بورما والعنف الطائفي... مأساة إنسانية لا مبالاة لها

 

شبكة النبأ: تعاني بورما اليوم من تدهور كبير جدا في مجال حقوق الإنسان وذلك بسبب أعمال العنف الطائفية والدامية التي وقعت بين الجانبين البوذي والإسلامي مؤخرا في غرب البلاد، ومنذ اندلاع الاشتباكات الطائفية في بورما، قُتل المئات وأُجبر عشرات الآلاف على ترك منازلهم ليعيشوا في مخيمات ومعظم أولئك هم من مسلمي الروهينجا، وهرب عشرات الآلاف من الاضطهاد الذي تعرضوا له خلال العقود الأخيرة. وتوجه عدد كبير منهم إلى بنغلاديش، وخاض آخرون غمار الرحلة البحرية الخطرة بالمراكب إلى ماليزيا، حيث أثارت القضايا العنصرية والدينية وفي مقدمتها الكراهية التي لا تنتهي مطلقا والرغبة في الانتقام والاعمال الفوضوية الانتقام وارهاب وقتل بعضهم البعض خطرا متزايدا من العنف والاضطرابات فقد تتأثر بشدة عملية التحول للديمقراطية والتنمية، التي لا تزال في مرحلتها الانتقالية وبالتالي فقدان الاستقرار والسلام في البلاد، وتشهد معظم مناطق بروما اضطرابات متفرقة تتسم بالقمع المتواصل والعنف الشديد، كما تجسد المعاناة الانسانية مشهدا لمأساة إنسانية لا مبالاة لها، ففي ظل تزايد أعمال العنف الدينية في بورما، هذا يعني تشكيل دوامة التهديدات الصارخة المتجددة لاستمرار العنف الطائفية والانتهاكات الحقوقية والإنسانية على حد سواء.

هيمنة المتمردين 

فقد قال متحدث باسم المتمردين ومصدر محلي إن القوات في ميانمار هاجمت مواقع تابعة لهم بشمال شرق كاتشين على الرغم من إصدار الرئيس أمرا بوقف إطلاق النار وتوجيهه دعوة للمتمردين للمشاركة في محادثات سلام، وكان الرئيس ثين سين قد أصدر أمرا بوقف إطلاق النار للقوات في منطقة لا جا يانج بكاتشين قرب الحدود مع الصين والتي شهدت أشرس موجات القتال، وكان من المقرر بدء سريانه صباح يوم السبت لكن الكولونيل جيمس لوم داو وهو متحدث باسم جيش استقلال كاتشين ومقره تايلاند قال إن الجيش واصل الهجوم مطلع هذا الأسبوع في لا جا يانج وأماكن أخرى بالولاية، وتابع أن هجوما في لا جا يانج اعتبارا من الثامنة شاركت فيه قوات المدفعية والمشاة، وانهار وقف لإطلاق النار استمر 17 عاما مع جيش استقلال كاتشين في يونيو حزيران 2011 واشتدت كثافة القتال في الأسابيع القليلة الماضية، وأدى القتال على مدى 20 شهرا الى نزوح عشرات الآلاف ويرى بعض المحللين أنه أثار مخاوف بشأن جدية الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يجريها الرئيس ثين سين في ميانمار، وخلال كلمة ألقاها امام منتدى للتنمية شاركت فيه دول مانحة ومنظمات إغاثة دولية دعا الرئيس متمردي كاتشين الى "حوار سياسي" مع متمردين من ولايات أخرى، ووافقت عشر جماعات متمردة من ولايات مختلفة على وقف إطلاق النار. بحسب رويترز.

وأكد مصدر محلي في كاتشين طلب عدم نشر اسمه قيام الجيش بهجمات اليوم منها هجوم استهدف موقعا للمتمردين على بعد نحو ثمانية كيلومترات من لايزا معقل جيش استقلال كاتشين، وأضاف المصدر أن المقاتلات حلقت فوق المنطقة لكنها لم تهاجم، وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك قد اتهمت الجيش بقصف بلدة لايزا عشوائيا، وذكر المصدر أن سكان بلدة ماي جا يانج سمعوا دوي انفجارات قوية، وقال الكولونيل لوم داو إن جيش استقلال كاتشين بعث للرئيس برد يقول فيه إنه لن يحضر المحادثات لحين ظهور مزيد من الأدلة على حسن النوايا من جانب الحكومة تتعلق بوقف إطلاق النار في كافة انحاء الولاية او على الأقل انخفاض كبير في القتال، ولم تعلق الحكومة على الفور على اتهامات المتمردين باستمرار الهجمات في لا جا يانج لكنها قالت إن المتمردين مسؤولون عن هجمات في مناطق أخرى من كاتشين.

