إيران وأمريكا... حرب الطائرات بلا طيار

 

شبكة النبأ: تطورات جديدة يشهدها ملف الصراع الأمريكي الإيراني الذي تعددت فصولة وتنوعت مابين الحرب الإعلامية والاقتصادية التي أتت على خلفية إصرار إيران على الاستمرار ببرنامجها النووي المرفوض من قبل أمريكا التي تعتمد اليوم على بعض تقنياتها العسكرية المتطورة، في سبيل كسب معلومات استخبارية مهمة من داخل أراضي العدو والتي تجمع بواسطة الطائرات بدون طيار المتطورة والتي استطاعت إيران الحصول على بعضها بحسب أخر التصريحات، ويرى بعض المراقبين ان التطورات الأخيرة ربما ستحرج الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا بعد ان تم تفكيك الشفرات الخاصة بهذه الطائرة وهو ما سيسهم أيضا بتطوير قدرات إيران في هذا الجانب، وفي هذا الشأن فقد أعلن قائد القوة الجوية في «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال أمير علي حاجي زاده، أن بلاده نجحت في «فك كل شيفرات» طائرة استطلاع أميركية من طراز «آر كيو 170 سنتينل» كانت طهران أكدت إسقاطها شرق البلاد أواخر العام الماضي. يأتي ذلك بعد أيام على إعلان إيران «اصطياد» طائرة أميركية من دون طيار، من طراز «سكان إيغل»، خلال تنفيذها «مهمة تجسس» في أجوائها.

وقال حاجي زاده: «حصلنا على كل المعلومات في طائرة (آر كيو 170 سنتينل)، بعد فك شيفراتها، ونعلم جيداً ما نفذته من مهمات والأماكن التي حلّقت فوقها». وأضاف: «قال الرئيس الأميركي باراك أوباما لمسؤولين إسرائيليين إن الطائرة كانت في مهمة تجسس عن المنشآت النووية الإيرانية، لكن فك شيفراتها أثبت أنها لم تنفّذ أي مهمة نووية في إيران، وهذا يؤكد أن الأميركيين يتخذون من الملف النووي ذريعة فقط».

ونفى استخدام قطع من طائرة «آر كيو 170 سنتينل»، في طائرة الاستطلاع الإيرانية من طراز «أيوب» التي كان «حزب الله» اللبناني اطلق نسخة منها حلّقت في أجواء إسرائيل. وأضاف حاجي زاده: «ادعى بعضهم أن قطعاً من طائرة آر كيو 170 سنتينل استُخدمت في طائرة أيوب، وهذا ليس صحيحاً، إذ تملك إيران هذه التقنية منذ العام 2002، وأنتجت طائرة أيوب في العام ذاته».

في غضون ذلك، اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن «مفهوم الصحوة الإسلامية لن يخصّ المسلمين فقط»، مشدداً على أن «البشرية جمعاء تطمح إلى الإسلام والحب والعدالة والحرية». وأضاف لدى افتتاح «المؤتمر الدولي لأساتذة الجامعات والصحوة الإسلامية» في طهران: «يتصور بعضهم أن دعوتنا إلى الصحوة، تعني انصياع آخرين إلى حكمنا». ورأى أن «نجاة المسلمين» سيتحقق من خلال امتلاكهم «نظرة كونية»، لافتاً إلى أن «أعداء البشرية استطاعوا إضفاء صفة العالمية على قراءتهم لمفاهيم، مثل الديموقراطية وحقوق الإنسان». بحسب وكالة أسوشيتد برس.

أما علي أكبر ولايتي، مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي للشؤون الدولية، فاعتبر أن «الصحوة‌ الإسلامية تجاوزت الحدود الوطنية، وتتجه إلى إيجاد واقع دولي وبلوغ مرحلة تشكيل الحكومات». وأضاف خلال المؤتمر ذاته، أن «الصحوة الإسلامية لم تبلغ ذروتها بعد، بل ما زالت في بداية الطريق، وتحتاج إلى جهود حثيثة ومتواصلة لتكريس إنجازاتها»، مشيراً إلى أنها «اقتربت من مرحلتها المهمة والمصيرية».

خط لإنتاج طائرات

من جهة أخرى أعلن قائد القوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية في إيران علي فدوي عن تدشين خط إنتاج طائرات "سكان إيغل" من دون طيار وهو طراز الطائرة التي أعلنت طهران عن إنزالها بداية كانون الأول/ديسمبر ، مضيفاً أن إيران اقتنصت 3 طائرات من هذا النوع. ونقلت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية، عن فدوي قوله "خلافا لما روجت له بعض وسائل الإعلام، فإن وزارة الدفاع الأميركية اعترفت بعد 5 أيام بأن طائرة "سكان ايغل" من دون طيار، تعود لها"، مضيفاً "لم يقدم الأميركيون إلى الآن طلبا لاستعادة هذه الطائرة".

