نظرية "اليد اللامنظورة" بين الحقيقة والوهم

حاتم حميد محسن

شهد القرن العشرون رواجاً لفكرة اليد اللامرئية، وهي الفكرة التي اكّد عليها سمث بعمق حين اعتبر النظام الاقتصادي يعمل دون علم المشاركين به وينقاد وراء يد لامرئية. والبعض اعتبر فكرة اليد اللامنظورة من أهم إسهامات الفكر الاقتصادي في فهم العمليات الاجتماعية. فمثلاً (James Tobin) يعتبرها من أعظم الافكار في التاريخ واكثرها تأثيراً. سنحاول تتبّع التاريخ الفكري لليد اللامنظورة وكيف أدرك سمث هذه الفكرة.

استعمل سمث مصطلح اليد اللامرئية "invisible hand" في ثلاث مناسبات مختلفة. الاستخدام الاول كان في كتابه "تاريخ علم الفلك" History of Astronomy (الذي يُعتقد انه كُتب في 1750s) وكان ذا طابع تهكمي. حيث تحدث سمث عن سذاجة الناس في المجتمعات التي تؤمن بتعدد الالهة حينما كانوا يعزون "الاحداث اللامنتظمة للطبيعة" كالبرق والرعد والعواصف الى كائنات ذكية غير مرئية كأن تكون آلهة او عفاريت او جن وغير ذلك. هم لا ينسبون دعماً الهياً الى "الطرق العادية للأشياء كالنار حين تحرق، والماء حين يُنعش، والاجسام الثقيلة حين تسقط، حيث يتم كل ذلك بفعل الضرورة الطبيعية لها، ولم يكن هناك اي دور لامرئي للاله جوبتير في هذه المسائل".

الاستخدام الثاني كان في نظرية العواطف الاخلاقية Theory of Moral Sentiments، في مقال نشر عام 1759، وبقي دون تغيير في جميع المراجعات اللاحقة لعمل سميث. هنا ايضا تتجسد السخرية ولكن بطريقة اخرى. سمث يصف الاثرياء من اصحاب رؤوس الاموال الذين ليس لهم اهتمام بموضوع الانسانية او العدالة، ولكنهم "بحكم طبيعتهم الانانية والنفعية "يسعون فقط لأجل مصالحهم ورغباتهم اللامتناهية". هم يوظفون الآلاف من العمال الفقراء لإنتاج السلع الكمالية الفاخرة، "فينقادون وراء يد لامرئية وبدون اي علم او قصد منهم، فيساهمون في تطوير مصالح المجتمع".

الاستخدام الثالث لليد اللامنظورة كان في ثروة الامم، في فصل يتعلق بالتجارة الدولية. يجادل سمث بقوة ضد القيود على الاستيراد، وضد التجار والمصنعين الداعمين لهذه القيود وهم يشكلون لوبياً كبيراً يهدد السلطات التشريعية. هو يقول ان الاحتكارات المحلية مفيدة لصناعات معينة وليس لكل القطاع الصناعي للمجتمع. فاذا لم تكن هناك قيود على الاستيراد، فان التاجر سيستمر في تفضيله دعم الصناعة المحلية لأجل أمنه الذاتي. هو بهذا يعزز مصلحة المجتمع، وبذلك يكون منقاداً ليد لامرئية تحقق هدفاً لم يكن في مخيلته.

ان الاستخدامات الثلاثة اعلاه أثارت المشاكل لمؤرخي الفكر الاقتصادي. فاليد يُفترض ان يكون لها "دور مختلف" بين الاستخدام الاول والاستخدامات اللاحقة. يرى (A.L. Macfie) ان "وظيفة اليد اللامرئية الدينية يبدو انها انقلبت تماما، انتقلت من "قوة نفعية" الى "قوة آلهية تحافظ على النظام". لابد من توضيح هذا التغيير. يرى Macfie ان سمث صاحب العبارات الحادة والقوية تذكّر اليد اللامرئية للاله جوبتير ولكنه أبطل علاقته بالنظام الطبيعي.

