شبكة النبأ: عصر جديد تشهدة الصحافة
العالمية التي تأثرت بشكل كبير ومباشر بالتطورات العلمية والتكنولوجية
الهائلة التي يشهدها العالم انه عصر الصحافة الإلكترونية التي باتب
تكتسب أهمية بالغة بين أوساط القراء الساعين الى معرفة كل ما هو جديد،
ويرى بعض المتخصصين ان الصحافة الالكترونية ستلعب دور مهم جدا في
السنوات القليلة القادمة وستكون بديل للعديد من المطبوعات الصحف
الورقية المكلفة هذا بالإضافة الى ازدياد أعداد مستخدمي الانترنت،
ويعود صدور أول نسخة إلكترونية في العالم إلى عام 1993م حيث أطلقت
صحيفة سان جوزيه ميركوري الأمريكية نسختها الإلكترونية، تلاها تدشين
صحيفتا ديلي تليجراف والتايمز البريطانيتين لنسختهما الإلكترونية عام
1994م، وعربياً أصدرت أول صحيفة عربية نسختها الإلكترونية منذ أكثر من
ثلاثة عشر سنة وهي صحيفة الشرق الأوسط الصادرة من لندن، تزامن معها
إصدار النسخة الإلكترونية لصحيفة النهار اللبنانية. وتعد صحيفة إيلاف
التي صدرت في لندن عام 2001م أول صحيفة إلكترونية عربية.
والصحافيون المستقبليون في الولايات المتحدة لا يأخذون استراحة قهوة
ويكتبون بسرعة هائلة ولا يقلقون في شأن تقاعدهم... هم ليسوا بشراً بل
برامج كومبيوتر تحول البيانات مقالات. وتزود هذه البرامج الحسابية
الصحف والمواقع الإلكترونية بعدد متزايد من المقالات، لا سيما في مجال
الرياضة استناداً إلى أرقام أو بيانات حسابية. وإذا عجزت أجهزة
الكومبيوتر عن تحليل المعلومات الدقيقة كلها، يمكنها الاستعانة بعدد
كبير من البيانات المرقمة وتحويلها مقالات، بحسب ما يقول خبراء.
ويشرح الباحث كن دكتور أنه «يمكن اللجوء إلى هذه الأنظمة لكتابة
المقالات السهلة والتكرارية». وبما أن الكثير من المؤسسات الصحافية تمر
بوضع اقتصادي حرج، فإن اللجوء إلى الآلات في بعض الميادين «قد يكون له
تأثير كبير في إعادة قولبة نموذج الصحافة الاقتصادي». ويعتبر ستيفن
دويغ وهو أستاذ الإعلام في جامعة أريزونا أن كتابة مقالات بواسطة أجهزة
الكومبيوتر هي خطوة منطقية إلى الأمام. ويقول: «لا أمانع كتابة بعض
المقالات بواسطة أجهزة الكومبيوتر في حال كان ذلك يسمح للصحافي
بالاستفادة من وقته لإنجاز أمور أكثر أهمية». وبغية إصدار صحف قريبة
قدر الإمكان من الصحف العادية، تقوم مؤسسة «أوتوميتد إينسايتس» بإصدار
مقالات متنوعة تتماشى مع رغبات القراء أو مكان إقامتهم. فبعد المباراة
النهائية في بطولة كرة القدم الأميركية، أصدرت المؤسسة من خلال جهاز
كومبيوتر موجزاً مخصصاً لمشجعي الفريق الفائز وموجزاً مختلفاً لمشجعي
الفريق الخاسر. بحسب فرنس برس.
ويعمل كريستيان هاموند، وهو المدير التكنولوجي في شركة «ناريتيف
ساينس»، على هذا النوع من أجهزة الكومبيوتر منذ أكثر من عشر سنوات.
ولدى مؤسسته 40 زبوناً، منهم مجلات شهيرة مثل «فوربز»، يستعملون أجهزة
الكومبيوتر لتحويل الجداول وغيرها من البيانات إلى مقالات تسهل قراءتها.
