هل من تغير قريب في نظام الحكم في إسرائيل؟

تحسين يقين

سأسعد بالتهاني التي تلقيتها من الأشقاء والأصدقاء في العالم، لكنني سأسعد بتهنئة إيفيت..

تقول إيفيت:

"أود أعلامكم أننا فرحين وفخورين للخطوة الدبلوماسية باتجاه خلق وتأسيس الدولة الفلسطينية، ونتمنى أن يجد شعبنا (الإسرائيلي) طرقا ذكية لتأسيس علاقات سلام بين دولتينا. لقد كتب شلومو افنيري رسالة جميلة في صحيفة هآرتس، حيث كان يأمل من نتنياهو أن يقول قبل الذهاب إلى الأمم المتحدة: مبروك..."

تذكرت إيفيت حين كتبت قصيدة "أصدقاء"

حسبت أنكن عدواتي.

لكن بلقاء واحد معكن

اكتشفت

أنكن فقط يمكن أن تكنّ:

صديقاتي!"

في كلمات صديقتنا إيفيت الشاعرة الإسرائيلية أمل بالغد..

جاء الدور على نظام الحكم في إسرائيل أيضا!

فليس معقولا أن يهبط الربيع هنا ولا يشملها..

قديما قال الشاعر: فلا هطلت علي ولا بأرضي سحائب ليس تنتظم البلاد..

لو كان في إسرائيل ديمقراطية عن جد، لفتحت تحقيقا في أمرين:

الأول الحرب على غزة.

والثاني موثقها من الطلب الفلسطيني في الأمم المتحدة..

ولأن إسرائيل النظام الحاكم الذي يقودها من فشل إلى فشل، فقد بنى استراتيجيات تخفف المساءلة إلى الحد الأدنى..

ليست الحكومات هي من فيها المشكلة، بل نظام الحكم الذي يعمل على إفساد الشعب وإشغاله عن أهدافه الإنسانية إلى أهداف المؤسسة العسكرية الكولينيالية والعنصرية!

لا ندري لم لم تفتح دولة إسرائيل لجنة تحقيق كلجنة القاضي الإسرائيلي فينوغراد التي أثبتت أن الحرب على لبنان(وعلى غزة) كانت فاشلة، كما كانت الحرب على العراق فاشلة أيضا وفقا لكتاب رئيس المخابرات الأمريكية السابق جورج تينيت..

 فليست الحربان غير أخلاقيتين بل أنهما فشلتا في تحقيق النتائج المرجوة والمخطط لها، ووضعت هيبتي الجيشين اللذين لا يقهرا في الأرض.

قبل سنوات كتبت تعليقا على تقرير القاضي غراد وكتاب تينيت: "والذي نرجوه نحن المقتولين والمجروحين والمسروقين في هذا العالم ألا تذهب جهود معدي المعلومات والتقارير عن فشل رئيسين بل فشل نظامي إسرائيل وأمريكا الحاكمين سدى وألا تمر بسهولة"، لكن للأسف ما زالت الجرائم تتكرر...

أي حكام أشرار هؤلاء..!

لو تأملنا التاريخ المعاصر للقضية الفلسطينية والصراع على الأرض، لتذكرنا ما تحدث به الكتاب والمختصين بمن فيهم إستراتيجيون في العالم وفي أمريكا وإسرائيل، فإنه سيتعمق لدينا أن حكام إسرائيل وأمريكا ليسوا فقط ديكتاتوريين فقط بل وأشرار بعيدين عن أدنى حكمة تلائم أي حاكم.

كانت هناك فرصة في نيويورك.. كانت الأخلاق تقتضي أن تكون إسرائيل على رأس الدول المعترفة بفلسطين دولة عضو مراقب في الأمم المتحدة..

هل ضاعت الفرصة؟

وهل الحكومة الإسرائيلية تعبّر عن الشعب الإسرائيلي..

خاضت إسرائيل الحرب الأولى على غزة من أجل الجندي الأسير شاليط، وفشلت.. ثم كررت المؤسسة الحاكمة أن تقتل القائد العسكري احمد الجعبري الذي أدار عملية شاليط والإفراج عن الأسرى في صفقة التبادل، فخاضت حربا أخرى غير مبررة، رمت مئات الآلاف من الإسرائيليين في الملاجئ!

وكانت ايضا قد خاضت الحرب المدمرة على لبنان من قبل، من أجل أسيرين زعمت المؤسسة الحاكمة وقتها أنها تخوض الحرب لإطلاق سراحهما كذبا..

ألم تقرر المؤسسة ذاتها أنه لن يتفاوض على الأسرى في لبنان وفلسطين فعادت وفاوضت مذعنة لتبادل أسرى!؟

إذن لماذا كانت الحروب!

