عالم الطب... اكتشافات تسهم في صحة افضل

 

شبكة النبأ: يشهد علم الطب كغيره من العلوم الأخرى نقلات نوعية وتطور مثير في مجال الدراسات والاكتشافات الحديثة التي يقوم بها العلماء والأطباء في سبيل الوصول الى بعض الاختراعات إيجاد العلاجات الناجحة بشقيها الدوائي والجراحي التي تسهم بمعالجة بعض العلل والأمراض الخطيرة  او المستعصية، وفي هذا الشأن قال مركز كليفلاند الطبي إن أفضل ابتكارات طبية  تشمل جهازا في حجم حبة اللوز يزرع في الفم لتخفيف آلام الصداع الشديدة وجهاز مسح يمسك باليد يشبه مجفف الشعر لرصد سرطان الجلد. وتضم القائمة السنوية بأفضل الابتكارات الطبية لعام 2013 والتي يعدها مركز كليفلاند تكنولوجيا أفضل لمسح الثدي اشعاعيا وأدوية جديدة لعلاج الحالات المتقدمة من سرطان البروستاتا.

واختار الأطباء والباحثون في المركز الطبي جراحة إنقاص الوزن باعتبارها أبرز ابتكار طبي ليس لفاعليتها في الحد من البدانة وإنما لقدرتها على السيطرة على النوع الثاني من السكري وهو النوع الأكثر شيوعا. وعلى مدى سنوات لاحظ الجراحون الذين يعملون في مجال البدانة أن هذه الجراحة كثيرا ما تخلص المرضى الذين يعانون من السمنة من النوع الثاني من السكري حتى قبل مغادرتهم المستشفى.

وجاء في الترتيب الثاني في القائمة التي أعدها المركز الطبي جهاز يساعد على تخفيف الصداع ثاني أكثر الأمراض شيوعا بعد البرد. ويجري زرع الجهاز الصغير الذي تم ابتكاره في مركز كليفلاند الطبي ثم تحول إلى شركة خاصة تدعى اوتونوميك تكنولوجيز في اللثة فوق الضرس الثاني لعلاج الصداع العنقودي والصداع النصفي. ويوضع طرف هذا الجهاز قرب أعصاب بعينها خلف عظمة الأنف. وعندما يشعر المريض أن الصداع سيبدأ يوضع جهاز للتحكم عن بعد على جانب الخد ليحفز الجهاز تلك الأعصاب لمنع الألم.

وأدرج في القائمة أيضا جهاز محمول باليد لرصد الميلانوما الحالة الأكثر فتكا من سرطان الجلد. وقالت الدكتورة اليسون فيديموس رئيسة قسم الأمراض الجلدية في المركز "حتى الآن كنا نعتمد على أعيننا.هذا الجهاز يتيح نظرة موضوعية تحت الجلد باستخدام طيف معين من الضوء." بحسب رويترز.

ومن الأجهزة المدرجة أيضا في القائمة نوع جديد لتصوير الثدي بالأشعة والذي يقدم تفاصيل للصورة لا يوفره التصوير العادي الذي يخرج صورة ثنائية الأبعاد. وأضيفت إلى القائمة أدوية جديدة لعلاج الحالات المتقدمة من سرطان البروستاتا بسبب قدرتها على وقف تقدم المرض من خلال سد مستقبلات التستوستيرون. لكن آخر ما أدرج في القائمة ليس جراحة ولا دواء ولا جهازا وإنما برامج الرعاية الصحية التي تستخدم الحوافز لتشجيع الناس على الاهتمام بأنفسهم بدرجة أكبر.

