بدايات للنجاح

نزار حيدر

كنت أتوقع ردودا متباينة ازاء ما ذكرته في مقالتي السابقة التي كان عنوانها (علل الفشل) لسبب بسيط جدا وهو اننا لم نتعلم بعد الحديث عن مشاكلنا بصوت مرتفع، لاننا تعودنا المديح والاطراء من اجل تجاهل الحقيقة والواقع، ولذلك آثرت ان أتحدث في مقالتي هذه بصوت اعلى من ذي قبل، لانني بت اشعر بان الوقت بدأ يفلت من بين ايدينا، فهو لم يعد لصالحنا بعد اليوم، لخطورة الظرف والمرحلة، فشان العراق اليوم شان المريض الذي يحتاج من طبيبه قرارا حازما كونه يقف عند مفترق طرق، فاما ان يموت واما ان يتحمل المخاطر التي ستصاحب القرار الخطير الذي سيتخذه الطبيب المعالج.

 أولا: أعدت قبل أيام قراءة كتاب الكواكبي الموسوم (طبائع الاستبداد) والذي كان قد كتبه قبل أكثر من قرن من الزمن، عندما كانت البلاد العربية مصابة بمرض الاستبداد السياسي وبعضا من الاستبداد الديني.

 حاول الكواكبي في مؤلفه تتبع وسائل الاستبداد وادواته ومن ثم تتبع آثاره على المجتمع من مختلف النواحي، وصولا الى سرد الحلول المفترضة للقضاء على الاستبداد.

 كان ذلك قبل قرن من الزمن، ولكن، عندما يطالع المرء الكتاب اليوم يرى ان كل حرف كتبه الكواكبي يعيد اليوم استنساخ نفسه بدقة متناهية، ما يعني ان قرنا من الزمن مر على بلادنا العربية من دون اي تغيير، وفي ذلك اشارة الى ان واقعنا لم يتعلم لا من غيره ولا من نفسه، انما تغيرت الالوان والازياء والاسماء والاوصاف والشعارات، اما العقلية وطريقة التفكير والبناء المجتمعي فلم يتغير منه شيئا ابدا.

 ثانيا: في النصف الاول من القرن الماضي بحث عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي في طبيعة المجتمع العراقي، ولقد توصل، جزاه الله عن العراقيين والحقيقة خيرا، الى نتائج مهمة جدا، لازالت الى اليوم، وستبقى، مادة علمية مهمة لمن يبحث عن حقيقة الواقع العراقي، فقال فيما قال: ان واحدة من اخطر مشاكل المجتمع العراقي، هي انه وقف في منتصف الطريق فلا هو في مرحلة البداوة ولا هو في مرحلة المدنية، اي، وبمعنى آخر، انه اضاع المشيتين، على حد المثل العراقي المعروف.

 هذه المشكلة هي التي ركزت الظواهر الاجتماعية غير السليمة في المجتمع كالنفاق واهتزاز الشخصية والتلون والانانية والتناقض وتغيير الراي بسرعة البرق وعدم الثبات والمصلحية والفردية وغير ذلك.

 ولقد حاول كثيرون من مفكرين ومتنورين وباحثين وعلماء دين ومصلحين، العمل بجد ومثابرة لاعتماد هذه النظرية في عملية التغيير المجتمعي، ولقد نجحوا بعض الشئ في تحقيق بعض النتائج الايجابية على هذا الصعيد، حتى اذا نزى الطاغية الذليل صدام حسين على السلطة في بغداد، راح يغير ويبدل ويعمل على اعادة عقارب الساعة الى الوراء، اذا به يكرس قيم البداوة من جديد، ولكن هذه المرة باسوأ صورها واشد سلبية، ما ساهم في اعادة العشائرية الى البنى التحتية للدولة العراقية الحديثة ومختلف مؤسساتها، ليعيد العراق من جديد الى سابق عهده ابان السلطة العثمانية والاحتلال البريطاني الاول له.

