انعدام الثقة في الاخوان المسلمين... مازال قائما في سوريا

 

شبكة النبأ: أخيرا وقف الاخوان المسلمون في سوريا وراء اتفاق جديد لتوحيد المعارضة السورية تم التوصل اليه في قطر لكن بعض السوريين يخشون ان تحاول الجماعة الاحتفاظ بنفس النفوذ الذي كان لها في المجلس الوطني السوري الاضيق تمثيلا.

ووافق المجلس الوطني السوري الذي يهيمن عليه الاخوان المسلمون المدعومون من قطر تحت ضغط شديد من الدوحة والولايات المتحدة يوم الاحد الماضي على ان يصبح أقلية في كيان أوسع نطاقا هو الائتلاف الوطني السوري.

وسيحاول الكيان الجديد نيل اعتراف دولي بانه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري ويكون هو المتلقي الرئيسي للدعم السياسي والانساني والعسكري للانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد.

وقال دبلوماسي على هامش محادثات الدوحة ان الاخوان المسلمين في سوريا -الذين وصل أقرانهم في مصر وتونس الى سدة الحكم- كانوا الكتلة التي بوسعها انجاح الاتفاق او افشاله.

وبعد ان استشعروا الرياح السياسية -حيث شارك عدد كبير من الدبلوماسيين الامريكيين ودبلوماسيي دول اخرى في المحادثات التي استمرت اسبوعا في قطر- وافق الاخوان المسلمون في سوريا على الكيان الجديد.

ويبدو أن المعارضة لانضمام المجلس الوطني السوري الى الائتلاف الجديد كانت تأتي أساسا من جانب شخصيات علمانية مثل زعيم المجلس الجديد الناشط المسيحي جورج صبرا.

وقال فاروق طيفور وهو شخصية بارزة من الاخوان المسلمين ونائب رئيس المجلس ان الاخوان المسلمين لن يحتكروا السلطة في الساحة السياسية وادارة الفترة المقبلة. وأضاف ان الاخوان سيكونون جزءا من اطار سوري شامل لاعادة بناء البلاد وشفاء الجروح التي خلفها حكم أسرة الاسد.

وكما حدث في مصر خلال الاشهر الاولى بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك حاول الاخوان المسلمون في سوريا التخفيف من نفوذهم على المجلس الوطني السوري حتى لا يفزعوا الداعمين الغربيين.

لكن تصاعدت الاتهامات الموجهة لهم بانهم يهيمنون على المجلس من خلال ممارسة النفوذ على اسلاميين مستقلين ويوجهون الاموال الى جماعات ذات حظوة لديهم داخل سوريا حتى تعزز من وجودها.

ومن المتوقع ان يشغل المجلس الوطني السوري نحو خمسي مقاعد الائتلاف الوطني السوري الجديد التي يبلغ عددها حوالي 60 مقعدا ومن ثم فمن المنتظر ان يتقلص نفوذ الاخوان المسلمين ولو على الورق.

وانتخب معاذ الخطيب وهو رجل دين من دمشق يحظى بشعبية أول رئيس للائتلاف. والخطيب (50 عاما) كان ضيفا دائما على شاشات قناة الجزيرة الفضائية التي تستخدمها قطر للترويج لإسلاميين لهم علاقة بالاخوان وتسهيل قبول الولايات المتحدة للشبكة الاسلامية.

وقال حسن حسن وهو معلق سوري يعيش في الامارات انه يعتقد ان الخطيب مستقل حقا ولا ينضوي تحت لواء الاخوان المسلمين لكن من غير الواضح بعد هل ستكون الجماعة قادرة على الهيمنة على الائتلاف الوطني الجديد.

وأضاف "هذا سؤال بمليون جنيه." واستطرد انه حين طرحت الولايات المتحدة هذه الخطة الجديدة علم الاخوان المسلمون انه لن يكون بوسعهم الاصرار على بقاء المجلس الوطني السوري ولذلك بدأوا يبنون لنفسهم مكانا جديدا في الائتلاف ونجحوا في ذلك.

