الفضاء... رحلة البحث عن الأرض رقم 2

 

شبكة النبأ: تتواصل الأبحاث والدراسات التي يقوم بها علماء الفضاء في مختلف أنحاء العالم في سبيل التعرف على بعض الأسرار والنتائج الجديدة التي يحتضنها هذا الكون الفسيح، وبحسب بعض المتخصصين فأن تلك الدراسات ربما ستكون أسهل وأسرع بفضل توفر أحدث التقنيات وأجهزة الرصد المستخدمة والتي مكنت الباحثين من الوصول الى نتائج مذهلة وهو ما حفزهم الى إعداد دراسات جديدة تمكنهم من صنع تقنيات والآلات أكثر تطور قد تحقق المستحيل،وفي هذا الشأن فقد أشار تقرير صدر مؤخرا أن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" كشفت عن مخططات لآلات قادرة على السفر بسرعات خيالية تفوق سرعة الضوء، والتي تبلغ نحو 300 ألف كيلومتر في الثانية. وجاء في التقرير الذي نشر على مجلة تايم الأمريكية، أن المخططات الجديدة تعتمد على نظريات نشرتها إحدى المجلات العلمية في العام 1994، عن العالم ميغويل الكبيري، الذي قدم نظريات تعتمد على مبدأ "طي الفضاء" من نقطة الانطلاق إلى نقطة الانتهاء بسرعات خيالية. وجاء في التقرير أن نظرية العالم الكبيري تقوم طي المسافات أمام وخلف الآلة بحيث تصبح نقطة الانتهاء ملاصقة لمقدمة المركبة، بدلاً من البحث عن نظريات وحلول لزيادة سرعة المركبة للوصول إلى سرعة الضوء.

وبين الكبيري أن النظريات والتكنولوجيا متوفرة للتوصل لمثل هذا الاختراع، إلا أن المشكلة الكبرى تكمن في إيجاد نوع من الطاقة غير قابل للنفاذ ويتمتع بخصائص معينة مثل "الثقوب السوداء" التي تنتشر في الفضاء من حولنا. وأكد الخبير الفيزيائي بوكالة الفضاء الأمريكية، هارولد وايت، أنه يجري العمل على نظريات لدعم نظرية العالم الكبيري والتي تستند بمجملها على علم وهندسة السرعة والمسافات. بحسب CNN.

وأضاف وايت أن هناك نظريات أخرى جديرة بالتحقيق تدعم إيجاد جسم ذو كتلة كبيرة يمكنه إيجاد نوع من المجال المغناطيسي حوله يدعم نظرية طي الفضاء، إلا أن النظريات تشير إلى أن جسما بهذه الصفات لابد أن يكون ضخما بحجم يبلغ أضعاف حجم الكرة الأرضية. ولا يعتقد العلماء أن الوصول إلى جهاز أو آلة قادرة على السفر بهذه السرعات العالية على المدى القريب، إلا أن البحوث والاختبارات لا زالت جارية.

رمح فضائي

في السياق ذاته طور مهندسون بريطانيون نظاما يقضي بتتبع الاقمار الصناعية المعطوبة والمخلفات الفضائية وسحبها خارج السماء. ودفعت المشكلة المستمرة لتقادم الاقمار الصناعية الدائرة حول الارض، والتي تشكل الان تهديدا بالاصطدام بمركبات الفضاء التي نعتمد عليها حاليا، إلى السعي إلى تطوير هذه الوسيلة. وسوف يجري اطلاق "رمح" فضائي صوب القمر الصناعي المعطوب من خلال حزمة دفع تركز على الهدف الذي يقوم بدوره بسحب القمر الصناعي المعطوب واحراقه في الغلاف الجوي.

وقال جايمي ريد، مصمم الرمح الفضائي لدى مؤسسة استريوم يو كيه "أصبح الفضاء جزءا مهما من البنية الاساسية لحياتنا حيث نستخدمه في رصد الاحوال الجوية في تقنيات التواصل ونراقب الارض وكذلك نظام تحديد المواقع المعروف باسم جي بي اس وانشطة الاتصالات." وقال الاقمار المعطوبة أصبحت تشكل تهديدا لهذه الخدمات الحيوية ان لم نتخذ اجراء بشأنها، لذا من المهم ان نقوم بتطوير تكنولوجيات تكفل التقاط بعض من هذه المواد.

