شيعة رايتس ووتش تصدر تقريرها الشهري

ابرز الانتهاكات التي تعرض لها الشيعة

 

شبكة النبأ: اصدرت منظمة شيعة رايتس ووتش التي تتخذ من واشنطن مقرا لها اليوم تقريرها الشهري حول الانتهاكات الحقوقية التي يتعرض لها اتباع الطائفة الشيعية المسلمة في عدد من بلدان العالم.

واشتمل التقرير الذي اعدته المنظمة على تقارير ميدانية في ستة دول عربية واسلامية، تعرض فيها الشيعة الى انتهاكات منظمة وممنهجة، تنوعت بين عمليات مسلحة وسياسات عنصرية مختلفة.

كما اشتمل التقرير على بعض التقارير الدولية والمحلية المختصة بحقوق الانسان في بعض البلدان التي تشهد اضطرابات سياسية واجتماعية.

وفي ما يلي نص التقرير الصادر عن منظمة شيعة رايتس ووتش:-

الوضع المأساوي للشيعة ...... ملخص تقرير

٢٥/١/٢٠١٣

يتعرض الكثير من افراد المجتمعات الشيعية المسلمة القاطنين في بلدان الشرق الاوسط وغيرها، خصوصا العربية والاسلامية منها الى موجة اضطهاد متنامية ومتباينة حسب نوع الاذى الذي يتعرضون له، وفي جميع البلدان التي تتوزع فيها نسبهم سكانية دون استثناء، أغلبية كانوا او اقلية.

وابرز ما يلفت في هذا التقرير الى جانب –ازدياد الهجمات المسلحة ضد الشيعة- هو ان مناطق التمثيل الاكبر التي يشغلها الشيعة كانت الاكبر نصيبا من حيث تعرضها للانتهاكات، المباشرة وغير المباشرة، وعلى صعيد انتهاك قدسية الارواح او الممتلكات، باستثناء ما يتعرض له الشيعة في سوريا والتي يمثلون فيها اقلية سكانية ملحوظة.

الدول حسب الاحرف الابجدية (اندونيسيا- باكستان- بحرين- مصر- العراق- سوريا- تونس):-

اندونيسيا.. حملات ابادة واضطهاد

- جاوة الشرقية

في اندونيسيا لا تزال حياة 60 عائلة شيعية في معرض الخطر، إثر قيام السلطات المحلية في جاوة الشرقية في إندونيسيا بمنع وصول الماء والأكل إليهم بعدما لجؤوا إلى مركز "Sampang" الرياضي في جاوة، هربًا من العصابات الوهابية التي أضرمت النيران في بيوت الشيعة في عدد من قرى المنطقة في شهر المحرم الحرام.

مسؤولون محليون يقولون إنهم لا يمنعون الماء والأكل عنهم بسبب معتقدهم، بل لإجبارهم على الخروج من المركز الرياضي ونقلهم إلى قرى جديدة، فيما يرفض المسلمون ذلك، خشية تعرضهم للقتل كما حدث في قريتهم "Karang Gayam" (غيام كارانج) التي قتل فيها اثنان من الشيعة وجرح عشرة آخرون بعد مهاجمة وهابيين متطرفين لمنازلهم، والقيام بإحراقها وطلبوا منهم مغادرة القرية فورًا.

وزاد الأمر سوءًا على هذه العوائل الشيعية، عندما نفدت أموال التبرعات من منظمات إنسانية لتأمين الأكل والشراب لهم، ولم تعد لديهم حتى يوم  (29/11/2012) أية أموال لشراء احتياجاتهم من المأكل والمشرب وحليب الأطفال.

وتأتي حادثة لجوء 60 عائلة شيعية إلى مركز Sampang الرياضي بعد قيام جماعات مسلحة بالمدي والسيوف بمهاجمة منازل الشيعة في العديد من القرى في جزيرة جاوة، وإضرام النيران فيها وحرق المدرسة الوحيدة للشيعة في المنطقة وحرق مسجدهم وحسينيتهم، وطرد المئات منهم من منازلهم وجرى حرق العديد من تلك المنازل، بسبب حملة تضليل نفذتها الجماعات المتطرفة ضد الشيعة بسبب إحيائهم مراسم عاشوراء، ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي عليه السلام.

وقال أحد ممثلي العوائل الهاربة والنازحة إلى مركز Sampang الرياضي في جاوة ويدعى«Iklil Milal» إن الجماعات المتطرفة أخبرت العوائل الشيعية التي نزحت من قراها أن لا مكان لها إلا بإعلان البراءة من المذهب الشيعي واعتناق المذهب السني".!!