الفرار الى جزيرة لانغاوي

فيما قال مسؤولون في ماليزيا إن نحو 450 من مسلمي روهينغا في بورما وصلوا إلى جزيرة لانغاوي الماليزية بعد قضائهم أسبوعين في رحلة بالمركب حتى وصولهم، ويعتقد أن هؤلاء يمثلون أكبر مجموعة من مهاجري روهينغا الذين يصلون إلى ماليزيا هذا العام، وأفادت الأنباء أن أحد الأشخاص قد لقي حتفه غرقا خلال محاولته السباحة إلى الشاطئ. أما الآخرون فاقتيدوا إلى أحد مراكز الاحتجاز، وكان كثيرون من مسلمي روهينغا قد فروا من ولاية راخين في بورما بعد احتدام الاشتباكات المميتة أوائل هذا العام، ويخشى أن يكون العشرات قد ماتوا في حادثتين منفصلتين أوائل هذا العام عندما غرقت المراكب التي كانت تقل مئات منهم في خليج البنغال قرب الشواطئ البنغلاديشية، ولا يعرف حتى الآن إن كانت المجموعة التي وصلت إلى ماليزيا قد جاءت مباشرة من بورما أو وفدوا عبر بنغلاديش، وتقول وكالة غوث اللاجئين الدولية إن هناك نحو 25000 مسلم روهينغي مسجل في ماليزيا، وتصف الأمم المتحدة جماعة الروهينغا بأنها أقلية مضطهدة دينيا ولغويا في بورما، أما الحكومة البورمية فتعتبر أفراد الجماعة مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش، ولا يزال من يوجد منهم في بنغلاديش وماليزيا يعتبرون مهاجرين بلا دولة.

مخيمات الروهينغا

في سياق متصل دُمرت منازل بوذيي الراخين ومسلمي الروهينغا ووضعت الحواجز في الطرقات نتيجة الصراع لكن اكثر المتضررين كان الروهينغا اذ رفضتهم بورما كمواطنين وبنغلاديش، وامتد اضطهادهم الى مخيمات لجوئهم، فالتمييز جلي في شبه جزيرة مايبون جنوب اقليم راخين حيث يقيم اللاجئون المسلمون والبوذيوين في مخيمات منفصلة تبعد حوالي ميل واحد عن بعضها، ففي منطقة عشبية وضعت 35 خيمة تحمل شعار المملكة العربية السعودية ويعيش فيها 400 لاجئ بوذي منذ اكتوبر تشرين الاول الماضي، وتقول فو ما غي ان منزلها اُحرق في الاقتتال وانها تعيش وابنتيها في خيمة مع ثلاثة عائلات اخرى، "الحكومة تهتم بنا، لدينا الطعام والدواء وباقي الاحتياجات" تقول فو ما غي، وليس بعيداً عنها توجد منضدة وضع عليها مستلزمات طبية واكياس من الأرز معروضة امام مسؤولين بورميين ومسؤولين من الامم المتحدة، قد تكون دليلاً على عدم وجود اي نقص في مستلزمات المخيم.

وفي رحلة قصيرة الى مخيم للروهينغا، نمر على ما كان يوماًَ ما حياً يقطنه المسلمون، الحي دمر بالكامل ولم يبقى من البيوت الا اثار على الارض واثار بناية كانت مدرسة يوماً ما، "لقد جاءنا بوذيون مسلحون بالسكاكين والقوا علينا الحجارة والعصي" تقول كين لا ماي مديرة احدى المدارس المدمرة التي فرت و اربعة الاف من الروهينغا الى تلة خارج المدينة وانشأوا هناك ما يعرف الان بمخيم تانغ باو للاجئين، المخيم مليء بالطين القذر ومياه الصرف الصحي وخيام متداعية تأوي اشخاصاً جياعاً ويائسين، واخبرني احد عمال الاغاثة بان هذا المخيم من اسوأ المخيمات في آسيا، ان لم يكن في العام كله، لكن ايصال المعونات ليس بالامر السهل اذ يتم عن طريق الزوارق، واي محاولة لايصال المساعدات الصحية والغذائية لمخيم الروهينغا يتم اعتراضها ومنعها، اذ يسيطر البوذيون الراخين على مسار القوارب ويرفضون السماح بمرور مساعدات المنظمات الدولية لمخيم الروهينغا ما يزيد من اوضاعهم المتردية.

