لوس أنجلس تايمز وعلي دواي

زاهر الزبيدي

علي دواي، محافظ ميسان، رشحته جريدة لوس انجليس تايمز ليكون الشخصية الحكومية المحلية الأفضل في مجال العمل وتقديم الخدمات لعام 2012 في الشرق الأوسط، جاء ترشيح السيد دواي، كما ذكرت الصحيفة، بناءً على بساطته، وشعبيته، وخروجه الدائم من مكتبه إلى الشارع، ومشاركته عمال البناء، وكناسي الشوارع أعمالهم، إضافة الى فوز أحد شوارع محافظته بجائزة أنظف شارع في العراق، ووضعِه لحجر الأساس لأول جسر معلق في الجنوب، وعلى الرغم من أني لم ألاحظ الخبر نصاً على الصحيفة فأن السيد دواي له سمعة طيبة بين أبناء محافظته لما تقدمه الحكومة المحلية هناك من خدمات طموحة وفي طريقها الى التكامل مستقبلاً.

ما فعله السيد دواي لا يتجاوز موضوع النزول الى الشارع ومواجهة الحقائق المؤلمة لواقع محافظته وهو عمل بذاته، مشاركة أبناء الشعب معاناتهم، يعتبر عاملاً من عوامل تخفيف وطأة المشاكل التي نراها معلقة على جداول مجلس الوزراء والحكومات المحلية بلا حلول ناجعة، وفي هذا المجال أحب أن أشير أيضاً الى أن السيد محافظ الديوانية في لقطة عابرة في إحدى الفضائيات كان يخوض ببدلته في مياه الأمطار للفيضان ما قبل الأخير الذي إجتاح عدد من محافظات العراق ومنها بغداد.

نعم قد لا نمتلك، اليوم على أقل تقدير، الحلول للكثير من المصاعب التي تواجه أبناء شعبنا، بما فيها العصا السحرية أو المصباح السحري أو البساط السحري، لذا سيكون لزاماً علينا أن نشاركهم إياها لا أن ننام في عروشنا العالية وبروجنا الحصينة بعيدين عن منزل أغرقه فيضان بغداد ودمر كل محتوياتها ليعمل رب الأسرة لـ 12 يوماً على أمل أن تنحسر موجات المياه القاسية، أو عجائز داهمت الرطوبة القاتلة سقائفهن المتهرئة يتكورّن بعبائاتهن السوداء مثل حياتهم، نعم إمكانياتنا محدودة وتجاربنا قليلة في بعض المجالات ولكن علينا أن لانتجرد من إنسانيتنا في المواجهة والبقاء في خانة الألم الذي أعتصر الكثير من أبناء شعبنا ممن تطالهم المآسي يومياً عسى ذلك أن يرفع حيفاً عن أحد قد طاله بفعل العجز المتواصل في التواصل معهم.

لقد غاب الكثير من المحافظين والنواب والوكلاء والوزراء عن مواقع الأحداث، قد يكون أسمهم قد حضر في لافتات علقت على واجهات عجلات سحب المياه وكأننا عند المآسي والمصائب نحتاج الى توجيه من قبل السيد المحافظ أو المسؤول لنقوم بواجبنا.. فكم هو أمر غريب وعجيب هذا.. أن يغيب المحافظ أو المسؤول ويحضر اسمه فقط !!

دعونا نتحضر قليلاً فلا ضير من أن ننام الليلة مع عائلة غرق منزلها وباتت في الطابق العلوي يلف حياتها الظلام نتسامر معهم ولنعلمهم بأننا معهم على طول خط الفقر والبؤس الذي يلتف حول خصورنا ويلف معه مستقبل عوائلنا.. وقى الله العراق وأهله شر المصائب والفتن !

[email protected]

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 4/شباط/2013 - 23/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م