واستقال عدد كبير من الشخصيات البارزة في المجلس الوطني خلال الاشهر القليلة الماضية شاكين من ان الاسلاميين يهمشون الاقليات والمرأة. وغادر ثلاثة آخرون محادثات الدوحة من بينهم اديب الشيشكلي مؤسس المجلس الوطني وعبروا عن غضبهم من عدم تمكين المرأة من الوصول الى الامانة العامة الجديدة للمجلس الوطني التي انتخبت الاسبوع الماضي.

ويقول الاخوان المسلمون الذين تأسس فرعهم في سوريا عام 1936 انهم ببساطة منظمون اكفاء وتقر بعض شخصيات المعارضة ان قدرا كبيرا من التذمر يرجع الى اسباب شخصية من افراد لا يحظون بشعبية. بحسب رويترز.

وقال عضو عن الانسحابات التي حدثت الاسبوع الماضي "لقد قالوا ان المجلس أصبح مجلسا للاخوان المسلمين. لكن بكل صدق اعتقد ان ذلك حدث لانهم لم ينتخبوا (للامانة العامة)."

لكن رغم ذلك ظلت شخصيات تتمتع بالاحترام في الائتلاف الجديد تشعر بعدم ثقة في الاسلاميين بغض النظر عما يصرحون به. وقال هيثم المالح المعارض اليساري ان الاخوان المسلمين لم ينفتحوا على الجماعات الاخرى رغم انهم قالوا من قبل انهم سيفعلون ذلك وانه يجب الضغط عليهم حتى يصبحوا أكثر انفتاحا.

ويشك العلمانيون في موقف الاسلاميين من المرأة ومن غير المسلمين في انتفاضة شابتها الطائفية. وساند الاسد مسيحيون ودروز وشيعة من بينهم العلويون الذين ينتمي اليهم وتخشى هذه القطاعات مما قد ينتظرها من اغلبية سنية واقعة تحت تأثير الاسلاميين.

وتدفق مقاتلون من القاعدة في العراق وجهاديون من دول اخرى على سوريا للقتال ضد حاكم يعتبرونه كافرا لانه علوي. واشتبك الاخوان المسلمون مع الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد عام 1982 وقتل الالاف في انتفاضة فاشلة. وحينها عملت الجماعة بلا كلل للوصول بنفوذها الى العامة من خلال المساجد والمعاهد الدينية رغم كونها جماعة محظورة.

وأصبحت سوريا التي كانت تفخر بنفسها يوما كقلعة للقومية العربية العلمانية مجتمعا محافظا دينيا. وعملت جماعة الاخوان المسلمين على الابتعاد عن الجماعات الجهادية والطائفية في سوريا وحاولت شخصيات المعارضة بصفة عامة في الدوحة التهوين من مخاوف الغرب بشأن التشدد.

ونفى قائد عسكري من المعارضة المخاوف بشأن جبهة النصرة وهي جماعة سلفية نفذت هجمات انتحارية قائلا انها مجرد جماعة "اسلاميين منظمين". ويقول حسن ان المعارضين مازالوا قلقين من ان ينجح الاخوان المسلمون بمساعدة قطر في اقناع القوى الغربية بانهم مؤثرون وأصحاب نفوذ على الارض مثل الاخوان المسملين في مصر وهو زعم يشكك فيه.

وقال ان السوريين أصبح لديهم فجأة ثورة وعدد كبير من الجماعات تصور نفسها على انها صاحبة النفوذ الاكبر في المجتمع لكن 70 في المئة تقريبا من المجتمع السوري خارج عن نطاق سيطرة الاخوان المسلمين اذا وضعت في الاعتبار الاقليات الدينية والاكراد والعشائر.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 1/كانون الأول/2012 - 16/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م