وأضاف، ان هذه الطائرة تستخدم منذ فترة طويلة من قبل القوة البحرية ووحدة الجو الفضائية التابعتين لحرس الثورة الإسلامية، وقال إنه "تم حاليا تدشين خط إنتاج طائرات سكان ايغل من دون طيار داخل البلاد، وتقوم الآن النماذج المصنعة بعمليات ميدانية". ولفت الى ان طائرة "سكان ايغل" تتمتع بتقنية عالية، وهي قادرة على الطيران لمدة 30 ساعة متواصلة، وقد حطمت هذه الطائرة الرقم القياسي ، بآلاف الساعات للطيران.. بحسب يونايتد برس

وسلط هذا الحادث الضوء على التوترات في منطقة الخليج حيث تسعى جمهورية إيران الإسلامية والولايات المتحدة لإظهار قدراتهما العسكرية في المنطقة وسط مواجهة بسبب برنامج إيران النووي. وهددت إيران مرارا بإغلاق مضيق هرمز إذا تعرضت لأي هجوم عسكري. ويمر عبر المضيق نحو 40 بالمئة من شحنات النفط الخام المنقولة بحرا على مستوى العالم. وقال قادة عسكريون أمريكيون إنهم لن يسمحوا بمثل هذا الإغلاق.

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن وزير خارجية إيران على أكبر صالحي قوله إن إيران حذرت الولايات المتحدة من انتهاكاتها وإن الطائرة دليل على التوغلات الأمريكية ستستخدمه طهران في شكواها "أمام الهيئات الدولية".

ولم يحدد بيان الحرس الثوري أين ومتى وقع الحادثة وما إذا كانت الطائرة أسقطت أم أنها سقطت من تلقاء نفسها لسبب أو آخر. لكنه نشر لقطات فيديو قال إنها للطائرة سكان إيجل أثناء فحصها من قبل مسؤولين عسكريين تحت لافتة كتب عليها بالانجليزية "سنسحق الولايات المتحدة". والواقعة هي الأحدث في سلسلة شكاوى من جانب ايران بشأن ما تقول انه انتهاكات امريكية لأراضيها في اطار حرب غير معلنة ضد برنامج طهران النووي تتضمن اغتيالات وتجسسا وأعمال تخريب الكتروني.

وتصنع شركة بوينج طائرات سكان إيجل وهي طائرات تجسس. ووفقا لموقع الشركة فإن الطائرة طولها أربعة أقدام (1.25 متر) والمسافة بين باع الجناحين عشرة أقدام (ثلاثة أمتار). وقالت بوينج على موقعها أيضا ان الشركة توفر وتشغل طائرات بلا طيار لعدد من دول الشرق الاوسط منها طائرات لضمان أمن المنصات النفطية في الخليج.

وتبادلت أيضا كل من ايران والسعودية وهما من اعضاء منظمة أوبك المصدرة للنفط الاتهامات بانتهاك أراضيها قرب حقول النفط والغاز في الخليج خلال العام المنصرم. وكانت الولايات المتحدة قالت في وقت سابق إن طائرات حربية إيرانية أطلقت النيران على طائرة مراقبة أمريكية بلا طيار كانت تحلق في المجال الجوي الدولي. وقالت إيران إن الطائرة دخلت مجالها الجوي مضيفة أنها سترد "بحسم" على أي انتهاك خارجي لمجالها الجوي.

وبعد أيام من الواقعة كتب سفير إيران لدى الأمم المتحدة محمد خزاعي إلى بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة يشكو من تكرار الانتهاكات الأمريكية المزعومة للأجواء الإيرانية واصفا إياها "بالتصرفات غير القانونية والاستفزازية". وقال خزاعي إن طائرات أمريكية دخلت جنوب إيران سبع مرات في أكتوبر تشرين الأول الماضي حول بوشهر حيث توجد محطة الطاقة النووية الوحيدة في إيران.

وقبل عام من ذلك اليوم أعلنت القوات الإيرانية استيلاءها على طائرة استطلاع أمريكية بلا طيار في شرق إيران كانت القوات الأمريكية في أفغانستان المجاورة قالت إنها مفقودة. وأعلن قادة عسكريون إيرانيون بعد ذلك إنهم استخلصوا معلومات تقنية قيمة من الطائرة وإنهم يفككونها لدراستها كي تستفيد من ذلك الصناعات العسكرية الإيرانية. وتعتقد الولايات المتحدة وحلفاؤها أن إيران تحاول تصنيع قنبلة نووية في حين تقول إيران إن برنامجها ذو أهداف سلمية محضة. وهددت إسرائيل بقصف المواقع النووية الإيرانية إذا فشلت الدبلوماسية والعقوبات المفروضة على إيران في وقف أنشطتها النووية. بحسب رويترز.

وطبقا للبيانات المتاحة التي تنشرها شركة بوينج لا تحتاج الطائرة سكان إيجل إلى مدرج إذ يمكن إطلاقها بواسطة آلة موضوعة على عربة متحركة أو من سفينة صغيرة. ويمكن للطائرة أن تقوم بمهام مبرمجة سلفا أو موجهة بواسطة النظام الأمريكي لتحديد المواقع عالميا كما أنها تحمل نظاما للتحكم في الطيران. ويتم استعادتها باستخدام نظام يعرف باسم "سكاي هوك".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/كانون الأول/2012 - 8/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م