حرب في الخليج... سجال ديناميكي يغذي الأزمات الداخلية

 

شبكة النبأ: يشهد ساحل الخليج الفاصل بين إيران ودول شبه الجيرة العربية في منطقة الشرق الاوسط، توترات محمومة بشكل مستمر خاصة في الاونة الأخيرة، وعلى الرغم من ذلك مازال صراعهما يتأرجح بين الأهداف المجهولة والمراوغات السياسية بسبب معضلة فقدان الثقة بين الإطراف المتخاصمة، فضلا عن تزايد الاحتكاكات بين الأميركيين والإيرانيين في مياه الخليج الإستراتيجية عززت الولايات المتحدة بصورة كبيرة انتشارها العسكري في المنطقة منذ عام،  ليبقى هذا النزاع المستديم مشروعا لحرب وشيكة باهظة التكليف وطريق سباق الأنفاس الطويلة، ويرى المحللون أن تصاعد الصراع الإيراني الخليجي له إبعاد وطنية وقومية كما حدث في قضية النزاع حول مضيق هرمز وقضية الجزر الإماراتية الثلاث، فضلا عن قضية البحرين، كلها مؤشرات تفاقم من حدة التوترات بين الجانيين وتمثل الشرارة التي قد تتسبب في مواجهة حتمية في الشرق الأوسط، نظرا لشراسة الحرب الباردة والحرب المخابراتية الساخنة على ساحل الخليج، فقد تكشف المدة القادمة عن تزايد الاضطرابات على نطاق أوسع في تلك المنطقة، وهذا يسهم بتسريع عجلة الدوران نحو قدر الحرب.

اكبر مناورات جوية

فقد بدأ سلاح الجو الايراني مناورات وصفها احد جنرالاته بانها "تحذير قوي" للذين يهددون الجمهورية الاسلامية بضربات جوية، واعلن عن بدء هذه التدريبات، التي كانت مقررة اصلا في تشرين الاول/اكتوبر وتم تأجيلها دوان ابداء اسباب، على الموقع الالكتروني للحرس الثوري (باسدران)، وتأتي هذه المناورات في الوقت الذي يشهد فيه الخليج توترات، وان كان لا يبدو ان لها صلة بالحادث الذي وقع مؤخرا عندما اطلقت ايران النار على طائرة اميركية بدون طيار، ويشارك نحو ثمانية الاف عنصر من الباسدران والباسيج (ميليشيات اسلامية) في هذه المناورات التي تستمر لمدة اربعة ايام وتجرى على مساحة 850 الف كلم مربع شرق البلاد وفقا لوسائل الاعلام، وبحسب موقع الحرس الثوري فان انظمة مختلفة للصواريخ والمدفعية ستستخدم في هذه المناورات اضافة الى الطائرات المقاتلة والقاذفة، وقال الجنرال فرزاد اسماعيلي قائد الدفاع الجوي للباسدران ان الوحدات ستختبر ايضا "منشآت رادار متحركة وثابتة وانظمة مراقبة الكترونية محمولة جوا". بحسب فرانس برس.

وكثيرا ما تجري ايران تدريبات عسكرية وذلك لاستعراض قوتها ولردع اي رغبة خارجية في شن هجوم. وتزايدت هذه المناورات بعد تهديدات الولايات المتحدة واسرائيل بتوجيه ضربات جوية للمنشآت النووية الايرانية، وقال المتحدث باسم التدريبات الجنرال شهروخ شهرام لشبكة برس تي في الايرانية الناطقة بالانكليزية "لكل من يفكر في شن عدوان على جمهورية ايران الاسلامية، عليه ان يعتبر هذه التدريبات تحذيرا قويا"، وفي اول تشرين الثاني/نوفمبر الحالي اعترضت مقاتلتان ايرانيتان طائرة اميركية بدون طيار واطلقتا عليها النار مرتين. واوضح البنتاغون ان الطائرة البريديتور لم تدخل في اي وقت المجال الجوي الايراني، واكدت ايران اطلاق النار لكنها قالت بالمقابل ان الطائرة دخلت المجال الجوي الايراني.