ذراع الكترونية

في السياق ذاته طور باحثون في الولايات المتحدة ذراعا الية يتم التحكم فيها بالتفكير بشكل مباشر بمستوى رشاقة اقرب من اي وقت مضى لطرف بشري عادي. واستطاعت جان شيرمان وهي امرأة تبلغ من العمر 52 عاما تم تشخيص حالتها على انها مصابة بخلل دماغي تنكيسي منذ 13 عاما وبشلل في كل جسمها ابتداء من العنق تشغيل الذراع الالية بمستوى تحكم ورشاقة لم تر من قبل في مثل هذا النوع من الأعضاء الصناعية المتطورة. ويصف خبراء ذلك بانها خطوة غير عادية للامام بالنسبة للأعضاء الصناعية التي يتم التحكم فيها بالعقل بشكل مباشر.

وتسمح انظمة اخرى بالفعل للأشخاص المصابين بشلل بالطباعة او الكتابة دون استخدام اليد بمجرد التفكير في الحروف التي يريدون كتابتها او طباعتها. وفي وقت سابق استخدم باحثون في سويسرا اقطابا كهربائية زرعت بشكل مباشر في الشبكية لتمكين ضرير من القراءة. ويسير تطوير الات التواصل التي تعمل عن طريق المخ بشكل سريع ويتوقع علماء امكان استخدام هذه التكنولوجيا في نهاية الامر لتفادي التلف العصبي واعادة تنشيط عضلات الشخص المشلولة. وفي نفس الوقت يقولون ان انظمة كهذه يمكن تزاوجها مع "الاعضاء الخارجية" الالية التي تسمح للمصابين بشلل نصفي وشلل رباعي بالمشي.

وفي احدث دراسة نشرت في دورية لانسيت Lancet زرع فريق ابحاث من مركز بتسبرج الطبي الجامعي قطبين كهربائيين صغيرين في القشرة الحركية في الجانب الايسر من مخ المرأة وهو الجزء المسؤول في المخ عن بدء الحركة . واستخدم الفريق اسلوب الفحص الالكتروني للدماغ يسمى التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي للعثور على الجزء من المخ الذي ينير بعد ان طلب من المريضة التفكير في تحريك ذراعيها اللذين لا يستجيبان في الوقت الحالي. وتم توصيل القطبين باليد الالية عن طريق جهاز كمبيوتر يشغل نظاما حسابيا معقدا لترجمة الاشارات بشكل يحاكي الاسلوب الذي يتحكم فيه المخ السليم على الاطراف السليمة.

وقال مايكل بونينجر الذي عمل في هذه الدراسة ان"هذه الاقطاب الكهربائية اجهزة غير عادية من حيث انها صغيرة جدا." ولكن بونينجر قال ان الطريقة التي يعمل بها النظام الحسابي هي التقدم الاساسي. وكانت ترجمة اشارات المخ بشكل دقيق احد اكبر التحديات في الاعضاء الصناعية التي يتم التحكم فيها من خلال التفكير. وقال "لا يوجد حد الان لفك شفرة الحركة البشرية." الامر يصبح اكثر تعقيدا عندما تعمل على اجزاء مثل اليد ولكن اعتقد انه فور ان تتمكن من الوصول الى الحركة المطلوبة في الدماغ يكون هناك احتمالات كثيرة للطريقة التي يمكن التأثير بها على هذه الحركة."

واستغرق تدريب شيرمان اسابيع للسيطرة على حركة اليد ولكنها تمكنت من تحريكها بعد يومين وبمضي الوقت استكملت مهام مثل التقاط الاشياء وتوجيهها وتحريكها الى الوضع المطلوب بنسبة نجاح بلغت 91.6 في المئة. وزادت سرعتها بالتدريب. ويعتزم الباحثون استخدام التكنولوجيا اللاسلكية للاستغناء عن الحاجة لوصلة سلكية بين رأس المريض والعضو الصناعي. ويعتقد الباحثون ايضا انه قد تتم اضافة حلقة استشعار تعطي رد فعل للمخ وتسمح للمستخدم بمعرفة الفرق بين السخن والبارد والاسطح الملساء والخشنة.

