شبكة النبأ: قبل فترة ليست بعيدة كان
مصطلح التكسير الهيدروليكي مصطلحا فنيا غير معروف خارج نطاق قطاع
الطاقة لكنه أصبح الآن مصطلحا يتردد كثيرا في هوليوود عاصمة السينما
الامريكية نظرا لأن ساحة المعركة الساخنة بين نشطاء البيئة وشركات
النفط انتقلت الى عدد من الأفلام القادمة، ساعد التكسير الهيدروليكي
-وهو تقنية للحفر مثيرة للجدل على زيادة إنتاج الولايات المتحدة من
الطاقة بصورة كبيرة رغم تحذيرات من منتقدين يخشون من ان تلوث المياه
الجوفية، ويمكن أن يؤدي أي تحول في الرأي العام إلى التأثير على
السياسة ومبالغ طائلة تنفق على الطاقة بما أن إدارة الرئيس باراك
أوباما والمسؤولين المحليين يراجعون قواعد الحفر. والمخاطر المرتبطة
بهذه القضية متنوعة من الاستقلال الأمريكي في مجال الطاقة إلى حماية
مياه الشرب، يلجأ الجانبان إلى الأفلام لمحاولة الانتصار في هذا الجدل
لكن الممثل مات ديمون يقول إنه على المشاهدين الا يعتبروا فيلم (أرض
الميعاد) الذي يقوم ببطولته "هجوما عنيفا على التكسير الهيدروليكي".
بحسب رويترز.
في الفيلم يقوم ديمون بدور تاجر أراض يعمل لصالح شركات الغاز يسعى
للحفر تحت بلدة يشعر فيها بعض السكان بالقلق من مخاطر التكسير
الهيدروليكي. وبعد تعرفه على سكان البلدة يبدأ يشعر بتأنيب الضمير، وفي
مقابلة مع ديمون في لوس انجليس قال إنه قلق من أن يفترض المشاهدون خطأ
أن الفيلم يعبر عن وجهة نظر واحدة ومن ثم لا يشاهدونه. ورفض أن يذكر
رأيه في قضية التكسير الهيدروليكي وقال "ليست هذه هي القضية .. بل
القضية هي أن يثير ذلك (الفيلم) نقاشا"، اما فيلم (فراكنيشن) الوثائقي
من إخراج فيليم مكالير وهو من أيرلندا الشمالية فهو عمل مؤيد لهذه
التقنية بكل صراحة ومن المقرر ان تعرضه شبكة إيه.اكس.اس تي.في
التلفزيونية التي يسيطر عليها قطب الإعلام مارك كيوبان، ويعتبر مكالير
التكسير الهيدروليكي "أفضل شيء على الإطلاق" وأنه من الممكن أن ينقذ
الاقتصاد الامريكي ما لم تنجح القوى التي يحب ان يطلق عليها "البيئيين
الكبار" في إعاقته، وعلى الجانب الآخر من الجدال يمكن ان تعرض شبكة
اتش.بي.او العام القادم جزءا آخر من فيلم وثائقي اسمه (ارض الغاز) من
إخراج جوش فوكس والذي ينتقد بشدة التكسير الهيدروليكي، ويتضمن الجزء
الأول مشاهد تندلع فيها النيران في مياه الشرب مع احتشاد جماعات مدافعة
عن البيئة ضد عملية التكسير الهيدروليكي مما جعل صناعة النفط ترد قائلة
إن هذه العملية لم تسبب قط مشاكل في المياه، ورفض فوكس التعقيب، وفي
خضم هذه المواجهة عمل الطرفان على إطلاق حملات دعائية لكسب عقول وقلوب
الناس، وقال روبرت مكنالي وهو خبير في سياسات الطاقة ومستشار سابق
للبيت الأبيض خلال عهد الرئيس السابق جورج بوش "من الممكن أن يصبح أكبر
جدل بيئي في زماننا... هوليوود تلاحظ"، وقال نحو أربعة من بين عشرة
أمريكيين استطلع مركز بيو للأبحاث آراءهم في اوائل هذا العام إنهم لا
يعلمون شيئا عن التكسير الهيدروليكي. وأظهرت استطلاعات أخرى ان أغلب
الأمريكيين الذين لهم معرفة بهذه التقنية يعتقدون أن لها مزايا
اقتصادية لكنها تتطلب قواعد أكثر صرامة.