ويقول هاموند إن هذه العملية «تقوم في ثلثين منها على التقنية وفي ثلث
آخر على الصحافة. وفي بعض المجالات، يتم الاستناد إلى إحصاءات أو أرقام
خام لنقل قصة معينة».
تودع الصحافة الورقية
في السياق ذاته فمن المزمع أن تنشر المجلة الأميركية المرموقة "نيوزويك"
التي ستحتفي العام المقبل بالذكرى الثمانين لتأسيسها نسختها الورقية
الاخيرة في الولايات المتحدة في 31 كانون الأول/ديسمبر، قبل أن تغوص
بالكامل في الصحافة الالكترونية، في خطوة تنم عن المصاعب التي تواجهها
الصحف. وقد كتب كل من تينا براون مؤسسة مجموعة "نيوزويك/ذي دايلي بيست"
ورئيسة التحرير فيها، وبابا شيتي المديرة العامة للمجموعة في مذكرة
موجهة إلى الموظفين نشرت على موقع "ذي دايلي بيست" أن هذا التغيير "يعكس
واقعا مرا".
وأعلن في المذكرة عن تخفيض عدد الوظائف في مكاتب المجموعة في
الولايات المتحدة والخارج. وأضافت تينا براون وبابا شيتي "يواجه قطاعنا
صعوبات متزايدة خاصة بالترويج في مجال النشر"، مشيرتين إلى دراسة حديثة
أجراها معهد "بيو" بينت أن 39% من الاميركيين يفضلون الاطلاع على
الأخبار على الانترنت. وتعاني الصحف في الولايات المتحدة وغيرها من
البلدان تراجع الايرادات المتأتية من الاعلانات التي تركز أكثر فأكثر
على الانترنت. واطلقت مجلة "نيوزويك" في العام 1933 بمبادرة من صحافي
سابق كان يعمل في مجلة "تايم"، وهي بدأت تخسر شعبيتها منذ عدة سنوات،
على الرغم من الصفقة التي ابرمتها في العام 2010 مع الموقع الإخباري
"ذي دايلي بيست".
في السياق ذاته اعلنت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية العريقة انها
ستطلق في الفصل الاول من العام 2013 نسخة باللغة البرتغالية موجهة الى
البرازيل ضمن سياستها التوسعية، بحسب ما اعلن مدير النشر في ساو باولو.
وجاء هذا الاعلان على لسان ارثور سولزبورغر في الجمعية العامة الثامنة
والستين لجمعية القارة الاميركية للصحافة التي عقدت في العاصمة
الاقتصادية للبرازيل. واعتبر ارثور سولزبورغر ان قرار صحيفته يشير الى
ان البرازيل اصبحت "واحدة من اهم الدول في العالم"، داعيا العالم الى
الاستثمار فيها ومذكرا بنجاحها في تقليص الفقر وتعزير الطبقة الوسطى.
بحسب فرنس برس.
وستنطوي النسخة البرتغالية من الصحيفة على ثلاثين الى اربعين مقالا
يوميا، ثلثاها مترجم عن اللغة الانكليزية، والثلث الباقي بقلم صحافيين
برازيليين. وفي مطلع العام الجاري، اطلقت صحيفة نيويورك تايمز نسخة
تجريبية باللغة الصينية، سرعان ما وجدت جمهورا لها، بحسب الصحيفة.
اول صحيفة أردنية
على صعيد متصل أطلقت في عمان اول صحيفة الكترونية في الاردن تحت اسم
"المقر"، يطمح القائمون عليها بان تكون على مستوى الصحافة العالمية
والعربية في محتواها ومهنيتها. وقال رئيس تحرير الصحيفة سلامة الدرعاوي
في بيان ان " المقر ستقوم بتغطيات ومتابعات شاملة لكافة الاحداث، ولن
تكتفي بنقل الخبر، انما ستدعم ذلك بالتحليلات البناءة والمتابعات
الاحترافية، وكشف ما وراء الخبر". واضاف ان "المقر ستقدم حزمة متكاملة
من الخدمات الاعلامية التي تتواءم مع الاعلام الحديث بكل وسائله
التكنولوجية المعاصرة، وتتواصل مع المواطن ومشاكله وهمومه، وطرح وجهات
النظر المختلفة وفق أسس موضوعية دون ان تجير لصالح جهة ما".
