ثقافة التسامح في المجتمعات العربية

ويوم التسامح العالمي

صادق الصافي

دواؤك فيك وما تشعرُ – وداؤك منك وما تبصرُ

وتحسَب أنك جرم صغير – وفيك أنطوى العالم الأكبر

الأمام علي -عليه السلام-

 

تتجلى فلسفة الوجود الحقيقية، بأن الحياة المعاصرة المتطورة التي يقودها الانسان بعقل واعي، تُشكل الحضارات والثقافات والأديان أهم جوانبها، أن التسامح فضيلة وقيمة عليا يساعد على نشر ثقافة السلام ونبذ الكراهية والعنف في المجتمعات، هو تقدير التنوع الديني القومي والسياسي والتعدد الثقافي، وانفتاح على أفكار الآخرين وفلسفتهم ، منبثق من الرغبة في التعلم والإصلاح ، أحد مبادئ التعايش في مجتمعات التنوع.

 تعتمد باللغة الإنكليزية forgive الكلمة الأولى المقصود بها التسامح مع المغفرة في حالة حدوث خطأ Tolerance الكلمة الثانية –وتعني القدرة على قبول الاختلاف مع الآخرين.

فالتسامح يتضمن الإقرار بحق الآخرين في التمتع بحقوق الانسان وحرياته الأساسية، وأن ثقافة التسامح تعني ممارسة الأنسان لحريته الشخصية دون أي تدخل من الأفراد أو المجتمع، لذلك نرى في العالم المتقدم أن أماكن العبادة للأديان المختلفة متجاورة أو مرصوفة مع بعضها، بطريقة لا تثير الحساسية ، لأن العقيدة بالنسبة للإنسان المتحضر تخص الأمور الشخصية. لكن هذا ما ينقصنا في البلدان العربية لأن الحكم الدكتاتوري المهيمن على كل جوانب الحياة قد كرَّسَ لثقافة الاستبداد وكتم الحريات والظلم والقهر.!.

نداء نوجهه مع ازدياد الفتن الدينية والطائفية والقومية في بلداننا. لذلك تحتاج مجتمعاتنا الى تأسيس ثقافة التسامح ورفض الاقصاء والتكفير ونبذ العنف والتطرف والحاجة الماسة للتعاون من أجل أرساء مبدأ التسامح والاحترام وقبول الآخر وفق العدالة والمساواة. وليكن شعارنا –لتتحد أيادينا معاً في يوم التسامح –تسامح الأديان والانسان والقانون والأرض-

ان اعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة –اليونسكو- اعتبار يوم 16 تشرين الثاني من كل عام يوما –للتسامح العالمي-في دورة الأمم المتحدة ال28 في باريس يوم16ت2عام1995م، وأصدرت مجموعة من المبادئ بشأن التسامح وتتضمن 6مواد وهي-دور الدولة، الأبعاد الاجتماعية، التعليم، الالتزام بالعمل، اليوم الدولي للتسامح-.

وتضمنت وثيقة نتائج مؤتمر القمة العالمي 2005 التزام الدول الأعضاء والحكومات بالعمل على النهوض بحرية ورفاهية الأنسان وتقدمه في كل مكان وتشجيع التسامح والاحترام والحوار والتعاون فيما بين مختلف الثقافات والحضارات والشعوب - معاً لمواجهة العنف ضد الانسان ولنتسامح- لنتحد كلنا أبناء العالم الواحد المتسامح-

أن الله ينظر الى قلوبنا ، فلتكن قلوبنا عامرة بالمحبة الخالصة لكل أنسان، لنقف معاً لنعيش أحراراً في تسامح-

هذه الدعوات الجميلة نقدمها لكل انسان في يوم التسامح العالمي

* النرويج

sadikalsafy@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 19/تشرين الثاني/2012 - 4/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م