الشرق الأوسط... شتاء عاصف غير مسبوق

 

شبكة النبأ: اختلف فصل الشتاء هذا العام في بعض بلدان منطقة الشرق الأوسط حيث تعرض المنطقة لأسوأ عواصف ثلجية لم تشهدها من قبل وهو ما تسبب بحدوث خسائر مادية وبشرية كبيرة إضافة إلى إغلاق الطرق والمدارس وإيقاف العمل في كثير من المؤسسات الحكومية وغيرها، وبحسب بعض الخبراء فأن هذه العواصف وغيرها هي نتاج طبيعي للمتغيرات المناخية التي يشهدها العالم مؤكدين في الوقت ذاته من ازدياد هذه الظاهرة في الأعوام المقبلة والتي ربما ستتسع الى بلدان أخرى، وقد خلفت واحدة من أسوأ العواصف التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط منذ سنوات عددا من القتلى وأدت إلى تغطية أجزاء كبيرة من لبنان وسوريا والأردن وفلسطين بالثلوج. وقد أغلقت الكثير من المدارس أبوابها في بعض المناطق، وانقطع التيار الكهربائي عن آلاف المنازل.

وتم الإبلاغ عن حالتي وفاة بسبب الطقس السيئ في لبنان بينهم طفل لقي مصرعه بعد ان جرفته مياه السيول، وأعلن جوزف قزي، رئيس ‏بلدية منطقة جدرا التابعة ‏لمدينة قضاء الشوف التي ‏تقع بين بيروت وصيدا في ‏تصريحات إذاعية أن ‏‏"المياه التي غمرت بعض ‏المناطق بالبلدية جراء ‏الأمطار الشديدة أسفرت عن ‏مصرع طفل".‏ وقالت مصادر طبية إن ‏‏"شخصا لقي مصرعه في ‏منطقة المنصورية شرق ‏العاصمة بيروت اثر انزلاق ‏سيارته بسبب سوء الأحوال ‏الجوية".‏ من جانبها أعلنت وزارة ‏التربية والتعليم في بيان لها ‏إغلاق المدارس لسوء ‏الأحوال الجوية.‏

وغرق ما يزيد عن 300 ‏منزل بالمياه الموحلة في ‏منطقة حي السلم الفقيرة في ‏العاصمة بيروت جراء ‏فيضان نهر "الغدير"، ما ‏أدّى لتشرد عدد كبير من ‏العائلات التي انصرفت ‏لمحاولة لملمة ما يمكن ‏لملمته من أغراضها.‏ وكان وزير الداخلية مروان ‏شربل نصح في تصريحات ‏إذاعية "المواطنين بعدم ‏الخروج من المنازل إلا في ‏الضرورة القصوى"، كما ‏توقعت مصلحة الأرصاد ‏الجوية في مطار رفيق ‏الحريري الدولي في تــقرير ‏لها أن "تشـــتد هذه العـاصفة لتتحول إلى ‏ثلجية بامتـياز.

كما قالت الشرطة الأردنية أن عاصفة جليدية أغلقت معظم الطرق في العاصمة عمان والمناطق المحيطة بها، حيث أمر الملك عبدالله الثاني ملك الأردن السلطات المحلية بإبقاء الطرق مفتوحة أمام الحالات الحرجة وإعلان التأهب لدى فرق الإنقاذ. وانقطع التيار الكهربائي في الأردن ولبنان ، حيث أعقبت الموجة الجليدية أمطار غزيرة ورياح عاتية في عموم منطقة الشرق الأوسط، فيما وصفه مسؤولوا الأرصاد الجوية بأسوأ عاصفة أصابت المنطقة منذ عشر سنوات.

فيما تسببت موجة الرياح ‏والأمطار التي شهدتها مصر ‏بإغلاق عدد من ‏الموانئ البحرية بالإضافة ‏إلى حوادث تصادم أودت ‏بحياة 8 أشخاص.‏ وأعلن مصدر ملاحي بسيناء ‏في تصريحات صحفية أن ‏‏"الرياح العاتية والأمطار ‏التي ضربت مختلف أنحاء ‏شبه جزيرة سيناء أدت إلى ‏شلل حركة المواصلات ‏وإغلاق ميناء العريش ‏البحري على ساحل البحر ‏المتوسط إثر ارتفاع الأمواج، ‏كما توقفت حركة الصيد ‏بالبحرين الأحمر ‏والمتوسط".‏ وأدت الأمطار إلى جريان ‏المياه وسيول محدودة في ‏مجرى وادي فيران بجنوب ‏سيناء.‏

