مسلسل الكوارث والفضائح تتوالى على الوطن – السعودية - بسبب الاهمال
والفساد والتقصير في تحمل المسؤولية. كوارث تحولت الى فضائح ومواد
اعلامية مثيرة تنتشر على مستوى العالم بفضل الاعلام الجديد والانترنت،
ولتكشف عن صورة مصغرة لمارد الفساد المستفحل في جسد الوطن.
ومن تلك الكوارث ما اعلن عنه مؤخرا مركز الدراسات السكانية في جامعة
الملك سعود: "ان نحو 40 بالمئة من الشعب السعوديين لا يملكون مساكن
خاصة بهم" في ظل المساحة الشاسعة للسعودية. رغم ان الارقام الحقيقة
أكبر من ذلك.
هناك كوارث ومآسٍ عظيمة تدق اجراس الخوف وتثير القلق والغضب لدى
المواطنين وتهدد الوطن، بسبب فساد المسئولين.... بالاضافة إلى غياب
مشاركة المواطنين في صناعة القرار، وغياب التخطيط والاصلاح الشامل. ومن
تلك الكوارث: غرق مدن بشبر من مياه الامطار - كما حدث في مدن جدة وتبوك
وغيرها - او انفجار شاحنات الغاز في وسط الاحياء السكنية - كما حدث في
مدينة الرياض -، وانتشار الفقر المدقع والبطالة والانتحار، وسرقة
الاراضي - التشبيك - وضياع وهدر المال العام،. ولكنها – اي الكوارث -
بالنسبة للمسئول مجرد ازعاج له من الاستمتاع بفساده، بسبب تسريب صور او
معلومات عن الكوارث للاعلام، ليصدر الاوامر للبحث عن شماعة لتعليق
الاسباب وباسم تصحيح الاخطاء، كمحاولة لتبييض الوجه ولامتصاص الغضب
الشعبي!
ولكن ماذا تفيد هذه الاوامر والصحوة الشكلية للمسؤولين - التي تعود
الى سباتها قبل ان يجف تراب قبور الضحايا - بعدما ذهبت ارواح غالية
وتعريض الوطن للمخاطر؟
هذه الاخطاء المتكررة والفادحة واضحة للعيان وقد تحدث ونبه عنها
الكثير من ابناء الوطن المخلصين. ولكن المسؤول لا يريد احدا ان يقترح
وينتقد وينبه عن تلك الاخطاء والقصور في ادائه فهو من شريحة العالي
والمعالي فوق النقد والانتقاد، - شريحة كأنها خلقت لتنعم بالنوم المريح
- ولا يوجد في الوطن غيرهم من يفهم ويفكر!.
كم من كارثة يحتاج الوطن ليشعر المسؤول بمدى مسؤوليته، ويتعامل مع
الشعب باحترام من باب الحق الوطني بدون فوقية وتكبر، ويعترف بالخطأ
ويعتذر عن التقصير ويقدم استقالته؟ ومتى سيتحرك المواطنون لانقاذ الوطن
ولايقاف الكوارث الوطنية التي تُحدث بسبب الفساد الذي اصبح سرطانا يهدد
الوطن.
هل من الممكن ان يحاسب المسؤول على تقصيره وفشله، في ظل شعب يشعر
بالضياع ويعاني من ازمات عديدة؟؟!!
|