التكنولوجيا المتقدمة... طفرات تمهد لعالم جديد

 

شبكة النبأ: تتواصل الأبحاث والدراسات من قبل شركات التكنولوجيا والأجهزة الرقمية المتطورة في سبيل الوصول الى تقنيات جديدة ومتطورة او ترقية منتجاتها الحالية وإضافة ميزات جديدة في سبيل جذب أعداد اكبر من الزبائن لأجل تعزيز صدارتها في الأسواق العالمية التي تشهد حرب تنافسية شديدة بحسب بعض المتخصصين، وقد تحول ولع العالم بالهواتف متعددة الوظائف وبالأجهزة اللوحية المعلوماتية خصوصا إلى موجة عاتية هذه السنة، ما سيحتم على أجهزة الكمبيوتر التقليدية التكيف كي تحافظ على وجودها. فقد ارتفعت مبيعات الأجهزة اللوحية بنسبة 75 % في الفصل الثالث من السنة ومن المتوقع أن تصل الى 137 مليون وحدة هذه السنة وأن تزيد ثلاثة أضعاف تقريبا في السنوات الخمس المقبلة، بحسب شركة "فيوتشر سورس" الاستشارية. وتتوقع شركة "أيه بي آي ريسرتش" أن تتخطى مبيعات الاجهزة اللوحية في العام 2016 مبيعات أجهزة الكمبيوتر المحمولة.

في المقابل، شهدت مبيعات أجهزة الكمبيوتر التقليدية نكسة هذه السنة، إذ إنها سجلت نموا ضعيفا جدا وبلغت حوالى 367 مليون وحدة، بحسب شركة "آي دي سي". إلى ذلك، يواجه مصنعون كبار من أمثال "هويلت باكارد" و"دل" صعوبات كثيرة. إلا أن فرانك غيليت المحلل لدى شركة "فورستر" الاستشارية يقول إن "الأجهزة اللوحية لن تقضي على اجهزة الكمبيوتر، بل سترغمها على التطور".

وتقدم شركة "مايكروسوف" وبرنامجها الناجح "ويندوز" مثالا على التغير الجاري حاليا. فالنسخة الأخيرة من نظام "ويندوز" المشغل لأجهزة الكمبيوتر والذي يعتبر الأكثر استخداما في العالم خضع للتحديث كي يتكيف أيضا مع شاشات الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية العاملة باللمس. وقد أطلقت "مايكروسوفت" أيضا جهازها اللوحي الخاص المسمى "سورفاس".

ويقول روب اندرليه من شركة "اندرليه غروب" التي تتخذ من سيليكون فالي مقرا لها "لا أعتقد أن الكمبيوتر سيختفي"، لكن "من الواضح أننا نمر في فترة من الاضطراب لأن السوق تتأقلم مع المنتجات الجديدة". ولا يزال جهاز "آي باد" أللوحي الشعبي من "آبل" يسيطر على السوق، لكن المبيعات تستفيد أيضا من طرح أجهزة لا يصل سعرها إلى 400 دولار. وتعزى هذه الظاهرة إلى المنافسة بين المصنعين الذين يستخدمون نظام "أندرويد" التشغيلي المجاني من "غوغل".

وفيما يشير الخبراء إلى أن الميل إلى الاتصال بشبكة الانترنت بواسطة الاجهزة المحمولة كالهواتف الذكية والاجهزة اللوحية سيزداد أكثر، يتوقعون أن يستمر الناس في تفضيل الأجهزة ذات الشاشات الأكبر حجما والمعالجات الأقوى لانجاز "أعمالهم الرئيسية". ويعتبر فرانك غيليت أن مبيعات الكمبيوتر التقليدية ستزدهر من جديد عندما يدرك الناس أنهم لا يستطيعون القيام بكل شيء بواسطة جهاز لوحي. ويضيف أن "الاجهزة اللوحية ستحل محل الكثير من اجهزة الكمبيوتر المحمولة، لكن هذا الأمر سيعزز مبيعات اجهزة الكمبيوتر التقليدية لأن الجهاز اللوحي لا يستطيع القيام بكل ما يقوم به الكمبيوتر".