القوات البورمية العسكرية وحدها يمكن ان تتجاوز تلك العوائق وتضمن ايصال المعونات الى محتاجيها. لكنها رفضت المساعدة في هذا الشأن، وبدلاً عن ذلك قامت بوضع حراسة على مخيم تانغ باو للروهينغا تمنعهم من مغادرة المخيم للذهاب الى حقولهم التي اصبحت الان تحت سيطرة البوذيين، لكن وزير الشؤون الحدودية في بورما زار المخيمين في مايبون وقال ان الوجود العسكري عند مخيم الروهينغا هو لإبقائهم داخله حفاظاً على سلامتهم، وعزا الاختلاف الكبير بين الظروف المعيشية في المخيمين الى اختلاف حجمهما. بحسب البي بي سي.

في مركز اقليم راخين الاوضاع افضل، والعلاقات بين السلطات ومنظمات الاغاثة الدولية تحسنت، ما سمح لكثير ممن هجروا في يونيو حزيران الماضي للانتقال الى ظروف معيشية افضل، وبعد زيارتها لمخيمات الروهينغا والراخين دعت منسقة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس الى المصالحة، وقالت ان عمليات الاغاثة تحتاج الى مزيد من الدعم، "المانحون يتحملون المسؤولية، نحن نحتاج مزيداً من الاموال لنكون فعالين، لكن على الحكومة البورمية مسؤوليات ايضاً"، واضافت آموس: "يجب ان تتولى الحكومة البورمية القيادة، و ان تعمل على جمع المجتمعين – المسلم والبوذي – معاً، وهذا يجب العمل عليه الآن".

حق المواطنة

على الصعيد نفسه دعت المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الجمعة بورما الى منح اقلية الروهينجيا المسلمة المحرومة من الجنسية حق المواطنة، وقالت بيلاي ان "هواجسي كثيرة، ولاسيما ما يتعلق بالوضع في (ولاية) راخين" في بورما، حيث اسفرت اعمال عنف بين المسلمين والبوذيين منذ حزيران/يونيو عن 180 قتيلا على الاقل و110 الاف مهجر يشكل المسلمون القسم الاكبر منهم، واضافت بيلاي على هامش منتدى بالي حول الديموقراطية الذي انهى اعماله الجمعة في الجزيرة الاندونيسية، "قالت لي الحكومة (البورمية) ان ما يحصل ليس مشكلة اتنية، لكن وفق ما اعرفه عن الوضع، فان ما يحصل مشكلة اتنية. والروهينجيا محرومون من الجنسية منذ فترة طويلة جدا، وهذا يتطلب حلا سياسيا"، واوضحت بيلاي ان الحل "يجب ان يتضمن اعادة نظر في القانون حول المواطنة حتى يستفيد الروهينجيا من امكانية الحصول هم ايضا على المواطنة. وهذا يعني ايضا اتخاذ موقف واضح، اخلاقيا وسياسيا، ضد عمليات التمييز وضد المنظمات القائمة على الاتنية والدين، ومنع كل اشكال التمييز والخطب التي تدعو الى الكراهية". بحسب فرانس برس.

ويعيش حوالى 800 الف من الروهينجيا الذين تعتبرهم الامم المتحدة احدى اكثر الاقليات تعرضا للاضطهاد في العالم، في ولاية راخين. وقد حرم المجلس العسكري الذي تسلم السلطة حتى اذار/مارس 2011، الروهينجيا من الجنسية، ويعتبرهم معظم البورميين مهاجرين غير شرعيين اتوا من بنغلادش، والروهينجيا ليسوا في عداد 135 "مجموعة اتنية" رسمية منحها القانون البورمي حول المواطنة في 1982 المواطنة الكاملة، وطلبت بيلاي من جهة اخرى الافراج عن موظف محلي في وكالة الامم المتحدة للاجئين معتقل في بورما منذ خمسة اشهر. وقالت المفوضة العليا بلهجة ساخرة ان "اعتقال موظفي الامم المتحدة الذين يقومون بواجباتهم المهنية لا ينسجم كثيرا مع برنامج الاصلاحات" في بورما.

