قيم التقدم: مزايا المؤتمرات

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: مفردة المؤتمر، تعني أن يجتمع وجوه المجتمع، أو المسؤولون عن أمر ما لمناقشته والخروج بأفضل السبل والبدائل والحلول، ويحق بطبيعة الحال لعامة الناس أن يأتمروا لهدف ثقافي او خدمي او فكري او توجيهي، وبالنتيجة تكون للمؤتمرات فوائد كبيرة تعود بالفائدة على المعنيين وغيرهم.

ثقافة او منهج المؤتمرات يجب أن تكون سائدة بين أوساط النخب وغيرهم، كونها تشكل سبيلا لجمع شمل المعنيين من قادة او غيرهم، وذلك لمناقشة الشؤون السياسية والاجتماعية والصحية والاقتصادية والدينية وكل ما يتعلق بحياة المجتمع، والاشكالات الكثير التي تعيق العمل اليومي في هذا المجال او ذاك، وكلما كثرت المؤتمرات التي تجمع اطياف المجتمع كافة، كلا ضمن تخصصه وانشغالاته، كلما كانت النتائج الجيدة تصب في صالح المجتمع، لأن عدم اقامة المؤتمرات لها مدلولات ونتائج كثيرة، أولها حدوث جفوة كبيرة ودائمة بين اطياف ووجوه المجتمع، ومن ثم ضعف او غياب روح التعاون وتبادل الآراء بشأن طرح الحلول للمشكلات التي يتعرض لها الانسان في حياته سواءا كان فردا او جماعات.

هناك من يتذمر من اقامة المؤتمرات ويعدها مضيعة للوقت، وهناك من يرى انها تكلف خزينة الشعب اموالا طائلة بلا طائل، وهناك من يرى عدم اهميتها، وانها سرعات ما تتجول الى حبر على ورق وكلام ينساه الجميع حال مغادرتهم المؤتمر، إن هذه الملاحظات قد يصح منها الكثير، وقد تكون هناك مؤتمرات شكلية لا فائدة منها، وربما تكلف اموالا طائلة دون نتيجة تذكر، لذا فإن مؤتمرات من هذا النوع غير محبذة ولا مقبولة بطبيعة الحال، ولكن الحل لا يكمن في عدم اقامة المؤتمرات، بل على العكس ينبغي التشجيع على عقد المؤتمرات الكثيرة المتخصصة والعامة، مع التأكيد على أهمية القرارات والنتائج والحلول، ومدى القدرة على تطبيقها من خلال واقعيتها وانسجامها مع القدرات المتاحة للمعنيين بالتنفيذ.

لقد أثبتت تجارب دولية كبرى أهمية عقد المؤتمرات والثمار التي تم قطفها من هذا المنهج الرصين الواعي، وكلنا نتذكر من خلال السمع والقراءة، تلك المؤتمرات الكبرى المثمرة التي كان يعقدها (غاندي) مع مجاميع كبيرة وصغيرة من الشعب الهندي وهو يضخ الوعي ونور الثقافة والتحضّر في عقول مئات الملايين من الهنود المتعصبين والمتنورين على حدا سواء، وقد اثمرت تلك المؤتمرات عن نتائج مهمة بل مصيرية للشعب الهندي ونقلته من اجواء التطرف والاقتتال والبغضاء الى اجواء التعاون والتعايش والتسامح والانتاج الافضل، لدرجة أن غاندي نفسه أطلق تسمية اسم (المؤتمر) على حزبه السياسي الذي ظل يقود الهند الى الامام عقودا طويلة حتى في عهد ابنة غاندي الشهيرة (انديرا غاندي)، والى الان لا يزال جزب المؤتمر مؤثرا في الساحة السياسة الهندية.

ولكن علينا أن نفهم اولا أن مؤتمرات غاندي او غيره من قادة التصحيح والتنوير في العالم، لم تكن شكلية ولا تنطوي على اهداف وقتية زائلة، ولا تعقد لصالح اشخاص او منافع فردية او فئوية ضيقة الآفاق، بل هنا خط استراتيجي واضح المعالم يهدف اليه المؤتمر ويمضي في ضوئه الى النتائج المطلوبة.

لهذا ينبغي أن يضع المعنيون عن اقامة المؤتمرات، أمرين مهمين في بالهم وهم يعقدون المؤتمر في هذا المجال او ذاك:

الامر الاول: أن لا يكون المؤتمر تقليدي روتيني لا يعتمد التخطيط في المعالجة والطروحات والنتائج.

الامر الثاني: أن لا يجهد كاهل ميزانية الدولة من حيث تكاليف الاقامة والضيافة وما شابه، وأن يتم تقليص الاموال المصروفة الى ادنى حد ممكن، مع التأكيد على تحقيق النتائج الناجحة للمؤتمر.

وبهذا يستطيع المعنيون والجهات التي تقع عليها مسؤولية اقامة المؤتمرات، أن يحققوا النتائج الجيدة التي تتمخض عن تقريب وجهات النظر وتبادل الاراء والحلول، وصولا الى الهدف الأهم وهو خدمة المجتمع والعمل الدائم على تطوره وازدهاره في جميع ميادين الحياة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 20/شباط/2013 - 10/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م