي الأمريكية" في حال وجود تهديد يشبه هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي نفذها تنظيم القاعدة.

من جانبه أعرب بول عن عدم رضاه حيال الرد قائلا إن رفض هولدر استبعاد حصول غارات ضد مواطنين أمريكيين على الأراضي الأمريكية "أمر مرعب" وبخالف الدستور. يذكر أن قضية استخدام الطائرات العاملة دون طيار ضد مواطنين أمريكيين كانت قد طرحت على بساط البحث بشكل واسع بعد عملية تصفية القيادي في تنظيم القاعدة، أنور العولقي، بضربة استهدفته في مكان وجوده باليمن، علما أن يحمل الجنسية الأمريكية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12/آذار/2013 - 30/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م