التركة النفسية... ابرز ما يخلفه الاباء للأبناء

 

شبكة النبأ: تسعى العديد من دول العالم الى الاهتمام بالجانب التربوي لدى الأطفال باعتباره نواة مهمة في بناء المستقبل، لذا فهي تواصل دعم وتطوير بعض المؤسسات التربوية الخاصة التي تسعى الى تفعيل قنوات الاتصال والتفاعل بين الأطفال والمحيط الخارجي، من خلال القيام ببعض الدراسات والبحوث العلمية في سبيل التعرف على بعض المشاكل والصعوبات التي تؤثر على نفسية الطفل والعمل على معالجتها والتي تبدءا من الأسرة وأفرادها ثم تنتقل الى المجتمع والعلاقات الخارجية، وفي هذا الشأن أظهرت دراسة ان الآباء المغالين في الحرص على أبنائهم ويستمرون في إدارة شؤونهم حتى رغم وصولهم الى مرحلة الجامعة مثل تحديد المواعيد وغسل الملابس وترتيب الأجازات قد يسببون لهم ضررا أكثر من النفع لان هؤلاء الأبناء يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب وعدم الرضا عن الحياة.

ووجدت الباحثة هولي شيفرين من جامعة ماري واشنطن بولاية فرجينيا الأمريكية ان الآباء الذين يهبون دوما الى مساعدة أبنائهم ويفرطون في الحرص عليهم يؤثرون سلبا على الأبناء في سن التعليم الجامعي لأنه يقوض حاجتهم للإحساس بالاستقلالية والرغبة في التنافس.

وكشفت الدراسة التي قامت بها ان الأبناء الذين لديهم آباء من هذا النوع هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والشعور بعدم الرضا عن حياتهم وأشارت الى ان أعداد هؤلاء الآباء آخذة في التزايد نظرا للمخاوف الاقتصادية التي تزيد من قلقهم على فرص أبنائهم في النجاح. وقالت شيفرين الأستاذ المساعد في علم النفس "تتوقع ان يكون الآباء الذين لديهم أبناء صغار هم الأكثر حرصا لكن المشكلة ان هؤلاء الأبناء كبار بما يكفي للاعتناء بأنفسهم ولا يكف آباؤهم عن الاهتمام بهم." بحسب رويترز.

وأضافت "ان تجد آباء يهتمون بشكل مكثف بحياة أبنائهم في سن الجامعة . أمر جديد وآخذ في التزايد. هذا لا يسمح بالاستقلالية وفرصة التعلم من الأخطاء." واعتمدت الدراسة التي نشرت في دورية سبرينجر لدراسات الطفل والأسرة على مسح عبر الانترنت لما مجموعه 297 طالبا أمريكيا في سن الجامعة.

الكذب على الأطفال

في السياق ذاته تبين من دراسة أجريت على عائلات في الولايات المتحدة والصين أن معظم الآباء والأمهات يكذبون على أطفالهم لمحاولة التأثير على سلوكهم. ومن أكثر حالات الكذب شيوعا تهديد الأطفال بتركهم لوحدهم في أماكن عامة ما لم "يسلكوا بشكل جيد". وتتراوح وسائل الإقناع بين اللجوء لمساعدة "حورية الأسنان" وترهيب الأطفال بأنهم سيصابون بالعمى ما لم يأكلوا صنفا معينا من الخضروات. أما الوسيلة الأخرى فهي الإطراء ، من مثل الثناء على عزف الطفل للبيانو.

وفحصت الدراسة التي نشرت في "نشرة علم النفس الدولية" استخدام "الكذب الهادف" وتوصلوا الى ان السواد الأعظم من العائلات في الولايات المتحدة والصين يستخدمه، استنادا الى عينة من 200 عائلة تناولتها الدراسة. ومن أكثر أشكال الكذب شيوعا في كل من الولايات المتحدة والصين تظاهر الوالدين بأنهما سيتابعان طريقهما ويتركان الطفل لوحده، وهذه الكذبة تستخدم حين يكون على الولدين مغادرة مكان ما بينما يرغب الطفل في البقاء. ومن الأمثلة الأخرى الشائعة أن يعد الوالدان الطفل بشراء ما طلبه في المرة القادمة. وقد قسم الباحثون أشكال الكذب المستخدمة إلى فئات، بعضها مرتبط بسلوك الطفل والرغبة في تغييره، من خلال تهديده باستدعاء الشرطة مثلا، أو أن شخصا ما سيخطفه.

