شبكة النبأ: تسعى العديد من دول
العالم الى تكثيف الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية وغيرها والاعتماد
الكلي على مصادر الطاقة النظيفة، والتي أصبحت اليوم من أهم مصادر
الطاقة باعتبارها بديل رخيص وصديق للبيئة التي تضررت بشكل سلبي من
مصادر الطاقة التقليدية المعتمدة في الكثير من البلدان وخصوصا دول
الخليج النفطية ، وفي هذا الشأن قال مسؤول إن قطر تسعى لتعزيز
استخدامها للطاقة الشمسية في توليد الكهرباء إلى 16 بالمئة بحلول 2018
وذلك في نموذج نادر على تبني دولة عضو بمنظمة أوبك لمصادر الطاقة
المتجددة. ولدى قطر أكبر بلد مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم أعلى
نصيب للفرد من انبعاثات الغاز المسبب للاحتباس الحراري في العالم. ومثل
سائر دول أوبك تخشى قطر من أن يؤدي التحول العالمي لاستخدام الطاقة
المتجددة لتراجع الطلب على النفط والغاز.
وقال فهد بن محمد العطية رئيس الجمعية المنظمة لمحادثات بين أكثر من
200 دولة بشأن التغير المناخي "نعمل على مشروع لانتاج 1800 ميجاوات من
الكهرباء بالطاقة الشمسية." وأضاف "سيكون ذلك 16 بالمئة من اجمالي
طاقتنا الكهربائية" موضحا أن من المقرر تشغيل المشروع بحلول 2018. وقال
إن استخدام الطاقة الشمسية في قطر الآن طفيف بالرغم من وجود الشمس على
مدار العام. ووصف خطة تعزيز استخدام المصادر المتجددة للطاقة والتي
ستدعم جزئيا تحلية مياه البحر بأنها "منطقية بالنسبة لنا." وأضاف أنه
سيجري السماح أيضا للمواطنين بوضع أنظمة توليد الكهرباء بالطاقة
الشمسية على منازلهم والمساهمة في تغذية الشبكة. وقال "كل هذه
الاجراءات يتم تطبيقها الان لأن أسعار الطاقة الشمسية تصبح معقولة
وتنافسية. الأمر مجد بالنظر إلى عدد ساعات توفر الشمس لدينا." بحسب
رويترز.
وخيبت قطر حتى الآن آمال نشطاء حماية البيئة بعدم وضع أهداف واضحة
لخفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في محادثات الأمم
المتحدة. وتقول قطر إن صادراتها من الغاز المسال تساعد دولا أخرى على
تقليل استخدام الفحم الأكثر تلويثا. وقالت الحكومة في تقرير إلى الأمم
المتحدة العام الماضي إنها تسعى طوعا إلى مبادرة وطنية لتقليل انبعاث
الغازات المسببة للاحتباس الحراري ما دام ذلك يخدم أهداف التنمية
المستدامة.
من جانب اخر تعتزم بنجلادش وضع لمبات تعمل بالطاقة الشمسية في اعمدة
الانارة في احد الشوارع ووضع اشارات مرور ضوئية تعمل بهذه الطاقة
النظيفة في تقاطعات بالعاصمة داكا في مسعى لتشجيع استخدام التكنولوجيا
الصديقة للبيئة. ولاتزال هذه الاجراءات غير معتادة في بنجلادش حيث تتاح
الكهرباء لحوالي 45 بالمئة فقط من سكان البلاد الذين يزيد عددهم عن 150
مليون نسمة. ويعتمد غالبية السكان على الكيروسين والاخشاب في تلبية
حاجاتهم اليومية من الطاقة.
وتتسبب انقطاعات متكررة للكهرباء في احتجاجات عنيفة في البلد الفقير
الواقع في جنوب اسيا.
وقال جعفر أحمد المسؤول بشركة داكا ساوث سيتي كوربوريشن "هذا مشروع
تجريبي في اطار مبادرتنا للطاقة النظيفة..اذا نجح سنأخذ مبادرات لوضع
لمبات تعمل بالطاقة الشمسية في شوارع اخرى بالمدينة." وجرى تثبيت
اللمبات التي تعمل بالطاقة الشمسية في 61 عمودا للانارة في الشارع الذي
جرى اختياره في داكا. وتستخدم عاصمة بنجلادش حوالي 79 ألف لمبة في
اعمدة الانارة بالشوارع.
