أوروبا تتضور جوعا... وابناءها يختارون الانتحار!

متابعة: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: فاقت ازمة المال التي تشهدها اوروبا معظم التوقعات بشكل خطير وغير مسبوق في تاريخها الحديث، سيما بعد جملة اسقاطات سياسية واجتماعية شديدة التأثير على الشرائح السكانية في مجتمعاتها.

فقد انعكست العديد من ارهاصات ازمة المال على الاوضاع المعيشية بشكل مباشر، بعد ان كشفت بعض الدراسات الميدانية في داخل المجتمعات الاوروبية عن انتشار البطالة والعوز ونقص التغذية الذي اصاب المئات من الافراد.

فقد اعلنت وكالة يوروستات للاحصاءات ان حوالى ربع سكان الاتحاد الاوروبي البالغ 120 مليون شخص كان مهددا بالفقر او التهميش الاجتماعي عام 2011. وتعرض 119,6 ملايين شخص يوازون 24,2 بالمئة من سكان دول الاتحاد الاوروبي ال27 لهذا الخطر في العام الفائت مقابل 23,4 بالمئة عام 2010 في انعكاس للازمة الاقتصادية.

وسجلت النسب الاعلى من الافراد المهددين بالفقر او التهميش الاجتماعي في بلغاريا (49 بالمئة) ورومانيا ولاتفيا (40 بالمئة) واليونان (31 بالمئة مقابل 27,7 بالمئة عام 2010). اما النسب الاقل فرصدت في الجمهورية التشيكية (15 بالمئة) والسويد وهولندا (16 بالمئة) والنمسا واللكسمبورغ (17 بالمئة).

ويتعرض هؤلاء الاشخاص الى واحدة على الاقل من انواع التهميش الثلاثة التالية: خطر الفقر مع اخذ الانتقالات الاجتماعية في الاعتبار او الحرمان المادي الخطير (تعذر تسديد الفواتير او الحصول على تدفئة مناسبة او استهلاك البروتينات...) او كثافة العمل الضئيلة (العيش في عائلة استخدم البالغون فيها اقل من 20 بالمئة من قدرة العمل في العام السابق).

في مجمل الاتحاد الاوروبي فان 17 بالمئة من السكان مهددون بالفقر المالي و9 بالمئة يعيشون حرمانا ماديا حادا و10 بالمئة يعيشون في عائلات ذات كثافة عمل ضئيلة بحسب يوروستات.

فيما كشفت منظمة كاريتاس الخيرية العالمية ان نحو ثلث أطفال اليونان وأيرلندا والبرتغال وايطاليا واسبانيا يدفعون دفعا نحو الفقر بسبب اجراءات التقشف التي تستهدف خفض الدين العام.

وذكرت المنظمة وهي تستشهد باحصائيات من الاتحاد الاوروبي ان ايطاليا ودول منطقة اليورو التي حصلت على قروض دولية تنتج جيلا من الصغار الذين يعانون من الفقر الغذائي وانخفاض الروح المعنوية وتدني فرص العثور على وظائف مع الزيادة المستمرة في عدد الاطفال الذين يواجهون خطر الفقر. وقالت منظمة كاريتاس ان هذا الوضع "قد يكون وصفة ليس فقط لجيل واحد ضائع انما لعديد من الاجيال الضائعة."

ومنذ عام 2010 حصلت اليونان وايرلندا والبرتغال واسبانيا على عشرات المليارات في صورة قروض من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي مقابل خفض الانفاق وزيادة الضرائب. ولم تحصل ايطاليا المثقلة بالديون على قرض دولي.

وزاد معدل الاطفال الذين يقتربون من حد الفقر في الدول الخمس مع ذروة الازمة في عام 2008 وازداد سنويا حتى عام 2011 . ولم تتوفر بعد الاحصائيات لعام 2012 .

وتلقي المنظمة باللوم في تنامي الفقر بين الاطفال على انخفاض الرعاية الاجتماعية وانخفاض اعانة البطالة والزيادة في ضريبة القيمة المضافة والرسوم التي تفرض على الوقود. وقالت ديردري دو بوركا من منظمة كاريتاس "أصبحت حقيقة راسخة ان الاطفال أصبحوا أكثر عرضة للفقر من أي سكان آخرين."

وتبين احصائيات المفوضية الاوروبية انه في عام 2011 اصبح أكثر من 30 في المئة من الاطفال في اسبانيا واليونان يواجهون خطر الفقر بزيادة اربع نقاط مئوية منذ عام 2005 . وفي البرتغال كان الرقم 28.6 في المئة. ولم تتوفر احصائيات 2011 بالنسبة لايرلندا وايطاليا.