وتعرضت مناطق شرق ‏العريش (شمال سيناء) ‏والقرى المتاخمة للحدود مع ‏إسرائيل إلى انقطاع التيار ‏الكهربائي إثر هبوب الرياح.‏ وشهدت محافظة دمياط ‏‏(شمال الدلتا) في الوقت ذاته ‏موجة أمطار رعدية على ‏معظم أنحائها، أدت لإغلاق ‏ميناء دمياط أمام حركة ‏السفن، بالإضافة لتوقف ‏حركة الصيد في عدة مدن ‏بالمحافظة.‏ وعلى الصعيد ذاته لقى 8 ‏أشخاص مصرعهم وأصيب ‏‏9آخرون إثر تصادم ‏سياراتهم بمحافظتي كفر ‏الشيخ والإسكندرية بسبب ‏سوء الأحوال الجوية ‏وغزارة الأمطار.‏ كما أعلنت السلطات الرسمية ‏إغلاق ميناءي الإسكندرية ‏والدخيلة لسوء الأحوال ‏الجوية.‏

وفي مدينة اسطنبول كبرى ‏المدن التركية، أدى سقوط ‏موجة ثلوج كثيفة على ‏مناطق عديدة الى اصابة ‏بعض مظاهر الحياة بالشلل ‏التام.‏ وأشارت دائرة الارصاد ‏الجوية التركية في بيان لها ‏الى ان درجات الحرارة ‏شهدت انخفاضا حيث بدأت ‏الثلوج بالتساقط على ‏اسطنبول ‏دون توقف ما تسبب بأزمات ‏سير خانقة وشلل بعض ‏الطرق الفرعية.‏ فيما حذرت بلدية اسطنبول ‏الكبرى في بيان لها ‏المواطنين من استخدام ‏سياراتهم الا في حالات ‏الضرورة القصوى لتجنب ‏الاحتجاز في الطرق ‏المعرضة للاغلاق بالجليد.‏ يذكر أن العاصفة الجوية ‏التي تضرب المنطقة العربية ‏هذه الأيام ناجمة عن سلسلة ‏منخفضات، ناتجة بدورها ‏عن مرتفع جوي فوق أواسط ‏القارة الأوروبية، ينتج عنها ‏تسرب للرياح القطبية شديدة ‏البرودة.‏

 الأوضاع في فلسطين

في السياق ذاته ارتدت القدس حلة بيضاء بعد تساقط كثيف للثلوج وتسبب بشبه شلل في المدينة المقدسة. ومع انخفاض درجات الحرارة، تحولت موجة الرياح الباردة والمطر الغزير التي تضرب منطقة الشرق الاوسط الى موجة ثلجية غطت الأرض المقدسة باللون الابيض وادت الى اغلاق المدارس والمكاتب وادت الى توقف حركة المواصلات بشكل شبه تام.

واستيقظ سكان القدس على ثلوج بسماكة 10 سم على الاقل في المدينة التي ترتفع نحو 800 متر عن سطح البحر، ما اضفى على تلال المدينة المغطاة بأشجار الصنوبر مشهدا جعلها تبدو وكانها منتجع للتزلج. ومع تواصل تساقط الثلوج، اعلن مسؤولو المدينة وقف حركة جميع الحافلات، الا انهم قالوا ان حركة القطارات الخفيفة ستبقى عاملة ومجانية وذلك في محاولة لتشجيع الناس على عدم استخدام سياراتهم الخاصة. بحسب فرانس برس.

واغلقت المدارس ابوابها في جميع انحاء المدينة، ما دفع الاف الصغار الفرحين وعددا من البالغين كذلك الى الخروج الى الشوارع للتراشق بكرات الثلج او صنع رجال الثلج. وشوهد عدد قليل من المارة في الشوارع، وعمد المضطرون الى الخروج لاسباب ليس منها التسلية، الى السير بحذر على الأرصفة الزلقة لتجنب السقوط. وشوهدت الجرافات تزيل الثلج عن الطرق الرئيسية التي جرى رشها للتخلص من الثلج، بينما لم يشاهد سوى عدد قليل من السيارات في الشوارع بعد ان ناشد مجلس بلدية المدينة السكان بعدم استخدام سياراتهم الخاصة. وخلت ازقة البلدة القديمة من المارة، ولم تفتح سوى عدد قليل من المتاجر أبوابها.

من جهة أخرى حولت أمطار الشتاء الغزيرة بعض أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة إلى مستنقع من القذارة والمياه التي يحول الجدار العازل الإسرائيلي دون تصريفها. وفي بلدة قلقيلية التي يسكنها 42 الف نسمة في شمال الضفة الغربية ويحيط بها الجدار الخرساني بالكامل تقريبا التفت عائلة خالد قنديل حول موقد نار في ركن بينما تتسرب باطراد مياه ملوثة بالقاذورات الى بستان الكمثري الخاص به.