البعض يقترح ان موقف سمث من اليد اللامنظورة هو ذاته في جميع الحالات الثلاثة السابقة، فهو موقف تهكمي وساخر. هو سخر باولئك الذين يؤمنون باليد الغيبية للاله جوبتير، وهو كان يسخر ايضا من الافراد الذين تقودهم اليد اللامرئية حسبما ورد في كتابي ثروة الامم ونظرية العواطف الاخلاقية.

ان الدليل على هذا التفسير هو غير مباشر، فسمث ذاته لم يولي اهمية كبيرة لليد اللامنظورة وجميع اشاراته الثلاثة كانت خاطفة. المحققون بآدم سمث ذكروا ايضا اليد اللامنظورة فقط في حالات قليلة قبل القرن العشرين، فلا نجد اشارة لها في مذكرات Dugald Stewart عن حياة واعمال سمث، ولا في طبعة McClloch لثروة الامم او في الاحتفالات السياسية الكبرى لذكرى كتاب ثروة الامم عام 1876.اما Carl Menger فهو لم يورد اي ذكر لليد اللامنظورة في دفاعه المكثف عن سمث عام 1891، هو في الواقع وبخ سمث عدة مرات لفهمه الناقص للهياكل الاجتماعية غير العاكسة والتي اعتبرها المعلقون اللاحقون مرادفة لفكرة اليد اللامرئية. ومن المفيد ان نذكر ان عبارة اليد اللامرئية لم تكن متداولة كثيراً في بداية القرن العشرين.

البدايات الاولى للفكرة

يبدو ان التاريخ الفكري المبكر لليد اللامرئية كان قاتماً. ان أعظم شهرة لليد اللامرئية في الادب الانكلوسكوتلاندي وردت في مسرحية Macbeth’s providence. سمث الذي القى محاضرات في استخدام شكسبير للرموز يُحتمل انه عرف جيداً Macbeth.هو بالتأكيد كان مطلعا على المسرح في ادنبرة في 1750s. كان سمث معجباً جداً بتراجديات فولتير التي تستحضر العديد من الايدي اللامرئية. ان كلمة"اللامرئية" كانت ايضا موضع عدم اتفاق. هو لقب اُستعمل للّه ايام القديس اوغسطين. وكان سمث كما هيوم استعمله بشكل رئيسي اما في الحديث عن كائنات خرافية او في الاحداث التي تملأ الفضاء في الانظمة العلمية. الاستعمال الاول يحمل سمة هيوم في كتابه (التاريخ الطبيعي للدين)، وكُتب تقريباً في نفس الوقت الذي كتب فيه سمث مقالته في علم الفلك. هيوم ينسب اللامرئي الى الوثنيين والى الجهل المطلق، وينسب "القوى اللامرئية" الى الجن والعفاريت. وفي محاضراته في البلاغة، يحدد سمث "الكائنات اللامرئية" بالجن والحوريات والهة الاغريق. في نظرية العواطف الاخلاقية وحين يتحدث عن اليد اللامرئية للاله جوبتير، يستذكر "الكائن القوي اللامرئي" في نقاشه "للدين الوثني القديم"، وهو ايضا ينتقد سقراط "بتوهّمه انه يمتلك وحي واسرار من كائنات دينية غير مرئية".

الاستخدام العلمي الثاني لدى سمث يبدو مرتبطا بالاول. هو ذكر في عدة مناسبات في "تاريخ علم الفلك" حول ما يصفه "سلسلة من الاحداث الوسطية غير المرئية" بواسطتها يربط الفلاسفة بين الحوادث غير المترابطة في الطبيعة. يرى سمث ان غاية الفلسفة هي محاولة تنظيم الاحداث على شكل نظام منسجم ومستمر ومنظّم – لايوجد فيه فضاء فارغ، ولا فيه مجال او عالم للجهل. وصفْ هذه الاحداث الوسطية باللامرئية انما يستحضر نظريات الفيزياء القديمة.

ان فكرة اليد اللامرئية يجب تمييزها عن الكلمات التي وُصفت بها. في ثروة الامم وفي نظرية العواطف الاخلاقية نجد الفكرة تتألف من ثلاثة معاني:

1- ان افعال الافراد لها نتائج غير مقصودة

2- ان هناك نظام وانسجام بين الاحداث

3- ان النتائج غير المقصودة لأفعال الافراد تعزز وتصب في مصلحة المجتمع. هذه الفكرة (او مجموعة الافكار) تتكرر في مختلف الاشكال في اعمال سمث. انها تتطابق بدرجة ما مع اليد اللامرئية للفكرة الاجتماعية اللاحقة او اليد ذات الاهمية العظمى في التاريخ.