وهناك "الكذب الإيجابي" أو المرتبط بحماية مشاعر الطفل كأن يقولوا له إن حيوانه الأليف ذهب ليعيش في مزرعة الأقارب، في ظروف أفضل. وهناك "الكذب الهادف" لإخراج الوالدين من مأزق، من قبيل "لم أحضر نقودا معي" إذا طلب الطفل شيئا لا يرغبان بشرائه. ولم يجد الباحثون فروقا تذكر بين طبيعة الكذب الذي يلجأ إليه الآباء والأمهات. وبالرغم من ان ما يسمى بالكذب الهادف منتشر بكثرة في البلدين الذين اجريت فيهما الدراسة، إلا أنه منتشر بدرجة أكبر في الصين منه في الولايات المتحدة. بحسب بي بي سي.

ووجد الباحثون أن الوالدين كثيرا ما يلجآن للكذب الهادف للترغيب في سلوك معين مثل إقناع الطفل بأكل أنواع محددة من الخضار، كالبروكولي والسبانخ، وإخبار الطفل أنه سيزداد طولا لو أكلها. وترى الدراسة ان اللجوء الى الكذب كما في الحالات السابقة قد يؤثر على العلاقات داخل العائلة حين يكبر الأطفال. وانتهت الدراسة إلى أن الموضوع يطرح إشكالية أخلاقية حول ما إذا كان كذب الوالدين مبررا، وفي أي الحالات يكون كذلك.

فاصل زمني

من جانب أخر توصل بحث هولندي إلى استنتاج مفاده أن فترة عامين هي أفضل فاصل زمني بين الولادات لتنشئة أطفال أذكياء. وتقول الدراسة، التي ستنشر في دورية الموارد البشرية، إن الأطفال الكبار من تم إنجابهم قبل عامين من ولادة شقيق آخر، أكثر ذكاء، ويسجلون درجات أعلى في اختبارات الرياضيات والقراءة عن أقرانهم من ولدوا في تباعد زمني أقل.

وقد تناقض الدراسة، التي نفذها باحثون من جامعة "روتردام" بهولندا، معتقدات سائدة بضرورة الإنجاب تباعاً للانتهاء من متاعب ومشقّات الرعاية سريعاً وفي آن واحد معاً. وعقب الباحثون بالقول: "هناك الكثير من الحكم التقليدية بشأن ما هو أفضل.. ولكن ليس هناك الكثير من الأدلة الفعلية حول ما هو جيد للوالدين أو الأطفال." بحسب CNN.

وللوصول إلى هذا الاستنتاج، قام الباحثون بدراسة 3 آلاف امرأة أنجبن 5 آلاف زوجاً من الأطفال، تراوحت أعمارهم ما بين خمسة إلى سبعة أعوام، اخضعوا للاختبارات تحصيل في القراءة والرياضيات، وفق مجلة "التايم". ولحظ الباحثون إن زيادة فارق عام بين الولادات يحسن من قدرة الشقيق الأكبر على القراءة، بمعدل 0,17 بحسب معايير نسب الذكاء الانحرافية وفق اختبار بيبودي للتحصيل الفردي.

ولم تجد الدراسة دليلاً يشير إلى تأثر الشقيق الأصغر بالفاصل الزمني للإنجاب. ويرى البعض أن إطالة مدة الفاصل الزمني للإنجاب تتيح للآباء منح كامل الانتباه والاهتمام للطفل الأول وتنمية قدراته العقلية، كما أنه يتيح لجسد الأم التعافي من الحمل والولادة قبل البدء بحمل جديد.