واوضح الدرعاوي ان الصحيفة يديرها طاقم صحافي مهني متكامل سيبث
اخبارا سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية على مدار الساعة.
وقال رئيس مجلس الادارة طاهر العدوان، وهو وزير اعلام سابق ان " المقر
يقف خلفها طموح كبير من المؤسسين والصحافيين بان تكون على مستوى
الصحافة العالمية والعربية في محتواها ومهنيتها، تحترم عقل المواطن
وتسعى لنشر الحقيقة وتداولها بين القراء من أردنيين وعرب". بحسب فرنس
برس.
واضاف "سنسعى بكل تصميم ومهنية عالية الى تكريس حق الاردنيين في
حرية الرأي والرأي الأخر، انسجاما مع ايماننا انه بدون اعلام حر لا
يكون المجتمع حرا". وتابع "لقد انتهى زمن الاعلام المركزي الذي يزعم
بانه يحتكر الحقيقة ويفكر نيابة عن القارئ والمشاهد، لا مستقبل
للمركزية في الاعلام فنحن نعيش عالما جديدا وفضاء إعلاميا مختلفا".
ورأى العدوان ان "الابتكارات الهائلة في الاتصالات اعادت صياغة عملية
التواصل بين افراد المجتمع من جهة، وبينه وبين الدولة من جهة اخرى"،
مشيرا الى ان "من لا يريد ان يكون جزءا من هذه التحولات العظيمة سيكتشف
انه يعيش عزلة قاتلة". ويقدر عدد المواقع الاخبارية الالكترونية
المحلية في الاردن، باكثر من 100 موقع.
عين تسهر
من جهة اخرى فان عشرات الالاف من التعليقات تنشر يوميا تكون احيانا
عنصرية او تشهيرية او بذيئة، لكن ثمة عين تسهر في فرنسا على المواقع
الاخبارية عبر الانترنت باستمرار، تحاول اقامة توازن بين الرقابة وحرية
التعبير حتى تبقى الشبكة العنكبوتية مكانا وديا. فعلى سبيل المثال اثار
احتمال التوصل الى اتفاق ودي في قضية دومينيك ستروس كان ونافيستو ديالو
من خلال دفع عطل وضرر كبير لها، الكثير من التعليقات.
فيقول احد رواد الانترنت معلقا تحت مقال منشور على موقع صحيفة
الكترونية تتلقى 200 الى 300 الف تعليق شهريا "انها المداعبة الجنسية
بالفم الأغلى ثمنا في العالم". الا ان هذا التعليق "لن يمر" على ما
يقول ديفي (36 عاما) الذي يشرف على جزء من هؤلاء "المراقبين" الذين
يعملون لدى شركة "نيتينو". فهذه الشركة ومقرها قرب متحف اللوفر في
باريس تعمل لغالبية وسائل الاعلام الفرنسية ومواقع اللقاءات وتدير
صفحات فيسبوك لماركات كبيرة. ويتابع ديفي "انه تعليق مبتذل ولا يمكننا
ان ندعه يمر. في المقابل التعليق الذي يقول : انا مستعد ان اتعرض
لاعتداء جنسي ندعه يمر مع ان طابعه الفكاهي مشكوك به".
وبحسب وسائل الاعلام، فان التعليقات تدرس قبل ان يسمح بنشرها عبر
الانترنت. ومن اصل 140 "مراقبا" ثمة 15 الى 20 % منهم مقرهم في فرنسا،
اما البقية فموزعون على دول فرنكوفونية لا سيما في افريقيا. وهؤلاء "المسهلون"
يقرأون على مدار الساعة الرسائل التي تراوح بين "لول" بسيطة (لاف اوت
لاود اي اضحكني الامر كثيرا) وفقرات عدة فضلا عن الصور. ويطلع كل واحد
منهم بشكل وسطي على 80 تعليقا او رسالة في الساعة.