طائرات التتجسس

فيما نقلت وكالة مهر شبه الرسمية للانباء عن احد قادة الحرس الثوري الايراني قوله ان ايران تعتقد ان طائرة أمريكية بلا طيار استهدفتها قواتها كانت تجمع معلومات عن ناقلات النفط قبالة سواحلها، وقالت واشنطن ان طائرات حربية ايرانية اطلقت النار على طائرة امريكية غير مسلحة تعمل دون طيار فوق المياه الدولية في اول نوفمبر تشرين الثاني. وقالت ايران انها تصدت لطائرة تنتهك مجالها الجوي، وأبرز الحادث خطر تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في اطار النزاع المتعلق ببرنامج ايران النووي، ونقلت وكالة مهر عن البريجادير جنرال أمير علي حاجي زاده القائد في الحرس الثوري قوله "كانت الطائرة التي تعمل دون طيار تطير قرب جزيرة خرج وما فهمناه هو انها... كانت تجمع معلومات وبيانات اقتصادية بشأن جزيرة خرج وناقلات النفط (في المنطقة)"، وتصدر ايران معظم نفطها الخام عن طريق منشآت جزيرة خرج، وقال حاجي زاده "جمهورية ايران الاسلامية لديها بعض الخطوط الحمراء التي ينبغي للامريكيين ان يعرفوها ويحترموها. إذا تكرر هذا فسنرد بالتأكيد. بحسب رويترز.

اختراق السعودية

من جهة أخرى قال السفير السعودي في الامم المتحدة عبد الله المعلمي ان السعودية اتهمت ايران بالتعدي على اراضيها قرب حقول للنفط والغاز في الخليج وحذرت من انها ستبحث سبل الرد، ونقلت صحيفة عكاظ السعودية عن المعلمي قوله ان السلطات السعودية قالت في خطاب الى الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ان الطائرات الهليكوبتر الايرانية حلقت عدة مرات فوق حقل غاز في الحصبة، وقال الخطاب ايضا ان زورقين تابعين للبحرية الايرانية اعترضا سفينة تخص شركة أرامكو السعودية، واضافت الصحيفة نقلا عن المعلمي "لقد سلمت الأمين العام بان جي مون رسالة توضح انتهاكات إيران للاتفاقيات والمعاهدات الرسمية الموقعة من قبلها مع المملكة"، وامتنع متحدث باسم وزارة الخارجية عن التعليق قائلا ان الموضوع من اختصاص وزارة الدفاع. ولم يتسن الحصول على تعليق من متحدث باسم وزارة الدفاع. بحسب رويترز.

ونقلت الصحيفة عن المعلمي قوله ايضا ان الحكومة السعودية لم تطلب تدخلا دوليا لكنها "تدرس الخطوات العملية المناسبة للتعامل مع الموضوع". وقال ان المملكة تحتفظ بحق الرد بما تراه مناسبا لحماية اراضيها ونفطها، وقال المعلمي ان وزارة الخارجية السعودية ارسلت خطابا الى وزارة الخارجية الايرانية تطلب فيه الا تتكرر مثل هذه الوقائع وتشدد على ان المناطق التي حدثت فيها الانتهاكات مملوكة للسعودية بموجب الاتفاقات الموقعة بين البلدين عام 1968.

نزاع الجزر

الى ذلك  قالت ايران انها ستزيد وجود قواتها البحرية في الخليج لتعزيز سيطرتها على الجزر الثلاث التي تقول الامارات العربية المتحدة انها جزء من اراضيها، وتقع الجزر الثلاث قرب طرق الملاحة عند مدخل مضيق هرمز ويمثل الصراع عليها تهديدا مستمرا لعلاقات ايران الهشة مع جيرانها العرب، ونقلت هيئة الاذاعة والتلفزيون الايرانية في موقعها على الانترنت عن قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري قوله "أمن الجزر الايرانية في الخليج الفارسي جزء من الاستراتيجيات المختلفة للقوة البحرية للحرس الثوري الاسلامي"، وكان جعفري يتحدث في حفل افتتاح "المنطقة الدفاعية البحرية" الخامسة في ميناء بندر لنجة. وقال ان الحرس الثوري يزيد ويوسع ويحسن الخبرة في الدفاع البحري" في المناطق الخمس، وأضاف "المنطقة الخامسة لقوة الحرس الثوري البحرية واحدة من سلاسل الدفاع البحري ومسؤولة على وجه الخصوص عن الدفاع عن الجزر الايرانية في الخليج الفارسي. بحسب رويترز.

ولنزاع الجزر الثلاث - طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى - الذي يرجع الى 41 عاما ابعاد وطنية وقومية وتفاقم ما يثيره من توتر عندما زار الرئيس محمود احمدي نجاد جزيرة أبو موسى في ابريل نيسان، وقال وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان في سبتمبر ايلول ان "احتلال" ايران للجزر مخالفة للقانون الدولي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 18/تشرين الثاني/2012 - 3/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م