شبكة النبأ: تنفرد الولايات المتحدة
بوضعية القوة العظمى والقطب الأوحد في العالم على المستويات كافة، على
الرغم من ديمومة الخلاف والجدل السياسي بين الإدارة الديمقراطية
والمعارضة الجمهورية في الولايات المتحدة بشأن عدة قضايا داخلية
وخارجية.
اذ تعتمد الإدارات الأمريكية على الإستراتيجية التدريجية المرنة
بترسيخ وتنمية الأجندة التي تتبعتها في اغلب المجالات، وذلك لضمان
تحقيق مصالحها الاقتصادية والإستراتيجية والسياسية في البلدان الأخرى.
وبعد دخول الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجولة الجديدة من المواجهة
على سدة الحكم يبدي الزعيم الديمقراطي -القديم الجديد- زعامة أكثر جرأة
منذ إعادة انتخابه، بهدف تكوين -اوباماوية سياسية جديدة- اكثر توازنا
داخل النظام الامريكي وبين الأمريكيين ايضا.
لكن هذه الاوباماوية ألهبت الصراع مع الجمهوريين بشأن عدة قضايا
ابرزها التعيينات الادارية المتمثلة بمرشحي الرئيس اوباما لشغل منصب
وزير الخارجية وزير الدفاع ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي
ايه) في اطار تشكيله فريقه للامن القومي لفترة رئاسته الثانية،
حيث اثارت قرارته الاخيرة، جدلا سياسيا حادابين الديمقراطيين
الجمهوريين، إذ تحاول إدارة اوباما اليوم رسم إستراتيجية ادارية
لامريكا تتواءم مع المعطيات الجديدة.
فبعدما حلقت هيلاري كلينتون وزارة الخارجية الأمريكية المستقيلة
طويلاً على قمة قادة السياسية الخارجية الأمريكية في السنوات الأخيرة،
جاء دور المحارب السابق في فيتنام الذي تحول الى ناشط سلمي ومرتاب من
نزعة التدخل العسكري، جون كيري ليفاقم من حدة التنافر السياسي من لدن
الجمهوريين تجاه البيت الأبيض.
إذ يرى المحللون سياسيون بأن اختيار جون كيري بديلا كلينتون لن
تتغير بهذا الاختيار السياسية الخارجية الأمريكية امام العالم وتجاه
الشرق الأوسط خاصة وإنما ستستمر في السياق نفسه باكثر واقعية وابعد عن
الشعارات في عهد الوزير الجديد خلال المرحلة القادمة، لكنهم أجمعوا على
جدية المبادرات التي قد يتخذها جون كيري تجاه المنطقة. والامر يطرح
عدة تساؤلات هامة ابرزها هل يستطيع رجل الديمقراطي ان يتولى وزارة
الخارجية؟، وهل سيضع جون كيري بصمته في سياسية الخارجية بعد المسيرة
الحافلة بالانجاز ل كلينتون؟.
لكن المحللين السياسيين يعتبرون ان كلينتون ستكون افضل امل للحزب
الديمقراطي خلال اربع سنوات وانها قد تحقق اختراقا في الانتخابات
الرئاسية المقبلة.
بينما يرى بعض المحللون انه على الرغم من العراقيل التي تضعها
الإدارة الجمهورية أمام قرارات الإدارة الديمقراطية، الا انه بات من
الواضح نجاح الإدارة الديمقراطية بتغير السياسية الداخلية والخارجية
على حدا سواء، وهذا ما يخشاه الجمهوريين من مساعي الحرب الديمقراطي في
سحب بساط الحكم من تحتهم وتجيه ضربات سياسية تحت الحزام.
لذا توقع اغلب المحللين بنشوب معارك سياسية حيوية بين اوباما وخصومه
خلال الفترة المقبلة، وقد تصنع هذه المعارك تحديات وصراعات محلية
ودولية، وتمهد الطريق لمرحلة سياسية محورية لا تخلو من روح المغامرة،
كون قيادة امريكا-الجديدة القديمة- تنتهج آيدولوجية سياسية وفق
إستراتجية براغماتية، وعليه فقد باتت أمريكا اليوم تحت الإدارة
الديمقراطية وحكم أوباما اقوى مما تبدو عليه امام العالم.
وفي السياق ذاته تعهد وزير الخارجية الاميركي الجديد جون كيري
بالعمل من اجل السلام لكنه نبه الى ان الولايات المتحدة يجب ان تكون
مستعدة للدفاع عن نفسها في مواجهة "الإرهاب والفوضى والشر"، وقال كيري
وسط عاصفة من التصفيق "انا فخور بتولي هذا المنصب لأني اريد ان اعمل من
اجل السلام ولان قيم ومثل امتنا هي حقا تمثل افضل ما يمكن ان نعيشه على
الارض"، من جهته قال بايدن مازحا ان الامر الوحيد الذي ياسف له هو "عدم
تزكيته جون كيري رئيسا" بعد انتخابات 2004 حين خسر المرشح الديمقراطي
ضد جورج بوش. بحسب فرانس برس.
