
شبكة النبأ: استحوذت قضايا الاقتصاد
الامريكي على معظم خطاب الرئيس الامريكي باراك أوباما الاخير الذي
القاه في الكونغرس، متعهدا الرئيس باعطاء تلك القضايا اهتمامه الاول
ومنها معدل البطالة الذي يقف عند 7.9 في المئة وشاب فترة رئاسته الاولى
محاولا الاستفادة من قوة الدفع التي اكتسبها مع اعادة انتخابه في
نوفمبر تشرين الثاني.
وبينما عرض أوباما بعض التنازلات المحدودة للجمهوريين فيما يتعلق
بخفض الانفاق أيد الرئيس الديمقراطي زيادة الضرائب على الاثرياء وخطة
انفاق قيمتها 50 مليار دولار لخلق وظائف من خلال اعادة بناء شبكة الطرق
والجسور. فيما لم يغب الشرق الاوسط تماما عن ذلك الخطاب.
وشكلت كلمه اوباما اهمية كبيرة نظرا لكونها توضح خارطة طريق بلاده
في هذه الفترة المأزمة.
وكانت رسالة أوباما بشكل عام هي أن هناك أمورا أخرى مهمة إلى جانب
شغل الجمهوريين الشاغل المتمثل في خفض العجز في الموازنة العامة وذلك
قبل ثلاثة أسابيع فقط من احتمال حدوث خفض تلقائي للانفاق على مستوى
البلاد.
وقال أوباما للكونجرس إن هذه الأمور الأخرى تشكل بعض القضايا التي
عادة ما يهتم بها الليبراليون مثل رفع الحد الأدنى للأجور ومتابعة
مبادرات حماية البيئة وأمورا حظيت بدعم الحزبين مثل إصلاح قوانين
الهجرة والحد من العنف المسلح. وقال أوباما "اغلبنا متفق على ان جدول
أعمالنا يجب أن يتضمن خطة لخفض العجز... لكن لنكن واضحين: خفض العجز
وحده لا يمثل خطة اقتصادية."
وقبل ان يكمل أوباما خطاب اتهمه جون بينر رئيس مجلس النواب وزعيم
الجمهوريين في الكونجرس بتكرار سياسة فشلت في اصلاح الاقتصاد الامريكي.
وقال بينر في بيان صدر بينما كان أوباما مازال يلقي خطابه ان الرئيس
الديمقراطي لم يقدم "أكثر من نفس السياسات...التي فشلت في اصلاح
اقتصادنا واعادة الامريكيين الى العمل." وأضاف بينر في بيانه "الرئيس
كان أمامه فرصة هذه الليلة ليعرض حلا لكنه أضاعها." وكان رئيس مجلس
النواب يجلس خلف أوباما بينما كان يلقي خطاب حالة الاتحاد وقطب النائب
الجمهوري جبينه مرارا طوال الساعة التي استغرقها الخطاب.
ومع الانقسام الحاد الذي تشهده واشنطن بدا من المستبعد ان يحقق خطاب
أوباما الكثير فيما يتعلق بمساعدة الرئيس الديمقراطي ومعارضيه
الجمهوريين على إيجاد أرضية مشتركة للتخفيف من حدة الخلافات الفكرية
بين الطرفين. فهو لم يعرض تنازلات جديدة ملموسة من جانبه.
وكان احساس اوباما بحرج الموقف والاحباط ظاهرا. فقد انتقل مرارا بين
ملاطفة المشرعين وتقريعهم بينما كان يستعرض بالتفصيل رؤيته لإدارة أكثر
سعيا للإصلاح في نغمة يكرهها المحافظون وميزت خطاب تنصيبه لفترة ولايته
الثانية يوم 21 يناير كانون الثاني الماضي.
وحث أوباما الجمهوريين على حل الخلافات المتعلقة بالميزانية
والأوضاع المالية بدون اللجوء لإثارة المشاعر قائلا "الشعب الأمريكي لا
يتوقع من الحكومة أن تحل كل المشاكل. إنه لا يتوقع من الموجودين في هذه
القاعة أن يتفقوا على كل الأمور. لكنه يتوقع منا أن نضع مصلحة الأمة
قبل مصلحة الحزب."
ويدرك اوباما أن الوقت يمضي سريعا. وهو لم يتمكن من تحقيق وعده في
فترة ولايته الأولى بأن يكون رئيسا قادرا على إحداث تحول في البلاد
وتجاوز المصالح الحزبية فيما يرجع جزئيا إلى الصراعات المتعلقة
بالميزانية.
ويجمع المراقبون في واشنطن على أن أمامه فرصة محدودة ربما لا تمتد
أكثر من عام ونصف العام للاستفادة من ارتباك الجمهوريين بعد الانتخابات
والدفع بأولوياته في الكونجرس قبل ان يجد نفسه في مأزق.
والعديد من الخطط الاقتصادية التي عرضها في خطاب حالة الاتحاد
مألوفة ومنها مقترحات رفضها الجمهوريون من قبل مثل تخصيص تمويل جديد
لتحديث البنية الأساسية وتعزيز الانتاج الصناعي وخلق فرص عمل في قطاع
الانشاءات والعمل على تخفيف الاعباء عن كاهل أصحاب قروض الإسكان.
