الإعلام العربي... مصاديق المهنة وتزييف الحقائق

 

شبكة النبأ: تعتبر المؤسسة الإعلامية إحدى أهم واخطر المؤسسات التي ترتبط بشكل مباشر مع المشاهد والمتلقي لذا فهي تلعب دور مهم وأساسي في نقل الكثير من الأحداث والوقائع اليومية، ويرى بعض المتخصصين ان الإعلام بشكل عام ومنه الإعلام العربي لايزال خاضع لأهواء وتطلعات الجهات المالكة او المستفيدة التي تسعى الى نقل وإظهار ما يخدم مصالحها حتى وان استدعى الأمر تزيف تلك الحقائق وفبركتها، وهو ما يكون بعيدا كل البعد عن المهنية والمصداقية التي ترفع كشعار من قبل الجميع، مؤكدين في الوقت ذاته على ان العديد من القنوات الإعلامية لاتزال تحت هيمنة السلطات ومراقبة الحكومات، وفي هذا الشأن فقد أشار أسعد ابو خليل أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية كاليفورنيا على مدونته إلى قيام صحفية في قناة فرانس 24 بإزالة اسمها عن تقرير حول قناة الميادين عقب انتقاده لمصداقية مصادر الخبر في التقرير المذكور.

وجرى بث تقرير قناة فرانس قبل انطلاق قناة الميادين وسبق أن أشار أبو خليل إلى مشاهدته لتقرير في قناة فرانس 24 عن قناة الميادين ولم تكن القناة المذكورة قد أطلقت بعد حيث زعم التقرير أن القناة متحيزة رغم أنها لم تبدأ البث حين بثت فرانس 24 التقرير فضلا عن اتهامها بأنها ممولة من إيران ورامي مخلوف. وسألت الصحفية عن مصداقية قناة الميادين قبل ودون مشاهدة أي من برامج القناة بل استنادا إلى مصادر التمويل المزعومة!

ويشير أبو خليل بأن لو كان تمويل القناة هو معيار المصداقية فلا توجد قناة بريئة بما فيها فرانس 24! وعقب ذلك قامت الصحفية المذكورة في قناة فرانس 24 بإزالة اسمها عن التقرير على الإنترنت رغم أنها ظهرت وقرأتها بنفسها في الفيديو المنشور في الموقع وعلى القناة، وبررت ذلك بأنها غير مسؤولة عن التقرير وأنهم في فرانس 24 يضعون اسمها اعتباطا حتى لو لم تكن هي وراء الخبر المعني!

ويشير أبو خليل في مدونته حسب مصادر ذكرها عن تعيين كريستين أوكرين مديرة لقناة فرانس 24، وهي زوجة وزير الخارجية السابق كوشنر ومن مؤيدي الاحتلال الإسرائيلي وغزو العراق، وقامت كريستين بتعيين ناهدة نكد رغم الاعتراضات الداخلية بين الصحفيين العرب الذين يعانون من الأجور الزهيدة والعمل المضني مع جيش من المتعاونين الذين يجهدون في عملهم لقاء أجور بخسة بسبب سوء تنظيم العمل في القناة. بحسب أريبيان بزنس.

جدير بالذكر أن قناة فرانس تتحيز لكل ما هو فرنسي لدرجة أنها حولت صهيوني اسمته "المفكر" هنري برنار ليفي إلى زعيم الثورة الليبية وملهمها في فيلم وثائقي أعدته عن نشطاء الإنترنت ويثته قبل أسابيع قليلة. قناة الميادين تعتمد توقيت القدس ولفلسطين مكانة وأولوية كبرى في القناة، أي تلتزم بمقولة الشاعر العراقي مظفر النواب:" بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة حطموها على قحف أصحابها اعتمدوا القلب فالقلب يرف مهما الرياح الدنيئة سيئة جارفة".

دمشق تتهم

في السياق ذاته اتهمت السلطات السورية اجهزة استخبارات غربية بانها تسعى "بالتعاون مع جهات عربية لاختطاف ترددات القنوات الفضائية السورية" لبث اخبار خاطئة مثل سقوط النظام او حصول انقلاب. وفي بيان اوردته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، قالت وزارة الاعلام السورية ان "اجهزة استخبارات غربية بالتعاون مع جهات عربية تخطط لاختطاف ترددات القنوات الفضائية السورية لبعض الوقت عبر محطات التحكم بالبث الموجودة في دول مجاورة".

