الرأسمالية... كتاب ينتقد الرأسمالية ولا يرى لها بديلا

 

 

 

 

الكتاب: مقدمة قصيرة عن الرأسمالية

الكاتب: جيمس فيلتشر

الناشر: دار الشروق في القاهرة

عدد الصفحات: 195 صفحة متوسطة القطع

عرض: رويترز

 

 

 

 

شبكة النبأ: لا يرى كاتب بريطاني بديلا للنظام الرأسمالي ولكنه يعترف بأن جوهر الرأسمالية هو تحقيق الأرباح وجلب مزيد من الأموال أيا كان نوع النشاط ولو كان في مجال الترفيه الذي حرم منه العمال قديما لكي ينفقوا جزءا من أجورهم على الترفيه وهو صناعة من ابتداع رأس المال.

ويقول جيمس فيلتشر أستاذ علم الاجتماع في جامعة ليستر إن الرأسمالية التي تتطلب عملا مستمرا لخفض تكلفة الإنتاج اعتمدت منذ القرن الثامن عشر على استغلال العمالة حتى إن بعض أصحاب العمل كانوا يسحبون الساعات من العمال لكي لا يعرفوا الوقت أثناء العمل كما كان بعضهم يقدم الساعة في الصباح ويؤخرها في المساء ليحصل على وقت عمل أطول.

ويضيف في كتابه (مقدمة قصيرة عن الرأسمالية) أن رأس المال الصناعي "خلق أيضا الترفيه بالمعنى المعاصر للكلمة" إذ فصل الرأسماليون العمل عن الترفيه "ببراعة" بتحديد أيام للعمل وأخرى للراحة تغلق فيها المصانع وأصبح العمال ينفقون من أجورهم على الاشتراك في أنشطة ترفيهية منها نزهات اليوم الواحد التي تنظمها مشاريع رأسمالية.

ويسجل أن الترفيه أصبح مصدر طلب استهلاكي وحقق أرباحا وأصبح له محتكرون بعد أن اعتاد العمال على إنفاق أموالهم المستحقة عن ساعات العمل "على شراء ساعات الترفيه وأدت المتاجرة بالترفيه إلى ظهور صناعات الترفيه الجديدة التي تغذي بدورها الإنتاج الرأسمالي في حلقة مكتملة."

وترجم الكتاب إلى العربية المترجم المصري رفعت السيد علي ويقع الكتاب في 195 صفحة متوسطة القطع وأصدرته دار الشروق في القاهرة. بحسب رويترز.

ويقول فيلتشر إن بريطانيا كانت "أول مجتمع يصبح فيه نمط الإنتاج بوجه عام إنتاجا رأسماليا" وإن أوروبا كانت موطنا ملائما لهذا النمط الإنتاجي بفضل بناء المدن من إيطاليا جنوبا إلى هولندا وألمانيا شمالا حيث تمتعت تلك المدن باستقلال متزايد وانتعشت فيها التجارة وأسهمت في التطور الرأسمالي بفضل تمتعها بظروف مواتية لإقامة مشاريع المستثمرين الذين نزحوا من دول متدهورة اقتصاديا.

ويفرق بين عمالة العبيد والعمالة مقابل أجر موضحا أن النوع الثاني يبدو حرا وغير حر.. ففي حين يجبر العبيد على العمل بقسوة يمكن للعمالة بأجر أن تختار مع من تعمل والبحث بحرية عن عمل ملائم.

ولكنه يرى أن حرية العمالة مدفوعة الأجر "حرية افتراضية ووهمية" موضحا أنه يصعب في المجتمع الرأسمالي "إن لم يكن من المستحيل" أن يحيا العامل بلا أجر يحصل عليه مقابل العمل كما يتعرض العمال بأجر للتحكم الشديد من قبل صاحب العمل الذي يفرض نمط إنتاج رأسماليا حتى أصبح العمال "عبيد الأجر" على حد وصف كارل ماركس.

ويقول إن العمالة مدفوعة الأجر التي يحتكرها الإنتاج الرأسمالي تعد في الوقت نفسه وقودا لطاقة الاستهلاك التي تنتجها المشاريع الرأسمالية. ويرى أن الرأسمالية غيرت العالم وأنها تغيرت أيضا ومرت بعدة مراحل وتحولات وأزمات وأن "فترات اطراد النمو الاقتصادي هي الاستثناء لا القاعدة ويحتمل أن ربع قرن من النمو المستمر بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قد أدى إلى تشكيل توقعات جيل بأكمله عن الرأسمالية بشكل غير صحيح" مشددا على أن الأزمات أحد الأوجه الطبيعية للرأسمالية.

ولكن المؤلف يبدو ابنا شرعيا لهذا الاقتصاد إذ يقرر ما يسميه القدرة المدهشة للاقتصاد الرأسمالي على النمو بعد الأزمات بل يرى أن "البحث عن بديل للرأسمالية بحث عبثي في عالم سيطرت فيه الرأسمالية سيطرة نهائية" مضيفا أن البديل الاشتراكي فقد مصداقيته وأن الحركات المضادة للرأسمالية غير واضحة الاتجاه وأنها تفتقد الكفاءة والقدرة على بناء اقتصادي جديد.

ويقترح على من يصفهم بالساعين لإصلاح العالم أن يجدوا بديلا من داخل الرأسمالية وألا يكتفوا "بالوقوف خارج الأطر الرأسمالية أو قيادة المظاهرات المضادة."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 19/كانون الثاني/2013 - 7/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م