ويتلخص مقترح ريد في تصميم رمح حاد بطول نحو 30 سم، حيث يجري تركيبها على "قمر صناعي مطارد". وتستخدم الصور التي ترسل الى الارض في دراسة الهدف وتقديره قبل تحرك القمر الصناعي المطارد لاصطياد هدفه. وبمجرد اصابة الرمح لقشرة القمر الصناعي المعطوب يقوم القمر الصناعي المطارد بالتعامل مع الهدف او تركيب وحدة توجيه مستقلة تقوم بعملها لجذب القمر المعطوب تجاه الارض. ومازال البحث في مراحله الاولى، وتم تصوير تجارب اطلاق رمح بدائي في قاعدة ستيفيندج التابعة للمؤسسة البريطانية. وتقوم المؤسسة، التي تعد أكبر شركة تصنيع فضائية في اوروبا، بدراسة افكار اخرى في مراكزها الواقعة في فرنسا وألمانيا.

وتضم هذه الافكار تطوير مجموعة من الشراك واجهزة التقاط آلية.

ويمكن للرمح التعامل على نحو جيد مع انواع الاقمار الصناعية متقلبة الحركة، على سبيل المثال، غير ان هذا المنهج له انتقادات يخشى منها ان يتسبب في زيادة المشكلات التي تواجه الانسان في الفضاء. وقال ريد "تاريخيا يعد احد المصادر الرئيسية للحطام الفضائي هو ما ينجم عن انفجار خزانات الوقود في قمم الصواريخ المستهلكة." من الجدير بالذكر ان اكثر من خمسين عاما من النشاط الفضائي اثمرت عن كم هائل من الخردة الفضائية التي تسبح في المدار، وهي مخلفات لا تتضمن فقط اقمارا صناعية كاملة او قمم الصواريخ التي تستخدم لوضع الاقمار الصناعية في الفضاء فحسب، بل تضم الحطام الناتج عن انفجار خزانات الوقود.

ومن ابرز هذه الحوادث، حدثان كان اولها هو عملية تدمير مخططة اجرتها الصين لقمر صناعي يرصد الاحوال الجوية، حيث دمرته باستخدام صاروخ عام 2007، فيما كان الحدث الثاني هو عملية اصطدام طارئة عام 2009 للقمرين الصناعيين (كوزموس 2251) و (اريديام 33) واسفراعن مئات الالاف من الشظايا الجديدة. بحسب بي بي سي.

وقال ريتشارد كراوثر كبير مهندسي وكالة الفضاء البريطانية ان هناك فرصة صغيرة للتغلب على الامر قبل بداية زيادة عدد التصادمات وتعاقب المشكلات المتعلقة بالاقمار الصناعية المعطوبة والحطام. لكنه حذر في الوقت عينه من اي قرار لازالة قمر صناعي لكونه يقتضي اتفاقا دوليا.

أمريكا وعالم الفضاء

على صعيد متصل كشف فريق من المقاولين والمهندسين عن خطط لتأسيس شركة للتعدين في الفضاء بهدف استخراج المواد الخام من الكويكبات القريبة من الارض والاستفادة منها في تشغيل الاقمار الصناعية وتصنيع مكونات في الفضاء. وقالت شركة ديب سبيس اندستريز (صناعات الفضاء السحيق) ومقرها سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا إنها تستهدف اطلاق أول مهمة لها في الفضاء عام 2015 باطلاق مركبة صغيرة يطلق عليها اسم فاير فلاي في مهمة تستغرق ستة أشهر لاجراء عملية مسح لكويكب لم يستقر الرأي عليه بعد.

وسيتم اطلاق المركبة التي يبلغ وزنها 25 كيلوجراما وتعادل في حجمها حجم جهاز الكمبيوتر المحمول (لابتوب) كحمولة ثانوية على متن أحد الصواريخ التجارية المستخدمة في اطلاق الاقمار الصناعية. وقال ديفيد جامب الرئيس التنفيذي للشركة إنه يتم كل عام اكتشاف نحو ألف كويكب صغير على مسافة قريبة نسبيا من الارض.