ويتوقع غيلت أن يشهد العالم "إعادة ابتكار" لأجهزة الكمبيوتر التقليدية، مشيرا إلى أن الناس سيتنقلون في المستقبل بين الاجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر التقليدية وأن الاجهزة اللوحية ستصبح مثلا موصولة باجهزة تحسس أو معالجات أخرى أو شاشات أكبر حجما.. ويقول روجر كاي وهو خبير لدى شركة "أندبوينت تكنولوجيز أساوسييتس" إن الكمبيوتر "لا يزال مهما بالقدر نفسه وإن لم يعد محط الأنظار في عالم المعلوماتية"، معتبرا أن الناس سيفضلون في المستقبل اقتناء مزيج من الاجهزة المختلفة. ويضيف روب اندرليه "في الماضي، كنا نشتري جهاز كمبيتور محمولا أو تقليديا، أما اليوم فبتنا نستخدم منتجات متعددة". ويشير إلى أن مجموعة "لينوفو" الصينية تبيع مجموعة متنوعة من الأجهزة ولا تكتفي بأجهزة الكمبيوتر وحدها.

وأظهرت دراسة نشرتها شركة "آي دي سي" للأبحاث أن مبيعات الأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية في العالم ستتضاعف تقريبا بحلول العام 2016 لتتخطى الملياري وحدة. وقدرت الشركة أن يصل اجمالي المبيعات هذه السنة إلى حوالى 1,2 مليار وحدة، أي أن يزيد بنسبة 27,4% مقارنة بالعام 2011. وأشارت الشركة في بيان إلى أن "الهواتف الذكية ستمثل الحصة الأكبر من المبيعات، لكن الأجهزة اللوحية ستشهد النمو الأسرع على الأرجح" وستزيد مبيعاتها بنسبة 22% سنويا بين العامين 2012 و2016. بحسب فرانس برس.

أما الهواتف الذكية فستمثل، بحسب التوقعات، 63% من المبيعات سنة 2016، مقابل 59% حاليا، أن أن مبيعاتها ستسجل نموا سنويا بنسبة 15,8%. ومن المتوقع أن ترتفع حصة الاجهزة اللوحية من 10% حاليا إلى 13% سنة 2016، فيما ستتراجع حصة أجهزة الكمبيوتر من 31% إلى 24%.

تكنولوجيا جديدة

الى جانب ذلك بدأت الولايات المتحدة تختبر تكنولوجيا لاسلكية جديدة هي عبارة عن "سوبر واي فاي" أكثر قوة وأبعد مدى قد يسمح بوصول الانترنت عالي السرعة إلى المناطق الريفية. وقد مهدت لجنة الاتصالات الفدرالية (أف سي سي) الطريق لهذه التكنولوجيا سنة 2010 عندما سمحت بخدمات لاسلكية عالية السرعة على موجات تلفزيونية غير مستعملة تسمى "مساحات بيضاء". ونشر ال"سوبر واي فاي" للمرة الأولى السنة الماضية في هيوستن في ولاية تكساس (جنوب) بفضل جامعة "رايس"، ثم هذه السنة في ويلمينغتون في كارولاينا الشمالية (جنوب شرق). ومن المتوقع نشر هذه التكنولوجيا بدءا من العام 2013 في جامعات تقع في مناطق ريفية في إطار مشروع يدعى "اير.يو" تدعمه "غوغل" و"مايكروسوفت".

ويقول مايكل كالابريز مدير مشروع "لاسلكي المستقبل" في مؤسسة "نيو أميركا فاونديشن" إن "الواي فاي يزدهر لكنه محدود من ناحية الموجات التي يمكنه العمل عليها والتي يقتصر مداها على مئة متر تقريبا". ويضيف أن "الموجات التلفزيونية تصل إلى مسافات طويلة وتعبر المباني والاشجار وتتغلب على الطقس السيئ". كل ذلك يسمح للاشارات بقطع مسافات أطول من تلك التي يعبرها الواي فاي الحالي، أي حتى 160 كيلومترا نظريا، مع أن المسافة الفعلية ستقتصر على الأرجح على بضعة كيلومترات لأسباب عملية.

وقد يسمح السوبر واي فاي بوصول الانترنت إلى المناطق الريفية قليلة السكان التي لا تستفيد حتى اليوم من الانترنت عالي السرعة، خصوصا أن هذه المناطق تتمتع بالكثير من الموجات غير المستعملة نظرا إلى قلة المحطات التلفزيونية فيها. وقد يسمح أيضا لمستخدمي الانترنت بإنشاء شبكة منزلية وباستعمالها حتى خارج منازلهم.

ومن شأن هذه التكنولوجيا أيضا أن تخفف من وطأة الزحمة في موجات الهواتف النقالة الناجمة عن تزايد عدد مستخدمي الانترنت عبر الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي. لكن السوبر واي فاي لا يستخدم موجات مختلفة عن موجات الواي فاي فحسب، بل يتطلب أيضا معدات مغايرة. وبالتالي، بغية أن ينتشر السوبر واي فاي، ينبغي أن يطور مصنعو الكمبيوتر والأجهزة الالكترونية رقاقات تعمل بواسطة الواي فاي والسوبر واي فاي على السواء. بحسب فرانس برس.