 في التاسع من نيسان عام 2003 استبشر العراقيون خيرا عندما ظنوا بان العملية السياسية الجديدة ستعيد الوجه المدني للدولة العراقية، من خلال المؤسسات العصرية والادوات الحضارية التي تحقق مبدأ التداول السلمي للسلطة، بعد ان تعيد ثقافة (العشائرية) الى موقعها الطبيعي والصحيح في داخل العشيرة فحسب.

 ولكن، وبعد مرور عقد من الزمن على عملية التغيير اذا بنا نلحظ من جديد ان القيم العشائرية هي الحاكمة في كل مرافق الدولة، والسبب في ذلك هو ان الأحزاب والكتل السياسية راحت توظف العشائريات في العملية الانتخابية، ان من خلال بيع الوظائف الحكومية للعشائر مقابل اصواتها الانتخابية او من خلال تحريك الشارع العشائري في كل ازمة سياسية، ما يعني اننا أضعنا عقدا آخر من عمرنا بلا نتيجة سليمة.

 ثالثا: من الظواهر العجيبة والغريبة التي تحكم مجتمعنا هي اننا نخير انفسنا دائما بين السيئ والاسوء من الأشياء، وهذه ثقافة تعودت عليها الاجيال المتعاقبة منذ الصغر، فمثلا، اذا سال الاب ابنه لماذا اكملت في ثلاثة دروس؟ يجيبه: اوليس ذلك افضل من ان ارسب في الصف؟ واذا سئل المجرم لماذا حكم عليك بالسجن لمدة عشرة اعوام؟ فيجيب: اوليس ذلك افضل من الاعدام؟ واذا سالت السائق لماذا فعلت هذا الحادث المروري، فيجيب: اوليس ذلك افضل من ان اموت او يموت احد الركاب؟ وهكذا.

 اما اذا سألت العراقيين اليوم عن سبب تدهور الامور في بلادهم، فسيجيبون بصوت واحد: اوليس ذلك افضل من الديكتاتورية وعودة الطاغية الذليل؟ وهكذا وهكذا، فخياراتهم محصورة بين الديكتاتورية او الفوضى، وبين الحال المزري او العودة الى الوراء، ومن الواضح فان الشعب الذي يخير نفسه دائما بين السئ والاسوأ لا يحقق اهدافه السامية، لانه والحال هذه لا يمتلك اهدافا سامية بالاساس، فهو بالتالي شعب فاشل، فالانسان الناجح هو الذي يخير نفسه بين الجيد والجيد جدا، اما الانسان الفاشل فهو الذي يقف دائما عند مفترق خيارين كلاهما سيء، وان هذه الطريقة من التفكير يجب ان تتغير عندنا، نحن العراقيين، والا فسنظل في الحفرة لا نخرج منها ابدا، فبينما يتقدم العالم ترانا نراوح في مكاننا لان افضل خياراتنا سيء.

 رابعا: اما الظاهرة الاخرى عندنا فهي البحث عن البديل، فمنذ (14) قرنا نجيب على من يتحدث معنا عن سوء الحال بالقول: ما هو البديل؟ وهذه الطريقة من التفكير تدلل على ما يلي:

 الف: اننا ننتظر من يدلنا على البديل، اما نحن فلا نبادر لصناعته او العثور عليه بانفسنا ابدا.

 باء: اننا نشكك في قدراتنا وما نمتلك من بدائل، او اننا لا نعرفها او لم نطلع عليها، او في اسوأ الفروض، اننا نشكك في انفسنا ولذلك نعتبر ان اي شئ آخر لا يختلف عن الموجود ولذلك لسنا بحاجة الى ان نبحث عن البديل، وهي طريقة العاجزين اليائسين الشكاكين غير الواثقين بانفسهم.

 ولتوضيح الفكرة اضرب لكم مثالين اثنين:

 الاول: عندما يجري الحديث اليوم عن الانتخابات النيابية القادمة، يجيبك كثيرون بالقول: ما الفائدة من المشاركة في الانتخابات اذا لا يوجد اي بديل عن الموجودين، وكان الله تعالى خلق هذه الحفنة من السياسيين ثم كسر القالب فلم يعد المجتمع العراقي ينتج مواطنين مختلفين تماما عن الموجودين، ان من ناحية التعليم او الوعي السياسي او النزاهة والتجربة او الحرص على البلاد والعباد او الوطنية او غير ذلك.

