
شبكة النبأ: انعقد في مدينة كربلاء
المقدّسة، على مشرّفها صلوات الله وسلامه، الملتقى المرجعي الثاني
للمؤسسات التابعة لمرجعية المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى
السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، وذلك في يوم الجمعة الموافق
للرابع من شهر ربيع الثاني1434للهجرة، بحضور وفد ممثلية سماحة المرجع
الشيرازي دام ظله، وممثّلي مكاتب سماحته في العراق، وآية الله الشيخ
فاضل الصفّار، وآية الله الشيخ عبد الكريم الحائري، والعلاّمة السيد
مهدي الشيرازي، وكانت فقرات الملتقى مقسّمة على فترتين صباحية ومسائية.
وبدأت الفترة الصباحية بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، بعدها رحب
حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ جلال معاش مدير الملتقى بالحضور وإبلغهم
سلام وتحيات سماحة المرجع الشيرازي دام ظله ودعاءه للحضور ووصاياه.
ثم القى العلاّمة الشيخ ناصر الأسدي كلمة الذي ساهم في إدارة
الملتقى، وكانت كلمته حول أهمية الملتقيات ومعطياتها، وأشار فيها إلى
ضرورة تطوير مثل هذه الملتقيات كمّاً وكيفاً، وتكثيرها.
وتعرّض حجّة الإسلام الشيخ فلاح العطار، في كلمته إلى تجربته في
أميركا، وأهمية الإعلام وضرورة الاستفادة منه في نشر التشيّع للمجتمع
الأميركي الذي وصفه بأنه مجتمع متديّن. كما تحدّث حجّة الإسلام الشيخ
جعفر الحائري عن بعض العوائق التي يواجهها علماء الدين في الولايات
المتّحدة الأميركية وكيفية علاجها.
وأشار السيد حيدر ثابت مسؤول جمعية السلام لحقوق الإنسان إلى
إنجازاتهم الحقوقية وجهودهم المختلفة في هذا المجال بالعراق، وتعرّض
أيضاً إلى نبذة حول معهد الرواديد الذي اُسّس بتوجيه من سماحة المرجع
الشيرازي دام ظله، وبعض النشاطات الثقافية الاُخرى. كما تحدث الأستاذ
عبد الرزاق الدراجي مدير مؤسسة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها للتنمية
البشرية، حول نشاطات المؤسسة في البصرة وكيف تشعّبت عنها عدّة مؤسسات
خيرية وثقافية. كما كانت هناك مشاركة لحجّة الإسلام السيد جعفر الهاشمي
حول مؤسسة الإمام الحسين عليه السلام.
وكانت هناك مشاركة لحجّة الإسلام الشيخ كمال معاش مسؤول مركز آية
الله السيد محمد رضا الشيرازي قدّس سرّه، أشار فيها إلى ضرورة تربية
مدراء بالمستوى اللائق، قادرين على تحمّل أعباء العمل الثقافي
الاجتماعي واستثمار الجهود، كما أكّد ضرورة الاهتمام بالجانب العقائدي
والتراثي.
وتحدث حجّة الإسلام السيد الفائزي عن دار التبليغ الإسلامي الذي بدأ
انطلاقته في سوريا ومارس نشاطاته الثقافية والدينية من إرسال الكتب
وتربية المبلّغين وعقد المؤتمرات لدور المبلّغ. ثم كلمة للأستاذ هاشم
المطيري، وكلمة للأستاذ رائد الوزني مدير مؤسسة أمّ أبيها عليها السلام
الثقافية الخيرية استعرض فيها إنجازات المؤسسة. وكلمة لحجّة الإسلام
الشيخ أبو فراس من مكتب سماحة المرجع الشيرازي في النجف.
وتحدث حجّة الإسلام الشيخ نزار الحسن في كلمة عن نشاطات المكتب
المرجعي في البصرة. كما تحدث فضيلة الشيخ صالح المجاهد مدير مؤسسة
الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله الثقافية ـ فرع العراق، في كلمة تحت
عنوان: ((أهمية المرجعية ودورها الريادي))، مع تعريف مختصر بالمؤسسة.