مشاكل نفسية

الى جانب ذلك أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين ضربوا على مؤخرتهم في فترة الطفولة معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بمشاكل نفسية في الكبر، كاضطرابات سلوكية أو إدمان الكحول أو المخدرات. وهدفت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين الكنديين على 653 راشدا إلى تقييم الآثار النفسية التي يخلفها الضرب على المؤخرة والتأديب الجسدي البسيط، مع استثناء طرق التأديب القاسية (التي تسبب كدمات أو جروحا) أو تلك التي تحمل طابعا جنسيا.

وبينت النتائج أن الأشخاص الذين ضربوا على مؤخرتهم معرضون بنسبة ترواح بين 2 و7 % للإصابة بأمراض نفسية في الكبر. ومع أن هذه النسبة غير مرتفعة، إلا أنها تظهر أن التأديب الجسدي يزيد خطر الاصابة بمشاكل في المستقبل، ولا سيما أن نصف الأميركيين يتذكرون أنهم ضربوا على المؤخرة في طفولتهم. بحسب فرنس برس.

واعتبر فيكتور فورناري مدير قسم علم نفس الأطفال في "نورث شور لونغ آيلاند جويش هيلث سيستم" في نيويورك أن "هذه الدراسة مهمة لأنها تفتح جدلا حول تربية الأطفال". وكانت الأبحاث السابقة حول هذا الموضوع قد بينت أن الأطفال الذين تعرضوا لتأديب جسدي يعانون مشاكل نفسية عندما يكبرون ويميلون إلى التصرف بعدائية أكثر من غيرهم. لكن تلك الأبحاث ركزت على الحالات التي تلقى فيها الأشخاص عقابا جسديا قاسيا، على عكس الدراسة الحالية. يذكر أن 32 بلدا في العالم حظر معاقبة الأطفال جسديا، لكن اللائحة لا تشمل الولايات المتحدة وكندا.

في السياق ذاته غالباً ما تنشب مشاحنات ومشاجرات بين الأطفال في المدرسة. وعن كيفية تعامل الآباء مع هذه المشاجرات، أوضح أورليش غيرت الخبير التربوي الألماني، أنه من الأفضل أن يُتيح الآباء لطفلهم فرصة للتحدث عن هذه المشكلات بحرية، مؤكداً ضرورة أن يستمع الآباء جيداً لطفلهم ويحاولوا فهم وجهة نظره أولاً. وأكدّ غيرت، الخبير لدى المؤتمر الاتحادي للاستشارات التربوية في مدينة فورت الألمانية، أهمية ألا يحاول الآباء إبداء أية نصائح لطفلهم في البداية، لافتاً إلى أنه يجوز أيضاً مساعدتهم في البحث عن حل، ولكن بشكل غير مباشر. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وعن أهمية أن يحاول الطفل إيجاد حل للمشكلة بنفسه، يقول الخبير الألماني: «عادةً ما تدوم الحلول التي يتوصل إليها الطفل بنفسه لفترات أطول، كما أنها تمنحه الشجاعة على مواجهة المشكلات الجديدة». أما إذا وجد الآباء أن طفلهم عاجز تماماً عن التعامل مع مثل هذه المشكلات بعد محاولات عدة لإيجاد حلول لها، فينبغي عليهم حينئذٍ تقديم نصائح مباشرة له أو التدخل لحل المشكلة بأنفسهم إن لزم الأمر.

تهيئة الطفل

عادة ما يشعر الطفل الأكبر بالحزن عندما يعلم بانضمام أخ جديد إلى أسرته؛ لاعتقاده بأن الأخ الجديد سيستأثر باهتمام وحب الوالدين. وكي لا يشعر الطفل بالغيرة تجاه أخيه الجديد، ينصح الخبير التربوي الألماني أندرياس بوميلت، الآباء بضرورة تهيئة طفلهم جيداً لاستقبال العضو الجديد في الأسرة. وأوضح بوميلت، أخصائي علم نفس الأسرة بمدينة مونستر، أنه ينبغي على الآباء إطلاع طفلهم من البداية على أنه سيصبح له أخ أو أخت في وقت قريب، وأن هذا يُعد حدثاً سعيداً للغاية. كما أكدّ بوميلت أهمية إشراك الطفل في استعدادات فترة الحمل، كأن تقول له الأم مثلاً «هل توّد الذهاب معي لشراء ملابس لأخيك الصغير؟»، أو «سأذهب غداً إلى الطبيب لمتابعة الحمل، هل ترغب في المجيء معي».

