البدانة... اشكالية اجتماعية تقلق الكثير من الدول

 

شبكة النبأ: يؤدي مرض السمنة للإصابة بالكثير من الإمراض العصرية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسرطان، كونه أصعب الأمراض علاجاً، وأقلها شفاء أو تحسناً على المدى البعيد، على الرغم من سهولة تشخيصه وتحديد أسبابه، لذا باتت البدانة من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً في العالم.

اذ تباينت الاسباب والمسببات التي تشترك في الاصابة بمرض السمنة، فمن المعتقد أن تفسر تركيبة تناول سعرات حرارية بصورةٍ مفرطةٍ وقلة النشاط البدني على المستوى الفردي أغلب حالات السمنة، بينما يعزى عدد قليل من الحالات للعوامل الوراثية، أو لأسبابٍ طبيةٍ، أو للأمراض النفسية، من ناحيةٍ أخرى، فإن زيادة معدلات السمنة ترجع على مستوى اجتماعي إلى الأغذية الشهية التي يسهل الحصول عليها، والاعتماد المتزايد على السيارات، والآلات الميكانيكية في العمل. وغيرها من الأسباب الأخرى.

فيما تشير الدارسات الحديثة الى ان  زيادة البدانة تشكل ضغوطا كبيرة على تكاليف الرعاية الصحية في العديد من البلدان، وهذا ما يثير الجدل والمخاوف في بلدان البدناء، بعدما بينت دراسة أخرى بأن البدانة القليلة تطيل العمر، مما يعني تكاليف كثيرة للمؤسسات الصحية.

ويرى معظم الأطباء بأن السمنة مرض يهدد كل عضو بالجسم تقريباً. فتغلغل الخلايا الدهنية وغزوها لأنسجة القلب مثلا يقلل من كفاءته لضخ الدم، وعدم تحمل الهيكل العظمي لكمية الدهون الزائدة وغير الموزعة بانتظام يؤدي إلى التهابات مبكرة في المفاصل والعظام. أما الرئتان فيتسبب ضغط الوزن الزائد في إعاقة حركة الحجاب الحاجز، فلا تتمكن الرئتان من التمدد الجيد. بل تؤثر السمنة أيضا في إفراز الهورمونات في كلا الجنسين. وعليه فينصح الخبراء بهذا الشأن بالوقاية والتغذية السليمة كسلاح فعال لمواجهة جميع الامراض. فعندما يصحّ الجسم يصح العقل، ويتعافى، ويفكر بطريقة سليمة، تحسِّن حياة الانسان، ولذا أصبحت الصحة مطلبا عالميا.

أوربا

فقد قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والمفوضية الاوروبية ان اكثر من نصف الاوروبيين بدناء او يعانون من زيادة الوزن مما يضع ضغوطا كبيرة على تكاليف الرعاية الصحية في وقت تقوم فيه الحكومات بتقليص الانفاق، وارتفع متوسط الانفاق الصحفي للفرد في شتى انحاء الاتحاد الاوروبي بنسبة 4.6 في المئة سنويا بالاسعار الحقيقية فيما بين عامي 2000 و2009 ولكنه انخفض بنسبة 0.6 في المئة في 2010، وفي تقرير بشأن الصحة في كل دول الاتحاد السبع والعشرين قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تتخذ من باريس مقرا لها والمفوضية الاوروبية التي تتخذ من بروكسل مقرا لها ان 52 في المئة من البالغين في الاتحاد الاوروبي يعانون الان من زيادة الوزن او البدانة.

وانحى التقرير باللائمة على عدم القيام بنشاط بدني وتوفر الاطعمة ذات السعرات الحرارية الكبيرة والسكرية والدهنية، وفي 18 دولة من بين دول لاتحاد تتجاوز الان نسبة الراشدين الذين يعانون من البدانة وزيادة الوزن 50 في المئة كما ان معدل البدانة الذي يبلغ 17 في المئة في المتوسط عبر المنطقة زاد الى المثلين في دول كثيرة منذ عام 1990، وقال التقرير ان هذه الزيادة تعد "مصدر قلق كبير على الصحة العامة، "لان البدانة مرتبطة بزيادة مخاطر الاصابة بامراض مزمنة". بحسب رويترز.