على صعيد متصل حصلت امرأة فقدت اطرافها الاربعة بسبب بكتريا فتاكة على موافقة على اجراء جراحة لها لزرع ذراعين في مستشفى بريجهام للنساء في بوسطن ستكون أول عملية جراحية من هذا النوع في الولايات المتحدة. وستحصل كاتي هايز (44 عاما)- من كينجوود بولاية تكساس - على ذراعين جديدين من فوق المرفق. ويعمل المستشفى مع بنك للتبرع بالاعضاء للعثور على متبرع. ولم يتقرر بعد موعد العملية الجراحية.

وقالت هايز في مؤتمر صحفي في بوسطن "لدى إصرار على جعل هذين الذراعين جزءا مني. اريد استعادة حياتي. اريد حمل أطفالي ومعانقة زوجي." واصيبت هايز بالبكتريا العقدية من الفئة الأولى بعد انجاب مولودها الثالث في فبراير شباط 2010 لتفقد على إثرها أمعائها الغليظة ورحمها وأطرافها. بحسب رويترز.

وقد تعطي الجراحة لهايز القدرة على ثني ومد مرفقيها ورفع نفسها من الكرسي المتحرك. وقال بوهدان بوماهاك مدير جراحات التقويم في مستشفى بريجهام إن مستوى القدرة التي ستحصل عليها هايز وخصوصا في يديها الجديدتين غير مؤكد. واجريت أول جراحة لزرع ذراعين في العالم من فوق المرفق في ألمانيا في 2008 لمزارع فقد ذراعيه في حادث.

أرخص جهاز

الى جانب ذلك طور مهندسان في بريطانيا ماسحا يعمل بالموجات فوق الصوتية تبلغ تكلفة صنعه أقل من 40 جنيها استرلينيا قد يحسن الرعاية الصحية للنساء الحوامل في اجزاء من العالم النامي لا يتاح لها الحصول هذه التكنولوجيا. وسيدخل الجهاز إذا حصل على مساندة تجارية الي سوق تتراوح فيها اسعار اجهزة المسح التي تعمل بالموجات الصوتية المستخدمة في المستشفيات بين 20 ألف إلى 100 ألف استرليني (32100-160000 دولار) بينما تباع الاجهزة الاقل تكلفة المحمولة مقابل حوالي 4500 استرليني للجهاز الواحد. وقال جيف نيسهام المتخصص في تكنولوجيا الاشعة بجامعة نيوكاسل الذي طور الجهاز مع زميله ديف جراهام ان الجهاز الجديد سيكون سعره أقل من 200 استرليني. واضاف قائلا "الامور مازالت في مرحلة مبكرة جدا.. تحدثنا مع بضع شركات أبدت اهتماما واتصلنا بعدد من المؤسسات الخيرية لكننا لانزال نبحث عن شركاء." بحسب رويترز.

ووفقا للامم المتحدة تموت حوالي 250 ألف امرأة سنويا من مضاعفات اثناء الحمل والولادة 99 بالمئة منهن في بلدان نامية. والجهاز الجديد في حجم فأرة جهاز الكمبيوتر ويمكن استخدامه عبر وصلة إلى أي جهاز كمبيوتر ثابت أو محمول صنع في السنوات العشر الماضية.

إعادة البصر

في السياق ذاته أكد تقرير علمي بريطاني أن باحثين في جامعة أوكسفورد استطاعوا إعادة الإبصار لفئران عمياء من خلال حقن عدد من الخلايا الحساسة التي تستشعر الضوء عن بعد في عيونها. وأكد الباحثون أن دراستهم اقتربت من العلاج الذي يحتاجه الأشخاص الذين يعانون أمراضا مستعصية في العيون، حيث حصلوا على نتائج جيدة من علاج الفئران التي تعاني عمى ليليا. وأكد الخبراء أن التقدم العلمي في هذا المجال يخطوا خطى متسارعة، ولكن التساؤلات لاتزال مطروحة عن مدى جودة الرؤية التي يتم استعادتها، حيث يفقد المرضى بالتهاب الشبكية الصباغي تدريجيا الخلايا الحساسة للضوء من الشبكية، وصولا إلى مرحلة العمى. واستخدم فريق البحث بجامعة أوكسفورد فئرانا استنفدت شبكيتها كل الخلايا الحساسة للضوء، ولم تكن تستطيع التفرقة بين الضوء والظلمة.

