العراق ومعضلة التلوث البيئي

جاسم محمد حمزة الجبوري

 

شبكة النبأ: لا شك في أن للتلوث البيئي تأثيرات سلبيه كثيرة على البيئة وحياة المجتمع الذي يعيش في هذه البيئة سواء كان حيوان أو نبات أو إنسان بحسب تأثير الملوث البيئي وقدرة تركيزه في الأعضاء الحية الفعالة Living organismes والوقت الذي يستغرقه هذا الملوث حتى وان كان صغير الوزن في أحداث تغير في العضو الذي يصيبه أو يتركز فيه.

وتختلف الملوثات البيئية حسب نوعها كأن تكون بايولوجية أو كيمياوية أو فيزياوية وطبيعة تركيبها وحجمها ووزنها. نلاحظ أن بعد التطور الذي حصل منذ الثورة الصناعية الى يومنا هذا ازدادت في المقابل كثرة الملوثات البيئية وأنواعها وتحورت أشكالها وتركيبها الكيمياوي والفيزياوي فمن أنواع الملوثات البايلوجية والتي ازدادت وازداد اكتشافها منذ القرون الماضية من الألفية الثانية وما زالت تكتشف أنواع جديدة من هذه الملوثات كالبكتريا والفايروسات والطفيليات والفطريات وغيرها فهذه الإحياء المجهرية لها تأثير مباشرDirect على الكائنات الحية ومن ضمنها الإنسان فهي تعيش مع الكائن الحي وبمجرد توفر الظروف الملائمة لتكاثرها تؤدي الى أحداث تغير سلبي في الكائن الحي الذي تصيبه.

وكثيرة هي الإحصائيات المسجلة في العالم وبالأخص العالم الثالث وما احدثته هذه الاحياء المجهرية من تلوث بيئي وامراض وبائية حصدت الكثير من أرواح الناس كالهيضة (الكوليرا) والتايفوئيد والجدري والتهاب الكبد الفايروسي والسل والتدرن الرئوي, وغيرها مازالت مستعصية على الطب أن يجد حلاً لها مثل الأيدز (نقص المناعة المكتسبة) وانفلونزا الطيور ولا نعرف ماذا سيكتشف الطب الحديث من أسماء جديدة لملوثات جديدة من هذا النوع.

ونلاحظ أن سبب تكاثر وتوطن هذه الملوثات هو عدم العناية الصحية بالبيئة وقلة اللقاحات. والنوع الثاني من الملوثات هو التلوث بالمواد الكيمياوية كتلوث مياه الشرب بالمواد الكيمياوية الناجمة من نفايات المستشفيات والمعامل الصناعية ورمي المياه الثقيلة في المياه الصالحة للشرب وكذلك تلوث الهواء بالغازات والابخرة الناتجة من المعامل والسيارات فمثلا نرى كثرة الاصابة بتسوس الأسنان في المدن اكثر مما هو في القرى والأرياف وذلك بسبب كثرة المعامل الصناعية وشدة تزاحم الطرق بالسيارات وخاصة ساحات الوقوف مما يؤدي الى تركز الغازات السامة المنبعثة من احتراق البنزين ففي هذه الحالة يؤدي الى تركز عنصر الرصاص pb+ السام في الجسم بدلا من البوتاسيوم والكالسيوم مما يؤدي الى ضعف متانة الأسنان وبالتالي تعرضها للتسوس والتآكل. فمن الوجبات الأساسية التي يجب أتباعها للعناية بالبيئة وصحة الفرد والمجتمع.

1. على الجهات المسؤولة الحفاظ على البيئة من خلال متابعة كل الإشكال والعوامل التي ذكرناها والتي من شأنها أن تلوث البيئة وبذلك تنعكس سلباً على البيئة والمجتمع.

2. توفر اللقاحات والمستلزمات الطبية الأخرى.

3. الاستمرار بمكافحة البيئة بالمبيدات لغرض قتل الحشرات والطفيليات التي تنقل الجراثيم.

4. تشكيل لجان علمية متخصصة لغرض المتابعة والإشراف على المعامل الصناعية والمستشفيات الطبية من رمي نفايتها في المياه الصالحة للشرب.

5. التقليل من ازدحامات طرق السيارات.

6. تحسين عملية استخلاص البنزين بصورة جيدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 10/كانون الأول/2012 - 25/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م