واشار التقرير الى تزامن ارتفاع اعباء التكاليف مع قيام الحكومات في شتى انحاء اوروبا بتقليص الانفاق لخفض الديون الناجمة عن الازمة المالية في عام 2008، وقال ان"الانفاق بدأ يهبط بالفعل في 2009 في الدول التي كانت أكثر تأثرا بالازمة المالية.

"ولكن هذا اعقبته تخفيضات اكبر في 2010 ردا على تزايد ضغوط الميزانية وزيادة معدلاات الديون الى اجمالي الناتج المحلي"، ونتيجة لذلك انفقت دول الاتحاد الاوروبي تسعة في المئة في المتوسط من اجمالي ناتجها المحلي على الصحة في 2010 بزيادة عن 7.3 في المئة في 2000 ولكن بتراجع عن 9.2 في المئة في 2009، وجاءت هولندا في المقدمة حيث خصصت 12 في المئة من اجمالي ناتجها المحلي للصحة في 2010 تلتها فرنسا ثم المانيا وكلاهما 11.6 في المئة.

الولايات المتحدة

في سياق متصل هل سيعاود الأميركيون الإفراط في أكل البطاطا المقلية للعيش لمدة أطول؟ فقد أظهرت دراسة مثيرة للجدل وللمخاوف في بلد البدناء أن البدانة القليلة تطيل العمر، وقال طبيب الأمراض القلبية فرانسيسكو لوبيز خيمينيز لوكالة فرانس برس، تعليقا على نتائج هذه الدراسة التي نشرت في مجلة "جورنال أوف ذي ميديكل أميريكن أسوسييشن" إنه "من المقلق تبسيط نتائج هذه الدراسة والظن أنه لا بأس بالوزن الزائد"، وبحسب هذا التحليل الذي استند إلى حوالى 100 دراسة من أنحاء العالم أجمع، فإن أصحاب الوزن الزائد قليلا أو قليلي البدانة يعيشون لمدة أطول قد تتخطى ب 6% تلك المتوقعة لأصحاب الاوزان الطبيعية.

وقدم هذا التحليل الذي شمل ثلاثة ملايين شخص فرضيات عدة لتفسير هذه المفارقة، مثل التأثيرات الايجابية لاحتياطي الطاقة في الجسم وخضوع البدناء لعلاجات طبية أكثر من غيرهم. غير أن الباحثين ذكروا بأن شدة البدانة تزيد بشكل ملحوظ خطر الوفاة، ولفت المسؤول عن قسم الأمراض القلبية في مستشفى مايو في ولاية مينيسوتا إلى أن "مئات الدراسات تظهر أن الوزن الزائد أو البدانة القليلة قد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم ونسبة الكولسترول، كما أن خسارة هذه الكيلوغرامات الزائدة من شأنها أن تحسن الوضع"، وتعتبر الولايات المتحدة بلد البدناء حيث تطال البدانة بالغا واحدا من أصل ثلاثة، وطفلا واحدا من أصل خمسة، في حين يعاني ثلثا البالغين وثلث الأطفال وزنا زائدا.

وقد بينت دراسة حديثة أن البدانة قد تصيب أكثر من 42% من الأميركيين في العام 2030، أي أنها قد تطال 32 مليون شخص إضافي. وقد بلغت التكاليف الصحية الناجمة عن البدانة 190 مليار دولار في السنة الواحدة، بين العامين 2000 و 2005، و147 مليار في العام 2009. بحسب فرانس برس.

وقد وصلت نسبة الاطفال البدناء إلى 17%، وهي ازدادت ثلاث مرات في غضون 30 سنة. ويعاني ثلث الاميركيين الذين تخطوا العشرين من العمر وأكثر من نصف الاميركيين الذين تخطوا الخامسة والخمسين ارتفاعا في ضغط الدم الشرياني.

وباتت البدانة مشكلة جد كبيرة في مجال الصحة العامة بحيث لا تتوانى السيدة الاولى ميشيل أوباما عن ممارسة الرياضة وتناول الوجبات الصحية امام عدسات الكاميرات، لحث مواطنيها على اعتماد نمط عيش ونظام غذائي صحيين.

