مش كل الطير يا إخوان!

علي محمود الكاتب

يبدو أن نجاح حركة الإخوان المسلمين في الوصول لسدة الحكم بمصر بسبب ما سمي بالربيع العربي، قد فتح شهيتها تجاه المزيد من تحقيق الانتصارات فمدت فكرها الذي لم يكن يوماً قصيراً، ولكنه كان مدفوناً تحت سراديب العمل السري، وأصدرت التعليمات لعناصرها ببداية اللعب علناً على الساحة الخليجية وراحت تلوح لحكام تلك البلدان بأنها قادمة لا محالة !

ربما توهمت حركة الإخوان وتحديداً بمصر ان الأمر بتلك البساطة وتجاهلت طبيعة تلك البلدان وكيف تحكم ومن يحكمها ونسيت حتى وهي بهذا الاندفاع نحو شهوة السلطة، ان دس أنفها بالشؤون الداخلية لأي بلد امراً لا تقبله شعوب تلك البلدان وسيؤثر سلبا على العلاقات الثنائية وستخسر مصر رضا حكام الخليج، وفقط بقاءها بعيدة هي وفكرها، لهو السبيل الوحيد الذي سيمهد الطريق نحو تدفق الاستثمارات الخليجية وفي مقدمتها تلك المشاريع المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة !

للأسف لم تفهم حركة الإخوان المسلمين، المعادلة الخليجية، ولم تتعلم أو تأخذ العبرة من فشلها في مملكة البحرين وراحت بشكل أو بآخر تلعب بالنار، متوهمة ان كل طير سهل المنال !

نعم يجهل الإخوان المسلمين الحقائق على الأرض، بل ولا يجيدون فهم الواقع الخليجي فالمواطن الذي يعيش بتلك البلدان، لا يعيش تحت خط الفقر ولا يعاني من التفرقة أو الاضطهاد ولا ينام تحت الكباري أو فوق قطارات الموت وليست لديه مشكلة عميقة الجذور اسمها أطفال الشوارع !

وبالتالي فتصدير الربيع الاخواني او الأيدلوجية الاخوانية لهذه البلدان أسلوب ونهج فاشل لا محالة ولن يجد صدى بين مواطنيه بل وعلى العكس فتلك المجتمعات وان كانت متدينة بالفطرة لن ينفع معها أسلوب تكفير الحاكم أو ولي الأمر، وجميع الخطب الاخوانية الرنانة ونوايا حركة الإخوان المسلمين ستنكشف عاجلا أو أجلا وستبدو زيف نواياهم أوضح من قرص الشمس في وضح النهار، خاصة مع تقدم الفطنة الأمنية لدول الخليج وبالذات في السعودية والإمارات والتي استطاعت ضرب الإخطبوط الاخواني في الوقت المناسب وقبل نسج خيوطه الوهمية !

أن النرجسية الفكرية وحلم الإخوان في قيام دولة الخلافة الإسلامية العظمى قد تعدى نقطة الانطلاق من قطاع غزة أو مصر أو سوريا وبات واضح للجميع،ان الإخوان قد دخلوا عش الدبابير حيث لن ينفع الندم !

 فالمنابر الصاخبة للإخوان المسلمين ونهج تكفير الأخر في كل الساحات العربية وهجومها الحالي على القضاء الإماراتي بادعائها ان إلقاء القبض على بعض عناصرها بالخليج غير قانوني، لن يجمل صورتها أو يخفي حقيقة الحلم والطمع الواضح في الرافد المالي الأساسي لدولة الخلافة المزعومة !

يجب ان تعرف قيادة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بأنها ستخسر قريباً كل قواعدها كلما اقتربت أكثر من الساحة الخليجية تحديداً، لان الأخيرة وفي سبيل استمرار مسيرة التنمية وتحقيق استثمار آمن لن تتردد في سحق أي عقبات قد تقابلها في الطريق وبأي ثمن !! !!

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 19/كانون الثاني/2013 - 7/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م