ام المؤمنين تقتل ابناءها

نساء القاعدة ونساء الواقعة

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: هذا المصطلح يعرفه العراقيون، وظهر قريبا منه او تماهيا معه في فترة النظام السابق مصطلح ام المناضلين، والمقصود به هي صبحة طلفاح والدة صدام حسين، ووالدة وطبان وبرزان وغيرهم من عتاة المجرمين الذين اذاقوا العراقيين مرارات الحروب والقتل والتعذيب والتهجير وغيرها من صنوف المرارات.

وقبل ان تحوز السيدة صبحة على هذا اللقب النضالي والتاريخي، منع خير الله طلفاح اغنية للمطرب السوري وقتها موفق بهجت كانت كلماتها تقول : (يا صبحة هاتي الصينية.. صبي الشاي ليكي وليّة) عبر اتصال تلفوني مع وزير الثقافة والاعلام وقتها لطيف نصيف جاسم.. في تلك الأيام أقيم معرض عن حياة (أُم) القائد الضرورة في قاعة النصر في الباب الشرقي, وتوافد الزائرون والمدعوون لرؤية (الأم) العظيمة وافتتح (الخال الحاج خير الله طلفاح) المعرض المذكور, وكانت تبث حينها أغانٍ وموسيقى تتردد صداها في القاعة وبعد الافتتاح مباشرة انطلقت اغنية.. يا صبحة هات الصينية, وعندها أزبد الخال وعربد واعتبر ان بث الأغنية مقصدا للسخرية والاستهزاء يسئ الى سمعة ام المناضلين مما توجب إحالة مديرة المعرض (الفنانة التشكيلية ليلى لعطار) الى مجلس تحقيقي ومعاقبة جميع موظفي القاعة.

اختفى هذا المصطلح من التداول بعد العام 2003 وسقوط صدام حسين ونظامه، وظهرت القاعدة بتنظيماتها المتعددة التي اخذت تعيث قتلا ودمارا وتسرق فرح العراقيين بسقوط طاغيتهم ونظامه.

اعاد تنظيم القاعدة مصطلح ام المؤمنين بنسخته الاسلامية المطورة الى التداول عبر اطلاقه على احدى النساء التي يقوم عملها على تجنيد الانتحاريات من النساء اليائسات والتي عشن تجربة الاغتصاب او الزواج القسري من افراد التنظيم، وهو ما اصطلح عليه بالعلاقات المحرمة.

وقد ظهرت في الاعلام العراقي صورة ام المؤمنين الاولى بعد القبض عليها وهي سميرة أحمد جاسم، وهي عراقية قيادية في تنظيم القاعدة، ومسؤولة عن تجنيد الانتحاريات في العاصمة العراقية بغداد ومحافظة ديالى.. اعتقلت في العام 2009، واعترفت بتجنيد 28 امرأة انتحارية نفذن عمليات في بغداد وديالى.

وفي تصريح جديد حذرت مديرية مكتب الشؤون النسوية في محافظة ديالى سجى قدوري من سعي تنظيم القاعدة لتشكيل جناح نسوي مرتبط به إعتماداً على مبدأ (العلاقات المحرمة) وقالت قدوري أن تنظيم القاعدة اعتمد على مبدأ العلاقات المحرمة مع النساء لجذبهن في صفوفه علماً أن جميع الانتحاريات في ديالى كشفن عن إغتصابهن من قبل عناصر القاعدة.

قريبا من هذا الخبر أكدت دراسة أعدها (جهاز المخابرات) العراقي، ان الوضع العراقي أفرز مشاركة واسعة للنساء في عمل التنظيمات المسلحة، خاصة (القاعدة)، لعدة أسباب بينتها الدراسة على النحو التالي: (صعوبة قيام الرجال بمهام التنظيم نتيجة الحصار الأمني المكثف وتجفيف منابع الإرهاب).

و(الحاجة إلى الأضواء والرغبة في إحداث ضجة إعلامية كبيرة بعد خفوت تلك التنظيمات والتضييق عليها، وجفاف الكثير من منابعها، وليس أدل على ذلك من كون جميع العمليات الإرهابية التي كانت النساء طرفاً فيها أحدثت ردة فعل واهتماماً إعلامياً كبيراً).

و(سهولة تجنيد السيدات عن طريق اللعب على وتر الانتقام لمقتل أحد ذويهن مثل الزوج أو الأب أو الأخ أو الابن الذي ما يكون غالباً عضوًا في التنظيم)، إلى جانب (عدم توافر عناصر أمنية نسائية مؤهلة بالشكل المطلوب، الأمر الذي استفادت منه القاعدة في العراق فقامت بتجنيد نحو 60 انتحارية قمن بعمليات أودت بحياة الآلاف).

