الارهاب في سوريا... من قائمة العار الى تنظيم القاعدة

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: بليغة هي العبر التي تعيشها سوريا.. شعبا ونظاما، بعد ان استفحل على اراضيها داء الجماعات المسلحة المتجردة من أي قيمة انسانية او حقوقية او حتى حيوانية،  وهي تضرب للقاصي والداني قبح المشروع السياسي الذي تمني به نفسها ونفس من يدعمها عربيا او غربيا.

ولكونها تمثل في صميم بنيتها التنظيمية والهيكلية مجموعة اوباش من المتأسلمين والسفطاطئيين الذين كانوا حتى عهد قريب يعيشون على هامش الحياة في الدول الغربية بين محجور ومخمور لا يفقهون مما يدعونه شيئا، تملك معظم الدول الراعية لهم اعياء شديد وهي تأمل في توحيد صفوفهم، على الرغم من الاموال الطائلة التي ضخت في سبيل ذلك.

والبرهان على ذلك فشل سلسلة المجالس والتنظيمات والمحاور والتنسيقيات التي شكلت تباعا على مدار فترة انطلاق الازمة السورية، فيما كان لتشظي المجموعات الارهابية المقاتلة -على الرغم من الحضور الميداني للأجهزة الاستخباراتية العسكرية للدول الغربية وادارتها المعارك- سببا رئيسا في عدم تحقيق نجاح ساحق يحسب لها حتى الان، على الرغم من تراجع الجيش السوري في الكثير من المحاور المهمة، الامر الذي دفع بمعظم افراد تلك الجماعات الى ارتكاب مجازر وانتهاكات بحق المدنيين العزل.

جبهة النصرة

حيث كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن جبهة النصرة التي تقاتل جنبا إلى جنب مع المتمردين في سوريا، والمخاوف من ازدياد نفوذها. وتشكلت جبهة النصرة، وأسمها الكامل "جبهة النصرة لأهل الشام" أواخر سنة 2011، مع احتدام المعارك والعنف بين النظام السوري والمتمردين بإشراف ودعم قطري سعودي، ودعت الجبهة في بيانها الأول الذي أصدرته في 24 يناير/كانون الثاني 2012 السوريين "للجهاد" وحمل السلاح في وجه النظام السوري.

وتبنت جبهة النصرة عددا من الهجمات كان أبرزها عمليات تفجير بمبنى قيادة الأركان في العاصمة دمشق في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٢، وتفجير بمبنى المخابرات الجوية في حرستا بالإضافة إلى تفجير بمبنى نادي الضباط بحلب.

ويزداد التخوف الدولي من هذه الجبهة التي تشكل المجاميع الوهابية التكفيرية معظم افرادها، باعتبار أنها تضم عناصر إسلامية متشددة، لها أجندات شخصية تسعى لتطبيقها بدخول سوريا بمرحلتها الانتقالية بعد التخلص من نظام بشار الأسد.

ودفع الأمر الولايات المتحدة الأمريكية إلى تكثيف جهودها ليتم تصنيف هذه المنظمة ضمن قوائم الجماعات الإرهابية.

وتنقسم آراء الخبراء بين فئة يؤكدون مدى خطورة جبهة النصرة وتغلغلها العميق بين المتمردين، وبين فئة أخرى تقلل من أهمية جبهة النصرة مستندة إلى المثال الليبي الذي ذابت إلى حد ما كافة المجموعات التي قاتلت في الثورة، في الوقت الذي يشير فيه البعض إلى أن تعظيم حجم جبهة النصرة ما هو إلا "فبركة إعلامية" من قبل النظام السوري الذي يريد تقديم المشهد السوري للعالم على أنه حرب ضد الإرهاب.

وتزداد المخاوف من الجبهة عندما يتعلق الموضوع بالأسلحة الكيماوية السورية، والمخاوف من وقوعها بيد أشخاص من الممكن أن يستخدموها إليها لاحقا في فرض أجنداتهم لخاصة.

الاسلحة الكيمياوية

من جهتها حذرت دمشق من استخدام "المجموعات الارهابية" السلاح الكيميائي ضد الشعب السوري، مؤكدة في الوقت نفسه انها لن تلجأ من جهتها "في اي ظرف" الى استخدام السلاح الكيميائي "ان وجد لديها".

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية ان "سوريا تحذر من قيام المجموعات الارهابية باللجوء الى استخدام السلاح الكيميائي ضد أبناء الشعب السوري، وتستهجن عدم تحرك المجتمع الدولي لمعالجة تطورات الوضع بعد سيطرة المجموعات الارهابية مؤخرا على معمل خاص لتصنيع مادة الكلور السامة شرق مدينة حلب".

ويرجح ان المقصود بهذا المعمل مصنع "الشركة السورية السعودية" قرب بلدة السفيرة في محافظة حلب التي استولى عليها مقاتلون معارضون، على راسهم جبهة النصرة.

وينتج هذا المصنع غاز الكلور والصودا الكاوية (كوستيك صودا)، ويقع في منطقة زراعية. وتقدم مزارعون في الماضي بشكاوى عدة ضد المصنع المذكور بحجة تلويثه مياه الري. واكد بيان الخارجية ان "سوريا لن تستخدم السلاح الكيميائي ان وجد لديها تحت أي ظرف كان لانها تدافع عن شعبها ضد الارهاب المدعوم من دول معروفة تأتي الولايات المتحدة الاميركية في مقدمتها".

وعلى جبهة المعارضة، صرح الامين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مصطفى الصباغ ان الائتلاف سيعلن قبل مؤتمر "مجموعة اصدقاء سوريا" المقرر في مراكش في 12 من الشهر الحالي، ولادة "مجلس عسكري اعلى" تم تشكيله من غالبية المجموعات الميدانية المقاتلة ضد النظام.

واوضح مسؤولون عسكريون شاركوا في اجتماعات مطولة في انطاليا في تركيا في حضور ممثلين ل12 دولة بينها الولايات المتحدة وفرنسا وقطر وتركيا، انتهت بانشاء القيادة العسكرية الجديدة ان جميع التشكيلات العسكرية المقاتلة ممثلة في المجلس، باستثناء جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة.

واختير ضابطا سابقا ليكون على رأس قيادة جديدة يهيمن عليها إسلاميون في محاولة يدعمها الغرب لتنظيم المعارضة. وفي تركيا قالت مصادر بالمعارضة ان القيادة المشتركة الجديدة للمعارضة المسلحة التي تم تشكيلها في الآونة الأخيرة اختارت العميد سليم إدريس وهو ضابط من مئات الضباط الذين انشقوا عن جيش الأسد رئيسا لها.

وتضم القيادة الموحدة كثيرين على صلة بجماعة الإخوان المسلمين والسلفيين. واستبعدت القيادة الضباط الأعلى رتبة بين المنشقين عن جيش الأسد.

وبدا كل من موسكو - اهم داعمي الأسد في الخارج - وواشنطن - التي تقول انها لا تقدم للمعارضة سوى المساعدات غير الفتاكة - اقل تفاؤلا بشأن امكانية نجاح المساعي الدبلوماسية لإنهاء الصراع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 12/كانون الأول/2012 - 27/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م