وتسير خطط على قدم وساق لاستخدام اشارات ضوئية تعمل بالطاقة الشمسية
في 100 تقاطع مروري ضمن مشروع منفصل يموله البنك الدولي. وتنفذ المشروع
شركة محلية للطاقة المتجددة وشركة هندية بتمويل قدره 3.2 مليون دولار
من البنك الدولي. وتهدف بنجلادش لتلبية 10 بالمئة من اجمالي حاجاتها من
الطاقة من مصادر متجددة بحلول 2020. وأحد الرواد في هذا المسعى هو
البنك المركزي الذي تحول في 2010 الي الاضاءة بالطاقة الشمسية.
الطاقة في المغرب
على صعيد متصل اعلنت الوكالة المغربية للطاقة الشمسية "مازن" فوز
شركة أكوا السعودية باستدراج عروض لتنفيذ المرحلة الاولى من مشروع
المغرب الطموح لانتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بقيمة اجمالية تقدر
بتسعة مليارات دولار. وقال مصطفى باكوري مدير "مازن" في مؤتمر صحافي في
مقر الوكالة في الرباط ان "كونسورسيوم تقوده الشركة الدولية لمشاريع
الطاقة والمياه (أكوا) السعودية فاز بعقد قيمته حوالى مليار دولار
لبناء محطة للطاقة الشمسية المركزة بقدرة 160 ميغاوات جنوب شرق المغرب".
وقال باكوري انه "تم اختيار الكونسورسيوم المذكور على اساس مدى
احترام دفاتر التحملات والشروط التقنية والمالية والاقتصادية للمشروع
حيث ان المجموعة الفائزة بالعقد كانت الأقرب الى احترام تلك الشروط".
واضاف ان "الكونسورسيوم الفائز قدم طبعا احسن ثمن لانتاج الكيلواط
الواحد من الكهرباء ب1,60 درهم مغربي (0,144 يورو) بفارق 27% عن عرض
شركتين اثنيتين حلتا في المرتبة الثانية". ومن المفترض بحسب باكوري ان
يتم انتاج الكيلوواط الواحد من الكهرباء بالثمن المذكور ابتداء من
اليوم الأول لبدء الانتاج نهاية سنة 2014. بحسب فرنس برس.
من جانبه قال علي الفاسي الفهري مدير مجلس مراقبة مازن ومدير المكتب
الوطني للماء والكهرباء "لقد تفاجأنا بالثمن الذي اقترحه الكونسورسيوم
الفائز وكذلك بجودة العرض المقدم". وتحالفت شركة "أكوا" السعودية في
الكونسورسيوم الفائر مع شركتي اريس آي.اس وتي.اس.كيه إي.إي الاسبانيتين
لتصميم وتمويل وإنشاء وتشغيل وصيانة المحطة، على بعد 10 كلم شمال شرق
مدينة مدينة ورزازات.
رحلة دون محروقات
في السياق ذاته حطت الطائرة الاختبارية "سولار امبالس" العاملة
بالطاقة الشمسية في سويسرا دون وقوع اي حادث، مختتمة مهمة عابرة
للقارات قطعت خلالها مسافة ستة الاف كيلومتر دون ان تستخدم قطرة واحدة
من الوقود. وحطت الطائرة في مطار باييرن غرب سويسرا، فيما تجمع على
المدرج حشد من المهتمين، بحسب ما اوردت وكالة الانباء السويسرية. وقال
اندريه بروشبيرغ احد مؤسسي المشروع في بيان ان هذه الرحلة "كانت مغامرة
استثنائية، ليس فقط بفضل ما حققته هذه الطائرة، ولكن بفصل فريقها
المتماسك". وقاد طائرة سولار امبالس برتران بيكار، من مطار تولوز متجهة
الى سويسرا، في ختام رحلة طويلة بين قارتي اوروبا وافريقيا.
