أسرى السجون الاسرائيلية... بين التنكيل والاهمال

 

شبكة النبأ: لايزال ملف حقوق الإنسان في فلسطين من اهم القضايا لدى العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية،التي تنتقد وبصورة متكررة تلك الانتهاكات المستمرة التي تقوم بها إسرائيل بخصوص هذا الملف من خلال تحديها المعلن لكل قرارات المجتمع الدولي، وهناك العديد من التحديات الخطيرة لحقوق الإنسان في فلسطين تتمثل بتوسيع المستوطنات وملف حقوق المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي يصل عددهم الى أكثر من 4500 أسير فلسطيني حيث تزايدت معاناتهم بشكل يومي نتيجة سوء المعاملة والتعذيب المستمر والممنهج ، يضاف الى ذلك الممارسات المهينة والاعتقالات التعسفية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في تعاملها اليومي ضد المواطنين الفلسطينيين واستخدامها المباشر الى بعض الأسلحة والمواد المحرمة والتي تستخدم بشكل غير قانوني ضد المتظاهرين وغيرهم،

وتشير بعض التقارير الى تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية إزاء حقوق الأسرى والمعتقلين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية بوتيرة عالية وغير مسبوقة، ولاسيما من حيث تزايد أساليب القمع والعنف والتعذيب الذي لم يعد مقتصرا على التعرض للمعتقل جسديا، بل أن كل شكل من أشكال الانتهاكات والممارسات الجسدية والمعنوية والعقابية للأسرى والأسيرات هي أنماط للتعذيب وسوء المعاملة، كما في سياسات الإهمال الطبي والحرمان من زيارة الأهالي والعزل الانفرادي وفرض العقوبات الجماعية والفردية وغيرها من الانتهاكات التي تتعارض مع اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة وتتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية المناهضة للتعذيب.

وفي هذا الشأن طالب الاتحاد الأوروبي إسرائيل باحترام التزاماتها الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان بشكل كامل تجاه الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام لحبسهم دون اتهامات. وأعربت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، في بيان عن قلقها تجاه ما تردد حول تدهور الحالة الصحية لبعض الأسرى المضربين عن الطعام وقالت أشتون إن "الاتحاد الأوروبي يحث الحكومة الإسرائيلية على إعادة حق هؤلاء الأشخاص فورا في استقبال الزيارات من أسرهم واحترام الالتزامات الدولية بشأن حقوق الإنسان بشكل كامل تجاه جميع المعتقلين والأسرى الفلسطينيين".

وأعربت أشتون عن قلق الاتحاد الأوروبي تجاه "التوسع في استخدام أوامر الاعتقال الإداري"، والذي جرى تطبيقه في هذه الحالة على طارق قدران وجعفر عز الدين. ويخضع الأخيران للحبس الإداري دون أن يتم توجيه إدانة لهما أو يتم إخبارهما بالتهم المنسوبة إليهما، ويتم تمديد فترة حبسهما كل ستة أشهر لأجل غير مسمى.

وأشارت أشتون إلى أنه بموجب القانون الدولي، فإن للمعتقلين الحق في إخبارهم بالأسباب التي أدت لاعتقالهم، وأن يتم النظر في مشروعية حبسهم دون تأخير غير مقبول. وحث الاتحاد الأوروبي إسرائيل على تقديم تهم رسمية ضد أي شخص معتقل، تمهيدا لتقديمه إلى محاكمات عادلة.

الى جانب ذلك قال مركز فلسطيني يتابع شؤون الاسرى إن السلطات الاسرائيلية اعتقلت رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمد سباعنة. وقال مركز (احرار لدراسات الاسرى وحقوق الانسان) ان السلطات الاسرائيلية اعتقلت سباعنة اثناء عودته من الاردن عبر معبر الكرامة. وأدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين اعتقال سباعنة وقالت في بيان "إن هذه الاعتداءات بحق الصحفيين تأتي في اطار سياسة مبرمجة تعتمدها قيادة جيش الاحتلال ترمي الى استهداف الصحفيين والطواقم الصحفية واستمرار التضييق عليهم والمس بحقهم في التنقل."