وأشارت الكاتبة ماريلين وان صاحبة كتاب "فات!سو" (ما المشكلة في أن يكون المرء سمينا؟) على موقع قناة "سي إن إن" إلى أن "هذه الدراسة قد أكدت ما كنت اعرفه منذ زمن طويل، ألا وهو أن السمنة ليس نهاية الحياة".

لكن ماريلين وان لم تشجع على اكتساب الوزن، مفضلة التركيز على التمييز الذي يطال البدناء في الولايات المتحدة، أما بول كامبوس صاحب كتاب "أسطورة البدانة"، فهو اتهم في افتتاحية نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز" تحمل عنوان "خوفنا العبثي من السمنة" قطاع المنتجات الصيدلانية والمنحفة بالاستفادة مما سماه "هوس الأميركيين بالبدانة".

واعتبر والتر ويليت الاستاذ المحاضر في علم التغذية في كلية هارفرد للصحة العامة ان الدراسة "لم تقدم إلا الحماقات". وقال الاختصاصي في شؤون التغذية أن المشكلة تكمن في أن أصحاب الوزن الطبيعي لا يميزون بين "الاشخاص النحفاء والنشطاء وكبار المدخنين والمصابين بالسرطان والمتقدمين في السن الذين هزلوا بسبب مشاكل صحية"، وأكد أن "مقارنة هذه الفئات من الاشخاص بأصحاب الوزن الزائد او البدناء يؤدي إلى نتائج خاطئة".

ولفت اختصاصيون آخرون إلى أن هذه الدراسة تمزج بين وزن الشحم ووزن العضل، وترتكز على مؤشر كتلة الجسم الذي لا يعد عنصرا صائبا من الناحية العلمية، فضلا عن أن القيمين عليها ذكروا نسبة الوفيات وليس نسبة الامراض، ما يعني أن المرء قد يعيش لمدة اطول لكن مصابا بأمراض أكثر.

فما الحل إذن؟ هل يمكننا الافراط في أكل البيتزا والحلويات؟ خلص مستخدمون كثيرون على مدونات عدة إلى انه، أيا تكن النتجة، لن يخرج المرء حيا، سمينا كان أم نحيفا.

بريطانيا

فيما حذّر تقرير طبي جديد من أن البدانة قد تحولت إلى وباء في بريطانيا، وصارت تكلّف خزانتها خمسة مليارات جنيه أسترليني، أي ما يعادل نحو ثمانية مليارات دولار، وقالت صحيفة «ديلي إكسبريس»، إن تقرير كلية الطب الملكية كشف أن معدلات البدانة في بريطانيا أصبحت الآن ثاني أعلى معدلات من نوعها، بعد الولايات المتحدة، ويعانيها حالياً واحد من كل أربعة من البالغين، وتوقع أن تعاني الغالبية العظمى من سكانها زيادة مفرطة في الوزن بحلول عام 2050. بحسب يونايتد برس.

وأضافت أن التقرير حذّر أيضاً من أن سكان بريطانيا أصبحوا أكبر حجماً، ودعا السلطات الصحية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتعامل مع المضاعفات الناجمة عن البدانة المفرطة، مثل أمراض القلب والسكري والتهاب المفاصل واضطرابات النوم.

استراليا

يعاني استراليان من كل ثلاثة من الوزن الزائد على ما اظهرت دراسة لوكالة الاحصاءات الاسترالية نشرت نتائجها، الدراسة الوطنية حول صحة الاستراليين 2011-2012 التي شملت 33500 شخص بينت ان 63,4 % من الاستراليين فوق سن الثامنة عشرة يعانون من الوزن الزائد بزيادة 2 % عن 2010 و7 % عن 1995، وقال خبير الاحصاءات بول جيلفز ان "نسبة الاستراليين البالغين الذين يعانون من الوزن الزائد زادت باكثر من 2 % الامر الذي يعني ان نحو ثلثي السكان باتوا مصنفين على انهم يعانون من وزن زائد او من البدانة"، وتبين ان 70,3 % من الرجال و56,2 % من النساء و25 % من الاطفال يخسرون "معركة البطون" التي تقاس بمؤشر كتلة الجسم على ما اوضح الخبير نفسه.