وقام الباحثون بحقن خلايا جديدة بديلا عن التي فقدتها شبكيات الفئران، وقامت هذه الخلايا بالاتحاد مع مكونات الشبكية داخل العين، واكتمل تكون الخلايا المحقونة مع شبكية العين خلال أسبوعين، وذلك حسب النتائج التي نشرتها مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم. (National Academy of Science Journal) وقال الدكتور روبرت ماكلارين: "لقد أعدنا البناء بالكامل، وهذا دليل على أننا نستطيع استخدام فئران عمياء تماما، ونحقنها بالخلايا، وبهذا نعيد بناء الطبقة الحساسة للضوء في منظومتها البصرية كاملة."

وكانت الدراسات السابقة قد استطاعت الوصول إلى نتائج مشابهة ولكن مع فئران تدهورت شبكياتها بشكل جزئي. ويصف ماكلارين ما حدث بأنه يشبه :"إعادة بناء شاشة كمبيوتر كاملة من خلال إصلاح بيسكلات منفردة." وتم اختبار الفئران لرصد ما إذا كانت قادرة على الجري في منطقة مضاءة، وإذا كانت تستطيع التحرك في أماكن ضيقة استجابة للضوء، وتم أخذ صورة شعاعية لأدمغتها لمراقبة ما إذا كانت عقولها استطاعت التعامل مع المعلومات الجديدة.

وقال البروفيسور بيت كوفي من معهد طب العيون في لندن كوليدج معقبا على النتائج المعلنة أنها بالغة الأهمية، خصوصا انها تتعامل مع العمى، وأضاف :"هذا بالضبط مانحتاجة من إعادة الإبصار لأشخاص فقدوا القدرة على الرؤية"، لكنه طرح تساؤلا حول قدرة العقل على التعامل مع الصور التي تنقلها إليه الخلايا الجديدة متسائلا :"هل تستطيع هذه الفئران أن تفرق بين رؤية حيوان مقزز مثلا وبين رؤية طعام تأكله؟". بحسب بي بي سي.

وفي مستشفى مورفيلدز للعيون في لندن يقوم الباحثون بتجربة الخلايا الجذعية الجنينية البشرية على المصابين بمرض ستارغارد، وهو مرض عيون وراثيا يصيب اليافعين بحيث يؤدي، وبعد مراحل، الى العمى. والنتائج المبدئية تشير أن هذه الخلايا آمنة ولكنها تحتاج إلى سنوات لتظهر بها نتائج يعتمد عليها، كما يجري أيضا اختبار الرقائق الشبكية أو العيون الإليكترونية على المرضى بمرض التهاب الشبكية الصباغي.

جراحة لنقل رحم

من جهة أخرى قال فريق طبي إن أطباء في السويد أجروا أول جراحة في العالم لزرع رحم نقل من أم إلى ابنتها. وقالت جامعة جوتنبيرج إن جراحة نقل رحم الأم وزرعه للابنة أجريت لكل من سويديتين في الثلاثينات من العمر بمستشفى في غرب السويد. وقال مات برانستروم أستاذ طب النساء والولادة في جامعة جوتنبيرج الذي قاد الفريق الجراحي "شارك في هذه الجراحة المعقدة أكثر من عشرة جراحين تدربوا معا على هذه الجراحة لعدة سنوات."