ونقلت صحيفة "جاكرتا كلوب" باللغة الإنكليزية عن شهود عيان "أن 30 شيعيًّا وقع إجبارهم على اعتناق المذهب السني بعد تهديدات تلقوها من زعامات سنية محلية في قرية Karang Gayam ) غيام كارانج) وسط تخلي السلطات المحلية عن حماية المواطنين الشيعة من بطش الجماعات المتطرفة".

وحسب مصادر إندونيسية مطلعة: "فإن ظاهرة الهجمات على المسلمين الشيعة لم تكن معهودة من قبل، ولكن بتأثير مباشر من سفارة دولة .... وبتحريض وتمويل منها".

وأضافت هذه المصادر: "أن وفودًا تمثل مؤسسة قطرية لدعم النشاط الوهابي السلفي تدعى مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني بدأوا منذ سنتين حملة لنشر الفكر الوهابي السلفي التكفيري، وصرفوا عشرات الملايين من الدولارات لشراء الولاءات للمذهب الوهابي، وتوجيه هؤلاء ليكونوا رأس الحربة ضد المواطنين الإندونيسيين الشيعة وإشاعة الفكر التكفيري ضدهم".

- سمبانغ

ويعاني أهالي منطقة "سمبانغ" حالياً حصاراً اقتصادياً خانقا، علما أن معظمهم من الفقراء والمستضعفين، ويصل عددهم إلى أكثر من مائتين، تقول الأنباء إن "المشردين الشيعة من منطقة "سمبانغ" يزداد عددهم من 150 إلى 300 شخص إلى جانب من فر إلى الغابة لأجل سلامتهم من القتل".

وتضيف الأنباء أن" 150 من الشيعة في منطقة ذاتها تحت حراسة الشرطة من أجل سلامتهم، لافتة إلى أن الأهالي اتخذوا من مكتب بلدية المنطقة حصناً يؤمنهم من هجمات الجماعة السلفية المتشددة.

وقالت مصادر موثوق بها لمنظمة العفو الدولية إن السلطات منحت القرويين مهلة حتى مارس/آذار كي يعتنقوا المذهب السني الذي تعتنقه الأغلبية المسلمة في إندونيسيا إذا أرادوا العودة إلى منازلهم.

وكان قد تم تهجير أفراد الجماعة الشيعية من قرية كرانغ غيام في جزيرة مادورة في أغسطس/آب 2012، عندما هاجمتهم مجموعة من الرعاع المناهضين للشيعة ، الذين يُقدَّر عددهم بنحو 500 شخص، بالأسلحة الحادة والحجارة.

وأسفر الهجوم عن مقتل شخص واحد وإصابة عشرات آخرين بجروح. كما أضرم الرعاع النار في 35 منـزلاً تعود إلى تلك الجماعة الشيعية. وقد اتُهم خمسة أشخاص حتى الآن بالضلوع في ذلك الهجوم.

باكستان

في مدينة كويتا عاصمة اقليم بلوجستان سقط اكثر من 96 مواطن باكستاني شيعي اثر انفجار مزودوج تبنت تنفيذه جماعة عسكر جنجوي السنية المحظورة.

وتريد جماعة عسكر جنجوي التي ترجع جذورها إلى اقليم البنجاب بوسط البلاد طرد الشيعة من باكستان التي يمثلون فيها نحو 30 في المئة من السكان البالغ عددهم 180 مليون نسمة.

وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش إن اكثر من 400 شيعي قتلوا في هجمات طائفية العام الماضي.

وانتشرت الاحتجاجات على الهجمات التي يتعرض لها الشيعة في باكستان في شتى انحاء البلاد، ورفض الشيعة في كويتا دفن موتاهم لحين الحصول على تعهد من الحكومة بحمايتهم من المتشددين السنة.

وأدى ترك الجثث دون دفن إلى تنظيم احتجاجات واعتصامات ليلية في مناطق اخرى تضامنا مع أهالي القتلى.

فيما شهد مطلع هذا الشهر ايضا مقتل مواطن شيعي في هجوم انتحاري في مدينة "مجه" الباكستانية.

حيث تعرض جان محمد الى هجوم ارهابي من قبل جماعة سلفية ارهابية في منطقة قرب فندق "تاكر" في مدينة "مجه" التابعة لولاية "بلوجستان".