لكن أكثر ما يتوقع أن يعترض عليه الجمهوريون قد يكون دعوة أوباما
لزيادة الحد الأدنى للأجور إلى تسعة دولارات للساعة وهي فكرة ليبرالية
في الأساس وكذلك مطلبه أن ينتهج الكونجرس "حلا يعتمد على اقتصاديات
السوق" للتغير المناخي مع تحذير يفيد إنه إذا لم يتخذ المشرعون إجراء
قريبا "فسأفعل أنا هذا".
ومن المتوقع كذلك أن يعارض الجمهوريون دعوة أوباما لبرنامج لتوسيع
نطاق التعليم التمهيدي السابق لمرحلة التعليم الأساسي بحيث يشمل أبناء
الاسر محدودة الدخل. وليس هناك شك في أن الرئيس يعلم أن العديد من هذه
المقترحات خاصة التي تحتاج لانفاق قد تلقى رفضا بالكونجرس فور عرضها
عليه.
لكنه ربما يعول على اتهام الجمهوريين بالتعطيل في انتخابات التجديد
النصفي المقررة في 2014 -كما فعل بنجاح نسبي في حملته عام 2012- بينما
يسعى الديمقراطيون لاستعادة السيطرة على مجلس النواب.
وفيما يلي مقتطفات متعلقة بالسياسة الخارجية في أوباما بحسب وكالة
رويترز:
الشرق الاوسط: "في الشرق الاوسط سنقف مع المواطنين بينما يطالبون
بحقوقهم العالمية وسندعم انتقالا مستقرا إلى الديمقراطية.. العملية
ستكون حرجة ولا يمكننا افتراض أن نملي مسار التغير في دول مثل مصر لكن
يمكننا وسنصر على احترام الحقوق الاساسية لجميع الناس."
إيران: "يتعين على زعماء إيران ان يعترفوا بانه حان الوقت لحل
دبلوماسي لأن هناك ائتلافا يقف متحدا في المطالبة بأن يفوا بالتزاماتهم
ونحن سنفعل كل ما هو ضروي لمنعهم من الحصول على سلاح نووي."
سوريا: "سنواصل الضغط على النظام السوري الذي يقتل شعبه وسندعم
زعماء المعارضة الذين يحترمون حقوق كل السوريين."
إسرائيل: "سنقف بثباب مع إسرائيل سعيا إلى الامن وسلام دائم. هذه هي
الرسائل التي سأنقلها عندما أزور إسرائيل والشرق الاوسط الشهر القادم."
روسيا: "سنعمل مع روسيا سعيا إلى مزيد من التخفيضات في ترساناتنا
النووية وسنواصل قيادة المسعى العالمي لتأمين المواد النووية التي قد
تسقط في الايدي الخاطئة.. لأن قدرتنا على التأثير في الاخرين تعتمد على
استعدادنا للقيادة."
أفغانستان: "الليلة نقف متحدين في تحية الجنود والمدنيين الذين
يضحون كل يوم لحمايتنا. بفضلهم يمكننا ان نقول بثقة ان أمريكا ستكمل
مهمتها في أفغانستان ونحقق اهدافنا لهزيمة مركز القاعدة. لقد أعدنا
بالفعل إلى الوطن 33 ألف من جنودنا الشجعان. هذا الربيع ستتحول قواتنا
إلى دور للدعم بينما تتولى قوات الامن الأفغانية الدور القيادي. الليلة
يمكنني ان اعلن انه على مدى العام القادم سيعود 34 ألف جندي أمريكي
آخرين إلى الوطن من أفغانستان. هذا الخفض لعدد الجنود سيستمر. وبحلول
نهاية العام القادم ستكون حربنا في أفغانستان قد انتهت."
"بعد 2014 سيستمر التزام أمريكا بأن تكون أفغانستان موحدة وذات
سيادة لكن طبيعة التزامنا ستتغير. اننا نتفاوض على اتفاقية مع الحكومة
الأفغانية تركز على مهمتين: تدريب وتسليح القوات الأفغانية حتى لا
تنزلق البلد مرة اخرى إلى الفوضى وجهود مكافحة الإرهاب التي ستسمح لنا
بملاحقة فلول القاعدة وأذنابها."
القاعدة: "ظهرت جماعات مختلفة تابعة للقاعدة وجماعات متطرفة من شبه
الجزيرة العربية إلى افريقيا. التهديد الذي تمثله هذه الجماعات يتطور.
لكن للتصدي لهذا التهديد فاننا لا نحتاج إلى ارسال عشرات الالاف من
ابنائنا وبناتنا إلى الخارج او احتلال دول اخرى. بدلا من ذلك سنحتاج
إلى مساعدة دول مثل اليمن وليبيا والصومال للقيام على امنها ومساعدة
الحلفاء الذي يأخذون المعركة إلى الإرهابيين مثلما نفعل في مالي.
وحيثما يكون ضروريا فاننا من خلال مجموعة من القدرات سنواصل اتخاذ
اجراءات مباشرة ضد اولئك الإرهابيين الذين يشكلون أخطر تهديد
للأمريكيين." |