فشلت المؤسسة العسكرية الكولينيالية والعنصرية في الحرب والسلام ونجحت في الأوهام..

كان من الممكن على إسرائيل لو أرادت الاستماع لصوت العقل والحكمة أن تقبل بما قوله العقلاء أمثال باتريك سيل وسكوكروفت وغيرهما، لأن ذلك ينزلها عن الشجرة ويخلصها من هذا النزاع الدامي غير المنتهي الذي يأكل أبناءها ورفاهيتها.

في6/8/2006 لم يستمع أولمرت لكاتب إسرائيلي، هو جدعون ليفي حين قال في هأرتس "...بالانسحاب من الأرض المحتلة لن تصبح إسرائيل جارا عزيزا(يقصد للعرب) لكن ستخف حدة النيران التي تلفظ عليها: الجولان مقابل السلام أفضل من ألف عملية حربية فارغة". صوت ليفي بالطبع لم يشنف آذان أولمرت، ولا لكل العقلانيين المتحدثين عن الحلول الدائمة التي تراعي العمق والتاريخ لا مجرد السطح الخارجي الآني..

في تشرين الثاني 2012 انتقد المرت تصويت إسرائيل ضد الطلب الفلسطيني.. فهل هذا هو الوعي المتأخر!

نتذكر انتقاد جدعون ليفي بعد ثلاثة فصول(بين الحرب على غزة والحرب على لبنان) في "هأرتس" في الأول من أيار2007 نظام الحكم في إسرائيل والأغلبية المؤيدة لرئيس الوزراء الفاشل الذي أقدم على" حرب عديمة الأمل والمبرر والتي حظيت هنا فورا بدعم تلقائي.." وكان جدعون ليفي قد ابتدأ مقاله الربيعي بأنه على المحتجين على أولمرت وصحبه ألا ينسوا الباقين "دم الحرب الخاسرة هذه على أيدي الأغلبية الساحقة في أوساطنا.. المشجعين.. جنرالات ومحللون، قادة المعارضة والصحافيون.

الخلاصة أن كل ما يمت إلى العقل والمنطق يقول: يجب تغيير قواعد اللعبة، فمن الصعب على إسرائيل أن تبقى بمنأى عن الربيع في الشرق الأوسط.. فالربيع ليس عربيا فقط!

بعد الحرب السادسة (في لبنان) قلت: "ما دام الفشل ينتظر الحرب السابعة، ، ولماذا لا تقرر إسرائيل الجنوح لصوت السلام؟! أعتقد أن صوت العقل مازال هناك، إن صدقت النوايا لتجريبه!

في كلمات صديقتنا إيفيت ناهميا-ميسيناس الشاعرة الإسرائيلية أمل بالغد.. والتي عرفتها قبل سنوات من خلال ديوانها الشعري "هن كأغاني حب".

تقول إيفيت "نتمنى أن تساعد أنوار الهانوكاة التي سنضيئها في إسرائيل آمالنا في السلام وشوقنا له خصوصا أنه يبدو أنها خفتت في السنوات الأخيرة.

نصلي ونأمل أن تظل شعلة شمعة السلام والأخوة قوية بيننا..."

ليست إيفيت وحدها من ترجو السلام في إسرائيل بل مثلها الكثير.. وهنا أيضا شعب تعب وهو ينشد السلام..

ولا يستقيم السلام مع نظم الحكم العسكرية ولا النظم الديكتاتورية..

نريد الحرية والتحرر للشعوب.. ولشعبنا ونريد الديمقراطية الحقيقية لنا وللجميع ولإسرائيل ايضا..

"الآن الآن وليس غدا" يجب فتح صفحة جديدة. آن للعقلاء في إسرائيل أن يغيروا نظام الحكم بما يتفق وروح السلام والاستقرار هنا وفي المنطقة والعالم..

إنها فرصة للشعب الإسرائيلي أن يلفظ حكامه الحمقى القتلة في أول انتخابات قادمة، وكل ما يتطلبه التغيير هو أن تتفعل القوى العقلانية..

ولعلي أختتم بقصيدة من ديوان إيفيت "هن كأغاني حب"، تحمل اسم الديوان:

"فمنذ سنوات ونحن نعاني من حرمان اللقاء

كي نعرفكن،

ونقترب منكن،

ونحبكن.

حاولوا أن يبقونا بعيدا عن بعضنا بعضا:

مكعبات الإسمنت،

والحواجز،

والحدود،

ونقاط التفتيش

لوقف تدفق المحبة والصداقة،

السلام والتفاهم،

الإنسانية والشعور المشترك بيننا كنساء.."

شكرا إيفيت لأنك أيضا تمنحينا الأمل.. الذي نحتاجه..

Ytahseen2001@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 30/كانون الأول/2012 - 16/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م