البحرين.. انتفاضة مغيبة

في هذه الدولة التي يشكل الشيعة اغلبية كبيرة لا تزال مطالبهم الحقوقية والانسانية تصطدم بجدار التعنت الحكومي الذي يمارسه النظام القبلي الحاكم، وهو ما تسبب باستمرار حالة التوتر العام في الدولة منذ ما يربو على العامين بعد اندلاع موجة احتجاجات شعبية سقط على اثرها عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، فيما زج بالكثير من الشيعة في السجون وتم اعتقال اغلب الرموز السياسية الممثلين للشيعة..

وكانت محكمة الاستئناف البحرينية ايدت بدورها في 4 ايلول الماضي احكام السجن التي تصل الى المؤبد بحق المعارضين الـ 13، وغالبيتهم من الشيعة، وسبعة من المدانين محكومون بالسجن المؤبد، فيما تتراوح مدد سجن الآخرين بين خمس سنوات و15 عاما. والمعارضون الـ 13 هم ضمن مجموعة تضم 21 معارضا بارزا بينهم سبعة تمت محاكمتهم غيابيا. وقد اتهم هؤلاء بتشكيل مجموعة ارهابية لقلب نظام الحكم. ويعد اعضاء مجموعة المحكومين من قياديي الحركة الاحتجاجية التي اندلعت في البحرين ويقودها الشيعة، في 14 شباط 2011، ويعمد المحتجون الشيعة في القرى الى رفع صورهم في المظاهرات التي ينظمونها.

والمحكومون بالمؤبد هم عبد الوهاب حسين، وحسن على مشيمع،  ومحمد حبيب المقداد، وعبدالجليل المقداد، وعبد الجليل السنكيس،  وسعيد ميرزا احمد النوري، والناشط الحقوقي عبدالهادي الخواجة .

والمحكومون بالسجن ايضا هم عبدالهادي عبدالله، مهدي حسن المخوضر 15 سنة، وعبدالله عيسى ميرزا المحروس 15 سنة، وصلاح عبدالله حبيل الخواجة خمس سنوات، ومحمد حسن محمد جواد 15 سنة ، ومحمد على رضي اسماعيل 15 سنة .

ويضاف الى هؤلاء الحر يوسف محمد الصميخ الذي سبق ان افرج عنه بعد ان حكم بالسجن سنتين وخفضت المدة الى ستة اشهر..

وانطلقت حركة احتجاجية في المملكة الخليجية الصغيرة في 14 شباط 2011 بقيادة الشيعة الذي يشكلون غالبية السكان، وذلك للمطالبة بملكية دستورية مع حكومة منتخبة، الا ان البعض ذهب في مطالبه الى حد اسقاط النظام وانهاء حكم اسرة ال خليفة السنية.

وفي منتصف اذار، وضعت السلطات بالقوة حدا لهذه الحركة الاحتجاجية ونشرت دول مجلس التعاون الخليجي قوات في المملكة الصغيرة. لكن الاحتجاجات المتفرقة استمرت وتصاعدت في الاشهر الاخيرة، خصوصا في القرى الشيعية القريبة من المنامة في ظل عدم احراز تقدم حقيقي على صعيد الحوار الوطني.

مصر.. حرب ضروس

في مصر بعد الثورة واجه الشيعة هناك هجمة شرسة من قبل الجماعات السلفية والوهابية الممولة من بعض الدول الخليجية، حيث استهدفت رموزهم بشكل مباشر في سياق حملة اعلامية تحريضية تهدف الى اسقاط وعزل الشيعة عن المجتمع المصري.

- اغلاق ضريح الامام الحسين عليه السلام

فقد استنكرت شيعة مصر إغلاق وزارة الأوقاف لضريح الإمام الحسين عليه السلام، مؤكدين أنهم يتعرضون للظلم الشديد من قبل الوزارة التي تشهد نموًا النفوذ السلفي بها.

وقال السيد الطاهر الهاشمي، عضو المجمع العالمي لآل البيت: إن وزارة الأوقاف ذات التوجه السلفي أغلقت الضريح الشريف بحجة أن الوزارة تجدده وبهذه الحجة يغلقون الأضرحة في وجوهنا، كما حدث من قبل في عدد من المحافظات، وخاصة البحيرة، التي تم هدم الكثير من أضرحة ذرية النبي الأكرم (ص) بحجة التجديد".