وقال قنديل "قبل بناء الجدار مياه الامطار كانت تذهب بسهولة باتجاه البحر (المتوسط). بإمكانهم ان يجعلوا الوضع أسهل من خلال جعل الشبك الموجود على مجرى المياه الذي وضعوه خلال الجدار ان يفتح آليا عند وصول المياه اليه لكنهم لا يريدون." وبدأت إسرائيل في بناء الجدار المكون من أسوار معدنية وأسلاك شائكة وكتل خرسانية في عام 2002 ردا على موجة من التفجيرات الفلسطينية.

وتوجد قنوات تصريف أسفل الأسوار لكن أبوابها المعدنية الآلية تكون مغلقة في أغلب الأحيان وهي الآن مسدودة بالنفايات والأحجار التي تمنع تصريف مياه الأمطار. ويمنع الجيش الإسرائيلي متذرعا باعتبارات أمنية الفلسطينيين بشكل عام من إزالة الانسداد أو حفر قنوات خاصة بهم قرب الجدار. ومعظم أجزاء الجدار مبنية في أراض محتلة وليس على الخط الأخضر الذي كان حدود إسرائيل الفعلية قبل حرب 1967 . وتعتبر محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة الجدار داخل الضفة الغربية غير قانوني.

وتقول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن الجدار يؤثر بشكل مباشر في الزراعة والرعي والبيئة لحوالي 170 تجمعا سكانيا. وطوق الجدار سكانا في البلدات الشمالية بالضفة الغربية ليحرمهم من قطاعات كبيرة من الأراضي الريفية مما تسبب في ظهور مكبات قمامة سيئة التنظيم على مسافة أقرب من المزارع والمنازل.

وفشل تدفق مياه الأمطار في التغطية على رائحة مخلفات الصرف الصحي التي افرغتها عربة صهريج على طريق زراعي خارج قلقيلية واختلطت المخلفات الكريهة الرائحة بمياه الامطار المحملة بالطمي وهي تنسكب مارة بتجمعات أشجار الزيتون على التلال. وقالت أونروا في تقرير "يجري التخلص من الصرف الصحي بالقرب من أراض زراعية أو عليها مما يؤدي إلى تلويث التربة والمياه الجوفية."

وفي إطار اتفاقات السلام المؤقتة بين مفاوضين إسرائيليين وفلسطينيين قبل نحو عقدين تم وضع قيود تنظيمية تحد كثيرا من قدرة السكان على إقامة بنية تحتية في مجال المياه أو إصلاح الآبار المعطوبة أو الملوثة. لكن في الخليل التي كثيرا ما تشهد البلدة القديمة فيها اشتباكات مع مستوطنين يهود سمح تنسيق نادر مع الجيش الإسرائيلي للمسؤولين الفلسطينيين برفع الألواح الخرسانية التي تفصل بين الجانبين لتصريف المياه.

وقال وليد أبو الحلاوة من لجنة اعمار الخليل "تم ازاحة بعض المكعبات الاسمنتية التي كانت تغلق مجرى المياه نهاية السوق بعد ان وصل ارتفاع الماء في السوق لاكثر من متر. "تم فتح ثقوب في البوابة الحديدية التي اقامها الاحتلال في نهاية السوق." وبعد عشر سنوات على بدء العمل في بناء الجدار ومع عدم شن أي تفجير انتحاري ضد إسرائيل منذ حوالي اربع سنوات هدأت وتيرة بناء الجدار وسط معارضة جماعات محلية ومنظمات دولية. وحثت المحكمة العليا بإسرائيل وسلطة الطبيعة والحدائق الاسرائيلية الجيش على عدم بناء الجدار قرب قرية بتير خوفا من أن يضر ذلك بممرات ري تعود لآلاف السنين. بحسب رويترز.

وقال سكان في قرية الولجة القريبة إن استخدام الديناميت والأساسات الحجرية في تدعيم جزء من الجدار الخرساني اثر سلبا على نوعية التربة وأعاق التدفق الطبيعي للمياه من التل باتجاه القدس. ويعارض محليون بل وبعض المستوطنين الاسرائيليين المجاورين خطط استكمال الجدار ومحاصرة القرية من جميع الجهات مع السماح ببوابة واحدة للدخول والخروج. ويرى المستوطنون المعارضون أن الجدار غير ضروري في ظل الهدوء الحالي.