 الثاني: عندما يجري الحديث عن تغيير رئيس مجلس الوزراء، بغض النظر عن صحة هذه الفكرة من عدمها، ياتيك التساؤل من كثير من العراقيين: وما هو البديل؟ وكان رئيس مجلس الوزراء الحالي كان البديل عن رئيس مجلس الوزراء السابق، او كأن الله تعالى بعث على العراق الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والزلازل فاباد شعبه فلم يعد فيه احد يصلح لادارة البلاد ابدا.

 هذه الثقافة ليست جديدة على العراقيين ابدا، وانما هي قديمة بقدم العراق ونتذكر جيدا كيف كانت فرائص العراقيين ترتعد خوفا بمجرد ان احدا منهم يتحدث عن البديل عن الطاغية الذليل صدام حسين، فيقولون: هل يا ترى في العراق بديل عنه لنفكر في اسقاطه؟.

 ويتردد الجواب مع كل مرحلة انتقالية يشهدها العراق منذ قرون وقرون.

 هذه الطريقة من التفكير يجب ان تتغير فيثق العراقيون بانفسهم وامكانياتهم ورجالهم، ومن العيب جدا ان يتكرر هذا الجواب عندما نفكر بالتغيير، كما انه من الخزي والعار والصغار علينا ان نخير انفسنا دائما بين سيء واسوأ فالحياة فيها الكثير جدا من الخيارات الحسنة والجيدة بل والممتازة.

 لماذا لا تفكر الشعوب المتحضرة بنفس طريقة تفكيرنا؟ لماذا لا تنشغل بالبديل عندما تفكر بالتغيير؟ من اين ظهر لنا فجأة باراك اوباما ليكون بديلا عن جورج بوش؟ ومن اين ظهر لنا فجأة ساركوزي ليكون البديل عن شيراك؟ ومن اين ومن اين؟.

 لو كانت الشعوب المتقدمة تفكر بنفس طريقة تفكيرنا، فتخير نفسها في كل مرة بين سيء واسوأ لما سيطرت على العالم باقتصادياتها وسياساتها وفنونها وتكنلوجياتها وصناعاتها واعلامها وفي كل شيء.

 تعالوا ايها العراقيون نقلع عن هذه الطريقة من التفكير، فلا نخير انفسنا بين السيئ والاسوأ وكذلك لا نسال عن البديل، او ننتظر من يقدمه لنا على طبق من ذهب، لان تلك هي مهمتها الوطنية والتاريخية.

 عندما اراد الاميركيون ان يثبتوا الرئيس جورج واشنطن في السلطة كرئيس للولايات المتحدة الاميركية مدى الحياة، وهو من هو بالنسبة لهم ولتاريخ اميركا ودستورها ونظامها، رفض ذلك وقال: ان في بلادنا الكثير جدا من امثالي، فقط امنحوهم الفرصة ليظهروا لكم وعندها ستتراجعون عن مقترحكم.

ان الاعتقاد بعدم وجود البديل، يقتل الطاقات والكفاءات، ويصيب الاجيال باليأس والقنوط، فهذه الطريقة من التفكير تقتل اي تطلع في نفوس ابناء الوطن ممن يجدون في انفسهم الكفاءة والقدرة والخبرة والطاقة والخلاقية، الا انهم يفتقرون الى الفرصة التي يثبتون فيها للمجتمع كل ذلك، فلماذا لا يمنحهم المجتمع الفرصة المناسبة ليثبتوا وجودهم فيربحهم المجتمع وتربحهم البلاد؟.

 خامسا: ترانا مشغولون بالحديث عما قدمناه للبشرية على مر التاريخ، فنحن الذين علمناها القراءة والكتابة، ونحن الذين علمناها كيف تصنع الطاقة ونحن الذين علمناها الطب واجراء العمليات الجراحية، ونحن الذين علمناها كل شئ، اما اليوم:

 فان نصف المجتمع العراقي أمي لا يقرا ولا يكتب.