تحليل وتوضيح

ان الظروف الثلاثة اعلاه تشكل المفهوم الحديث لليد اللامرئية، غير ان الحالة الثالثة هي الأعظم اهمية. الظرف الاول كما تقول Karen Vaughn في مقدمتها عن اليد اللامرئية في(the New Palgrave) كان واضحاً منذ وقت طويل.(هو يبرز في الـ الاوديسة odyssey، وفي تفسير برنارد وليم)انها تبرز في افكار سمث عن اليد اللامرئية حين يتحدث في نظرية العواطف الاخلاقية عن "النتائج السيئة والحسنة للافعال تجاه مشاعر الشخص الذي يقوم بها وتجاه الاخرين". ومن الملفت ان اهم واقوى التوضيحات التي عرضها سمث كانت للنتائج غير المقصودة التي هي ليست جيدة وانما مخيفة، ذلك ورد في نقاشه عن "تكفير الذنوب" لدى اوديب وجوكاستا وآخرين والتي هي دون اي تصميم مسبق تنجز اشياءاً لو كانت مقصودة لكانت خطأً شنيعاً.

اما الظرف الثاني المتعلق بالانسجام والنمطية في النظم هو الاكثر غموضاً. ان السؤال حول ما اذا كان النظام الكوني مصمماً ظل يستقطب اهتماما دينيا مكثفا في القرن الثامن عشر. لكن لم يعد هناك سببا للاعتقاد ان له نفس الاهمية في اقتصاديات القرن العشرين. الاهتمام الحديث، سيكون من نوع آخر. ان الجدال الثيولوجي يأخذ شكلاً مشروطاً: وذلك بادّعاء لو ان سلسلة من الاحداث كانت منتظمة، عندئذ من غير الممكن ان لا تكون تلك الاحداث نتاجاً للتصميم. هذه القضية التي تناولها هيوم وغيره من خصوم الدين الطبيعي في القرن الثامن عشر. ان الادّعاء العلماني الحديث يرى : لو كانت سلسلة الاحداث منتظمة، عندئذ بالامكان ان تكون نتاجاً للتصميم. هذا الاقتراح هو مشابه للادعاء بالنتائج غير المقصودة. من الممكن ان تكون الاحداث مصممة او انها غير مصممة او انها اختيرت بالصدفة وما شابه. الشيء الاعظم اهمية في القرن العشرين وكما في القرن الثامن عشر، كان السياسات الضمنية للفرضيات المشروطة.

ان النقاش حول التصميم بصيغته الحديثة يأخذ شكل الاقتراح التالي: اذا كان العالم او الاقتصاد منظم جداً لدرجة كأنه صُمم بفعل لجنة تخطيطية او سيادية، عندئذ سوف لن تكون هناك حاجة لتصميم حقيقي او لجان حقيقية. فاذا كانت النتائج التي يمكن التخطيط لها تحصل دون تخطيط فما حاجتنا اذاً الى المخطط ؟ الفلاسفة والمتحمسين لليد اللامنظورة مثل صاموئيل كلارك ربما يرغبون جدا بإهمال دور السيادة. الاقتراح بشكله الحالي يذكرنا بجهود سمث الفردية في اقناع السياسيين بان محصلة عدم القيام باي شيء هي من الجمال والمنهجية والمهارة بنفس مقدار محصلة التنظيم والقوانين. غير ان الاختلاف يكمن في الشرط الثالث المتعلق بالخير، حيث ان مؤيدي اليد اللامنظورة يجب ان يثبتوا بان النظام الذي ليس هو نتيجة للتصميم هو ايضا نظام مفيد او جميل او الاثنين معاً.