واضافت الوزارة ان "هدف تلك المخططات هو بث انباء كاذبة متوقعة كالقول بحدوث انقلاب او انشقاق او سقوط نظام وغيرها من خلال استخدام اعلاميين سوريين يعملون في محطات عربية او غربية او اعلاميين سوريين قد يتم الضغط عليهم بعد اختطافهم". واكدت وزارة الاعلام السورية في البيان ان "تلك المحاولات تندرج في اطار المؤامرة على سورية وان كل ما يمكن ان يبث بهذا الصدد لا صحة له اطلاقا وعلى المواطنين التعاطي معه باعتباره جزءا من حملة الافتراء والتضليل والتحريض والخداع".

على صعيد متصل ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان المجلس الوطني للاعلام وافق على ترخيص صحيفة يومية سياسية خاصة باسم "الشام"، ليصبح بذلك عدد الصحف السياسية اليومية الخاصة في سوريا اثنتين. والصحيفة الاولى هي صحيفة "الوطن" المقربة من السلطات التي انشئت العام 2006 وادرجها الاتحاد الاوروبي على لائحته السوداء في كانون الاول/ديسمبر 2011، مؤكدا انها "تشارك في حملات التضليل وتحرض على العنف في حق المتظاهرين". وهناك ثلاث صحف حكومية في سوريا هي تشرين والبعث والثورة.

وذكرت سانا ان المجلس الوطني للاعلام "اصدر قرارات ترخيص مؤخرا لإصدار اربع صحف منها صحيفة سياسية ثقافية اجتماعية يومية باسم الشام". وذكر خبير في شؤون الاعلام السوري ان صاحب الصحيفة الجديدة يدعى عميد الخولي، وانه عمل سابقا كرئيس تحرير لصحيفة "الثورة" السورية. كما رخص المجلس لصحيفة اسبوعية شاملة باسم "المنبر الحر" ومجلتين احداهما قانونية باسم "أروقة المحاكم" والاخرى طبية ثقافية باسم "الكمال الطبي". بحسب فرنس برس.

ومنح المجلس منذ تاسيسه في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 حتى الان الترخيص لأكثر من عشرين مطبوعة تتنوع بين السياسية والثقافية والقانونية والطبية. ويتولى المجلس الوطني للاعلام تقييم أداء الاعلام الوطني الرسمي والخاص ومتابعة تنفيذ قانون الاعلام وتنظيم قطاع الاعلام والمساهمة فى رسم السياسات الاعلامية ومنح التراخيص لوسائل الاعلام.

قناة "او ان تي في"

من جهة اخرى اعلن المنتج التونسي الفرنسي طارق بن عمار في بيان انه سيشتري شبكة قناة "او ان تي في" المصرية التي يملكها الملياردير المصري نجيب سويرس. واوضح بن عمار ان الصفقة التي لم يكشف عن قيمتها، تهدف الى اقامة شبكة تلفزيون تربط دول المغرب العربي ومصر واوروبا وغايتها اشاعة قيمة "حرية التعبير والكلمة"، مشيرا الى ان العملية ستتم عبر شركته الايطالية "بريما تي في".

ونفى بن عمار الذي كشف الصفقة خلال مؤتمر صحافي نيته الاستحواذ على قناة "لا سيتي" الايطالية التي تملكها "اتصالات ايطاليا" وعرضتها للبيع وكذلك لا ينوي الاستحواذ على "ميديا سات" التي تجمع خدمات قناة التلفزيون بمقابل ميدياسات. واوضح بن عمار بحسب تصريحاته التي اوردتها وسائل الاعلام الايطالية "لن اشتري لا سيتي ولا ميدياسات بريميوم، وكنت لاتشرف لو كنت استطيع فعل ذلك ولكني لا املك المال ولا الرغبة" في القيام بذلك. من جهة اخرى قال المنتج التونسي في بيانه ان "المباحثات متقدمة" بشان اطلاق قناة "نسمة" في فرنسا في 2013 والتي ستوجه لنحو سبعة ملايين فرنسي من اصل عربي او مسلم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11/كانون الأول/2012 - 26/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م