 وان الطاقة الكهربائية غائبة عنا بشكل مرعب تسبب بتوقف الزراعة والصناعة وتدهور التعليم والصحة والبيئة وغير ذلك.

 وان جل ما نضعه على مائدة الطعام اليوم نستورده من الخارج، بعد ان كانت مزارعنا تغطي حاجة السوق العالمية ابان الازمات الاقتصادية العالمية، كما حصل في العام 1928 مثلا.

 حتى علف دوابنا نستورده من الخارج بعد ان كان العراق والى وقت قريب احد اشهر البلدان بالرعي، ان على صعيد عدد الدواب او حجم المساحات الصالحة للرعي او على صعيد نوعية العلف.

 كذلك بالنسبة الى انتاجنا من التمور وما ينتج عنها من مواد غذائية، اما اليوم فحدث ولا حرج.

 لماذا؟.

 لاننا نشغل انفسنا ليل نهار بالحديث عن الماضي، فننسى واقعنا المريض الذي يبكي عليه حتى العدو.

 ان من يظل يردد (كان ابي) لا ينتج شيئا ابدا، فتعالوا ايها العراقيون نتذكر انفسنا ولو قليلا لنقول (ها انذا) اذ (ليس الفتى من يقول كان ابي***ان الفتى من قال ها انذا) لنقف على نتاجنا.

 والويل للجيل الجديد الذي سوف لا يجد ما يفتخر به ليقول (كان ابي) اذا ما غفل عن نفسه وواقعه، فانه سيضيع المشيتين هو الاخر، والعياذ بالله.

 سادسا: على مدى (14) قرنا نتصور في كل مرة اننا تجاوزنا الشحن الطائفي في مجتمعنا، عندما نظن خطأ ان عدد من الشعارات البراقة والجمل المنمقة والخطابات الظريفة والمجاملات الانيقة التي نتبادلها في مضايفنا وابيات الشعر الحماسية، تكفي للقضاء على الاصطفاف الطائفي الذي ورثناه ابا عن جد وعلى مدى مئات الاجيال، اذا بنا في لحظة حماس نعود القهقري الى المربع الاول، فنفاجأ بان الجميع يدور مع عجلة الطائفية، التي تطحن عظامنا ومشاريعنا وتهدد بلدنا، شئنا ام ابينا.

 ففي هذه اللحظة يتخندق الجميع في خندق الطائفية، طبعا من دون ان يجرؤ احد على تسميته على غرار الملك صاحب قصة (سرج الحمار) التي اوردتها في مقالتي السابقة، فالمثقف والعالم وابن الشارع والسياسي والكاتب والاعلامي والبزاز والطبيب والمهندس واستاذ الجامعة والطالب والخطيب والديني وغير الديني والمسلم وغير المسلم، كلهم جميعا بلا استثناء، الا من عصم ربي، تحولوا الى حطب نار الطائفية.

 ماذا يعني ذلك؟ الا يعني اننا خدعنا انفسنا عندما ظننا بان لون او لونين نصبغ بهما واقعنا يكفي لتغييره؟.

 اتذكر مرة ان صديقا لي اشترى طيرا مغردا ظنا منه بانه بلبل، والذي يتميز بلونه الاصفر اسفل الذيل.

 عندما ذهب به الى المنزل ووضعه في القفص تحت السماء، اذا به يفاجأ صباح اليوم التالي، وبعد زخة مطر بسيطة، بانه عصفور وليس بلبلا، اذ لم ير اثرا للون الاصفر تحت ذيله، وبعد التحقيق في الموضوع تبين لصاحبنا المسكين بان البائع قد غشه فهو لم يبعه بلبلا وانما عصفورا صبغ تحت ذيله باللون الاصفر، الذي ازاحه المطر عن موضعه، ليوهم المشتري، وهو صاحبنا، انه بلبل.

 وهكذا هو حالنا مع مشاكلنا المتراكمة والمتوارثة، فنعمد بين الفينة والاخرى الى صبغها بالوان الطاووس ظنا منا بان ذلك يغير من حقيقتها، ولم نكلف انفسنا حتى ولا مرة واحدة ان نجلس لنتحدث عنها بشكل صريح وواضح ونحددها بكل شفافية لنصل الى نتائج لا يغيرها المطر اذا ما ابتلت يوما.