وذكرت الجامعة في بيان أن إحدى المرأتين استأصلت الرحم قبل سنوات بسبب إصابتها بسرطان في عنق الرحم في حين ولدت الأخرى دون رحم. وجاء في بيان الجامعة "المريضتان اللتان زرع لكل منهما رحم جديد في حالة جيدة لكنهما متعبتان بعد الجراحة. والأمان المتبرعتان في حالة صحية طيبة." وقالت الجامعة إن هناك ما بين ألفين وثلاثة آلاف سويدية في سن الحمل غير قادرات على الإنجاب بسبب مشاكل الرحم. بحسب رويترز.

وأوضح الفريق الطبي أن المبايض والهرمونات هي التي تحدد كفاءة الرحم وإنه من الناحية النظرية فإن رحما مزروعا أخذ من امرأة في سن انقطاع الطمث يمكن أن يحمل طفلا. وقالت إحدى المرأتين في تصريحات نشرت على موقع مستشفى زالجرنسكا على الانترنت الذي أجريت به الجراحة دون مضاعفات إنها تدرك أن البعض قد ينتقد هذه العملية لأسباب أخلاقية لكن الأمر بالنسبة لها يعني استعادة إحدى وظائف الجسم التي فقدتها بسبب السرطان.

دون قلب

على صعيد متصل توفي عن 37 عاما رجل تشيكي واب لطفل واحد عاش مدة ستة اشهر دون قلب حقيقي. وكان قلب جاكوب هاليك قد استبدل بمضختين آليتين في جراحة رائدة في ابريل نيسان الماضي اثر العثور على ورم سرطاني في حالة متقدمة. وقال الاطباء إن سبب وفاته هو توقف وظائف الكبد وليس القلب الصناعي. وكان هاليك، الذي كان رجل اطفاء، في المستشفى بانتظار متبرع بالقلب عند وفاته.

وعلى الرغم من عدم وجود نبض والاضطرار لحمل بطاريات المضخات اينما ذهب، كان هاليك قادرا على السير والتجول في المستشفى واستخدام صالة التدريبات الرياضية فيها. ولم يكن هاليك قادرا على قبول قلب من متبرع في وقت سابق لأن اصابته بالسرطان كانت تمنعه من تناول العقاقير التي تحول دون لفظ الجسم للقلب المزروع. والجراحة الجديدة لم تجرب من قبل إلا على مريض واحد في تكساس توفي بعد اسبوع. واجرى الدكتور يان بيرك، رئيس قسم القلب في معهد الطب التجريبي في براغ، العملية لهاليك. واستخدم فريق الاطباء بقيادة بيرك مضختين بلاستيكيتين صممت احداهما للقيام بوظائف الجانب الايمن للقلب والثانية لوظائف الجانب الأيسر.

وبعد العملية بنحو اربعة اشهر، قال هاليك في مؤتمر صحفي إنه "يشعر انه في حالة جيدة" وإن اجراء العملية كان خيارا صائبا. وقال هاليك للصحفيين "كان امرا صعبا ولكن لم تكن لدى اختيارات اخرى. قدرت فترة بقائي على قيد الحياة مع اصابتي بالسرطان بأنها نحو عام فقررت عدم الاستسلام واجراء العملية". وقال إن تجربة العيش بلا قلب لم تكن صعبة. وقال هاليك "لا ادرك الامر في المقام الاول لأن وظائف الجسم لم تتأثر، فقط لا يبنض قلبي وبخلاف ذلك انا مثل اي شخص معاف". وقال الاطباء إنهم لا يعلمون لماذا توقف كبد هاليك ولكنهم في انتظار نتائج فحص الجثة.

رئة صناعية

من جانب اخر بدأ باحثون أمريكيون في اختبار أدوية باستخدام شريحة دقيقة عليها خلايا حية تحمل الكثير من سمات الرئة البشرية وهي تكنولوجيا يمكن أن تساعد يوما ما على تحسين عملية اختبار الأدوية وتقليل اعتماد الباحثين على الدراسات الحيوانية. وقام باحثون من معهد ويس للهندسة البيولوجية بجامعة هارفارد في عام 2010 بتطوير التكنولوجيا التي تعرف باسم "رئة على شريحة" وهي تحاكي عمل الأكياس الهوائية التي تعرف باسم الحويصلات الهوائية التي تنقل الأكسجين عبر غشاء رقيق من الرئة إلى الدم.