وتعريف الاطفال الذين يقتربون من حافة الفقر هو اذا كانوا يعيشون في اسر يبلغ دخلها 60 في المئة أو أقل من متوسط الدخل أو ان يعاني اهلهم من البطالة أو يمارسون أعمالا صغيرة أو يفتقرون للاحتياجات الاساسية مثل الاغذية الغنية بالبروتين والتدفئة والملابس.

في حين يقول مدير مدرسة في لشبونة ان "مقصف المدرسة بقي مفتوحا خلال عطلة عيد الميلاد لان الاطفال كانوا يواجهون خطر الجوع على مدى 15 يوما"، اذ إن 13 الف تلميذ يعانون من نقص غذائي في البرتغال التي تشهد ازمة اقتصادية كبيرة.

واخذ هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه هذه المبادرة بتقديم طعام الغداء خلال العطلة الى نحو اربعين طفلا بين سن الرابعة والثامنة عشرة من اصل 800 تلميذ تضمهم هذه المدرسة في شمال لشبونة "بعدما رأيت اطفالا يأتون الى المدرسة على وشك الاغماء صباح الاثنين لأنهم امضوا اياما عدة من دون ان يأكلوا كما يجب".

هذه الوجبات التي تقدم خارج الدوام المدرسي والتي تمول جزئيا بفضل ارباح المقصف وبيع معدات انجزت في اطار المدرسة، تقدم خصوصا الى تلاميذ "بات ذووهم من دون عمل ولا مخصصات" على ما اوضحت احدى المساعدات الاجتماعيات في المدرسة.

ويضيف المدير "رغم الجوع فضل نحو عشرين تلميذا ولا سيما المراهقون منهم عدم المجيء الى المدرسة لتناول وجبة الغداء خلال فترة الميلاد كي لا يواجهوا نظرات رفاقهم" عازيا ردة الفعل هذه الى "ظاهرة الفقر المخجل".

والعام الماضي بدأت المدرسة تقدم طعام الفطور الى بعض التلاميذ. لكن الان "مع تفاقم الازمة نسجل ازديادا في عدد الاطفال الذين لا يتلقون الغذاء الكافي" على ما يقول مدير المدرسة بأسف.

في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر سجل في اطار برنامج مدرسي للمساعدة الغذائية وجود 13 الف تلميذ لا يأكلون بشكل كاف اي اكثر بثلاثة الاف مقارنة بتشرين الاول/اكتوبر.

وهذا البرنامج معتمد منذ بدء الموسم الدراسي ويسمح بتوفير طعام الفطور للاطفال لدى وصولهم الى المدرسة بفضل تبرعات شركات كبيرة.

ويقول مدير المدرسة الواقعة في شمال لشبونة "الضمان الاجتماعي يقول لنا ان علينا ان نوجه هذه العائلات الى احد المقاصف الاجتماعية الثلاثة في الحي حيث ستقدم اليهم وجبات الطعام لكن لم يعد اي مكان يتوافر فيها".

في ساكافيم وهي مدينة-مضجع على ابواب لشبونة تقول منسقة الروضة والمرحلة الابتدائية انا بارينتي ان "عددا اكبر من الاهل الذين كانوا لا يواجهون اي مشكلة باتوا هذه السنة عاطلين عن العمل، وللمرة الاولى نقدم طعام الفطور الى عشرة تلاميذ في المرحلة الابتدائية" من اصل 270 تلميذا.

في منطقة لوريس هذه، يحصل 55 % من اهالي التلاميذ في مرحلة الروضة والابتدائي على مجانية التدريس او حسم بنسبة 50 % على الاقساط المدرسية.

وهذه السنة سجلت كل هذه العائلات اطفالها خلال العطلة في دار الحضانة التي تشمل وجبات الطعام فيما عمد نصفها الى ذلك العام الماضي.

وقال رئيس الاتحاد الوطني العام لجمعية اهالي التلاميذ البينو اليمدا "منذ العام 2010 يقترب اهال يعتبرون من الطبقة المتوسطة اكثر فاكثر من عتبة الفقر. مع ان برنامج المساعدة الغذائية الجديد يسمح بالتحرك بسرعة اكبر وبتخفيف المشكلة الا انه لا يحل مسألة" الجوع في المدرسة.

ويختم قائلا "اعتبارا من كانون الثاني/يناير ومع اجراءات التقشف الجديدة نتوقع ازديادا كبيرا في الصعوبات التي تواجهها العائلات. نحن نشهد انتشارا معمما للفقر في البلاد وننتج فقراء بوتيرة غير مسبوقة".

الى ذلك ارتفع عدد المشردين في شوارع لندن بنسبة 43 في المئة خلال العام المنصرم وكان بيرن واحدا من بين ضحايا كثيرين للركود الاقتصادي المستمر في بريطانيا.

