أونها-3... صاروخ كوري يثير الارتياب!

 

شبكة النبأ: في تطور جديد أطلقت كوريا الشمالية الصاروخ طويل المدى "أونها-3" وهو ما اعتبره البعض تحدي كبير لقرارات المجتمع الدولي الذي يسعى الآن الى إيجاد رد مناسب لهذا الانتهاك الخطير والمرفوض حتى من حلفاء هذه الدولة النووية المحاصرة، ويرى بعض المراقبين إن توقيت إطلاق هذا الصاروخ يأتي ضمن خطه تهدف الى تعزيز قوة الزعيم الشاب كيم جونج أون الذي يواجه العديد التحديات والأزمات السياسية والاقتصادية، لكن هذه الخطوة وبحسب تقديراتهم ستزيد بعزلة كوريا الشمالية التي ستواجه ضغوط جديدة قد تكون اشهد قسوة الأمر الذي قد يعقد الأمور أكثر فأكثر وربما سيؤدي إلى اندلاع حرب كراثية قد تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وهو ما قد يدعوها الى استخدام الأسلحة غير التقليدية، وفي هذا الشأن فقد أكدت كوريا الشمالية أنها للمرة الأولى أطلقت بنجاح صاروخا وضع في المدار قمرا اصطناعيا لإغراض مدنية، حسب ما ذكرت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية.

وقالت الوكالة ان "أطلاق النسخة الثانية من صاروخنا  من مركز الفضاء في سوهاي قد نجح" وان "القمر الاصطناعي دخل في المدار كما هو مقرر". ونشر هذا الخبر حرفيا ايضا عبر التلفزيون الكوري الشمالي. وتلت مقدمة التلفزيون من خلال "برنامج خاص" البيان الرسمي حول إطلاق الصاروخ. وندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون باطلاق الصاروخ الكوري الشمالي معتبرا ان ذلك يشكل "عملا استفزازيا" ينتهك قرارات مجلس الامن، على ما اعلن المتحدث باسمه مارتن نسيركي. وقال المتحدث ان "الامين العام قلق للعواقب السلبية التي قد تترتب عن هذا العمل الاستفزازي على السلام والاستقرار في المنطقة".

وبدأ مجلس الامن الدولي "مشاورات" بهذا الموضوع، حسب ما اعلن دبلوماسي غربي في الامم المتحدة. وقال هذا الدبلوماسي ان "اليابانيين والاميركيين طلبوا مشاورات في مجلس الامن واوضح ان هذه الدعوة لهذا الاجتماع الاستثنائي "تنبىء بان رد فعل قويا سيصدر عن المجلس" بشأن اطلاق الصاروخ الذي تشتبه سيول وطوكيو والغربيون بانه تجربة صاروخ بالستي. ويحرم قرارا الامم المتحدة 1718 و1874 على بيونغيانغ القيام بمثل هذا النشاط النووي او البالستي.

كما نددت الصين ضمنا باطلاق الصاروخ معتبرة ان على بيونغ يانغ ان "تحترم" قرارات الامم المتحدة التي تحظر عليها اطلاق صواريخ بالستية، بحسب ما اوردت وكالة انباء الصين الجديدة. لكن الوكالة اضافت ان على بيونغ يانغ ان "تحترم قرارات مجلس الامن ذات الصلة بما فيها القرار 1874 الذي يطالب بيونغ يانغ بعدم القيام بأي عملية اطلاق تستخدم تكنولوجيا الصواريخ البالستية وتدعوها الى تعليق كل الانشطة المرتبطة ببرنامجها للصواريخ البالستية".

ورات الوكالة انه "بدل القيام بخطوات وتبني خطاب حربي" على الإطراف المعنية ان "تتخذ تدابير ملموسة لإحلال الظروف الملائمة للحوار والعودة الى طاولة المفاوضات باسرع وقت ممكن". والصين هي الحليف الاساسي لنظام كوريا الشمالية المعزول دبلوماسيا بفعل العقوبات الدولية والمنهار اقتصاديا. واتفق البلدان مؤخرا على تسريع تطوير مناطق اقتصادية على طول حدودهما المشتركة.

كما نددت الرئاسة الأميركية بإطلاق كوريا الشمالية صاروخها معتبرة العملية بمثابة "استفزاز شديد". وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض تومي فيتور في بيان ان اطلاق بيونغ يانغ صاروخا هو "استفزاز شديد يهدد الامن الاقليمي وينتهك بشكل مباشر قراري مجلس الامن الدولي 1718 و1874 .. ويقوض نظام منع انتشار الاسلحة النووية". واضاف ان عملية الاطلاق هي "مثال اخر على نمط سلوك كوريا الشمالية غير المسؤول". واكد انه "على ضوء التهديد الحالي للامن الاقليمي، فان الولايات المتحدة ستعزز وتزيد تعاونها الوثيق مع حلفائنا وشركائنا" مشيرا الى ان "كوريا الشمالية انما تعزل نفسها اكثر بقيامها بمثل هذه الاعمال الاستفزازية".