وأكد "الهاشمي" أن هناك دورًا مشبوهًا يقوم به السلفيون الذين سيطروا على وزارة الأوقاف المصرية، وأن الشيعة المصريين محرومون من تأدية شعائرهم بحرية، لافتًا إلى أن الشيعة يواجهون حربًا ضروسًا من قبل اتباع الإخوان المسلمين، ويواجهون خطة ممنهجة، دون عدالة، ودون أن يرتكبوا ما يدعو لذلك، سوى حبهم لأهل البيت عليهم السلام، ومحاولة إقامة شعائرهم.

- اختطاف ناشط

ومن جملة ما اعلن عنه من انتهاكات خلال شهر كانون الثاني/ يناير مطلع هذا العام هو اختطاف الناشط الشيعي يحيى شفيق.

اذ أعلن بهاء أنور محمد مدير مركز مصر الفاطمية لحقوق الإنسان و عضو الهيئة العليا لحزب غد الثورة، فى بيان له عن قيام الأمن الوطني باختطاف الناشط الشيعي" يحيي شفيق" أثناء عودته من بني سويف إلى منزله بالقاهرة في سابقة هي الأولى من نوعها بعد ثورة ٢٥ يناير.

- تهديد باستهداف الرديني

فيما اضطر رئيس المجلس الاعلى لرعاية آل البيت في مصر الى مغادرة منزله والإقامة فى مكان أكثر أمنا عقب التهديدات النوعية التي تعرض لها الأيام الماضية وهى إمتداد لتهديدات سابقة.

وقد تلقى الدرينى نصائح ذات طابع أمنى بسرعة ترك منزله وتأمين أسرته لاسيما أطفاله أثناء الذهاب والعودة من وإلى المدارس وكذلك الأمر بالنسبة لنشطاء منتمين لتجمع البتول.

سوريا.. هدم الحسينيات

قالت هيومن رايتس ووتش إثر تحقيقات أجرتها في محافظتي اللاذقية وإدلب إنه يبدو أن بعض جماعات المعارضة المسلحة قد تعمدت تدمير مواقع دينية (شيعية) في مناطق مختلطة التركيبة السكانية شمالي سوريا، في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2012.

فقد قامت جماعة معارضة مسلحة بتدمير مكان عبادة شيعي في محافظة إدلب. وترجح الأدلة التي فحصتها هيومن رايتس ووتش وشهادات الشهود أن الهجمات وقعت في تلك المناطق بعد سقوطها في يد المعارضة وبعد خروج القوات الحكومية منها .

وقالت هيومن رايتس ووتش إنه رغم تعهد بعض قادة المعارضة بحماية جميع السوريين، إلا أن المعارضة قد أخفقت في التصدي على النحو الملائم للهجمات غير المبررة على أماكن العبادة الخاصة بالأقليات. كما أخفقت المعارضة في السيطرة على المسلحين الذين تورطوا في أعمال النهب وغيرها من الأنشطة الإجرامية، مثل أعمال الاختطاف.

توصلت هيومن رايتس ووتش في ثلاث قرى، هي زرزور والغسانية وجديدة، إلى أدلة بشأن هجمات ضد مواقع تخص أقليات دينية (شيعية) بعد سقوط هذه المناطق تحت سيطرة جماعات معارضة مسلحة وبعد مغادرة القوات الحكومية للمنطقة.

- الهجوم على حسينية زرزور

ورصد باحثو هيومن رايتس ووتش ما يبدو أنه ضرر ألحق عمداً بحسينية محلية – وهي مكان عبادة شيعي – على يد مقاتلين من المعارضة بعد سيطرتهم على قرية زرزور في 11 ديسمبر/كانون الأول.

قال اثنين من السكان  إن المعارضة المسلحة أشعلت النار في المسجد عندما سيطرت على القرية.

هناك أدلة أخرى رصدها باحثو هيومن رايتس ووتش تشير إلى أن الضرر اللاحق بالمكان كان متعمداً، فقد تم تحطيم نوافذ الحسينية وكانت أحجار الصلاة مبعثرة على الأرض، وتم تسويد جدارين داخليين بألسنة اللهب، وتمزيق لافتة دينية عن الجدار، وتُركت بقايا اللافتة على الأرض، كما رأى باحثو هيومن رايتس ووتش بقايا لافتات وأوراق محترقة وما يبدو أنه بقايا سجادة صلاة محترقة داخل المبنى. كانت هناك أغراض محترقة مبعثرة على الأرض، مما يشير إلى تكويمها فوق بعضها وإشعال النار فيها عمداً.

