المريخ... كوكب يسرق الاضواء مجددا

 

شبكة النبأ: تتواصل الأبحاث والدراسات التي يقوم بها علماء الفضاء في سبيل الوصول الى نتائج جديدة واستكشافات مهمة قد تفيد الإنسان او قد تسهل عليه معرفة بعض المعلومات التي قد تساعد بحل العديد من المشاكل التي يمر بها كوكب الأرض، وبحسب بعض العلماء فأن إن الدراسات التي تقوم بها ناسا على الكوكب المريخ في سبيل التعرف على بعض أسرار هذا الكوكب والبحث عن مكونات الحياة الأساسية فيه ربما ستسم بتغير الواقع الحالي، خصوصا بعد ان توصلت الى بعض المعلومات الجديدة ، من خلال المسبار الجديد كِريوسيتي الذي يحمل 10 أجهزة متطورة جداً شاملةً جهاز ليزر قوي يستطيع إذابة الصخور على بعد 9 أمتار، ويحمل كذلك مختبراً كيميائياً نقّالاً لتحرير مكونات الصخور، بجانب تجهيزه بذراع آلية قوية قادرة على الحفر في الصخور والتربة.

وفي هذا الشأن قال عالم من مهمة كوريوسيتي ان الصخرة الاولى التي حللها جهازان منصوبان على الروبوت الاميركي في المريخ لها تركيبة غير مألوفة مقارنة مع ما هو معروف عن الكوكب الاحمر حتى الان. فتركيبة هذه الصخرة التي يبلغ حجمها حجم كرة قدم تشبه صخورا نادرة لكنها معروفة على الأرض ناجمة عن براكين.

واوضح ادوارد تولبير من معهد كاليفورنيا للتنكولوجيا واحد العلماء الرئيسيين في مهمة كوريوسيتي "هذه الصخرة قريبة جدا في تركيبتها الكيميائية من نوع من الصخور نجده في مناطق بركانية كثيرة". واضاف "لكن مع نموذج واحد على سطح المريخ حتى الان من الصعب القول ما اذا كانت العملية نفسها التي شهدتها الارض انتجت هذه الصخرة ايضا" مضيفا انها "فرضية منطقية لتفسير اصلها".

وعلى الارض تتشكل هذه الصخور عادة في غلاف الكوكب تحت القشرة انطلاقا من تبلور الصهارة الغنية نسبيا بالمياه تحت ضغط عال جدا على ما اوضح العالم. والصخرة التي اطلق عليها اسم "جايك ماتييفيتش" درسها عن بعد المطياف الذي يعلم باشع والسينية لجزئيات الفا الموصول بالذراع الالية للروبوت. وسيحلل كوروسيتي المجهز بعشرة اجهزة علمية تركيبة عينة اولى من رمل المريخ. كان الروبوت الذي توقف عند كومة من الرمل اخذ عينة اولى من التراب لتنظيفها ومعرفة تركيبتها الجيولوجية.

من جهة اخرى قالت الناسا ان الجسم البراق الذي رصد على الارض قرب الروبوت قبل ايام ليس سوى قطعة بلاستيكية متأتية من حماية كوريوسيتي ولا تؤثر بتاتا على عمل الروبوت. وتستمر مهمة كوريوسيتي على سطح المريخ عامين، وتبلغ كلفتها 2,5 مليار دولار. والوجهة الاولى التي يقصدها الروبوت الان هي منطقة غلينيلغ المهمة جيولوجيا اذ تتقاطع فيها ثلاثة انواع من التربة. بحسب فرنس برس.

وتأمل وكالة الفضاء الاميركية ناسا بالعثور في تلك المنطقة على حجارة ينطوي تحليلها على كشوفات هامة، وهي تعتزم القيام هناك باول عملية حفر على سطح المريخ. والوجهة الاخيرة لكوريوسيتي على سطح المريخ هو سفح جبل شارب، الذي يبعد ثمانية كيلومترات عن موقعه الحالي، وقد يستغرق الوصول الى هذه الوجهة ثلاثة اشهر اذا ما استمر الروبوت في التحرك بواقع مئة متر يوميا.

مؤشر غير أكيد

في السياق ذاته رصدت أجهزة الروبوت "كوريوسيتي" عنصرا عضويا بسيطا على سطح المريخ، لكن يبقى على العلماء ان يحددوا إذا كان هذا العنصر يعود فعلا للكوكب الاحمر حيث لم يعثر بعد على أي أثر للمواد العضوية المعقدة الضرورية لنمو الجراثيم. وخلال مؤتمر صحافي، صرح بول ماهافي من مركز غودارد التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) "إحدى المواد التي رصدتها أداة سام لاختبار العينات على سطح المريخ هي عنصر عضوي مؤلف من الكربون الضروري للحياة".