وحلقت الطائرة فوق جبال ماسيف سنترال واتجهت الى ليون وروان وماكون
قبل ان تقترب من الحدود الفرنسية-السويسرية عند منطقة بونتارلييه. وبعد
الحدود والتحليق فوق منطقة جورا باشرت الطائرة هبوطها النهائي الى مطار
باييرن. وبذلك يكون برتران بيكار واندريه بورشبرغ الطياران ومؤسسا
المشروع قد كسبا رهانهما من خلال قطعهما حوالى ستة الاف كيلومتر في
ثماني مراحل تبلغ مسافة كل واحدة منها 800 كيلومتر بمعدل وسطي بعدما
حطا بالطائرة في اربع دول على قارتين مختلفتين. والطائرة مجهزة باربعة
محركات كهربائية قوة كل واحد منها عشرة احصنة تغذيها 12 الف خلية ضوئية
كهربائية تغطي جناحها الضخم. وتخزن الطاقة في بطاريات ما يسمح للطائرة
بالطيران ليلا. وهي لا تستخدم الوقود بتاتا. بحسب فرنس برس.
وقال منظمو هذا المشروع في بيان "كان الهدف ان نظهر انه بالامكان ان
نطير ليلا ونهارا بالاعتماد فقط على الطاقة الشمسية، لكن هذه الطائرة
ذهبت ابعد من ذلك، واظهرت كفاءتها التقنية وقدرتها على توفير المحروقات".
ويبلغ باع جناحي سولار امبالس، باع طائرة ايرباص "ايه 340" (634 مترا)
الا ان وزنها وزن سيارة عائلية متوسطة الحجم (1600 كيلوغرام). وبذلك
يكون الجزء الاول من مشروع سولار امبالس قد تحقق، ويبقى الجزء الثاني
الذي ينطوي على جولة حول العالم ابتداء من العام 2014 او 2015.
أبحاث واختراعات
الى جانب ذلك تمكن باحثون يابانيون من تطوير أقمشة قادرة على توليد
الطاقة الشمسية يمكن أن تستخدم من أجل شحن أجهزة كهربائية. وتتكون "الأقمشة"
المطورة حديثا من خلايا طاقة شمسية رقيقة جدا حيكت بشكل خاص، مما سيمكن
من يرتديها من شحن هاتفه الخلوي وأي جهاز إلكتروني آخر باستخدام بنطاله
أو سترته. ولكن الباحثين القائمين على تطوير القماش الخاص يقولون ان
أمامهم الكثير من العمل قبل أن يتمكنوا من طرح المنتج الجديد في
الأسواق.
وقال مسؤول في "مركز الصناعات التكنولوجية" : "هناك الكثير من
الإشكاليات التي يجب أن نتعامل معها قبل أن يتحول الاختراع الى منتج
تجاري، منها تغليف الأسلاك الموصلة للطاقة وإطالة عمر المادة
المستخدمة" وأضاف أن شركات صناعة الالكترونيات قد اتصلت بهم. وقال
المسؤول إن إحدى الشركات التي تصنع خلايا الطاقة الشمسية في "كيوتو" هي
التي طورت المنتج. ويجذب توليد الطاقة الشمسية اهتماما متزايدا في
اليابان، خاصة بعد أن تعرضت البلاد الى كارثة نووية تسببت بها أمواج
التسونامي قبل عامين.
من جهة اخرى توصل أحد الباحثين إلى ابتكار جهاز لتحلية مياه البحر
يعمل على الطاقة الشمسية من الممكن أن يكون حلا مثاليا لدول العالم
الثالث التي تعاني من نقص في معدلات المياه الصالحة للشرب. وجاء في
التقرير الذي نشر على مجلة تايم الأمريكية أن الجهاز الجديد يعتبر خطوة
كبيرة إلى الأمام فيما يتعلق بالتصدي إلى نقص كميات المياه الصالحة
للشرب وخصوصا في الدول التي تطل على بحار ومحيطات أو أي نوع آخر من
مصادر المياه المالحة. بحسب CNN.
وبين التقرير أن الجهاز الجديد لا يكلف تشغيله شيئا ويعمل بالكامل
على الطاقة الشمسية دون اللجوء إلى الطاقة الكهربائية كالعديد من
الأجهزة الأخرى لتحلية المياه، بالإضافة إلى أن استعماله سهل جدا
ويقتصر على إضافة المياه المالحة في الخزان والمخصص وانتظار المياه
العذبة. وأشار التقرير إلى أن الجهاز الجديد لا يكلف سوى 50 دولارا
الأمر الذي يعتبر منافسا جدا مقارنة مع الأجهزة الأخرى في الوقت ذاته
الذي يتفوق بنسبة 76 في المائة على الأجهزة الأخرى في مدى الفعالية. |