وتقول شركة "تكساس إينسترومنت" المصنعة للقطع الالكترونية إن المصنعيين جاهزون لهذا التحدي. ويضيف دان لوبار من اتحاد "وايت سبيس ألاينس" إن "الجميع يدرك قيمة طيف" الموجات التلفزيونية غير المستعملة الذي يتمتع "بأفضل الصفات". ويوضح أن السوبر واي فاي سينتشر "بقوة بدءا من منتصف السنة المقبلة". لكن المحلل غيري بوردي يبدو أكثر ترددا ويعتبر أن تطور السوبر واي فاي يحتاج على الأرجح إلى سنوات عدة بعد، مشيرا إلى أن "تصميم الرقاقات يحتاج إلى الوقت، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تحديد معايير البرمجيات".

على صعيد متصل تمكن أحد المخترعين بالولايات المتحدة الأمريكية من تصميم لآلة حاسبة "كالكوليتر"، تهدف إلى رفع مستوى الذكاء عند المستخدم، والحد من الاعتماد المطلق على نتائج المعادلات الحسابية. وبين تقرير نشر على مجلة تايم الأمريكية،أن المنتج الجديد والذي يطلق عليه اسم حاسبة "كاما"، يقوم على عملية بسيطة يتم من خلالها سؤال المستخدم عن تقديره لناتج العملية الحسابية، التي قام بإدخالها إلى الآلة الحاسبة.

وأشار التقرير إلى أن التقدير الصادر عن المستخدم في حال كان قريبا نسبيا من الإجابة الصحيحة، فعندها تقوم الحاسبة بإعطاء الجواب الدقيق للمسألة، أما في حال كانت تقدير المستخدم بعيدا نسبيا عن الإجابة الصحيحة فعندها تقوم الحاسبة بإعادة إظهار المسألة المدخلة، ليتمكن المستخدم من الإطلاع عليها مرة أخرى وتقديم تقدير جديد أفضل. وبينت الدراسة أن هذه العملية تؤدي إلى إشغال العقل بالتفكير للحصول على أقرب إجابة صحيحة، عوضا عن الاستسلام والاعتماد الكلي على الآلة الحاسبة للتزود بالإجابات الصحيحة، وعليه رفع مستوى الذكاء وتذكر الإجابات السابقة وربطها بإجابات تقريبية لمعادلات لاحقة. بحسب CNN.

ونوهت الدراسة إلى أن هذا المنتج، الذي قدمه المخترع بجامعة كاليفورنيا، إلآن سامسون، يأتي في الوقت الذي يزداد فيه الجدل حول إن كانت التكنولوجيا الجديدة المتوفرة بالأسواق تؤدي إلى خفض مستوى الذكاء ونشاط العقل عند الفرد بالإضافة إلى مستوى اعتماد الفرد على هذه الأدوات في حياته اليومية.

ابتكارات يابانية

من جهة أخرى يسعى باحثون يابانيون إلى تطوير روبوت ذكي يكون الأول في صفه بعد عشر سنوات، ويحضرون لهذه الغاية جهاز كمبيوتر سيجري اختبار الدخول في جامعة طوكيو العريقة. ويتوقع العلماء التابعون لمعهد المعلوماتية الوطني أن ينجح الروبوت في هذا الاختبار الصعب بحلول العام 2021. ويشرح هيديناو إيوانيه من مجموعة "فوتجيتسو" المعلوماتية المشاركة في المشروع أن ذكاء الروبوت الاصطناعي "سيحول الأسئلة المكتوبة باللغة اليابانية إلى صيغ ومعادلات إي إلى لغة يفهمها الكمبيوتر، ثم يحلها بواسطة نظام جبر معلوماتي".

وقد أطاح جهاز كمبيوتر خارق تابع لشركة "آي بي أم" السنة الماضية بمشاركين اثنين من البشر في لعبة على إحدى المحطات التلفزيونية الأميركية. وهذا الكمبيوتر المسمى واتسون يفهم اللغة المحكية ويستخرج منها مؤشرات ويجمع معلومات ويحللها بسرعة كبيرة، ثم يقدم أجوبة محتملة ويختار الجواب الأنسب. لكن إيوانيه يوضح أنه من الأصعب النجاح في اختبار جامعة طوكيو المقسم إلى خمس مواد كبيرة هي الرياضيات، والفيزياء وعلم الأحياء، والعلوم الإنسانية، واللغة اليابانية، واللغات الأجنبية. بحسب فرانس برس.

