اذا كان الخبر الذي تناقلته الانباء صحيحا بان دعوة وجهت للقرضاوي
لزيارة مظاهرات العراقيين فهي أنباء غير سارة أبدا، بل مشئومة، لأن
الرجل مملوك ولا يملك حرية نفسه. هو رجل مستأجر من قبل أمراء الخليج،
يستخدمونه لتنفيذ اهدافهم، فيقول ما يطلب منه، يؤمر ولا يخير، يتنقل
بين مناطق التوتر ليصب الزيت على النار بتذاكر مدفوعة الثمن.
هذا الرجل لا يجيد الكلام عن التصالح والوئام، انه خبير بإشعال فتيل
الفتن، يديه وجبينه وعمته ملوثة بدماء الليبيين والسوريين والمصريين
والبحرينيين والتونسيين، وها هو يحل في عراق التآخي والوطنية والتسامح،
فما هي رسالته لأبنائه..؟
هل جاء ليبلغهم تحيات أمراء البادية، فالتحيات لها مناسباتها
السلمية والوطنية، أم جاء يدعوهم لتعزيز الأخوة والتصالح، ولو كان
بالفعل قد أراد ذلك لكان قد حل في مطار بغداد، وتوجه من هناك مشكورا
بكلمة حب لأبناء مدن العراق التي بحت حناجرهم بالخطب الغاضبة الهادرة.
أيصعب عليه أو أمرائه توجيه نداء للسلام والمحبة والتصافي..؟
لكنه كما أذيع يتوجه من الباب الخلفي الى مطار اربيل، مما يدلل على
أن هناك مهمة لا يريد لبغداد أن تعلم بها، فهل السيد البرزاني على علم
بها، أم أنه هو الآخر لا يعلم كما نحن في بغداد..؟
أيها الشيخ.. هل حصلت على سمة دخول أصولية الى العراق، أم ستدخل
خلسة من أربيل، لكن أربيل هي العراق أيضا ويلزم حصولك على سمة دخولها..؟
لماذا اذا جئت الى أربيل وليس الى بغداد، هل تشعر بالحرج.. أم لك
مشكلة مع حكومة العراق.. فحسب علمنا لا توجد أي مشكلة.. فلماذا تعتبر
نفسك غير مرحب به في بغداد..؟
لوكنت جئت الى بغداد فسنرحب بك، كوسيط سلام بين المحتجين في بعض مدن
العراق والحكومة العراقية، فستكون ضيفا مبجلا وسنذكر لك صنيعك باستعادة
الثقة المفقودة بين الطرفين، لكنك للأسف لم تفعل، وصممت أن لا تمر
ببغداد عاصمة الرافدين.
المدينة التي قيل عنها وعن أهلها الكثير مدحا واشادة، فلماذا تحرم
رئتيك من عبق بغداد، التي كما نعرف لم تزرها حتى في زمان طاغية العصر
صدام الذي تكن له التقدير وأنت على علم بما ترك من أحزان وحسرات،
وبخاصة في نفوس أخوتنا الأكراد.
أيها الشيخ.. افعل خيرا هذه المرة، فلا تصب الزيت على النار،
واتركنا وشأننا، فبيننا من العقلاء ما يكفي لحل مشاكلنا بسلام، فما
تسمعه من شكوى في الانبار هي شكوانا جميعا، وما يطالبون به هي مطالبنا
جميعا، نحن لا نعادي بعضنا، لا نكره بعضنا، لا نقاتل بعضنا، لا نشتم
بعضنا، لا نستخف ببعضنا، لا نضمر السوء لبعضنا، لأننا كلا واحدا. نحن
موحدون ضد أعدائنا خارج الحدود.
نحن شركاء في الوطن، شركاء في المصير، شركاء في الأحزان والأفراح،
شركاء في فقرنا كما في غنانا، ليس فينا عبيد نحن سادة قرارنا، ونحن
أعرف بمصالحنا من غيرنا. نحن مع الكرم والضيافة واحترام الجار، نقدس
جميعنا الحرية، وناضلنا معا كتفا لكتف من أجل النيل بها، وسالت دمائنا
معا من أجلها ودفاعا عنها، لم يقهرنا مستعمر، لقد تعهدنا على أن نصون
هذا الوطن سوية من كل معتد وأثيم.
أيها الشيخ اعمل خيرا، خيرا ترى. فلك منا جزيل الشكر. |