المشكلة هي اننا نريد في اجواء الصراع او الخداع والتضليل ان نبحث عن حلول جذرية لمشاكلنا العميقة، الامر الذي لا يمكن تحقيقه ابدا، لان الصراع لا يسمح باي نظرة موضوعية بعيدة عن التحيز، واذا صادف احد وحاول ذلك فسيتهم في ولائه ويطعن في وطنيته، ولذلك ترى في جو الصراع يكثر الحديث عن ارتباط السياسيين ومن كل الاطراف بالخارج، وكيف انهم ينفذون اجندات خارجية مشبوهة، و...و...و...

 وبصراحة اقول، اننا بحاجة الى التسامح في قمة معانيه فهو وحده الذي يخلق في انفسنا (ليبرالية) نحتاجها عندما يقرا بعضنا البعض الاخر، لانها وحدها التي تمنحنا قيمة الاخر في انفسنا، ما سيساعدنا على تبني ثقافة التنوير التي تساعدنا في تحديد مشاكلنا بلا تضليل للذات او خداع للنفس.

 سابعا: واخيرا، فانا لم اجد خلال مطالعاتي ومتابعاتي شعبا يرمي بمشاكله على الخارج مثل العراقيين.

 طبعا ليس الان، وانما منذ ان وعيت الحياة ولحد الان، اي على الاقل خلال (50) عاما الاخيرة التي اتذكرها انا شخصيا، ولعل من هو اكبر مني يتذكر اكثر من ذلك افضل مني.

 اننا شعب نحمل الكل مسؤولية ما يجري علينا وبنا الا انفسنا، وها هو واقعنا السياسي المر والمرير شاهد على ما اقول.

 تابعوا تصريحات السياسيين والكتاب والخطباء، فستجدونهم يكررون اسماء مثل قطر وتركيا واخواتها اكثر مما يذكرون اسم العراق على السنتهم، وهذا النوع من التفكير هو طريقة العاجزين الذين لا يتمتعون بروح المسؤولية قيد انملة، فعلى مدى عقد كامل من الزمن لم نسمع اي سياسي او زعيم او رئيس كتلة خرج علينا من على الشاشة الصغيرة وقال: يا جماعة الخير، انا المسؤول عن هذه المشكلة او تلك، انما كل من يتحدث عن مشكلة يلوم من هو خارج الحدود، وانا هنا لا اريد ان ابرر للآخرين تدخلاتهم، فكلنا يعرف الدور القذر الذي يلعبه نظام القبيلة الحاكم في دول الخليج ضد التجربة السياسية الجديدة، ولكن بالله عليكم، لماذا تتدخل (قطر العظمى) في شؤوننا ولا تتدخل في شؤون اليابان مثلا او المانيا او بريطانيا؟ واتساءل، ترى هل يذكر القطريون مثلا او الاتراك اسم العراق على السنتهم كما يذكرها جماعتنا؟ بالتاكيد كلا.

 ان ثقافة تحميل كل الدنيا سبب مشاكلنا الا انفسنا، لهي ثقافة بالية يجب ان نقلع عنها، وهي ثقافة تشير الى اننا نضحك على انفسنا واننا لا نريد ان نجد حلا لواقعنا المرير، وهي علينا وليست لنا، فاذا يتصور البعض بانها لغة الاستضعاف فانها تحكمه قبل ان تحكمهم، اذ ان من المعيب حقا ان تقدر دولة لا ترى الا بالعين المجردة ان تفعل بالعراق العظيم كل هذه الافاعيل من دون ان يتمكن الاخير من فعل شئ، ان ذلك لخزي.

 وعلى ذكر (قطر العظمى) المتآمرة علينا، اتعلم ايها المواطن العراقي ان جل شباب العراق يرتدون اليوم قميصا يحمل علامة (مؤسسة قطر) الراعية لاحد الاندية الاوربية؟ اوليس هذا قمة التناقض؟.

NHAIDAR@HOTMAIL.COM

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 25/شباط/2013 - 15/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م