ويشرح إيوانيه أن "واتسون يحلل الكلمات المفتاح في السؤال ويتوصل إلى الجواب الأنسب. لكن بغية الإجابة على سؤال في اختبار جامعي، علينا أن نفهم مضمونه بدقة كبيرة. وبالتالي، ليس من السهل أن يفهم جهاز كمبيوتر نصا مخصصا للإنسان".

في السياق ذاته تمكن علماء من تصميم إنسان آلي مموه يستطيع تغيير لونه للتماهي مع محيطه أو الاختلاف عنه. واستوحى العلماء الذين صمموه الفكرة من حيوانات بحرية كالاخطبوط والحبار. واستخدمت مادة المطاط في صناعة الانسان الآلي الذي يستطيع التحرك بمرونة. وقال بروفيسور جورج وايتسايدز الذي أعد الدراسة عن الانسان الآلي الجديد "علم الانسان الآلي هو علم غاية في التطور، وقد لاحظنا أن كل التصميمات التي أنجزت حتى الان حاولت محاكاة الثدييات في عملها، وتساءلنا عن أهمية ذلك وضرورته. ولماذا لا نعتمد مخلوقات ذوات أجسام رخوة مثلا، تتحرك بطريقة مختلفة وتستطيع التمويه في محيطها، وبالتالي كان علينا أن نلقي نظرة تحت سطح الماء".

وكان فريق العمل الذي صمم الإنسان الآلي قد نشر بحثا عام 2011 حدد فيه معالم انسان آلي رخو يستطيع الزحف والانحناء تحت العوائق التي قد تعترض طريقه. وقد صنع الإنسان الآلي من مادة شبيهة بالسيليكون، ويتحرك من خلال ضخ هواء من أسطوانات دقيقة في الأطراف الاربعة. والآن أضاف العلماء الى هذا الإنسان الآلي خاصية معقدة جديدة، وهي القدرة على التخفي والتمويه، حيث يستطيع تغيير لونه من خلال ضخ أصباغ عبر قنوات دقيقة. بحسب بي بي سي.

وبالاضافة الى تغيير اللون يستطيع الانسان الآلي الإضاءة في الظلام من خلال استخدام مواد مضيئة، أو تغيير درجة حرارته. ويعتقد الفريق القائم على تصميم الانسان الآلي ان بالامكان استخدامه لأغراض عديدة، منها استخدامات طبية، كالتدرب على الجراحة. كذلك يمكن استخدامه لاحقا في عمليات البحث والإنقاذ.

أفضل لحظة

على صعيد متصل طرحت شركة أو.ام.جي البريطانية كاميرا جديدة في أسواق بريطانيا تستطيع ان تحدد بنفسها اللحظة المناسبة لالتقاط الصورة. وتستخدم الكاميرا التي اطلق عليها اسم "اوتوجرافر" خمسة مستشعرات داخلية وبرمجيات من تطوير شركة مايكروسوفت لاختيار افضل لحظة لالتقاط الصور بدون اي تدخل من المستخدم. وتستطيع الكاميرا التقاط 2000 صورة عالية الدقة في يوم واحد ويمكن بعد ذلك تجميعها في سجل مرئي لمناسبة مثل حفل أو مهرجان موسيقي أو يوم في حياة مالك الكاميرا.

والكاميرا الجديدة يمكن وضعها حول الرقبة او تثبيتها بالملابس أو وضعها في مكان للمراقبة وهي أول كاميرا للمستهلك تنتجها شركة أو.ام.جي المتخصصة في تكنولوجيا تستخدم في مجالات تتراوح من العاب الكمبيوتر إلى مراقبة الطرق. بحسب رويترز.

وطورت الشركة في بادئ الأمر نسخة من الاوتوجرافر كمساعد للذاكرة للأشخاص الذين يعانون من العته لكنها قالت انها قررت اطلاقها على نطاق اوسع بالسوق بعد ان اكتشفت ان مستخدمين وعائلاتهم يستخدمونها ايضا لتسجيل مناسبات خاصة. وقال المدير التنفيذي لشركة أو.ام.جي نيك بولتون ان الكاميرا تملأ فراغا بين التصوير الفوتوغرافي ولقطات الفيديو. وقال بولتون ان الكاميرا ستباع مباشرة للجمهور بسعر 399 جنيها استرلينيا (650 دولارا). وأضاف ان من المحتمل طرحها للبيع بعد ذلك في الولايات المتحدة واليابان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27/كانون الأول/2012 - 13/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م