آلاف اللاجئين

من جانب اخر ناشد آلاف اللاجئين السوريين بمخيم الزعتري شمال الاردن دول العالم مد يد العون لهم بعدما فاقمت الاحوال الجوية السيئة معاناتهم وتركتهم يصارعون مياه الامطار والرياح العاتية والبرد القارس حيث انخفضت درجات الحرارة الى الصفر المئوية. وداهمت مياه الامطار الغزيرة التي تهطل على الاردن منذ ايام مئات الخيم في مخيم الزعتري الذي يقع في محافظة المفرق شمالي المملكة على مقربة من الحدود السورية والذي يأوي حوالى 65 الف لاجئ سوري.

كما ادت الرياح العاتية التي تجاوت سرعتها 100 كلم في الساعة الى اقتلاع وتمزيق العديد من الخيام، ماحدا بساكنيه من الرجال والنساء الى حفر خنادق صغيرة حول خيامهم لحمايتها من الامطار والاوحال التي باتت تغطي كافة ارجاء المخيم. ويقول يوسف الحريري (38 عاما)، الذي فر الى المخيم من محافظة درعا (جنوب سوريا) ، بغضب "نريد خياما جديدة، نريد مدافىء، نريد وقودا، نريد افرشة واغطية تقينا وأطفالنا البرد القارس". واضاف "لا احد يشعر بنا، او يمد لنا يد العون، نشعر وكأن لا احد يكترث لحالنا، نحن نادمون على مجيئنا الى هنا، لو بقينا في منازلنا تحت القصف كان افضل لنا من هذا الحال المزري".

ولم تبق مياه الامطار في خيمة الحريري شيئا والا وطالته من الارضية والافرشة والاغطية وحتى الملابس التي كان يرتديها اطفاله الاربعة وزوجته تبللت وطالتها الاوحال. وتساءل "من يقبل بهذا الذل؟ من يرضى بهذا الحال؟ حتى الحيوانات تعيش افضل حالا منا". واوضح الحريري الذي لجأت شقيقته واطفالها الخمسة الى خيمته بعد ان داهمت مياه الامطار خيمتها "الآن اصبحت ابحث لي ولشقيقتي وعائلتينا عن خيمة جديدة ابنائنا مرضوا من شدة البرد القارس ونحن لانعرف ماذا نفعل". وقال "راجعت مسؤولين في المخيم بحثا عن حل، فقالوا لي:اصبر! كيف لي ان اصبر وهل يفهم الاطفال هذا الكلام".

اما عبد المجيد محمد (35 عاما)، وهو من درعا ايضا، فامضى شهرا واحدا فقط في المخيم هو وابنائه الاربعة، وهو اليوم ضاق ذرعا ولم يعد يتحمل وتقدم بطلب الى السلطات الاردنية لاعادته الى بلده. ويقول وهو يرتجف وقد غطى رأسه ببطانية "الحياة هنا مأساوية، لو نظرت الى المخيم ليلا سترى الخيام وكأنها نصبت وسط البحر، وضعنا تعيس جدا". ويضيف وقد بدا عليه اليأس "اريد العودة الى بلدي سوريا على الأقل هناك الموت ان أتى فهو سريع دون ان تشعر بكل هذه المعاناة، اما هنا فالموت بطيء، والنتيجة واحدة لذلك الافضل لي ان اموت في بيتي وببلدي".

ويوضح عبد المجيد انه يشعر بالذنب "لاني اخترت القدوم الى هنا، اخاف ان يموت احد ابنائي امام عيني دون ان استطيع مساعدته لذلك اريد العودة ولااريد ان اشعر بهذا الذنب طوال حياتي لانني انا من جئت بهم الى هذا المكان". ويضم المخيم نحو 4500 خيمة من المفترض ان تأوي كل منها 5 أشخاص كحد أقصى، كما يضم حوالى 4 آلاف عربة متنقلة (كرفان) وزعت على لاجئين بحسب الاقدمية والاحقية وذلك تبعا لشروط معينة. بحسب فرنس برس.

وتشهد معظم مناطق المملكة منذ نحو اربعة ايام تساقطا غزيرا للإمطار فيما تساقطت الثلوج على بعض مناطق المملكة، مع تعمق تأثير المنخفض الجوي القطبي وانخفاض درجات حرارة الى الصفر. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان الامطار داهمت نحو 500 خيمة في المخيم، فيما وقعت بعض اعمال الشغب عند توزيع مساعدات على اللاجئين ما ادى الى وقوع اصابات في صفوف عمال اغاثة. ويستضيف الاردن اكثر من 290 الف لاجىء منهم حوالى 65 الف في مخيم الزعتري. وتفيد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بان عدد اللاجئين السوريين المسجلين والذين ينتظرون التسجيل في الاردن يبلغ 142 الفا و664. ويعبر مئات السوريين يوميا الحدود مع الاردن وبشكل غير شرعي، هربا من القتال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15/كانون الثاني/2013 - 3/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م