وتحتل استراليا المرتبة الخامسة بين الدول المتطورة من حيث انتشار البدانة بعد الولايات المتحدة والمكسيك ونيوزيلندا وتشيلي على ما تفيد منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، والمفارقة ان الدراسة اظهرت ممارسات صحية اكثر من قبل السكان مع تراجع عدد المدخنين الى 16,3 % من السكان واستهلاك الكحول مع 19,5 % من البالغين يستهلكون اكثر من وحدتين يوميا اي اقل 1,4 % مقارنة بالارقام قبل اربع سنوات. بحسب فرانس برس.

بضعة كيلوغرامات زائدة تطيل عمر الانسان

في حين أظهر تحليل شمل حوالي مئة دراسة في العالم أن الأشخاص ذوي الوزن الزائد أو البدناء قليلا يعيشون لفترة أطول من أولئك الذين يتمتعون بوزن طبيعي، فيما تفاقم البدانة المفرطة خطر الوفاة بشكل ملحوظ، وقدم هذا التحليل الذي ضم 97 دراسة شملت 3 ملايين شخص في العالم فرضيات عدة لتفسير هذه المفارقة، مثل التأثيرات الايجابية لاحتياطي الطاقة في الجسم وخضوع البدناء لعلاجات طبية أكثر من غيرهم.

ولاحظ العلماء أن الأشخاص الذي يتراوح مؤشر كتلتهم الجسدية بين 25 و30 أي الذين يعتبرون بدناء معرضون لخطر الوفاة أقل ب6 % من أولئك الذين يتمتعون بوزن طبيعي ويترواح مؤشر كتلتهم الجسدية بين 18,5 و25، أما الذين يعانون بدانة معتدلة أي الذين يترواح مؤشر كتلتهم الجسيدة بين 30 و35 فهم معرضون لخطر الوفاة أقل ب5 % من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.

لكن البدناء الذين يتخطى مؤشر كتلتهم الجسدية 35، فهم معرضون لخطر الوفاة أكثر ب 29% من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، وكتب الدكتور ستيفن هيمسفيلد والدكتور وليام سيفالو من مركز بينيغتون للأبحاث في لويزيانا (جنوب الولايات المتحدة) أن "فائضا بسيطا في الأنسجة الدهنية قد يؤمن احتياطا من الطاقة خلال بعض الأمراض وقد يكون له آثار ايجابية ينبغي دراستها على ضوء هذه الابحاث الاخيرة". بحسب فرانس برس.

وقال الدكتور توماس فريدن مدير المراكز الاميركية لمراقبة الامراض والوقاية منها "علينا أن نتعلم المزيد عن البدانة، بما في ذلك طريقة أفضل لقياسها"، لكنه يشدد على أن "البدانة هي بلا أدنى شك غير صحية لأنها تزيد خطر الاصابة بالسكري لدى البالغين وبامراض قلبية وسرطانية وتؤدي الى مشاكل صحية أخرى"، وتشير الاحصاءات إلى أن ثلث البالغين في الولايات المتحدة يعتبرون بدناء.

عدم تناول الإفطار يؤدي للبدانة

كما أظهرت عمليات مسح للدماغ قام بها باحثون أن عدم تناول الإفطار في الصباح يجعل من الأطعمة الدسمة والأطعمة ذات السعرات العالية تبدو أكثر جاذبية للإنسان خلال اليوم، وأظهرت عمليات المسح لأكثر من 21 شخصا أن الدماغ يكون أكثر تعلقا بالطعام إذا لم يتناول الشخص إفطاره، مما جعلهم يتناولون كميات أكبر في وجبة الغداء، وقال العلماء إن إهمال بعض الوجبات يجعل من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية أكثر جاذبية ويجعل من تخفيف الوزن مهمة صعبة وقد يؤدي للبدانة.

ويقول خبراء التغذية إن وجبة الإفطار تساعد على الحد من الشهية بقية اليوم، جاء ذلك في إطار رغبة الباحثين في معرفة ما يحدث داخل الدماغ مما يجعل الناس يغيرون من اختيارهم للأطعمة التي يتناولونها، وعرضت بعض الصور لأطعمة ذات سعرات حرارية عالية أمام الواحد والعشرين شخصا، من أصحاب الأوزان الطبيعية، وهم موضوعون على جهاز الرنين المغناطيسي في جامعة إمبريال كوليدج بلندن، وفي أحد الأيام، خضعوا لعملية المسح وهم لم يتناولوا وجبة الإفطار. وفي يوم آخر، تناولوا وجبة إفطار كبيرة تحوي 730 سعرة حرارية قبل ساعة ونصف من عملية المسح. بحسب البي بي سي.