ومن المعتقد أن معظمها إن لم يكن كلها يحتوي على الماء وغازات مثل الميثان الذي يمكن استخدامه كوقود بالاضافة إلى معادن مثل النيكل المستخدم في الطابعات ثلاثية الأبعاد لتصنيع المكونات المطلوبة. وكان جامب قد شارك من قبل في تأسيس ثلاث شركات للفضاء والتكنولوجيا إحداها شركة استروبوتيك تكنولوجي المتخصصة في استكشاف موارد القمر وتطويرها.

وقال جون مانكينز كبير المديرين الفنيين بالشركة وهو مدير سابق لمعهد الدفع النفاث بادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) "لا يوجد شيء حقا في خطة العمل التي تتبعها شركة ديب سبيس اندستريز لا يمكن تحقيقه بالابحاث التكنولوجية التي تحققت في المعامل في مختلف أنحاء كوكبنا." وهذه هي الشركة الثانية التي تكشف عن خطط لاستخراج المعادن من الكويكبات السابحة في فلك المجموعة الشمسية.

وسيتم تصنيع مركبات فاير فلاي بتكنولوجيا تصغير مركبات الابحاث الفضائية والتي يمكن تصنيعها بمكونات الكترونية متاحة في الأسواق. وتبلغ تكلفة الرحلة الواحدة لهذه المركبة 20 مليون دولار تقريبا تأمل الشركة الحصول على نصفها من عقود مع الحكومة ومعاهد البحث والنصف الآخر من اعلانات الشركات وعقود الرعاية وغيرها من خطط التسويق. بحسب رويترز.

وستكون الخطوة التالية ارسال نوع اخر من المركبات يطلق عليه اسم دراجون فلاي ومن المقرر ان تبدأ رحلاته عام 2016 بهدف العودة للارض بما يتراوح بين 23 و45 كيلوجراما من المواد الخام من كويكبات مختارة ذات قيمة عالية وذلك في رحلة تستغرق مابين عامين وثلاثة أعوام.

من جهة اخرى رفض البيت الأبيض عريضة لبناء محطة قتالية عملاقة يكون تسليحها بالليزر وتحمل اسم " "نجم الموت" أو "ديث ستار" على غرار أفلام حروب النجوم. وفي رد فعل هزلي، قال مسؤول أمريكي بارز إن إدارة أوباما "لا تدعم تدمير الكواكب". وأوضح المسؤول أيضا أن تكلفة هذا المشروع، التي تصل إلى 850 كوادريليون دولار، باهظة للغاية. ووقع أكثر من 34 ألف شخص على العريضة، مؤكدين أن المشروع سيتيح توفير فرص عمل، ويعزز الدفاع. وأعربوا أيضا عن رغبتهم في أن تبدأ الحكومة بناء المشروع بحلول عام 2016.

ويجب على البيت الأبيض الرد على أي التماسات يتجاوز عدد الموقعين عليها 25 ألف شخص. وردا على العريضة، أكد بول شوكروس رئيس مكتب ميزانية العلوم والفضاء في الإدارة في مدونة إلكترونية على أنه "لا يرى بصيص أمل في (إقامة مشروع) حرب الموت". وأضاف "لكن، انظر بعناية وستلاحظ شيئا ما ينتشر بالفعل في السماء، ليس القمر، إنها محطة فضائية"، في إشارة إلى المحطة الفضائية الدولية التي يوجد عليها حاليا ستة رواد.

دعم صناعة الفضاء

من جانب اخر أعلنت روسيا عن زيادة كبيرة للإنفاق على استكشاف الفضاء حيث تأمل موسكو التي اشرفت على إطلاق أول قمر صناعي في العالم في استعادة بعض من هذا المجد الغابر بعد سلسلة من الإخفاقات. وقالت وكالة الاعلام الروسية الرسمية إن رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف وافق على خطة لانفاق 2.1 تريليون روبل (68.71 مليار دولار) لتطوير صناعة الفضاء الروسية في الفترة من عام 2013 وحتى 2020. ونقلت الوكالة عن ميدفيديف القول "سيمكن البرنامج دولتنا من المشاركة بفاعلية في مشروعات تطلعية مثل محطة الفضاء الدولية ودراسة القمر والمريخ واجسام سماوية اخرى في النظام الشمسي."