وتطرقت الدراسة إلى ابرز النساء الإرهابيات اللواتي تم الكشف عن تورطهن في العمليات المسلحة سواء داخل العراق أو خارجه، ومن هذه الأسماء (أم سلمة)، التي قالت عنها الدراسة إنها (عراقية، وأميرة سرية (ذات النطاقين) الاستشهادية، التي تشكَّلت منتصف 2008، وزوجة زعيم تنظيم القاعدة في شمال العراق (أبو عبيدة الراوي)، والذي قُتِل في إنزال جوي أميركي خريف عام 2007).

ومن بين النساء: مورييل ديغوك، التي قالت عنها الدراسة إنها (بلجيكية.. فجَّرت نفسها في بغداد في الـ9من تشرين الثاني/ نوفمبر 2005 ضد دورية أميركية، وكانت قد أسلمت وتزوجت شخصا مغربيا وغيرت اسمها إلى (مريم)، وتعد أول انتحارية في العراق، وبذلك تكون هي من فتح الطريق أمام تزايد العمليات الانتحارية النسائية في العراق).

وهناك أيضًا ساجدة عتروس الريشاوي، وهي:(انتحارية عراقية حاولت تفجير نفسها بالمشاركة في التفجيرات التي وقعت في 3 فنادق في العاصمة الأردنية عمان في نوفمبر 2005. وسهيلة حسين علي، التي وصفتها الدراسة بأنها (انتحارية عراقية، فجَّرت نفسها في العام 2007، وسط حشد لمتطوعي الصحوة).

ورانيا إبراهيم مطلك العنبكي، قالت عنها الدراسة:(انتحارية عراقية.. لم يتجاوز عمرها الـ15 عاماً.. استسلمت في اللحظات الأخيرة إلى قوات الأمن العراقية، واعترفت بأن والدتها وخالتها يقمن بتجنيد الانتحاريات، وأن لهن صلات وثيقة بتنظيم القاعدة في محافظة ديالى).

وأم أسامة: هي (مصرية اعتقلتها السعودية لنشاطها في الذراع الإعلامي النسائي لتنظيم القاعدة.. مسؤولة تحرير مجلة (الخنساء) الالكترونية المتطرفة، التي صدرت في العام 2004. وأم الرباب: وهي هيلة القصير.. سعودية اعتقلتها قوات الأمن في بريدة في القصيم في 24 آذار/ مارس 2010.. مهمتها الترويج لأفكار القاعدة.. وعنها تقول الدراسة: (إنها كانت متزوجة من عبد الكريم الحميد، المعتقل في السجون السعودية، ثم تزوجت أحد طلابه محمد الوكيل، والذي كان مطلوبًا لدى الجهات الأمنية، ثم قتل في اشتباك حي التعاون 2005، وأنجبت منه طفلته (الرباب)، ثم اقترنت بشخص آخر قبل القبض عليها في العام 2011.

وأم هاجر الأزديو: هي (وفاء الشهري)، أول امرأة سعودية تنضم إلى تنظيم القاعدة وتلقب بالتكفيرية.. هي زوجة سعيد الشهري، الرجل الثاني في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. في 2009، تسللت و هربت إلى الأراضي اليمنية للحاق بزوجها سعيد الشهري وشقيقها يوسف وابن أخيها عبد الإله).

في واقعة الطف الشهيرة والتي ارتبطت بثورة الامام الحسين عليه السلام كان للمراة حضور بارز في تلك الثورة وحتى بعدها في صوت العقيلة الهاشمية السيدة زينب الكبرى عليها السلام. يحدثنا تاريخ الواقعة ان امهات تسعة من شهداء كربلاء كن حاضرات يوم عاشوراء ورأين استشهاد أبنائهن، وهم: عبدالله بن الحسين وأمه رباب، وعون بن عبدالله بن جعفر وأمه زينب، والقاسم بن الحسن وأمه رملة، وعبدالله بن الحسن وأمه بنت شليل الجليلية، وعبدالله بن مسلم وأمه رقية بنت علي، ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل وأمه عبدة بنت عمرو بن جنادة، وعبدالله بن وهب الكلبي وأمه أم وهب، وعلي الأكبر وأمه ليلى كما وردت في بعض الأخبار. اضافة الى هذا العطاء، استشهدت امراة واحدة في واقعة الطف هي أم وهب زوجة عبدالله بن عمير الكلبي.

اما عن مجمل النساء اللواتي كن حاضرات في تلك الواقعة وعشن تلك التجربة المرة وما بعدها فهن: زينب، وأم كلثوم، وفاطمة، وصفية، ورقية، وأم هانئ (وهن من بنات أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام)، وفاطمة وسكينة (بنتا الإمام الحسين عليه السلام (ورباب، وعاتكة (أم محسن بن الحسن عليه السلام)، وبنت مسلم بن عقيل، وفضة النوبية جارية الإمام الحسين عليه السلام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 5/كانون الأول/2012 - 20/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م