وعن أهمية ذلك، أوضح الخبير الألماني بوميلت أن مثل هذه الأشياء تهيئ الطفل لاستقبال أخيه الجديد؛ ومن ثمّ لا يتفاجأ بقدومه، وبأن اهتمام أبويه لم يُعد منصباً عليه فقط. وعلى الرغم من ذلك يمكن أن تنتاب مشاعر القلق والحزن الطفل الأكبر؛ لذا أكد بوميلت أهمية أن يزيد الآباء من رعايتهم واهتمامهم بطفلهم الأكبر في هذا الوقت بشكل خاص، موضحاً «يجب على الآباء التأكيد لطفلهم الأكبر بالقول والفعل أنهم سيظلون يحبونه تماماً كأي وقت سبق».

وأشار الخبير الألماني إلى أن إطلاع الطفل على التغييرات الإيجابية التي ستحدث في حياته بقدوم أخيه الجديد يُمكن أن يُفيد بشكل كبير في تهيئته لاستقباله على نحو جيد، وذلك بأن يقول له والداه مثلاً «ستلعب دوراً رائعاً مع أخيك، فأنت الآن الأخ الأكبر ويُمكنك فعل الكثير مما لا يُمكنه هو القيام به وسيتعلمه منك». وأكد عالم النفس الألماني ضرورة أن يحرص الآباء أيضاً على التعامل مع طفلهم الأكبر بشكل متوازن في هذا الوقت؛ لأنه ربما يُبالغ بعض الآباء في الاعتناء بطفلهم بشكل خاطئ. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وكي يسهل على الآباء القيام بذلك، يقول بوميلت: «يجب أن يتعلم الطفل أن يلعب بمفرده في بعض الأحيان دون أن يكون أحد أبويه جالساً إلى جانبه على الدوام». وينصح بوميلت الآباء بألا يثقلوا كاهلهم عند ولادة طفل جديد، موضحاً «ليس بإمكان الآباء مضاعفة وقتهم وطاقتهم عند ولادة طفل ثانٍ، لذا فمن الطبيعي جداً أن يقل اهتمام الوالدين بالطفل الأكبر بعض الشيء بعد ولادة أخيه الجديد».

الذكاء في الصغر

في السياق ذاته أشارت دراسة بريطانية حديثة إلى وجود صلة بين ارتفاع معدل الذكاء في سن الطفولة وتعاطي المخدرات عند التقدم في السن. ووجدت الدراسة، التي أعدها مجموعة من الباحثين العاملين في جامعة "كارديف" في "ويلز"، أن من يتمتعون بنسب ذكاء عالية في فترة الطفولة، هم الأكثر ترجيحاً لتعاطي المخدرات غير المشروعة لدى التقدم بالسن، على نقيض الأطفال الأقل ذكاءً.

واعتمدت الدراسة، التي نشرت في دورية علم الأوبئة وصحة المجتمع، على بيانات "أبحاث كوهورت" والتي تعود لعام 1970، وتمت من خلال متابعة الآلاف من الأشخاص طيلة عقود من الزمن. وأخضع الأطفال أثناء الدراسة لعدة اختبارات ذكاء (IQ) في مراحل مختلفة من العمر، في سن الخامسة والعاشرة و16 عاماً، ولدى بلوغ سن الثلاثين.