والقى الحاج هادي الذاكري كلمة نيابة عن لجنة إحياء شعائر أهل البيت
عليهم السلام النسوية، تحدّث فيها عن نشاطات اللجنة وأسلوبها المتميّز
في إحياء الشعائر بلغة المتحف الفني التجسيدي.
آفاق العمل المرجعي في الجامعات
والقى السيد محسن القزويني مؤسّس جامعة أهل البيت عليهم السلام،
كلمة حول آفاق العمل المرجعي في الجامعات في العراق وكيف يعتمد
المستقبل على العمل الجامعي مشيراً إلى نبذة وجيزة حول تاريخ الجامعة
وتطوّراتها وأهم إنجازاتها. ثم كانت هناك مداخلة لحجّة الإسلام الشيخ
عبد الرضا معاش حول العمل المرجعي في الجامعات.
ثم كانت هناك كلمة للعلاّمة الشيخ حسين الأميري تحت عنوان: آفاق
العمل المرجعي في الحوزات والمدارس العلمية. وكلمة لآية الله الشيخ عبد
الكريم الحائري دعا فيها إلى التركيز على العمل الإيجابي دون التصادم
السلبي مع الآخرين.
كما تم في ختام الملتقى توزيع النشرات التعريفية للمؤسسات المشاركة،
وإصدارات لكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله ومجلة أفق المرجعية
المرئية.
قيادة المؤسسات
وقدم حجّة الإسلام الشيخ مرتضى معاش مسؤول مؤسسة النبأ للثقافة
والاعلام ورقة تحت عنوان: ((قيادة المؤسسات)) تعرّض فيها إلى ضرورة
وضوح الأهداف المراد تحقيقها وأهمية التخطيط والبرمجة وإدراك الأولويات.
وكانت هناك مداخلة حول الموضوع لحجّة الإسلام الشيخ علي الرميثي كما
تحدث فيها حول وضع الشيعة في كندا.
وجاء في ورقة الشيخ مرتضى معاش ان القيادة هي القدرة على تحقيق
الاهداف الموضوعة بأقل الامكانات واحسن النتائج وبأفضل وقت ممكن وفق
استراتيجيات وادوات تتناسب مع الاهداف والمبادئ العامة او لاتتناقض
معه.
واشار الى ان لتحقيق ذلك لابد من وضوح الاهداف وواقعيتها وهذا
يستدعي وجود رؤية واضحة لما يريده القائد او الجماعة والا فأن الاتكال
والارتجال في صناعة الهدف هو عين الفوضى والضبابية والتيهان. ووجود
ثقافة التخطيط والبرمجة التي تحاول الاعداد لتحقيق الاهداف عبر وضع
استراتيجيات قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، مع وضع مناهج لصناعة
الامكانات المادية والبشرية والفكرية اللازمة، وادراك الاولويات.
واعتبر الشيخ مرتضى معاش ان المؤسسات هي روافد وكيانات منبثقة من
المؤسسة الكبرى وهي المرجعية، لذلك لابد من وجود تنسيق جوهري يعتمد على
الاهداف الاساسية التي من خلالها تعرف الاولويات. ويستدعي هذا التنسيق
مجموعة شروط منها:
وجود رؤى واضحة حول الاهداف والاولويات والسياسات واشكال التنسيق،
وجود لجان تنسيق دائمة، عقد الجلسات الفكرية العامة والخاصة لتوضيح
الرؤى مثل المؤتمرات والملتقيات وورش العمل ومطابخ الفكر، واصدار
كتيبات بشكل دوري تسلط الضوء على تطور الاهداف والافكار المرجعية.
وفي نهاية كلمته دعا الشيخ مرتضى معاش الى مجموعة مقترحات وتوصيات
منها:
سعي كل مؤسسة الى وجود لجنة للتخطيط والبرمجة بما يتناسب مع
الاهداف، انشاء خلايا تفكير تقوم بإنتاج الافكار والرؤى وتحليل مجريات
الواقع واستشراف المستقبل، ترسيخ مبدأ المحاسبة الذاتية ومراجعة العمل
واستكشاف الاخطاء والثغرات، انشاء قسم خاص لتطوير الكفاءات وبناء
الكوادر البشرية.


 |