القمة الآسيوية الاوروبية

من جانب آخر عبر عدد من القادة الاوروبيين في لاوس عن قلقهم من اعمال العنف الدينية المستمرة في غرب بورما منذ اشهر والوضع الكارثي لاقلية الروهينجيا المسلمة المحرومة من كثير من الحقوق في هذا البلد، وعلى هامش القمة، قال وزير الخارجية البورمي وانا مونغ لوين ان "اولوية الحكومة حاليا هي ايواء الضحايا المشردين واعادة تأهيلهم وتسوية المشكلة بطريق سلمية فعلا"، وادت اعمال العنف بين البوذيين والمسلمين منذ حزيران/يونيو الى نزوح اكثر من 110 آلاف شخص. واندلعت مواجهات جديدة الشهر الماضي ما ادى الى سقوط 180 قتيلا.

واقلية الروهينجيا المسلمة محرومة من المواطنة وتعتبرها الامم المتحدة واحدة من اكثر الاقليات المضطهدة في العالم، بينما ينظر اليها كثير من البورميين نظرة عدائية ولا تعترف بها السلطات كاقلية، وقال وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ على همش القمة الآسيوية الاوروبية في فينتيان "نريد ان تؤخذ المشاكل التي لم تحل لوضع الروهينجيا في الاعتبار من قبل القادة السياسيين من كل الاتجاهات"، واضاف انه "موضوع مقلق بالنسبة لنا. ساثير القضية بالتأكيد مع القادة البورميين عندما تسنح لي الفرصة"، ودعا هيغ اونغ سان سو تشي الحائزة على جائزة نوبل للسلام الى ان تعمل علنا على هذه القضية التي تثير جدلا في بورما وكشفت عن مشاعر عنصرية وكره للاجانب عميق في البلاد. بحسب فرانس برس.

من جهته، اكد وزير الخارجية البورمي ان "الحكومة تعالج هذا الملف باهتمام كبير حتى لا يتكرر هذا النوع من اعمال العنف (...) نريد السلام والاستقرار في هذه المنطقة"، واضاف "نحن لا نشجع اي تورط او اي افكار متطرفة"، وكانت المعارضة البورمية دعت بعد لقاء مع رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الاحد الى التسامح ووقف اعمال العنف بين البوذيين والمسلمين في غرب بورما لكنها رفضت اتخاذ موقف في هذه القضية على الرغم من انتقادات ناشطي حقوق الانسان، وقالت اونغ سان سو تشي في تصريحات نقلتها البي بي سي "ادعو الى التسامح لكنني لا اعتقد ان علينا استخدام قيادتنا المعنوية اذا اردت تسميتها كذلك، للدفاع عن قضية محددة بدون النظر فعلا الى جذور المشكلة"، وخيب صمت اونغ سان سو تشي النائبة حاليا امل مؤيديها في الخارج وناشطي حقوق الانسان، كما بدا ان البوذيين والمسلمين "مستاؤون" من حيادها الظاهر، وقالت بعد اللقاء مع باروزو في العاصمة نايبيداو "اعرف ان الناس يريدون ان اتخذ موقفا والجانبان مستاءان لانني لا اقف في صف اي منهما"ن واضافت انه يجب قبل كل شىء اعادة النظام والقانون لانه "اذا كان الناس يقتتلون ويحرقون بيوت بعضهم البعض كيف يمكننا التوصل الى تسوية معقولة؟"، من جهته، دعا باروزو الى وقف العنف بين المجموعتين وتعهد بتقديم مساعدة انسانية. وقال في خطاب نشر نصه في بروكسل "نشعر بقلق عميق من هذه الاحداث (...) نأمل ان يدعو كل المسؤولين الى ضبط النفس"، واضاف ان "الاتحاد الاوروبي مستعد لتقديم اربعة ملايين يورو (خمسة ملايين دولار) لمساعدة انسانية فورية شرط ضمان وصولها الى المنطقة المعنية".

من جهة اخرى، قالت منظمة اطباء بلا حدود الاثنين انها تلقت مع منظمات اخرى للعمل الانساني تهديدات في غرب بورما قد تمنعها من مواصلة تقديم المساعدة لعشرات الآلاف من النازحين، واكدت المنظمة في بيان انها "يمكن ان تبذل مزيدا من الجهود لتقديم مساعدات الى النازحين الجدد والذين يقيمون في مخيمات موقتة وكذلك المقيمين منذ فترة طويلة الذين حرموا من الخدمات الطبية منذ فترة طويلة لكن عداء بعض المجموعات يمنعها من ذلك"، واضافت "منعنا من التحرك وتلقينا تهديدات لاننا نريد تقديم مساعدة طبية الى الذين يحتاجون اليها. هذا يشكل صدمة ويترك عشرات الآلاف من الاشخاص بدون رعاية صحية هم بامس الحاجة اليها"، ولم توضح المنظمة الجهة التي اطلقت التهديدات، لكن مسؤولين عدة من الراخين شنوا حملات معادية في الاشهر الاخيرة للمنظمات غير الحكومية الدولية والامم المتحدة معتبرين انها لا تعمل سوى لمصلحة الروهينجيا. بحسب فرانس برس.