لكنه أوضح أنه ما من دليل قاطع في هذه المرحلة على وجود مواد عضوية على سطح المريخ، مضيفا "سوف نواصل أبحاثنا في محيطات أكثر تنوعا من فوهة غيل" حيث حط "كوريوسيتي". وقد رصدت تحليلات عينات الرمال المستخرجة من سطح المريخ والتي سخنت لتحديد تركيبتها الغازية، جزيئات مياه وكبريت وربما البيلكلورات المؤلف من الأكسيجين والكلور. لكنه لم يتم العثور بعد على أي عنصر معقد مشتق من الكربون هو ضروري لنمو الجراثيم. وحتى الآن، تعتبر التركيبة الكيميائية لسطح المريخ التي حللها "كوريوسيتي" شبيهة لتلك التي حللها روبوتات اميركية أخرى في مناطق أخرى من الكوكب الأحمر، مثل "فينيكي" و"أوبورتونيتي".

وقال جون كروتزينغر المسؤول عن مهمة كوريوسيتي "مع اننا رصدنا مكونا عضويا، لكن علينا ان نثبت اول شيء انه يعود فعلا لكوكب المريخ". وشرح قائلا ان "الكثير من المواد العضوية والمواد الكونية تسقط على سطح الكواكب" في النظام الشمسي، ولم يستبعد ان يكون مصدر هذا المكون العضوي كوكب الارض نفسه وان يكون الروبوت كوريوسيتي نفسه هو المسؤول عن نقله الى المريخ.

واضاف "ينبغي اولا الاجابة على سؤال اكثر تعقيدا حول وجود مواد بيولوجية"، مشيرا الى صعوبة العثور على اثار حياة او مكونات عضوية في الصخور. وتابع المسؤول قائلا "علينا اذن ان نأخذ وقتنا، وبعد ذلك سيكون من دواعي سرورنا الاعلان عن اي جديد هام قد نكتشفه".

ويعتقد العلماء ان لديهم حظوظا اكبر بالعثور على مواد عضوية معقدة ضرورية لتشكل الحياة في جبل "مون شارب" الذي يبلغ ارتفاع قممه 5500 متر، وهو الوجهة النهائية للروبوت كوريوسيتي. وكان مدير مهمة كوريوسيتي جون غروتزينغر قد أعلن في وقت سابق ان الروبوت قام باكتشاف "سيدخل صفحات التاريخ"، ما اثار تكهنات واسعة. ورفض جون غروتزينغر الادلاء بأي تفاصيل قائلا انها معلومات اولية لا بد من التأكد منها في إجراءات قد تستغرق أسابيع. بحسب فرنس برس.

لكن وكالة الفضاء الاميركية عمدت بعد ذلك الى تفتير حماسة هذه التصريحات. وكان الروبوت كوريوسيتي قد عثر في الاشهر الماضية على حصى وحجارة من مجرى نهر سابق، مؤكدا النظريات بشأن وجود ماء على سطح المريخ في الماضي، وهو الاكتشاف الاهم في هذه المهمة حتى الآن، بحسب احد العلماء العاملين في المهمة.

في العام 2020

الى جانب ذلك أعلنت وكالة الفضاء الأميركية ناسا انها تعتزم ارسال روبوت جديد الى كوكب المريخ في العام 2020، دون ان تحدد طبيعة مهمته. وقال مدير وكالة ناسا تشارلز بولدن في بيان ان "ادارة (الرئيس باراك) اوباما ملتزمة اجراء استكشاف جديد للمريخ" مشيرا الى ان هذه المهمة المرتقبة "من شأنها ان تبقي اميركا في موقع الريادة في استكشاف الكوكب الاحمر".

ومن المقرر ان ترسل ناسا مسبارا يحمل اسم "مايفن" في العام 2013، لوضعه في مدار حول المريخ بغية دراسة الضغط الجوي للكوكب. اما مهمة العام 2020 فهي تشكل خطوة جديدة في تحقيق رغبة اوباما بارسال رواد فضاء الى المريخ بحلول العام 2030، وفقا لبولدن. وسيكون تصميم الروبوت الجديد مستندا الى تصميم كوريوسيتي. وتعمل ناسا على تقليص هامش الخطأ والمخاطرة والتكاليف أيضا. بحسب فرنس برس.

واوضحت الوكالة ان فريقا من العلماء سيتولى تحديد الاهداف العلمية للمهمة الجديدة. واضافة الى كوريوسيتي، يتجول على سطح المريخ منذ العام 2004 الروبوت "اوبورتشونيتي" فيما توقف توأمه "سبيريت" عن العمل منذ العام 2010. وتملك ناسا مسبارين في مدار المريخ. والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تملك مسبارات تعمل على سطح المريخ. وحط اول مسبارين اميركيين على سطح المريخ فايكينغ 1 وفايكينغ 2، في العام 1976. وكان الاتحاد السوفياتي سباقا في ارسال مسبار الى المريخ في العام 1971، لكنه لم يعمل سوى عشرين ثانية فقط.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 26/شباط/2013 - 16/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م