وشاهد حال كريستوفر بيرن (42 عاما) بلحيته غير المهذبة وهو جالس يرتعد من برودة الشتاء بائسا وسط نفق مليء بالقمامة في حي المال بالعاصمة البريطانية لندن خير دليل على ذلك.

وقال بيرن "لو لم يكن عندك مكان (تبيت فيه) فسيصبح شكلك مزريا لذلك لن يمكنك الحصول على وظيفة واذا لم يكن لك وظيفة فعليك ان تعيش في هذا العار الذي أعيش فيه انا في الشوارع."

وطبقا لاحصاءات وضعتها جماعات خيرية وسلطات محلية بات نحو 6000 شخص في العراء في لندن في وقت ما من عام 2011-2012 مقارنة بنحو 3900 في العام الذي يسبقه و3000 عام 2006-2007 .

وكان من بين هذا الرقم 62 في المئة مستجدين على المبيت في الشوارع. ورغم ذلك مازالت أوضاع لندن أفضل من مثيلات لها من حيث الحجم والمكانة.

وقال جرانت شابس وزير الدولة بالحكومة البريطانية للبرلمان في وقت سابق من العام ان من يبيتون في شوارع مدينة نيويورك الأمريكية يزيدون على من يبيتون في شوارع لندن عشرة امثال.

وتسببت زيادة الرسوم على الفيول المنزلي على الوقود بهدف تحسين عائدات خزينة الدولة اليونانية العاجزة، تضرب في الصميم الاسر التي تعاني اصلا من ثلاث سنوات من التقشف.

اذ تفحص صوفيا كاناوتي (39 عاما) بعناية الاعلانات المتعلقة بالتدفئة التي تكثر على شاشات التلفزيون وفي قطارات الانفاق ومواقع الانترنت والتي يشير بعضها الى "التدفئة المثالية من دون وقود" فيما يذكر بعضها الاخر "تدفئة جيدة بسعر اقل".

وتقول كاناوتي وهي موظفة بدوام جزئي "حتى الناس الذين لديهم عمل منتظم لا يمكنهم ان يدفعوا 1,35 يورو لليتر واحد من الفيول. وكان السعر 95 سنتا قبل سنة. انفقنا الشتاء الماضي 1500 يورو وهذه السنة سنحتاج الى اكثر من الفي يورو".

وتقيم كاناوتي في شقة من ثلاث غرف غرب اثينا مع زوجها الذي اقتطعت نسبة 20 % من معاشه بسبب الازمة، شأنه في ذلك شأن الكثير من اليونانيين.

ومع ان استخدام الغاز الطبيعي يزداد لاغراض التدفئة الا ان الفيول يبقى الاكثر انتشارا ولا سيما في المدن. لكن الكثير من المالكين في الابنية يرفضون حاليا ملء خزاناتهم من اجل الشتاء.

ويقول نيكوس بوسكوس وهو عاطل عن العمل في الخامسة والاربعين يقيم في شقة من غرفتين في مبنى يضم 20 شقة في كاليثيا احدى ضواحي اثينا "الكثير من سكان المبنى لم يسددوا بعد المبالغ المتوجبة عليهم عن العام الماضي فقرر مدير المبنى عدم شراء الفيول". ويضيف "كل واحد منا سيتدبر امره لايجاد حلول فردية. انا انتقل الى التدفئة على الكهرباء".

وتتراوح مجموعة الاجهزة المتوافرة في السوق بين مواقد الحطب والالواح المشعة وصولا الى المكيفات.

وتقع صوفيا كاناوتي على اعلان لشركة سيلاين احدى فروع مجموعة سيمنز الالمانية يقول "اجهزة تدفئة متنوعة للتخلص من الفيول". وتقول مازحة "لا نستطيع التخلص من الالمان"، في اشارة الى غضب غالبية اليونانيين من المانيا المسؤولة في نظرهم عن التقشف الصارم في الميزانية الذي يفرض عليهم للخروج من ازمة الدين.

وفي شمال اليونان حيث تتدنى درجات الحرارة الى دون الصفر في الشتاء تثير مشكلة التدفئة قلق السلطات المحلية المسؤولة عن التدفئة في المؤسسات التربوية.

واكد وزير الداخلية يوريبيديس ستيليانيديس تخصيص "مبلغ 80 مليون يورو" لهذا الغرض الا ان نقابات المعلمين والبلديات تؤكد ان جزءا فقط من هذا المبلغ قد دفع، ما يحرم بعض المدارس من التدفئة.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، اتى سكان من كافالا (شمال) للتظاهر في اثينا احتجاجا "على غلاء المحروقات" وقد رموا الثلج رمزيا باتجاه البرلمان.