بالرغم من ان اطلاق الاتحاد السوفيني السابق للقمر الصناعي سبوتنيك واحد عام 1957 والذي اطلق شرارة سابق استكشاف الفضاء خلال فترة الحرب الباردة فقد مني البرنامج الروسي لاستكشاف الفضاء بسلسلة من الاخفاقات المخزية العام الماضي. وشملت هذه الاخفاقات مهاما غير مأهولة ومنها اطلاق اقمار صناعية انحى فيها خبراء في صناعة الفضاء باللائمة على سنوات من الميزانيات المحدودة وهجرة العقول المفكرة. بحسب رويترز.

وخصصت روسيا حوالي 100 مليار روبل (3.3 مليار دولار) لبرامج الفضاء سنويا عامي 2010 و2011 أي اقل بكثير من المتوسط السنوي للمبلغ الذي اعلنه ميدفيديف لكنه قال إن بعض المال سيأتي من خارج ميزانية الدولة. وانتقد ميدفيديف وضع صناعة الفضاء الروسية في اغسطس آب قائلا إن مشاكلها تكبد روسيا الاموال وتضر بسمعتها.

18 مليار كيلومتر

الى جانب ذلك وقبل 35 عاما، غادر المسبار الاميركي فويجر-1 كوكب الارض في الخامس من ايلول/سبتمبر 1977 وانطلق في رحلة الى آفاق النظام الشمسي التي كانت مجهولة قبل ذلك للانسان. وتعمل فرق علمية عدة على تحليل المعلومات الواردة من المسابر الذي يطلع على حقائق جديدة حول النظام الشمسي، على غرار ما جاء في تقرير نشر عن "منطقة عبور" قبل حدود المجموعة الشمسية مع الفضاء الخارجي تسمى الغلاف الشمسي.

واطلق برنامج "فويجر" التابع لوكالة الفضاء الاميركية (ناسا) المسبارين فويجر-1 وفوجير-2، كل الى وجهة، بفارق شهر بين اطلاق الاول والثاني. والهدف من هذين المسبارين هو دراسة الكواكب البعيدة في المجموعة الشمسية أي المشتري وزحل واورانوس ونبتون. ومنذ ذلك الحين، انطلق المسباران في رحلة إلى أقاصي النظام الشمسي، وقد وصل فويجر-1 الى حدود هذا النظام، ليصبح بذلك اول آلة من صنع البشر تتخطى حدود النظام الشمسي وتصل إلى الفضاء الخارجي.

ويحمل كل من السمبارين ما يشبه الرسائل التي تلقى داخل زجاجات في البحر، وهي عبارة عن اسطوانة اطلق عليها اسم "فويجر غولدن ريكورد" تحتوي على صور وتسجيلات تختصر تاريخ البشر وتشتمل على رسم يوضح موقع الكرة الارضية في الفضاء، وصورة لجنين، وتوضيح لبينة وحمض الدي إن إيه، واصوات حيوانات، ومقطوعات موسيقية، ورسائل بخمس وخمسين لغة. ومن المعلوم ان فويجر-1 سيخرج من النطاق الشمسي حيث تسبح الارض والكواكب الاخرى في المجموعة الشمسية، ليدخل في منطقة الغاز ما بين النجوم والمجرات الذي تتشكل منه النجوم.

وفي العام 2004، دخل المسبار ما يسمى "صدمة النهاية" وهي المنطقة التي تنخفض فيها العواصف الشمسية بصورة مفاجئة، ليخوض غمار المنطقة المعروفة ب "القشرة الشمسية". لكن الشيء الذي لا يستطيع العلماء تحديده بدقة، هو متى يجتاز المسبار الحدود الفاصلة بين المنطقتين، او الغلاف الشمسي، الذي ما زالت معلومات الانسان عنه محدودة.

وبحسب الفريق العلمي الذي يشرف عليه روبرت ديكير في مختبرات الفيزياء التطبيقية في جامعة جونز هوبكينز، فان فويجر-1 دخل منذ اذار/مارس 2010 في ما يمكن ان يعتبر "منطقة فاصلة" من القشرة الشمسية. وبخلاف كل التوقعات، لم يسجل تقريبا اي اثر للرياح الشمسية. وفي ايار/مايو، سجل ارتفاع مفاجئ في الشعاع الشمسي الذي يضرب المسبار، ما احيى الامال بان يكون المسبار قد بلغ فعلا الغلاف الشمسي الفاصل بين المجموعة الشمسية والفضاء الخارجي.