وتوفر هذه التكنولوجيا لشركات الأدوية سبيلا لتحسين اختبار الأدوية وتوقع أثرها على الإنسان مما يقلل في النهاية تكلفة تطوير الأدوية من خلال تحديد المشكلات قبل اختبار الأدوية في تجارب سريرية. وقال الدكتور دونالد إنجبر الذي نشرت دراسته في مجلة ساينس ترانسليشنال ميديسن العلمية في بيان "تقضي شركات الأدوية الكبرى الكثير من الوقت وتنفق مبالغ ضخمة من المال على زراعة الخلايا وإجراء التجارب على الحيوانات لتطوير عقاقير جديدة لكن هذه الطرق غالبا ما تفشل في التنبؤ بآثار تلك العقاقير عندما يتناولها الإنسان." بحسب رويترز.

ويعكف فريق ويس حاليا على اختبار رئته الاصطناعية حيث يستخدم الجهاز وهو في حجم وحدة الذاكرة تقريبا في إحداث محاكاة لما يعرف بالوذمة الرئوية وهي حالة تتسبب في تسرب السوائل إلى الحويصلات الهوائية للرئتين ثم بعد ذلك معالجة هذه الحالة بعقار طبي تجريبي من صنع شركة جلاكسو سميث كلاين.

تخليق خلايا

الى جانب ذلك يأمل الأطباء في أن يسهم مشروع تخليق الخلايا الجذعية من دم المريض في علاج قطاع كبير من الأمراض، حيث يقول فريق البحث من جامعة كامبريدج أن الدم يمكن أن يكون أسرع وأسهل المصادر لتخليق الخلايا الجذعية. وتؤكد الدراسة التي نشرت في مجلة "الخلايا الجذعية، الطب المتعدد" أنه يمكن استخدام هذه الخلايا في تكوين الأوعية الدموية، بينما علق الخبراء على الدراسة بأن سلامة استخدام مثل هذه الخلايا الجذعية لايزال غير مؤكد.

ويعلق الكثير من الباحثين والأطباء آمالا كبيرة على الخلايا الجذعية، حيث يرون أنها يمكن أن تتحول إلى أي شكل آخر من الخلايا التي تكون الجسم، وبالتالي فإنهم يستطيعون من خلالها إصلاح الخلايا التالفة في كل أجزاء الجسم بداية من المخ إلى القلب إلى العينين وحتى العظام.

وتعد الأجنة أحد مصادر الخلايا الجذعية، ولكنها تصطدم بالنظام الأخلاقي مثلها مثل زراعة الأعضاء. وكشف الباحثون أيضا أن خلايا الجلد التي يتم الحصول عليها من البالغين يمكن أن تتحول إلى خلايا جذعية، وبالتالي يتعرف عليها الجسم على اعتبار أنها أحد مكوناته فلا يقوم برفضها.

وبحث فريق كامبريدج في عينات الدم اعتمادا على وظيفة الدم في إصلاح الإصابات التي تحدث في مجراه بالأوعية الدموية، وهي الوظيفة التي سيتم توظيف الخلايا الجذعية بها، وتؤكد الدكتورة آمر رانا أن هذا الأسلوب أفضل كثيرا من الاعتماد على عينات من خلايا الجلد. وتقول :"فكرنا فعليا في إنتاج الخلايا الجذعية من نوع من الخلايا عثرنا عليه في الدم، الأمر الذي جعل فحص نسيج الجسد غير مرغوب به، خاصة بالنسبة للأطفال أو الكهول، ففي كل الأحوال يتم أخذ عينات من الدم بشكل روتيني."