ورأى الباحثون أن عدم تناول وجبة الإفطار يجعل الدماغ أكثر ميلا لتناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، وأظهرت النتائج التي جرى عرضها في مؤتمر نيوروساينس 2012 أنه حدث تباين في ردود أفعال الدماغ عندما عرضت أمام الأشخاص، ممن لم يتناولوا وجبة الإفطار، صور وجبات ذات سعرات عالية، مقارن بصور أخرى لوجبات منخفضة السعرات، كما أظهرت النتائج أيضا أن جزءا في مقدمة الدماغ يمكن أن يكون مسؤولا عن "الرغبة في الطعام"، وأنه يصبح أكثر نشاطا إذا كانت المعدة خاوية.

ووجد الباحثون في نهاية الدراسة أنه عندما قدمت وجبة الغذاء للمشاركين، فإنهم قد يتناولون كميات تزيد بنسبة الخمس في حجم السعرات الحرارية في حالة عدم تناولهم طعام الإفطار، وقال الدكتور توني غولدستون من جامعة إمبريال كوليدج: "بالنظر إلى نتائج المسح بالرنين المغناطيسي ومراقبة الكميات التي تناولوها في وجبة الغداء، توصلنا إلى أن هناك أدلة على أن عدم تناول الطعام يجعل الإنسان أكثر جوعا ورغبة في تناول كميات كبيرة وأطعمة ذات سعرات حرارية عالية.

وأضاف: "أحد أسباب صعوبة نقص الوزن يرجع إلى زيادة الرغبة في تناول الأطعمة عالية السعرات"، وقالت الدكتورة كاثرين هانكي، المحاضِرة في علم التغذية بجامعة غلاسغو، إن هذه الدراسة قد أظهرت أن وجبة الإفطار تساعد على الحد من الشهية، وإنها ترتبط باستقرار معدلات السكر في الدم، وستعمل دراسات مستقبلية على التحقق من مدى تأثير السمنة على النظام الذي يتحكم في الدماغ.           

ارتباط تغيير الركبة بزيادة الوزن

على صعيد مختلف قالت دراسة امريكية ان من المعروف ان زيادة الوزن تزيد خطر الحاجة لاجراء جراحة لتغيير الركبة ولكن دارسة جديدة وجدت ان جراحة تغيير الركبة ربما تزيد ايضا من خطر زيادة وزن الشخص، وحلل باحثون نشرت نتائجهم في دورية رعاية وابحاث التهاب المفاصل السجلات الطبية لنحو الف من مرضي جراحة زراعة الركبة ووجدوا ان 30 في المئة منهم زاد وزنهم خمسة في المئة او اكثر خلال السنوات الخمس التالية للجراحة.

وقال خبراء ان من بين التفسيرات المحتملة لهذه النتائج غير المتوقعة انه اذا قضى الشخص سنوات يتعايش مع الام الركبة فانه لن يغير بشكل تلقائي عاداته عندما يخف الالم، وقال دانيل ريدل الذي رأس هذه الدراسة وهو استاذ في جامعة فرجينيا كومنولوث ان "المرضى الذين تجرى لهم عملية تقويم المفاصل يزداد لديهم خطر زيادة الوزن اكلينيكيا بعد الجراحة، "يجب على الابحاث المستقبلية تطوير تدخلات لفقد الوزن او الحفاظ عليه ولاسيما بالنسبة للمرضى الاصغر سنا الذين فقدوا قدرا كبيرا من وزنهم قبل الجراحة لانهم اكثر المعرضين لخطر زيادة الوزن بشكل كبير بعد الجراحة."

واستخدمت مجموعة ريدل سجل المرضى من مستشفى مايو كلينيك في مينيسوتا والذي يجمع معلومات عن 917 من مرضى تغيير الركبة قبل وبعد العملية، ووجد الباحثون انه بعد خمس سنوات من الجراحة زادت اوزان 30 في المئة من المرضى بنسبة خمسة في المئة على الاقل من اوزانهم وقت الجراحة وهو على سبيل المثال خمسة كيلوجرامات او اكثر بالنسبة للشخص الذي يبلغ وزنه 100 كيلوجرام. بحسب رويترز.