أعظم قيمة ممكنة

ان الظرف الثالث لليد اللامرئية، وحيث يتحول النظام غير المقصود ليصبح مفيداً للناس الذين ينظمهم هو الذي اعطى الشهرة الحديثة لليد اللامرئية. Vaughn يميز بين طريقتين من التفكير في الانظمة العفوية ونتائجها المرغوبة. في احداهما، يكون النظام "منظم ذاتيا نوعا ما ضمن سياق مجموعة من القواعد الاجتماعية"، حيث القواعد او القيود في النظام حسب وصف Lionel Robbins لليد اللامرئية تشبه يد واهب القوانين، "يمكن تأسيسها من جانب الانسان وفق تصميم معين ويمكنها العمل بنجاح او بإخفاق". اما في الثانية، يُنظر الى الانظمة العفوية كـ "انظمة تطورية حيث القواعد ذاتها هي نتاجات غير مقصودة للافعال الانسانية"، ان "المؤسسات الاقتصادية للمجتمع هي نتاجات غير مقصودة للمصلحة الذاتية للسلوك الاقتصادي". كلا المفهومين: صيغة التوازن والصيغة التطورية لليد اللامرئية يتلائمان مع مختلف النظريات الاقتصادية ومع مختلف وجهات النظر حول السياسة الاقتصادية، كلاهما حاز على اهمية كبيرة في الاقتصاد الحديث.

نواقص الفكرة الليبرالية

ان افكار سمث كان لها حضوراً طويلاً وشائكاً في ما وصفهُ كانط بالتبادل العالمي للافكار. اليد اللامرئية، خصيصا، انتقلت مع حلول القرن العشرين الى مجموعتين كبيرتين متضادتين لنظرية سياسية واقتصادية. هاتين النظريتين ليستا من عمل سمث، كل ما قام به سمث هو عمل نكتة ساخرة لطيفة. ولكن صعوبات صيغتي التوازن والتطور لليد المرئية تتطابق مع الصراعات الفكرية الخاصة بسمث، وكذلك في جميع الافكار اللاحقة حول الانظمة الاقتصادية الليبرالية. بالنسبة لسمث كان الامر تهكميا. لامبالاته الانتولوجية والسياسية هي ذاتها مضطربة، هو يصف ذلك، وفق الرؤية الرواقية، بالبرود واللامبالاة.

التناقض الاول او النقص في الفكرة الاقتصادية هو حول تحويل النقود الى قوة سياسية. في وصف سمث لليد اللامنظورة في ثروة الامم، جرى تجاهل الظروف التي يتابع بها الافراد اهدافهم الاقتصادية عبر الوسائل السياسية. في النظرية الحديثة للتوازن التنافسي العام، او في نظرية الانظمة التطورية، هذه الظروف (او وجود قوة السوق) هي ايضا جرى تجاهلها، او انها غائبة. ان دور السياسة العامة الذي فيه ترتبط نتائج السياسة مع نظرية التوازن، كان لتصميم مؤسسات السوق الفعال.

ان الصعوبة في جميع الحالات السابقة هي ان النظام الاقتصادي الليبرالي- النظام الذي تقوده اليد اللامنظورة- هو غير فعال ازاء وجود قوة السوق الساحقة. الافراد ينطلقون للمشاركة في اقتصاد السوق ولديهم مختلف القدرات والمواهب التي تتغير بمرور الزمن، وهم احيانا يستخدمون هذه القدرات (النقود او السلطة) للتأثير على قواعد الاقتصاد ذاته. فاذا قاموا بذلك بقوة ونجاح كبيرين فان اليد اللامرئية للحرية الاقتصادية سوف لن تكون لها فائدة تذكر. ولكن منع الافراد من استعمال قدراتهم الخاصة هو في حد ذاته يشكل انتهاكاً للحرية. منع الافراد من محاولة التأثير في السياسة العامة هو تدمير للحرية السياسية.

ان مدى حدوث المنافسة السياسية والاقتصادية يعتبر ذو اهمية حاسمة للنظام الاقتصادي الليبرالي. الافراد لديهم أراءهم حول الانظمة الاجتماعية، وحول وسائل تحقيق اهدافهم ضمن نظام اجتماعي معين، وهم لديهم أراءهم حول الكيفية التي تساعد بها التغيرات في الانظمة الاجتماعية في انجاز اهدافهم. كان سمث مراقبا ذكيا للظروف التي يصفها بـ "ستار غامض من الوهم الذاتي" للعملية التي بواسطتها يعتقد الافراد بان المحصلة الافضل لهم هي ايضا الافضل للمجتمع. لكي نميز بين الوعي الزائف والوعي المتحضر، بين السعي المدمر والسعي البريء وراء المصلحة الذاتية، بين الممارسة التافهة والممارسة الحماسية العامة للحقوق السياسية، هو ان نصطدم بأسس ومرتكزات القوة السياسية عبر السياسة الاقتصادية.