وأصبح مصطلح "التكسير الهيدروليكي" للمرة الأولى هذا العام اكثر
رواجا على محركات البحث الأمريكية من مصطلح "التغير المناخي" كما أظهرت
بيانات جوجل، ويمثل تلوث مياه الشرب أكبر قلق بيئي لدى الأمريكيين طبقا
لبيانات جالوب لاستطلاعات الرأي. وأظهر استطلاع أجرته بلومبرج هذا
الشهر أن 66 في المئة من الأمريكيين يريدون وضع لوائح للتكسير
الهيدروليكي بعد ان كانت النسبة 56 في المئة في سبتمبر أيلول، أما ما
إذا كان فيلم (أرض الميعاد) سيتمكن من تغيير آراء المشاهدين أم لا فهذا
غير مؤكد. لكن الأفلام ذات الموضوعات البيئية كثيرا ما تتمكن من ذلك
كما يقول جوزيف كابيلا وهو أستاذ للاتصالات في جامعة بنسلفانيا، ومن
الأمثلة السابقة على ذلك فيلم (حقيقة غير مريحة) عن محاولة ال جور نائب
الرئيس الامريكي الأسبق التوعية بالتغير المناخي وفيلم (ايرين
بروكوفيتش) الذي يدور عن قصة حقيقية ومثلت فيه جوليا روبرتس شخصية تعمل
في مكتب محاماة تكشف عن فضيحة تلويث شركة للطاقة في كاليفورنيا للمياه،
وترغب صناعة النفط في تجنب ضربة أخرى مثل تلك التي تلقتها من فيلم (ارض
الغاز) عام 2010. وأظهر البحث على جوجل أن البيانات تظهر تصاعد
الاهتمام على الانترنت بالتكسير الهيدروليكي بعد الفيلم مباشرة.
وعملت مجموعة (إنرجي اين ديبث) الموالية لهذه التقنية على إصدار
فيلم مدافع عن التكسير الهيدروليكي هذا العام باسم (ارض الحقيقة)
ووصفته بأنه البديل الذي يرد على فيلم (ارض الغاز) بالحقائق، ويستخدم
التكسير الهيدروليكي في استخراج النفط والغاز من خلال ضخ مياه مخلوطة
بمواد كيميائية ورمال بضغط عال لتكسير الطفل الصفحي وهو صخر طيني سهل
الانفلاق بما يسمح باستخراج الغاز الطبيعي، ويساور المدافعون عن البيئة
القلق من احتمال تسرب هذه المواد الكيماوية أو الغاز أو النفط إلى مياه
الشرب الجوفية أو المياه الموجودة على السطح. ومن المخاوف الأخرى تسبب
عملية التكسير الهيدروليكي في الزلازل وزيادة الاعتماد على الوقود
الأحفوري، وتنافس الولايات المتحدة روسيا حاليا باعتبارها أكبر منتج
للغاز في العالم ومن الأسباب الرئيسية في ذلك التكسير الهيدروليكي الذي
تغلب على تراجع في إنتاج النفط استمر لفترة طويلة والذي بلغ أعلى مستوى
خلال 18 عاما وأصبح يقترب من سبعة ملايين برميل يوميا، وربما تؤدي
المتاعب الاقتصادية إلى توسيع قاعدة التأييد لهذه التقنية. فقد أظهر
استطلاع وطني أجرته جالوب هذا العام أن المزيد من الأمريكيين يؤيدون
جعل النمو الاقتصادي أولوية أكثر من حماية البيئة (49 في المئة مقابل
41 في المئة)، وهذا تغيير في الاتجاهات منذ عام 2007 عندما كان 55 في
المئة يؤيدون حماية البيئة. |