وينشر سباعنة رسوماته الكاريكاتيرية في جريدة الحياة الجديدة التي تصدر في الضفة الغربية اضافة الى مشاركته في العديد من المعارض. ويتناول سباعنة في رسومه الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للشعب الفلسطيني. ويظهر احدث رسم كاريكاتيري لسباعنة منشور في صحيفة الحياة مسجد قبة الصخرة يحيط به رجال ونساء وكتف في اعلاها سور القدس.

في السياق ذاته افرجت السلطات الاسرائيلية عن الأسير الفلسطيني اكرم الريخاوي الذي اضرب عن الطعام اكثر من 100 يوم العام الماضي، وعاد الى منزله في قطاع غزة. وقال الريخاوي في كلمة قصيرة خلال استقبال شارك فيه عشرات من اقاربه وعدد من قادة الفصائل الفلسطينية قرب منزله في رفح في جنوب قطاع غزة عن سعادته للإفراج عنه لكنه شدد على "ضرورة القيام بالأفعال من اجل دعم الاسرى خصوصا الاسرى المضربين عن الطعام في السجون الاسرائيلية لان حياتهم مهددة بالموت". واشار الريخاوي البالغ من العمر (45 عاما) الى انه كان خاض اضرابا عن الطعام لأكثر من مائة يوم قبل عدة اشهر ثم عاود الإضراب في سجن إسرائيل حيث قررت محكمة اسرائيلية الافراج عنه بعد قضائه تسع سنوات في السجون الاسرائيلية.

واعتبر الريخاوي انه "انتصر على الجلاد المحتل" وتابع "تركت رفاقي الاسرى المضربين عن الطعام بعضهم في حالة خطرة مثل سامر عيساوي وجعفر عز الدين وطارق قعدان وايمن الشراونة، الوضع في السجون صعب جدا". وكان الجيش الاسرائيلي اعتقل الريخاوي، وهو اب لثمانية ابناء هم ثلاثة اولاد وخمس بنات، في حزيران/يونيو عام 2004 على حاجز عسكري اسرائيلي في جنوب قطاع غزة، قبل الانسحاب الاسرائيلي من القطاع عام 2005. ودانت اسرائيل الريخاوي في العام 2004 بتهمة الانتماء الى حركة حماس التي تحكم قطاع غزة.

من جهة أخرى وبعد مضي نحو ستة اشهر على نجاح اول اسير فلسطيني في تهريب حيواناته المنوية من سجنه الى زوجته وانجابهما طفلا عبر تقنية الانابيب، اعلن مركز طبي في نابلس شمال الضفة الغربية عن جود اربع حالات حمل اخرى بنفس الطريقة. وكان الاسير عمار الزبن (38 عاما) من بلدة ميثلون في شمال الضفة الغربية والمحكوم 32 مؤبدا، اول اسير فلسطيني ينجح في تهريب عينة من حيواناته المنوية الى زوجته دلال واثمر ذلك عن انجاب طفلهما مهند الذي يبلغ من العمر الان ستة اشهر.

وعقد الاطباء في مركز رزان الطبي المتخصص بزراعة الانابيب مؤتمرا صحافيا بحضور الزوجات الحوامل الاربع اضافة الى زوجة الاسير الزبن التي جاءت مع ابنها الطفل مهند. وقال مدير المركز سالم ابو خيزران في المؤتمر انه بعد "تجربة الاسير عمار الزبن الناجحة تشجع اسرى آخرون ونجحوا في تهريب حيواناتهم المنوية وهم من كافة المحافظات ومن كافة الفصائل الفلسطينية".

وأضاف "استلمنا خلال الأشهر الاخيرة العشرات من هذه العينات كان بعضها غير صالح لأنه لم يخزن بطريقة سليمة فقمنا بالتخلص منها على الفور اما الصالح منها فتم استخدامه في عمليات زراعة الاجنة، وقد فشلت بعض محاولات الزراعة فيما نجحت اخرى، ولدينا الان اربع حالات ناجحة". واشار ابو خيزران الى ان المركز يحتفظ الان كذلك بعينات صالحة اخرى لأسرى اخرين تم تجميدها بانتظار ان يقرروا هم الوقت المناسب لزراعتها.