وقد رفضت المنظمات الانسانية هذه الاتهامات، كما دانت الامم المتحدة تعرض طواقم للعمل الانساني للتهديد معبرة عن املها في ضمان سلامتهم، واكدت الامم المتحدة ان مخيمات اللاجئين حول سيتوي عاصمة ولاية الراخين تجاوزت حدود قدراتها وخصوصا في مجال المواد الغذائية والايواء والعناية، وقالت اطباء بلا حدود ان هؤلاء النازحين "في وضع ضعيف جدا وحالتهم الصحية يمكن ان تتدهور بسرعة كبيرة"، واضافت ان العراقيل لعمل المنظمة لا تقتصر على النازحين. فهي تؤثر ايضا على نشاطاتها على الامد البعيد وخصوصا في مجال معالجة الملاريا التي يمكن ان تزداد الاصابات بها.

تهريب مهاجرين روهينجا

على صعيد آخر طالب قائد الجيش التايلاندي بإجراء تحقيق مع مسؤولين كبار بالجيش للاشتباه في مساعدتهم على تهريب مسلمين من الروهينجا من ميانمار إلى بلد ثالث عبر تايلاند، وقال برايوت تشان أوتشا قائد الجيش التايلاندي "المشكلة مستمرة منذ فترة. أي شخص يتضح تورطه خاصة من العسكريين سيحاكم ويطرد وتوجه له اتهامات جنائية"، وقالت وسائل إعلام تايلاندية إن تحقيقا أجرته الشرطة أظهر أن ضباطا كبارا بالجيش شاركوا في تهريب مسلمي الروهينجا من ميانمار إلى ماليزيا عبر تايلاند وإن التهريب مستمر منذ عدة سنوات، ويعيش نحو 800 ألف من الروهينجا في ميانمار لكنهم من الناحية الرسمية لا يحملون جنسية وتعتبرهم حكومة ميانمار مهاجرين بشكل غير مشروع من بنجلادش. وفر المئات من أحدث عنف طائفي شهدته البلاد مؤخرا بين الأغلبية البوذية في ولاية راخين بغرب ميانمار وبين الروهينجا. وعرضت ماليزيا على بعضهم اللجوء اليها في الماضي، وقال برايوت إن بعض ضباط الجيش ربما تورطوا في أزمة الروهينجا لأن "من الصعب عدم التعاطف مع محنتهم"، وقال سيهاساك بوانجتيكيو الوكيل الدائم لوزارة الخارجية إن أكثر من 600 من الروهينجا احتجزوا هذا الشهر فيما وصفته سلطات تايلاند بأنها عمليات لمكافحة الهجرة ويجري حاليا احتجاز أكثر من ألف، وبعض الذين احتجزوا في تلك العمليات كانوا يختبئون لأسابيع. بحسب رويترز.

ولم يتضح بعد ما إذا كانوا محتجزين ضد إرادتهم أم أنهم ينتظرون التسلل إلى ماليزيا، وتقول الحكومة التايلاندية إنها ستتعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية لتقديم المساعدة للمهاجرين الذين احتجزوا بعد العمليات التي تقوم بها قوات الأمن لكنها تقول إن الروهينجا الذين ألقي القبض عليهم لدخولهم البلاد بشكل غير مشروع سيجري ترحيلهم، وقال تشالواليت ساوانجبويت قائد عمليات مكافحة تهريب المهاجرين في شرطة تايلاند "الروهينجا الذين عثر عليهم في الأسبوع الماضي لم يكونوا محتجزين ضد إرادتهم. كانوا ينتظرون نقلهم إلى بلد ثالث. سجلاتنا لا تظهر إنقاذ أي روهينجا من عمليات تهريب"، وتنتقد جماعات حقوق الإنسان تايلاند من حين لآخر بسبب طريقة تعاملها مع الروهينجا وترحيلها لهم مما يعرض الكثير من المهاجرين بشكل غير مشروع لتجاوزات من السلطات أو حتى من روهينجا آخرين.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 26/كانون الثاني/2013 - 14/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م