المؤسسة التربوية ومهام المرحلة المقبلة

 

شبكة النبأ: انتهى النصف الاول من العام الدراسي الحالي، في ظل تطلعات مشروعة لتصحيح المسار التربوي، وتنقيته من بعض الشوائب التي تتعلق بالعملية التربوية كلها، سواء في الجانب التدريسي او المنشآت والبنيات والمدارس، أو الامور الادارية المتنوعة.

ولابد من التنبيه المستمر على الاخطاء والنواقص التي تعاني منها العملية التربوية، لما تسببه  من تدنٍ واضح في مستويات التعليم والتربية، علما أن الاخطاء ليست من النوع المستعصي، بل هي سهلة الحل والتصحيح، ولكن الامر يتطلب ارادة في التخطيط الاختصاصي وفي التنفيذ السليم، مع تحييد النظام الاداري البيروقراطي، الذي يعمل على إعاقة التصحيح بقوة، بسبب تمسك منظومة العمل البيروقراطي بنهجهم المنحرف، الذي يجلب لهم المنافع والاموال، بسبب حالات الفساد المالي والاداري، التي غالبا ما تجعل من المشاريع التربوية، اما وهمية واما تبقى على النصف من حيث التشييد، أو أنها تنفذ بطرق رديئة جدا من اجل الاستحواذ على الاموال المخصصة للمشاريع التربوية والتعليمية، ولعل اخطر ما تتعرض اليه العملية التربوية تلك الاساليب النمطية في التعليم، حيث تعجز عن انتاج الطلبة المبدعين المبتكرين، بسبب آلية التعليم التي تراوح في مكانها منذ عشرات السنين، اذن لا يتعلق الامر فقط بالجانب المادي ونقص البنى الانشائية وسواها، بل هناك نقص في الجانب التعليمي التربوي النمطي نفسه!.

وكلنا نتفق على ان الكادر التدريسي التربوي والتعليمي، يحتاج الى دورات تدريبية عملية ونظرية، ترفع من كفاءة المدرس، وتجعله اكثر اطلاعا على طرق التدريس الجديدة، لأن العالم المتطور يحقق قفزات سريعة جدا في هذا المجال، لذا ينبغي على الدولة والجهات الحكومية المعنية أن تتنبّه الى قدرات الكادر التدريس وكفاءته، ومن المشاكل التي نجدها حاضرة في التربية والتعليم ايضا، ضعف الانسجام بين الكادر التربوي التعليمي نفسه.

 بمعنى ليس المدارس والبنايات والمنشآت هي سبب سوء التعليم فقط، هي احد الاسباب نعم، ولكن هناك اسباب جوهرية ليست مادية يجب معالجتها، منها على سبيل المثال العلاقة بين المشرف التربوي والمعلم او التدريسي، حيث تسود بينهما علاقة يعتريها الخطأ غالبا لاسيما يتعلق بفرض السلطة على الآخر.

يقول أحد الكتاب في هذا المجال: إن (الاشراف التربوي كثيراً ما يمارس كعملية سلطوية مزاجية تفتيشية تهدف الى تخويف المعلم واحراجه، واظهار نقاط ضعفه، ويشعر المشرفون بان المعلم غير متحمس لزيارتهم، ولا يثق بما يقدموه له من ملاحظات، وكان هناك حرباً باردة بين الطرفين. لذلك فأن التقارير التي يعدها المشرفون التربويون بعد زياراتهم انطباعية، وليست ملائمة من حيث دقتها وشموليتها لتكون اساسا لتطوير عملية التعليم، كما انها تفتقر الى الموضوعية، فهي تتصف بالسلبية والنقد اللاعلمي. ان عجز الاشراف التربوي بشكل عام عن تحقيق اهدافه يعود الى اسباب كثيرة يقف على رأسها اعتماده على السلطوية المتمثلة بضعف العلاقة بين المشرف والمعلم، وقيامها على التحكم والخضوع بدلاً من التعاون والتفاعل والثقة المتبادلة).

وهكذا تتضح لنا الكثير من اشكاليات العلاقة بين الكوادر التدريسية نفسها، وثمة اخطاء اخرى تتعلق بالمناهج وطرق التدريس ومنح الطلاب الثقة اللازمة، لكي تتم عملية التدريس والاستيعاب على نحو متوازن وناجح في آن.

أضف الى هذا كله، عملية السيطرة على سلوك الطلاب، لاسيما انهم مراهقون ويحتاجون الى دراية وخبرة في التعامل معهم بسبب المرحلة العمرية الحرجة التي يمرون بها، كذلك بالنسبة لطلبة الابتدائية الصغار ودخولهم عالم المدرسة الجديد، إنهم حتما يرهبون هذا العالم، لذا نحتاج الى المعلم الذي يزرع الامان والقبول بالعالم الجديد من لدن الطالب الطفل.

لذا من الواضح أن عملية  التعليم تتعلق أيضا بكيفية ادارة الصف من لدن الكادر التدريسي، أو المعلم الذي سينجح او يفشل في مهمته هذه تبعا لادارته للصف، ونوع العلاقة مع طلابه، إذ تعرّف ادارة الصف بأنها تلك الاجراءات التي يتخذها المعلم لزيادة التفاعل مع الطلاب، ومشاركتهم وتعاونهم في النشاطات الصفية وإيجاد بيئة تعليمية منتجة فعالة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 13/شباط/2013 - 3/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م