وذكر ابو خيزران ان"المركز يستلم العينات بطريقة سليمة وموثوقة، وبوجود اقارب من اهل الزوج واهل الزوجة". وتحظر السلطات الاسرائيلية على الاسرى الفلسطينيين الاختلاء بزوجاتهم فيما تسمح للسجناء الإسرائيليين بذلك. وقد أنجب يغال عامير قاتل رئيس وزراء اسرائيل الاسبق اسحق رابين طفله الاول وهو بداخل سجنه، دون ان يضطر لاستخدام تقنية اطفال الانابيب.

وقالت سلام نزال زوجة الاسير علي نزال من قلقيلية بانها حامل الان في شهرها الثاني مشيرة الى ان زوجها يقضي حكما بالسجن لمدة عشرين عاما قضى منها سبع سنوات ولديها ثلاث بنات تتراوح اعمارهن بين ست وعشر سنوات. وأضافت نزال أنها حامل بذكر ستطلق عليه اسم شريف. فيما اعلنت رماح السيلاوي زوجة الاسير اسامة السيلاوي من جنين انها حامل الان بشهرها الثاني مشيرة الى ان زوجها محكوم اربعة مؤبدات و55 سنة، وهو معتقل منذ عام 1993.

من ناحيتها، قالت والدة الاسير رأفت القروي من رام الله وهي تبكي بان زوجة ابنها حامل منذ شهرين مشيرة الى ان ابنها الذي كان مطاردا لسنوات يقضي حكما بالسجن 15 عاما. بدورها ذكرت ليديا الريماوي، زوجة الاسير عبد الكريم الريماوي من رام الله انها حامل منذ شهر ونصف، موضحة ان زوجها محكوم 25 سنة. واشار الطبيب ابو خيزران الى انه سيتم الاعلان في غضون الايام القادمة عن المزيد من زوجات الاسرى الحوامل بطريقة الأنابيب.

على صعيد متصل قالت منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان ان إسرائيل تخرق قواعد الاشتباك الخاصة بها من خلال استخدام القوة المميتة لتفريق المحتجين الفلسطينيين العزل في الضفة الغربية المحتلة. وقالت بتسيلم ان القوات الاسرائيلية قتلت 56 شخصا منذ 2005 في اشتباكات مع رماة احجار من الفلسطينيين . واتهمت بتسيلم الجيش "بخرق مكثف وممنهج" للقواعد التي تحظر الرد القاتل على الهجمات غير المميتة. وأضافت ان "الأوامر القائمة للجيش الاسرائيلي تنص صراحة على عدم اطلاق الذخيرة الحية على رماة الاحجار."

وقتلت القوات الإسرائيلية خلال الفترة القليلة الماضية فلسطينيين اثنين بالرصاص خلال اضطرابات قال مسؤولون اسرائيليون انها قد تنذر بانتفاضة فلسطينية ثالثة. وجمدت محادثات السلام منذ عام 2010 ويتزايد الغضب الفلسطيني ضد توسيع المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية التي احتلت في حرب عام 1967 الى جانب غزة ومترفعات الجولان.

وقال جيش الدفاع الإسرائيلي ان تقرير بتسيلم "يمثل سردا متحيزا للأحداث معتمدا بشكل اساسي على حوادث اما قديمة او مازالت قيد التحقيق من قبل الشرطة العسكرية. "جيش الدفاع الإسرائيلي يفعل كل ما في وسعه لضمان ان يتم استخدام اساليب تفريق اعمال الشغب وفقا لقواعد الاشتباك."

وقالت بتسيلم ان من بين الفلسطينيين الذين قتلوا منذ 2005 ستة قتلوا بطلقات معدنية مغطاة بالمطاط واثنين بعبوات غاز مسيل للدموع وكلاهما يفترض انه سلاح غير قاتل اطلق بشكل مباشر على المحتجين. وقال التقرير"عمليا يقوم افراد قوات الامن باستخدام شبه روتيني لهذه الاسلحة بطرق غير قانونية وخطيرة ولا تفعل السلطات الاسرائيلية المختصة شيئا يذكر لمنع تكرار هذا السلوك."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 24/شباط/2013 - 14/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م