واضافة الى معرفة كل الاختصارات والتعابير الاخرى التي تنتشر عبر
الانترنت، ينبغي على هؤلاء ان يتمتعوا بقدرة كبيرة على فهم السخرية
والمعاني المبيتة. لذا لا يمكن لأجهزة الكمبيوتر ان تقوم بهذه المهمة
على ما يقول جيريمي ماني رئيس شركة "نيتينو". ويوضح "يؤخذ علينا كثيرا
اننا غالبا ما نصل الى حدود الرقابة. لكن يجب ان نفهم اننا ندير مواقع
ناشرين وان هذه الفضاءات الخاصة ليست الانترنت. ويدعى رواد الانترنت
الى التعبير عن رأيهم. وكل الافكار والاراء مرحب بها مبدئيا".
ويتابع قائلا "لكن يجب ان تتمتع بحد ادنى من الاحترام. فعندما اتلقى
دعوة الى العشاء لن اضع رجلي على الطاولة كما افعل عندما اكون في منزلي.
فاذا كانت قواعد المنتدى لا تناسبك لا احد يمنعك من فتح مدونة خاصة بك"
موضحا ان كل موقع يدرج حدودا لحرية التعبير في "ميثاقه". ويوضح رئيس
الشركة "البعض يكون متساهلا اكثر من غيره في ميثاقه من اجل احداث ضجة
اكبر. وثمة اخرون يحرصون على احترام صورتهم ولا يقبلون باي تجاوزات" من
دون ان يذكر اي اسم. بحسب فرنس برس.
ومن المواضيع التي تثير اكبر جدل، النزاع الفلسطيني الاسرائيلي
وارتداء البرقع وموقع المهاجرين او غجر الروما في المجتمع فضلا عن زواج
المثليين جنسيا. وهذه المواضيع تؤدي الى تعليقات عدائية وبذيئة وحتى
عنصرية وتشهيرية. وبعض المستخدمين الذين ارتكبوا تجاوزات متكررة يمنعون
كليا من مواقع الاخبارية الالكترونية من خلال تعطيل عنوانهم. وتبلغ
الشرطة بالتلعيقات المتعلقة بتهديدات بالانتحار او ارتكاب هجمات او تلك
التي تتعلق بتحرشات جنسية باطفال والدعارة. ويقول ديفي المشرف على هذا
العمل ان 20 الى 30 % من التعليقات بشكل وسطي يتعرض للرقابة.
تكريم موقع رو 89
الى جانب ذلك نال الموقع الالكتروني الفرنسي "رو 89" في سان
فرانسيكو الجائزة الأولى في فئة المواقع الالكترونية الاخبارية غير
الانكليزية، التي تمنحها المنظمة الأميركية للأخبار الالكترونية (أو أن
أيه). وهذه هي السنة الثالثة على التوالي التي يفوز فيها موقع إلكتروني
فرنسي بهذه الجائزة. وقال لوران مورياك المدير العام ل"رو 89" "مقارنة
بالبلدان الاوروبية الاخرى، شهدنا في فرنسا عددا كبيرا من التجارب
الصحافية على الانترنت ومن المواقع الالكترونية التي انطلقت من دون
الارتكاز على وسائل اعلام تقليدية. أعتقد أن التكريم هو لهذا المزيج من
المبادرات".
وأضاف "ما يميز رو 89 عن غيره هو جانبه التشاركي ورغبته في استعمال
الانترنت لإشراك قرائه في انتاج المعلومات وبناء علاقة ثقة بين
الصحافيين والمواطنين". وأطلق صحافيون سابقون في صحيفة "ليبيراسيون"
موقع "رو 89" الذي يعتبر رائد المواقع الاخبارية المجانية في فرنسا، من
دون مستثمر ولا مجموعة صحافية، يوم الدورة الثانية من الانتخابات
الرئاسية في أيار/مايو 2007. بحسب فرنس برس.
وكان هدفهم منذ البداية "ابتكار وسيلة اعلامية تزاوج بين الصحافة
المحترفة وثقافة الانترنت"، بالارتكاز على مشاركة القراء. لكن هذا
الموقع الالكتروني الذي أبصر النور على شبكة الانترنت وقرر مطلقوه أن
تكون معلوماته مجانية لم يحقق التوازن الاقتصادي، فاشترته صحيفة "لو
نوفيل اوبسرفاتور" سنة 2011. |