وقال ان "تخصيص الموارد النادرة لتطوير صواريخ بالستية واسلحة كيميائية لم يجلب (لكوريا الشمالية) الامن والقبول في صفوف الاسرة الدولية، ولن يفعل ابدا". من جهتها اعلنت قيادة الدفاع الجوي لشمال اميركا ان كوريا الشمالية نجحت على ما يبدو في وضع "جسم" في المدار اثر اطلاق "صاروخ". بحسب فرنس برس.

واعلنت الهيئة في بيان انه "على ضوء المؤشرات الاولية، فان الصاروخ نشر جسما وضع في المدار" مضيفة ان "الصاروخ او الاجزاء المتساقطة منه لم تشكل في اي وقت تهديدا لشمال اميركا". واوضحت ان المعطيات الاولية تشير الى ان الطبقة الاولى من الصاروخ سقطت في البحر الاصفر وتوقعت ان تسقط الطبقة الثانية منها في بحر الفيليبين.

في السياق ذاته عبرت روسيا عن أسفها العميق لإطلاق كوريا الشمالية صاروخا قائلة إن بيونجيانج انتهكت قرارا لمجلس الأمن الدولي يقيد استخدامها للتكنولوجيا البالستية. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ زاد من زعزعة استقرار المنطقة ودعت الدول الأخرى الى الابتعاد عن التصرفات التي يمكن أن تؤدي الى تصعيد التوتر.

ونقلت وكالة انترفاكس إيه.في.إن العسكرية للأنباء عن مصدر أن وزارة الدفاع الروسية قالت إن الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية اتخذ مسارا جنوبيا. وقالت إنترفاكس-إيه.في.إن نقلا عن المصدر الذي لم تذكر اسمه "رصدت أنظمة الإنذار المبكر من الصواريخ الصاروخ الكوري الشمالي. اتخذ الصاروخ مسارا جنوبيا من شبه الجزيرة الكورية الشمالية ولم يشكل خطرا على روسيا."

من جانبها دانت بريطانيا إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً طويل المدى يحمل قمرا صناعيا، وأنها ستستدعي السفير الكوري الشمالي في لندن للإحتجاج على هذه الخطوة. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان إن اطلاق كوريا الشمالية القمر الصناعي "يعتبر انتهاكاً واضحاً لقراري مجلس الأمن الدولي 1718 و 1874 لأنه ينطوي على اختبار تكنولوجيا الصواريخ البالستية، وعملاً استفزازياً سيؤدي إلى زيادة التوتر في المنطقة".

وأضاف "سنستدعي سفير كوريا الشمالية لدى بريطانيا، ونتشاور بشكل عاجل مع شركائنا في مجلس الأمن الدولي بشأن ردنا على هذا التطور". وأكد الوزير البريطاني على "ضرورة امتناع كوريا الشمالية عن أي عمل استفزازي آخر، واتخاذ خطوات بناءة نحو نزع السلاح النووي والسلام الدائم والإستقرار في شبه الجزيرة الكورية".

من جانب اخر انتقد حلف شمال الاطلسي بشدة اطلاق كوريا الشمالية صاروخا قائلا انه ينتهك قرارات مجلس الامن التابع للامم المتحدة وقد يقوض استقرار المنطقة. وقال اندرس فو راسموسن الامين العام للحلف في بيان "يواصل حلف شمال الاطلسي دعوة السلطات في كوريا الشمالية للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي." وكانت عملية اطلاق سابقة في ابريل نيسان قد فشلت وسقط الصاروخ الكوري الشمالي بعد اطلاقه بأقل من دقيقتين. بحسب رويترز.

ودعا الحلف كوريا الشمالية في وقت سابق الى الغاء اطلاق الصاروخ المقرر الذي تستخدم فيه تكنولوجيا الصواريخ الباليستية. وقال راسموسن في بيانه انه على كوريا الشمالية ان "تذعن تماما لإرادة المجتمع الدولي كما عبر عنها مجلس الامن التابع للامم المتحدة والحظر المفروض على اطلاق الصواريخ."

واشنطن تؤكد

على صعيد متصل أكدت وزارة الخارجية الأميركية اعتقال اميركي في كوريا الشمالية التي لا تقيم معها الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية وتفرض عليها الاسرة الدولية عقوبات. وردا على سؤال حول مقال نشرته صحيفة كورية جنوبية استنادا الى خبر نشرته وكالة الانباء الكورية الجنوبية يونهاب، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند "نحن بالتأكيد على علم بهذه المعلومات التي مفادها ان مواطنا اميركيا معتقل في كوريا الشمالية" مضيفة ان "اولى اولوياتنا هي رفاهية مواطنينا".

وذكرت نولاند بان واشنطن "ليس لها ممثلية دبلوماسية في بيونغيانغ" وان "سفارة السويد ترعى المصالح الاميركية في كوريا الشمالية". ولم تقدم نولاند اي ايضاح حول هوية الاميركي المعتقل عازية ذلك "لاعتبارات خاصة". وحسب صحيفة كوكمين ايلبو الكورية الجنوبية، فان اميركيا من اصل كوري يبلغ من العمر 44 عاما معتقل منذ مطلع تشرين الثاني/نوفمبر في كوريا الشمالية. وذكرت الصحف ان احد السياح الذين كانوا يسافرون معه كان ينقل جهاز كومبيوتر يتضمن معطيات حساسة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 15/كانون الأول/2012 - 30/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م