واعلنت وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) ان المسبار فويجر-1 وصل الى مشارف حدود المجموعة الشمسية وبدأ في "الرقص على حافة" الفضاء الخارجي. وقال العلماء المشرفون على رحلة فويجر في مؤتمر صحافي عقد بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لاطلاق المسبار، انه من الممكن ان يخرج المسبار من حدود النظام الشمسي الى الفضاء الخارجي خلال "ايام او اشهر او سنوات". بحسب فرنس برس.

وقالت روزين لالمون من "مرصد باريس ان "قياس الجزيئات يشير بقوة الى امكانية ان يكون المسبار على وشك الخروج من منطقة الرياح الشمسية". وخلال ثلاثة عقود، تمكن المسباران الشقيقان فويجر-1 وفويجر-2 من الحصول على الكثير من المعلومات الدقيقة حول حلقات كوكب زحل، واتاحا اكتشاف حلقات المشتري، ونقلا الصور الدقيقة الاولى لحلقات اورانوس ونبتون. ويقدر العلماء انهم سيواصلون استقبال معلومات من المسبارين حتى العام 2020 وربما العام 2025.

حياة في الفضاء

في السياق ذاته لا يزال البحث عن حياة في عوالم مجهولة ضربا من الخيال العلمي في الوقت الراهن إلا ان اكتشاف كوكب جديد على مبعدة أربع سنوات ضوئية فقط جدد السباق سعيا للعثور على كوكب شبيه بالأرض ربما يستضيف كائنات فضائية. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء خلال سنة كاملة بسرعة 300 الف كيلومتر في الثانية الواحدة. وتجيء هذه الخطوة في الوقت الذي يوشك فيه أقوى تليسكوب على وجه الارض على الدخول الى الخدمة وفيما يدور جدل علمي مكثف حول احتمالات وجود حياة على كواكب أخرى.

وقال بوب نيكول عالم الفلك بجامعة بورتسماوث ببريطانيا "أظن ان العلماء أصبحوا في غاية السعادة مع اجراء مناقشات منطقية بشأن احتمالات وجود حياة في الفضاء الخارجي." وأضاف ان من المثير العثور على كوكب جديد الاسبوع الماضي في المجموعة النجمية ألفا قنطورس وهي الاقرب لمجموعتنا الشمسية. ومنذ مطلع تسعينات القرن الماضي تم اكتشاف ما يزيد على 800 من مثل هذه الكواكب خارج المجموعة الشمسية.

وقال علماء في مرصد جنيف إن الكوكب المكتشف يدور على مسافة قريبة للغاية من نجمه على نحو يجعل الحياة مستحيلة على سطحه. وتشير الدراسات السابقة الى انه عند اكتشاف كوكب يدور حول نجم فعادة ما تكون هناك عدة كواكب اخرى في هذه المجموعة النجمية. ومن المرجح ان يسارع علماء الفلك الآن الى خوض السباق بحثا عن مزيد من الكواكب في مجموعة ألفا قنطورس لاسيما في المنطقة التي تزيد فيها احتمالات الحياة حول النجم.

ومع توافر التقنيات التي تتيح للعلماء ان يشاهدوا ويسمعوا كل ما يدور في الفضاء السحيق فقد باتوا على مرمى حجر من انجاز قفزة للامام تعمق وتوسع من غزوهم للكون. وقال مارتن ريس الذي يعمل في معامل الفلك الملكية البريطانية "اعتقد ان من الواقعي ان نتوقع ان يكون بمقدورنا أن نرصد خلال بضعة عقود من الزمن كوكبا شبيها بالأرض يحتوي غلافه الجوي على الاكسجين والاوزون وربما تنمو المسطحات الخضراء على سطحه." بحسب رويترز.

ويشهد العقد القادم دخول أضخم تليسكوبين على وجه الارض الى الخدمة احدهما بجنوب افريقيا والآخر اوروبي قطر مرآته 40 مترا في صحراء تشيلي وتتركز مهمة كل منهما على بحث اصل وطبيعة المجرات كما يرصدان ايضا الحياة على كواكب خارج مجموعتنا الشمسية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 31/كانون الثاني/2013 - 19/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م