وأظهر مقطع فيديو، نشر على موقع يوتيوب في 12 ديسمبر/كانون الأول من أمام الحسينية مقاتلين من المعارضة يحتفلون بانتصارهم في البلدة بينما تلتهم النار للمسجد في خلفية المشهد. يدعم مقطع الفيديو رواية بأنه تم إحداث الضرر عمداً بعد أن غادرت القوات الحكومية المنطقة، على حد قول هيومن رايتس ووتش. يظهر في مقطع الفيديو رجل يبدو أنه من مقاتلي المعارضة يعلن "تدمير أوكار الشيعة والرافضة"، ويعتبر الرافضة من المصطلحات التي تستخدم على سبيل الازدراء للشيعة. يعرف الرجل نفسه بصفته من أعضاء كتيبة عمر بن معاذ الزبيدي. تظهر في الفيديو كتابات "لا وألف لا للفتنة الطائفية" على الجدار أمام المسجد. لكن كان قد تم الكتابة فوق هذا الجرافيتي عند زيارة هيومن رايتس ووتش لقرية زرزور في الاسبوع التالي.

السعودية.. اضطهاد وتمييز عنصري

في السعودية لا يزال الشيعة يعانون بشكل عام من سياسات حكومية تقيد حرية التعبير والمعتقد، ناهيك عن القيود المفروضة على التظاهر السلمي والانترنت.

وتشير المعطيات والتقارير الواردة من تلك الدولة  الى إن أبناء الطائفتين الشيعية والإسماعيلية يعانون تمييزا يصل في بعض الأحيان إلى حد الاضطهاد، وقد يتعرض من يفصح عن معتقداته الشيعية بشكل سري أو علني إلى الاحتجاز أو الاعتقال، وخاصة في الحرم المكي والمدينة، حسب قول المنظمة الدولية.

وكما تؤكد العديد من المصادر الموثوقة على ان التمييز الرسمي ضد الشيعة يتضمن «الممارسة الدينية، والتربية، والمنظومة العدلية»، فيما يعمد المسؤولون الحكوميون إلى «إقصاء الشيعة من بعض الوظائف العامة والرفض العلني لمذهبهم».

ولا تزال المنطقة الشرقية التي يشكل الشيعة اغلبية سكانية فيها تشهد توترا ملحوظا يتخلله بعض الاشتباكات بين شبان شيعة وقوى الامن، وقد اسفرت بعضها عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في وقت سابق من العام الماضي، الى جانب اعتقال بعض الناشطين الحقوقيين.

- الشيخ النمر

فيما لا يزال الشيخ نمر النمر احد ابرز دعاة الشيعة الحقوقيين معتقلا في السجون على الرغم من كونه شيخا كبيرا في السن، وتم اعتقاله على خلفية انتقاده النظام السعودي وسياساته العنصرية.

- المعتقلون المنسيون

ويتعتقل النظام السعودي منذ اكثر من سبعة عشر عاما تسع مواطنين شيعة اعتقلوا على خلفية تفجيرات ضربت مجمع الخبر في حزيران / يونيو العام 1996، دون اجراء محاكمات او حقوق قانونية، او حتى توجيه تهم رسمية لهم.

كما ترض السلطة لهم بتوكيل محامين للدفاع عنهم او المطالبة بحقوقهم الانسانية او القانونية، او حتى البت في مصيرهم على الرغم من انقضاء فترة طويلة على احتجازهم.

- مؤسسة حكومية ترفض نقل جثامين شيعة

رفض مركز متخصص بنقل الموتى في منطقة هجرة الخاصرة بعد ان حادثة مرورية راح ضحيتها خمسة أفراد من عائلة واحدة شيعية.

ورفض المسئولون في مؤسسة "مركز اكرام الموتى" مساعدتهم متذرعين بأن المركز مخصص لأهل السنّة فيما الضحايا المعنيين هم من الشيعة.

وذكرت مصادر عائلية أنهم واجهوا معاناة كبيرة في نقل جثامين الضحايا الخمسة من منطقة القويعية غرب الرياض إلى الأحساء بسبب التمييز الطائفي الذي تمارسه المؤسسات الحكومية ضد الشيعة.

ووسط حيرة انتابت العائلة المنكوبة اضطروا في نهاية المطاف إلى نقل جثامين الضحايا الخمسة "مكوّمة" على بعضها في سيارة مخصصة لنقل الأدوات الطبية وفرها مستوصف خاص في الأحساء.