والعام الماضي تم توجيه سؤال للمشاركين حول تعاطيهم لأي نوع من المخدرات، كالماريغوانا والكوكايين والهيروين. وكشف البحث، بأن الرجال الأكثر ذكاء، وفقاً لاختبار الذكاء، تضاعفت بينهم احتمالات تعاطي المخدرات، وارتفع الاحتمال إلى ثلاثة أضعاف بين الفتيات. ويصنف مستوى الذكاء العالي ما بين 107 إلى 158 نقطة، والمتوسط 100 نقطة. من جانبه، قال جيمس وايت، أخصائي علم النفس بجامعة كارديف، الذي قاد البحث، إن النتائج لم تكن مفاجئة، إذ أن "معظم الأبحاث السابقة وجدت بأن الأذكياء يعيشون حياة صحية، لكنهم أكثر عرضة للإسراف في الشرب عند البلوغ." بحسب CNN.

ولم تحدد الدراسة أسباب ميل الأذكياء لاستخدام المخدرات، إلا أن وايت عقب على الأمر بالقول: "نشتبه بأنهم أكثر انفتاحاً للتجارب الجديدة والسعي نحو إحساس مغاير." ومن جملة الأسباب التي رجحها وايت وفريق البحث كعامل مسبب لاحتمال لجوء الأطفال الأذكياء لتعاطي المخدرات عند الكبر، هو إحساسهم بالضجر ومحاولة التكيف مع أوضاعهم، كونهم مختلفين عن الآخرين.

الثقة والمراقبة

على صعيد متصل ينتاب كثيراً من الآباء شعور بعدم الارتياح عندما يقضي أبناؤهم على شبكات التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» وقتاً أطول مما يقضونه معهم. يقول هاينز تيري من المؤتمر الاتحادي للاستشارات التربوية بمدينة فورت الألمانية إن «شبكات التواصل الاجتماعي صارت اليوم جزءاً من مفردات الحياة اليومية للمراهقين، وعلى الآباء أن يقبلوا بذلك». وأضاف خبير التربية الألماني: «من المهم في الوقت نفسه أن يشغل الآباء أنفسهم بهذا الموضوع»، ويلتقط توبياس آرنس من الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات طرف الحديث فيقول إن «مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت في الوقت الراهن من أهم أشكال استخدام الإنترنت بالنسبة للشباب».

وأصبحت هذه المواقع بالنسبة للشباب من الأمور الطبيعية تماماً، وأضاف آرنس «أنهم يستخدمونها في تنظيم حياتهم اليومية، بالطريقة البديهية نفسها التي يستخدم بها آباؤهم الهاتف»، مشيراً إلى أن الأكبر سناً يستخدمون «فيس بوك» للبقاء على اتصال مع أشخاص آخرين، لأنهم على سبيل المثال يسكنون بعيداً. وأوضح هاينز تيري أنه على الآباء أن يعرفوا أن دخول الصغار على «فيس بوك» ينطوي على مخاطر، كما هي الحال دائماً في الحياة، مشدداً على عدم استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بالنسبة للصغار أقل من 12 عاماً.

جدير بالذكر أن موقع «فيس بوك» يشترط للعضوية ألا يقل عمر المتقدم عن 13 عاماً، إلا أن الشباب بطبيعة الحال يمكنهم تغيير تاريخ ميلادهم بسهولة. وينصح هاينز تيري بعدم استخدام صورة حقيقية على الصفحة الشخصية أو باستخدام صورة لا يمكن من خلالها تمييز هوية المشترك من المراهقين؛ لأنه من خلال بقاء الشخصية مجهولة فإن ذلك يوفر حماية أقوى لهم. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

كما ينصح هاينز تيري بالتزام الحذر عند كتابة البيانات الشخصية للمراهق، قائلاً «في كل الأحوال ينبغي ذكر المدينة والمدرسة دون أن يذكر نهائياً أين يعيش»، كما أن من دواعي الأمان تغيير الاسم حتى لا تكون هناك إمكانية اكتشاف هويته.

