شبكة النبأ: لا شك أن الشيعة يشكلون
نسبة مهمة وكبيرة من المسلمين في عموم الدول الاسلامية، ومع ان المكون
السني هو الاكبر حجما، إلا أن الشيعة بلغوا من الكثرة بحيث شكلوا نسبة
مهمة ومنتجة بين المسلمين، وطالما أن المبادئ الاسلامية العظيمة تنحو
الى الحرية وعدم الاكراه، فإن العقائد يجب أن تصان ولا تُمس، ولا يجوز
لبعض الدول السنية أن تستهدف الشيعة في عقائدها وحياتها عموما، في
الوقت الذي تقبل باقليات اخرى ليست مسلمة كالمسيحيين واليهود وغيرهم.
إن عقلية الماضي السحيق التي تهيمن على البعض من السنة قادة او
غيرهم، هي التي تدفع بهم الى محاصرة الشيعة واستهدافهم والتضييق عليهم،
فلا تسمح لهم بممارسة طقوسهم بحرية ولا تسمح لهم ببناء الحسينيات ودور
العبادة وغير ذلك من المضايقات الكبيرة التي تمس عقائد الشيعة، وهذا
خلاف لما جاء به الاسلام وما يريده، فقد نصت الآية الكريمة أن لا اكراه
في الدين، وهو قول الهي واضح تماما ولا يحتاج الى ادني تفسير، ولكن مع
هذا كله لا تزال عمليات الاقصاء والمطاردة والمحاصرة والتكميم تلاحق
الشيعة على نحو متواصل من لدن المكون السني او بعض القائمين والمتنفذين
فيه بدول كثيرة مثل باكستان وافغانستان والسعودية والبحرين والكويت
وغيرها.
إن واقع الحال يشير الى استمرا استهداف الشيعة وهي ظاهرة لا تنم عن
التزام بتعاليم الاسلام، وكلنا نتابع الاعتداءات المتواصلة على الشيعة
لاسيما الارهاب الذي تنفذه فئات خارجة على الدين والعرف والقانون ايضا،
فقد اكد وكالة بيشاور (باكستان) (ا ف ب) على سبيل المثال وقوع عمل
ارهابي يستهدف الشيعة حيث اسفر انفجار قنبلة عند مرور موكب شيعي في
اطار الاحتفال بذكرى عاشوراء الاحد عن سقوط خمسة قتلى على الاقل واكثر
من 80 جريحا في شمال غرب باكستان مع نهاية اسبوع شهد اعتداءات على
الشيعة خلفت نحو 40 قتيلا. وقال ظفر الله خان مسؤول السلطات المحلية
لوكالة فرانس برس ان "خمسة اشخاص قتلوا وجرح 83 آخرين". فيما قال انور
خان اكبر مسؤول في الشرطة ان هدف الاعتداء كان موكبا عاشورائيا.
ومثل هذا الاستهداف عشرات ومئات يشنها متطرفون سنة منهم متنفذين
وآخرين لا يقبلون بالشيعة كجزء من شعوبهم او اوطانهم، وهي رؤية متطرفة
تنم عن جفاف العقل وعودته الى العصر الجاهلي الذي كان يميز بين فرد
وفرد على اساس العقيدة او اللون او الانتماء وما شابه، لكن مع انتشار
الرسالة النبوية وتعاليم الاسلام السمحاء، ينبغي أن تغيب مثل هذه
الظواهر كليا، وأن تنتشر الحرية في ربوع العالم الاسلامي ككل وأن يتآخى
المسلمون فيما بينهم ويعرفون عدوهم الصحيح ويدافعون عن انفسهم واسلامهم
ومصالحهم.
إن ظاهرة استهداف الشيعة وعدم قبولهم من لدن المكون السني لجزء مهم
من العالم الاسلامي هو اساس المشكلة التي يعاني منها المجتمع الاسلامي،
لذا لا بد أن تتخذ الخطوات الصحيحة لتجاوز مثل هذه الظواهر الهدامة
التي تفت من عضد المسلمين بدلا من ان تقويهم وهم في اشد الحاجة الى
الوحدة وص الصفوف، لذا لابد أن يبادر المكون السني في عموم الدول
الاسلامية باتخاذ الخطوات المهمة لمراعاة حقوق الشيعة من اجل رفع راية
الاسلام اعلى من خلال الانسجام بين مكونات المسلمين وطوائفهم.
ومن الخطوات التي يمكن للسنة القادة في الدول الاسلامية ازاء المكون
الشيعي ما يلي:
- أن يحترم العالم السني الشيعة وعقائدهم ويسمح لهم بحرية بناء
المساجد والحسينيات ودور العبادة وكما يتفق مع عقيدتهم بحرية تامة.
- أن يسمح للشيعة باطلاق حرية الراي من خلال وسائل الاعلام كافة
وبناء الفضائيات واصدار المجلات والمواقع الالكترونية وكل وسائل
الاتصال المعاصرة.
- أن يتم احترام الطقوس التي يؤديها الشيعة في مناسباتهم الدينية.
- أن لا يحتفل السنة في مناسبات الحزن التي يعيشها الشيعة كما يحدث
في احتفال البعض بذكرى استشهاد الامام الحسين عليهم السلام وذلك من
خلال توزيع الحلوى وغير ذلك.
- ان تُشاع ثقافة التقارب والتفاهم ونشر حرية العقائد والافكار بين
المسلمين.
- أن يتصدى رجال الدين الكبار لمعالجة مثل هذه الظواهر التي تقصي
الشيعة.
- أن تعقد المؤتمرات التي تقارب بين المسلمين وتركز جهودهم على
محاربة من يتربص بدينهم الاسلامي الحنيف. |