العراق.. تصاعد موجة العمليات الارهابية

واجهت خلال ثلثي شهر كانون الثاني/ يناير 2013، الاغلبية الشيعية في العراق تصاعدا كميا ونوعيا في العمليات المسلحة ضدهم، والتي غالبا ما تقف وراءها تنظيمات القاعدة وبعض الجهات الدينية المتطرفة المناهضة للشيعة.

فقد قالت الشرطة العراقية ومسعفون إن مهاجما انتحاريا قتل 27 على الأقل من الزوار الشيعة عندما فجر سيارة ملغومة في محطة للحافلات في بلدة المسيب جنوبي بغداد مطلع هذا الشهر.

وقالت الشرطة إن المهاجم فجر السيارة بمحطة حافلات كانت تغص بالزوار الشيعة الذين يستعدون للعودة إلى بغداد والمحافظات الشمالية قادمين من كربلاء حيث يحيي آلاف الشيعة سنويا ذكرى أربعينية الامام الحسين (ع). وتقع المسيب على بعد نحو 60 كيلومترا الى الجنوب من بغداد.

والاحتفالات بذكرى الأربعين كانت هدفا متكررا للمسلحين منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق وأطاح بالرئيس الراحل صدام حسين الذي كان يحظر الاحتفالات الشيعية.

كما أصيب ثمانية اشخاص أيضا في انفجار قنبلة زرعت على الطريق في حي بغداد الجديدة بالعاصمة واستهدفت حافلة صغيرة تقل زوارا شيعة عائدين من كربلاء.

17 كانون الثاني/ يناير.. كما لقي أكثر من عشرين شخصا حتفهم في سلسلة من التفجيرات وإطلاق نار استهدفت مسلمين شيعة في أنحاء العراق الخميس 17كانون الثاني/ يناير، وكانت أكثر الهجمات دموية مدينة الدجيل ذات الاغلبية الشيعية، التي تبعد 60 كيلومترا شمال بغداد، حيث انفجرت سيارة مفخخة خارج إحدى الحسينيات ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 56 آخرين بجروح.

في حين قتل سبعة أشخاص آخرين وأصيب 17 بالقرب من ملعب لكرة القدم في ضواحي مدينة الحلة التي تقطنها غالبية شيعية جنوب العاصمة.

وفي كربلاء افادت اخر الأنباء بانفجار سيارة مفخخة داخل مرآب للحافلات المخصصة لنقل الزوار اﻻيرانيين في شارع ميثم التمار بوسط المدينة، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.

22 كانون الثاني/ يناير.. في الثاني والعشرين من هذا الشهر ايضا، أسفرت ثلاثة تفجيرات بينها هجوم انتحاري قرب قاعدة للجيش عن سقوط 17 قتيلا على الأقل في شتى أنحاء العاصمة العراقية بغداد ذات الاغلبية الشيعية.

وقالت الشرطة ومصادر المستشفى إن سيارة ملغومة أخرى متوقفة انفجرت في سوق مزدحمة في حي الشعلة الشيعي شمال غربي بغداد مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 13 .

وفي بلدة المحمودية الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوبي بغداد وقع هجوم بسيارة ملغومة قرب نقطة تفتيش تابعة للجيش مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم جنديان وإصابة 14 بينهم أربعة جنود.

23 كانون الثاني/ يناير.. في ذلك اليوم أفاد مصدر محلي عراقي بأن 42 شخصا على الأقل لاقوا مصرعهم وجرح أكثر من 75 آخرين في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مجلس عزاء داخل حسينية سيد الشهداء وسط قضاء طوز خرماتو الواقعة على بعد 175 شمال بغداد. وقتل خلال الهجوم عدد كبير من شيوخ العشائر والوجهاء.

رسائل تهديد لعائلات شيعية تقطن أحياء سنية في بغداد..

 من جانب آخر أكد مصدر أمني في العاصمة العراقية بغداد ان رسائل حملت لغة التهديد والوعيد بالقتل والخطف والآغتيال تم توزيعها في أماكن متفرقة من بغداد تنذر الشيعة بضرورة الرحيل من الآحياء التي يسكنون فيها والعيش في المناطق الشيعية وترك بيوتهم وألا تعرضوا للتهديد والقتل والعودة الى سنوات الحرب الطائفية 2005 و2006!.

واشار المصدر ألامني أن السكان الشيعة في مناطق الغزالية واليرموك والسيدية تلقوا تلك التهديدات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 29/كانون الثاني/2013 - 17/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م