الآباء ينقلون

من جهة أخر وجد باحثون أميركيون أن «الرصيد البشري»، أي الذكاء والمشورة وأخلاقيات العمل، قد يكون سبباً في كون أبناء الآباء من ذوي الدخل المرتفع أكثر ثراء من غيرهم. وأجرى الباحثون برئاسة ديفيد سيمز، وهو بروفيسور بالاقتصاد من جامعة بريغهام يونغ، دراسة اكتشفوا فيها وجود علاقة بين دخل الآباء والأبناء، بحيث ان أبناء الآباء ذوي الدخل المرتفع يميلون بدورهم لأن يكون دخلهم أعلى من المعدل أيضاً.

وقال سيمز في بيان: «أردنا معرفة إن كان الرصيد البشري ينتقل من الأب إلى ابنه»، وتبين من خلال اعتماد منهجية إحصائية ان له دوراً كبيراً في كيفية جني المال. يشار إلى ان الباحثين اعتمدوا بيانات من السويد بين الأعوام 1950 و1965 تتضمن معلومات عن أجور آباء وأبناء. بحسب يونايتد برس.

 إضافة إلى معلومات عن «الرصيد البشري» عند الآباء، مثل نوع العمل ومعدلات التعليم، وغيرها. ونشرت الدراسة بمجلة «الاقتصاد السياسي»، وتبين فيها أن الاختلاف بالدخل يعود إلى أن الرصيد البشري يلعب دوراً بذلك. وقال سيمز: «تبين ان الرصيد البشري الذي ينتقل من الأب إلى ابنه يلعب دوراً في تحديد الأجور».

أكثر صحة وسعادة

من جانب أخر مع تزايد نسبة الأمهات العاملات في الآونة الأخيرة تماشياً مع متطلبات العصر الحديث، فقد قامت دراسة أمريكية بإجراء بحث ميداني بينت فيه أن النساء العاملات أكثر شعورا بالسعادة والصحة من غير العاملات. وليس هذا فقط بل أظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة "سيكولوجية العائلة" أن الأمهات العاملات بنظام الساعة أفضل حالا من النساء العاملات دواما كاملا أو ربات البيوت من حيث الصحة والحالة النفسية.

وقالت أستاذة التطور الإنساني والعائلة بجامعة كارولاينا الشمالية، شيريل بولر، إن الرسالة الحقيقية من وراء البحث هو أن تسعى المرأة للحصول على وظيفة، إما بدوام كامل أو جزئي. ورغم أن الآراء تباينت في الدراسات العديدة التي قامت بتحليل هذا الموضوع في السابق، إلا أن بولر ركزت على تأثير عمل الأم من ثلاث محاور هي حساسيتهن تجاه أطفالهن، مشاركتهن في شؤون أطفالهن ووسائل التعليم التي توفرها ألأمهات لأطفالهن كالكتب والقيام بنشاطات توعية.

وأظهرت نتائج الدراسة أن أفضل أشكال العمل بالنسبة للأم وعائلتها هي العمل بنظام الساعة ومن هذا المنطلق فإن مجال العمل يجب أن يركز على توفير فرص عمل أكثر للنساء. وتضمنت الدراسة التي أجرتها بولر وزملاؤها نتائج من الهيئة القومية لصحة الطفولة والتطور الإنساني حيث قامت بسؤال 1364 أم منذ عام 1991 عندما كان أطفالهن يبلغن ستة أشهر. بحسب CNN.

وعلى مدار عشر سنوات من تحليلهن خلصت الدراسة إلى أن النساء العاملات بالساعة يعانين من مشاكل عائلية أقل عن قريناتهن اللاتي يعملن ساعات الدوام الكامل لكنهن كن متساويات في نسبة قدرتهم على التعامل مع الضغوط الحياتية. وظهر الاختلاف الشديد في المقارنة بين ربات البيوت والنساء العاملات بنظام الساعة حيث ثبت أن الأمهات العاملات أقل عرضة للاكتئاب، وأكثر اهتماما بأطفالهن خاصة من الناحية التعليمية وأفضل صحة. ومن ضمن ما أبرزه التقرير هو أن العمل أصبح من أوليات الأمور التي تفكر بها المرأة بغرض تحقيق الكثير من مطالب الحياة المستجدة تلبية لاحتياجات الأسرة المتزايدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 26/شباط/2013 - 16/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م