يرى سمث ان الفعالية الاقتصادية هي طريقة متحولة عاكسة للحياة. وهذا هو السبب الذي جعلها موضوعا غير ملائم لـ "تفسيرات اليد اللامنظورة". فاذا كانت هناك مهمة او موضوع للنظرية الاجتماعية فلا بد ان تكون سماتها الجوهرية هي التحقق من وجود تلازم بين الاثار المقصودة وغير المقصودة، بين الوعي الذاتي وغير الذاتي لفعاليات الافراد، بين الاهتمام النسبي بمشاعر وحقوق الاخرين (السياسية والمعنوية) وعدم الاهتمام النسبي بذلك. كل هذه كانت من بين اهتمامات سمث في نظرية العواطف الاخلاقية وفي الجزء الاكبر من ثروة الامم، لكنها وبما يثير الغرابة كانت غائبة من وصفه لليد اللامنظورة وللسياسات حول النقود والسلطة اللذان يُفترض ان يكونا مكملان لها.

انتقادات اخرى:

"اليد اللامنظورة" لامنظورة لأنها غير موجودة

يقول جوزيف ستجلز الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد ان آدم سمث اعتبر الشركات في سعيها للربح كأنها تُقاد بيد لامرئية لتحقق الأفضل للعالم. ولكن سمث كان مدركاً لعوائق ونواقص الاسواق الحرة، والبحوث أثبتت ان الاسواق الحرة ذاتها لا تقود الى الأفضل. في كتابه (making globalization work) يقول ستجلز ان السبب الذي يجعل اليد اللامرئية غير مرئية هو كونها ليست هناك. ومتى ما حصلت هناك مؤثرات خارجية externalities (1) فان الاسواق لن تعمل بنجاح. من الواضح ان الاسواق تنتج المزيد من التلوث، بينما تنتج القليل من البحوث الاساسية. اما الحكومة فهي مسؤولة عن تمويل البحوث العلمية الهامة. وهي ايضا تلعب دوراً هاما في إنجاح عمل المصارف واجراءات الامان. لابد من الاجراءات التنظيمية لكي تعمل الاسواق بنجاح، مثل فرض العقود وحقوق الملكية. المشكلة الحقيقية اليوم هي في ايجاد التوازن المناسب بين السوق والحكومة. كل طرف بحاجة للآخر، لكن هذا التوازن يختلف باختلاف الزمان والمكان.

............................

المصادر:

1- Emma Rothschild، The Bloody and Invisible Hand.

2- مؤتمر الذكرى الاربعين لتاريخ الفكر الاقتصادي Adam Smith Lost Legacy في جامعة ادنبرة من 3 الى 5 سبتمبر 2008.

الهوامش:

 (1) وتسمى ايضا بتأثيرات الطرف الثالث وتحصل عندما لا يتحمل صاحب الشركة جميع تكاليف الانتاج. ففي الاقتصاد ذي المنافسة التامة يتم تخصيص الموارد بافضل طريقة بحيث تتساوى الاسعار مع الكلفة الحدية. ولكي يتم ذلك يجب ان يتحمل المنتج جميع التكاليف وان يحصل المستهلكون على جميع المنافع. مع وجود المؤثرات الخارجية ستتأثر اطراف اخرى لم تكن مشاركة بالعملية.مثال على ذلك المصنع الذي يترك وراءه التلوث. الافراد الذين يعيشون في جوار المصنع يتحملون تكاليف اجتماعية كالأعراض الصحية وتكاليف التنظيف اما صاحب المصنع لا يفكر في ذلك عندما يقرر كمية الانتاج لأنه يبحث عن الربح اولاً.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 30/كانون الثاني/2013 - 18/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م