وأكدت الدكتورة رانا أن هذه الخلايا المأخوذة من الدم أكثر أمانا من تلك المأخوذة من الجلد، وأضافت :"في الحقيقة أن هذه الخلايا المأخوذة من الدم واعدة، وعندما نصل إلى هذه الدرجة من وضوح الرؤية سيتم اعتماد هذه الطريقة في الوحدات العلاجية، وستكون هذه هي المرة الأولى." بحسب بي بي سي.

ويقول كريس ماسون الخبير في الطب المتجدد بجامعة لندن كوليدج :"إنه من السهل جدا أن تحصل على عينة دم، وهذا أسهل كثيرا من الحصول على عينة عالية الجودة من الجلد، وبالتالي يصبح هذا أكثر فائدة، كما أن الخلايا الجذعية المحفزة، التي يتم الحصول عليها من خلايا البالغين، لاتزال حديثة للغاية، ولانزال نحتاج عرفة المزيد عنها لكي نستطيع توظيفها في الاتجاه السليم." في حين قالت المؤسسة البريطانية للقلب أن هذه الخلايا لها فائدة عظيمة، قال مجلس الأبحاث الطبية أن هناك تقدما سريعا في هذا المجال.

حماية الخصوبة

في السياق ذاته يمكن لخلايا البويضة ان تصلح نفسها من الأضرار التي سببها لها الاشعاع بشكل افضل مما كان يعتقد الاطباء من قبل في نتيجة يقول باحثون انها تعطي املا جديدا في حماية النساء اللائي يعالجن من السرطان من الإصابة بالعقم. وعلى الرغم من ان التجارب لم تتم الا على فئران يعتقد الباحثون ان لها علاقة بمريضات السرطان والنساء اللائي يصبن بانقطاع مبكر للطمث وهي حالة تضعهن في خطر الاصابة بعقم مبكر وهشاشة عظام ومرض القلب.

ووجد علماء في استراليا ان خلايا البويضة لا يقتلها الاشعاع ولكن بروتينين اثنين هما بوما ونوكسيا اللذان يقومان بالعمل عندما يكتشفان وجود تلف بالحمض النووي لخلايا البويضة. وفي تجارب على فأرات لا تحمل هذين البروتينين وجد العلماء ان بويضات تلك الفأرات ظلت على قيد الحياة بعد الاشعاع واستمرت في انتاج ذرية طبيعية. وقالت كبيرة معدي البحث كلير سكوت وهي استاذة مشاركة واخصائية اورام في مستشفيي رويال ملبورن ورويال ويمن "هذا امر مثير جدا. انه يعني انه اذا تخلصت من هذين البروتينين اللذين يقتلان خلايا البويضة المتخصصة فانها يمكن ان تصلح بشكل فعلي من حمضها النووي وهذا لم يكن معروفا من قبل ابد."

ونجا ما بين 50 الى 80 في المئة من البويضات في تلك الفأرات. ويجري زملاء سكوت تجارب مماثلة على خلايا بويضات البشر لمعرفة مااذا كان هذان البروتينان يعملان بنفس الطريقة. واذا سارت كل الامور بشكل طيب فانهم يأملون امكان ابتكار عقار يمنع البروتينين من قتل خلايا البويضة. بحسب رويترز.

وقالت سكوت "اذا سارت الامور على نحو طيب فاننا نأمل حينئذ توفير عقار يمكنه استهداف (بروتين) بوما..كعلاج لما يتراوح بين ثلاثة وستة اشهر خلال العلاج من السرطان." واضافت ان مثل هذا الدواء الذي يمكنه وقف عمل البروتينين قد يمنع الانقطاع المبكر للطمث او العقم. وقالت "ينجم الانقطاع المبكرة للطمث في اي امرأة عن الموت (المبكر) لخلايات البويضات المتخصصة . واذا تمكنت من ابقاء خلايا البويضة المتخصصة على قيد الحياة لن يحدث حينئذ الانقطاع المبكر للدورة الشهرية."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 4/شباط/2013 - 23/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م