وعلى العكس من ذلك فان اقل من 20 في المئة من الاشخاص في مجموعة تحكم تضم اشخاصا مماثلين لم تجر لهم هذه الجراحة زاد وزنهم بنفس القدر خلال نفس الفترة، وقال جوزيف زيني وهو استاذ للعلاج الطبيعي في جامعة ديلاوير لم يشارك في هذه الدراسة "بعد عملية تغيير الركبة يصبحون اقوى ويتحركون بشكل افضل ولكنهم لا يستفيدون على ما يبدو من هذه المكاسب الوظيفية، "اعتقد ان هذا له صلة بحقيقة اننا لا نتناول التعديلات السلوكية التي حدثت خلال فترة التهاب المفاصل قبل الجراحة."

الفتيات البدينات

الى ذلك تشير نتائج دراسة الى احتمال وجود ارتباط كبير بين السمنة لدى الاطفال عموما - والفتيات المراهقات على وجه الخصوص - وتشخيص الاصابة بالتصلب العصبي المتعدد وذلك بالمقارنة باصحاب الوزن الطبيعي، وتزيد عوامل الخطر بشأن الاصابة بهذا المرض العضال بواقع اربع مرات لدى من يعانون من البدانة المفرطة.

والتصلب المتعدد أحد أمراض المناعة الذاتية وفيه تهاجم خلايا بالجسم على سبيل الخطأ مادة المايلين التي تغطي الألياف العصبية مما يؤدى الى بطء سريان الاشارات العصبية بين المخ واعضاء الجسم وبالتالي تلف بعض هذه الألياف وفقدان وظيفتها للابد. ومن بين أعراضه تراجع حاسة الابصار والارهاق المزمن وصعوبة الكلام وضعف الذاكرة وعدم التوافق الحركي وشلل بعض الاطراف.

وقال باحثون ظهرت نتائج دراستهم هذه في دورية (علوم الاعصاب) "Neurology" إن الدراسة لم تتضمن احتمالات اصابة الاطفال بالتصلب المتعدد بسبب زيادة اوزانهم اثناء المراحل المبكرة من الطفولة، لكن أنيت لانجر-جولد التي قادت هذه الدراسة وتعمل في معهد كايزر برماننت في جنوب كاليفورنيا وزملاءها قالوا إن الدراسة لم تشر الى ان البدانة المفرطة لدى صغار السن تعني بالضرورة زيادة معدلات الاصابة بالتصلب المتعدد عما كان عليه الوضع في الماضي، وتضمنت الدراسة عقد مقارنة بين أوزان وأطوال قامة 75 فتى وفتاة ممن اصيبوا في مراحل مبكرة من طفولتهم بالتصلب المتعدد أو بأعراضه المبكرة و900 ألف فتى وفتاة ممن لم يصبهم المرض، وقالت الباحثة وزملاؤها "تشير نتائجنا الى ان الاصابة بالسمنة في الطفولة من المرجح ان تزيد من احتمالات الاصابة بالتصلب المتعدد واعراضه المبكرة لاسيما لدى الفتيات المراهقات". بحسب رويترز.

وكان اكثر من نصف الاطفال والمراهقين المصابين بالتصلب المتعدد يعانون من السمنة او البدانة المفرطة بالمقارنة بنسبة 37 في المئة من الفتيات والفتيان الاخرين، وتعتبر أي فتاة عمرها 12 عاما ويبلغ طول قامتها 152 سنتيمترا وتزن 51 كيلوجراما زائدة الوزن وتصبح مصابة بالبدانة المفرطة اذا زاد وزنها عن 70 كيلوجراما، ويعاني نحو 400 الف شخص من مرض التصلب المتعدد في الولايات المتحدة وعادة ما يتم تشخيص المرض في مرحلة الطفولة. وقالت الباحثة لانجر-جولد وزملاؤها إن واحدا او اثنين من بين كل 100 الف طفل يتم تشخيص اصابته بالتصلب المتعدد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 25/شباط/2013 - 15/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م