وقد اجرى وزير الخارجية الاميركي الجديد جون كيري، الذي خلف هيلاري
كلينتون في هذا المنصب، سلسلة اتصالات هاتفية مع عدد من القادة الاجانب
تخللتها مباحثات مع مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين، وفي اشارة الى ان
الشرق الاوسط سيكون على ما يبدو احد ابرز اولوياته في الاشهر المقبلة.
وبعيدا عن ملف السلام في الشرق الاوسط، شملت الاتصالات الهاتفية
التي اجراها كيري مع نظرائه التركي احمد داود اوغلو، والكندي جون بيرد،
والمكسيكي خوسيه انطونيو ميدي والياباني فوميو كيشيدا والكوري الجنوبي
كيم سونغ-هوان.
وعلى الصعيد نفسه فكما يبدو بأن كلينتون غادرت منصبها وهي على قناعة
بانها حسنت صورة الولايات المتحدة في العالم واعادت رسم سياستها
الخارجية مما يمنحها اوراقا رابحة في حال ارادت الترشح للسباق الرئاسي
الى البيت الابيض في العام 2016، وبحسب استطلاعات الرأي فان كلينتون
تتمتع حاليا بشعبية اكبر من شعبية الرئيس باراك اوباما، اذ تبلغ نسبة
التأييد التي تحظى بها لدى الاميركيين 65%. بحسب فرانس برس.
فبعد ذلك باربع سنوات، تقول كلينتون انها فخورة بانها "اعادت تنشيط
الدبلوماسية الاميركية وعززت تحالفاتها"، وانها شاركت في الانسحاب من
العراق ومن افغانستان قريبا، وفي تصفية بن لادن وفي التدخل في ليبيا
ودعم الربيع العربي وعزل كوريا الشمالية وايران واعادة التوازن ازاء
اسيا وتوطيد العلاقات مع اوروبا واميركا اللاتينية وافريقيا.
فقد بلغت شعبية الرئيس الأميركي باراك اوباما نسبة 60% وهو مستوى
تعذر عليه بلوغه منذ عامه الاول في الحكم في 2009، على ما افاد استطلاع
بعد عشرة ايام على بدء ولايته الرئاسية الثانية.
في سياق آخر أعلن عضوان جمهوريان في مجلس الشيوخ انهما طلبا تأخير
تصويت اللجنة في مجلس الشيوخ على تعيين تشاك هاغل وزيرا جديدا للدفاع،
وقال السناتوران ليندسي غراهام وجيمس انهوف للصحافيين ان التصويت متوقع
لكن غراهام قال انه ينتظر معلومات مهمة بشأن اموال تلقاها هاغل لبعض
خطاباته، وصرح غراهام للصحافيين انه يفضل الامتناع عن التصويت "الى ان
نحصل على المعلومات اللازمة لاتخاذ قرار صائب".
فيما يخضع جون برينان الذي عينه الرئيس الاميركي ليرأس وكالة
الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) لمساءلة مجلس الشيوخ الاميركي الذي
قد يلغي تعيينه بسبب الجدل حول حملة الطائرات من دون طيار التي كان من
مهندسيها.
لكن لتثبيت توليه مهامه على برينان ان يكسب اصوات الشيوخ الجمهوريين
في الغرفة العليا حيث لا يملك حلفاء الرئيس الديموقراطي الاكثرية
اللازمة لتجنب عرقلة من خصومهم.
وبعد ان رفضت الحكومة الاميركية مطولا الكشف عن اي وثيقة اعلن مسؤول
في الادارة ان اوباما سيطلع المشرعين على وثائق سرية، وانذر عدد من
الشيوخ بانهم سيستخدمون تثبيت تعيين برينان ورقة ضغط لاجبار الادارة
على مشاطرة المزيد من المعلومات حول التبريرات القانونية والدستورية
لقتل الحكومة الاميركية مواطنيها. بحسب فرانس برس.
الى ذلك قرر الرئيس الاميركي باراك اوباما تعيين امرأة اخرى في
حكومته واسناد وزارة الداخلية الى سالي جوول رئيسة مجلس ادارة مؤسسة
كما افاد مسؤول في البيت الابيض، وفي حال تأكد تعيين سالي جوول التي
تتولى حاليا رئاسة مجموعة ريكريرايشونال اكويبمنت للبيع بالمفرق، فهي
ستخلف كن سالازار في وزارة الداخلية.
من جهة أخرى نفت السلطة التنفيذية الاميركية انها تريد بناء نسخة عن
المكتب البيضوي الشهير للرؤساء الاميركيين لاستخدامها بها خلال اعمال
يفترض القيام بها في هذه الغرفة الواقعة في الجناح الغربي من البيت
الابيض.
وصرح المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني خلال مؤتمره الصحافي
"المعلومات بشأن نسخة عن المكتب البيضوي غير صحيحة. تعلمون ان لا احد
ينتقل من الجناح الغربي (...) لم يتخذ اي قرار في هذا الخصوص"،
والاعمال التي تقام في هذا الجناح ضمن مشروع ترميم اشهر مكتب في العالم
وتقدر تكاليفه ب376 مليون دولار بحسب موقع "ريل كلير بوليتيكس"، واضطر
رؤساء اميركيون اخرون الى الانتقال الى مكان اخر بسبب اعمال في البيت
الابيض. |