وادت اجواء القلق هذه الى ارتفاع في عمليات قطع الاشجار العشوائية وهي ظاهرة تأخذ بعدا "مقلقا" في الكثير من المناطق، على ما قال مساعد وزير البيئة ستافروس كالافاتيس اخيرا.

وهو حذر من خطر قطع اشجار الغابات تماما مثل المدافعين عن البيئة.

ويقول بوسكوس "لو ان اوروبا تهتم فعلا بالبلاد يمكنها ان تخصص لها الاموال لتجنب كارثة بيئية عائدة الى الفقر".

الا ان الحكومة والاطراف الدائنة أي الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي تراهن على زيادة الرسوم على الفيول لزيادة عائدات الخزينة العامة والحد من الغش في المشتقات النفطية وهو امر منتشر في اليونان. وقد اظهرت دراسة اخيرة ان خمس النفط مغشوش ويخلط بالفيول المنزلي الاقل سعرا. واصحاب محطات الوقود متشائمون ايضا.

ويقول ميخاليس كيوسيس رئيس اتحاد محطات الوقود "مبيعات الفيول تراجعت بنسبة 80 الى 85 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي"، عازيا التراجع ايضا الى الطقس المعتدل الذي كان مسيطرا حتى مطلع كانون الاول/ديسمبر.

ستيفانوس كارابلياس هو صاحب محطة وقود في اثينا، ويقول "ان المستهلكين سيشترون الفيول في نهاية المطاف عندما ستنخفض درجات الحرارة". ويعتبر ان التراجع سيكون في النهاية بحدود 25 % مقارنة بالعام الماضي.

الا ان الاستهلاك سيكون مقننا جدا. وتقول اناستاسيا كانيلو وهي متقاعدة في الرابعة والستين انها تتوقع ان يكفيها "الفيول المتبقي منذ العام الماضي، حتى عيد الميلاد على الاقل".

من جانب آخر أشارت احصاءات رسمية الى تزايد أعداد من يحاولون الانتحار في اليونان مع تفاقم الازمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد. وقال نيكوس دندياس وزير الامن العام في رد مكتوب على اسئلة لنواب برلمانيين انه تم تسجيل 677 حالة محاولة انتحار عام 2009 و830 حالة عام 2010 و927 عام 2011 .

وهذا الرقم آخذ في الزيادة هذا العام اذ اوضحت سجلات الشرطة رصد 690 حالة إقدام على الانتحار منذ 23 اغسطس آب الماضي. ولم توضح هذه الاحصاءات عدد حالات الوفاة جراء محاولات الانتحار هذه.

وأصبحت واقعة انتحار صيدلي متقاعد عمره 77 عاما رمزا لحالة التذمر العام باليونان عندما قتل نفسه بالرصاص امام مبنى البرلمان في أثينا في ابريل نيسان الماضي. وترك الصيدلي المنتحر رسالة تقول إنه رفض نبش صناديق القمامة بحثا عما يسد رمقه. واليونان على وشك الدخول في سادس عام من الكساد عام 2013 .

وفي اسبانيا فقد توفي رجلان متأثرين بحروق اصيبا بها لدى محاولتهما، بفارق ساعات، الانتحار حرقا، كما افاد مصدر طبي. وبحسب وسائل الاعلام المحلية فان احد الرجلين كان عاطلا عن العمل ويعاني من ضائقة مالية، علما ان اسبانيا شهدت خلال الاشهر الماضية اقدام عدد من الاشخاص المديونين والمهددين بالطرد من مساكنهم على الانتحار.

وقال متحدث باسم مستشفى فيرخين دل روكيو في اشبيلية (جنوب) ان رجلا يبلغ 57 عاما اضرم النار في جسده توفي متأثرا بحروقه". ونقلت صحيفة "ال موندو" عن احد معارف الرجل انه كان عاطلا عن العمل ويعاني من مشاكل مالية.

وفي وقت لاحق اعلن المستشفى نفسه ان رجلا ثانيا يبلغ من العمر 63 عاما توفي متأثرا بحروق بالغة اصيب بها اثر اضرامه النار في جسده.

وتواجه اسبانيا ازمة اقتصادية خانقة منذ انفجرت الفقاعة العقارية فيها في 2008. ولتقليص العجز في ميزانيتها العامة، اعتمدت مدريد خطة تقشفية صارمة اثارت انتقادات متزايدة في اوساط الخبراء الاقتصاديين الذين ينظرون اليها على انها عائق امام انتعاش الاقتصاد كما ان هذه الخطة تواجه باستمرار من خلال تظاهرات ضخمة في شوارع اسبانيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 18/شباط/2013 - 8/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م