الإنسان والحيوان... علاقة تكتنفها الأسرار!

 

شبكة النبأ: العلاقة بين الإنسان والحيوان علاقة مستمرة ودائمة، سواء كانت تلك الحيوانات أليفة او مفترسة والتي تكيفت على العيش مع الإنسان في بيئة واحدة بعد ان سخرها الأخير لخدمته او الاستئناس بها، وهذه العلاقة قد لا تخلوا من بعض الغرائب والأسرار والمواقف العجيبة التي قد تصل في بعض الأحيان الى  ان تصبح الحيوانات وريث شرعي لثروة طائلة او غير ذلك من العجائب التي تثبت عمق تلك العلاقة، وفي هذا الشأن قالت مسؤولة عن تركة المليونيرة الأميركية الراحلة ليونا هلمسلي، ان الكلبة التي تركت لها هلمسلي ثروة قدرها 12 مليون دولار ماتت. وخصصت هلمسلي التي كانت تمتلك سلسلة فنادق هلمسلي 12 مليون دولار في وصيتها لرعاية كلبتها المالطية واسمها ترابل عندما توفيت في العام 2007، الا ان قاضيا خفض المبلغ الى مليوني دولار، وقالت ايلين سوليفان المتحدثة باسم مؤسسة هلمسلي الخيرية، انه رغم إعلان موت ترابل الآن فقط الا ان الكلبة ماتت عن 12 عاما، وأضافت سوليفان في بيان ان جثتها احرقت ورفاتها محتفظ به في مكان خاص، وان الأموال المخصصة لرعايتها عادت الى مؤسسة ليونا ام وهاري بي هلمسلي الخيرية.

في السياق ذاته قام ثرى صينى يملك مزرعة كلاب من نوع "ماستيف" فى إحدى المدن الواقعة فى شمال الصين بإنفاق 3 ملايين ين صينى أى ما يعادل 450000 دولار من اجل شراء كلب. وقد قام هذا الشخص بإرسال 20 سيارة فخمة تتضمن انواع "بورش - مرسيدس - بى ام دابيو - وشاحنات من نوع هامر" تم تزيينها جميعا بوشاح أحمر لتقل الكلب من المطار بالإضافة إلى فرش سجاد أحمر ليسير عليه الكلب !! ويقول الثري أن الكلب من دماء صافيه ونبيله وهذا سر المبلغ الضخم الذي دفعه مقابل الكلب وقد جذب الاستقبال الملكي للكلب وسائل الإعلام الصينيه لتغطية الحدث.

من جهة أخرى قضت محكمة فرنسية، بالسجن 8 أشهر لمواطن فرنسي، عمره 51 عاماً، بعد إدانته بقتل كلب ألماني طعنا بالشوكة. وذكرت مصادر قضائية في مدينة شارتر الفرنسية، أن الشرطة ألقت القبض على الرجل أثناء عطلة نهاية الأسبوع وأنه خضع لمحاكمة سريعة. وحسب هذه المصادر، فإن المحكمة رأت أن هناك أدلة كافية على أن هذا الرجل المتشرد قتل كلبا من فصيلة (الدشهند) الألمانية. ويعاقب القانون الفرنسي على تعذيب الحيوانات، بالسجن لفترة قد تصل إلى عامين وغرامة مالية تبلغ نحو 30 ألف يورو.

الكلاب أيضا

على صعيد متصل يفتخر فام دانغ تيين بالكلب الذي يملكه، ككثيرين من الفيتناميين، لكنه لا يتوانى، في أحد المطاعم المزدحمة في هانوي، عن تناول طبق يكثر الطلب عليه في نهاية الشهر القمري وهو مؤلف من لحم الكلاب. إلا أن هذه المفارقة لا تزعجه البتة: «نحن لا نذبح كلابنا للحصول على لحومها، وأنا هنا أتناول طبقاً في مطعم ولا يهمني أن أعلم أي كلب ذبح وكيف». ويظن هذا الخمسيني أن أكل لحوم الكلاب يجلب الحظ والمروءة.

يعتبر فيتناميون كثيرون أن تناول هذا الطبق التقليدي، الذي يتطلب تحضيره ضرب الكلاب حتى الموت، لا يتعارض والرغبة في اقتناء هذه الحيوانات الأليفة. وخلال السنوات العجاف، بعد حرب فيتنام، خفضت السلطات جذرياً فرص اقـــــتناء الحيوانات الأليفة. لكن بعد انفتاح هذا البلد الشيوعي، وارتفاع مستوى المعيشة، استعادت الكلاب مكانتها في أوساط العائلات، وبات الجيل الشاب يبدي تحفظاته عن التقاليد القديمة. فتتعجب المراهـــقة نغوين هونغ (16 سنة) قائلة: «لا أفهم كيف يأكل الناس الكلاب، فهي حيوانات أليفة ورائعة»، لا سيما أن بعض العصابات يختصّ في سرقة الكلاب من أصحابها لبيعها إلى المطاعم.

ولا تكترث الشرطة عادة لعمليات السرقة الصغيرة هذه، إذ لا يتخطى سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الكلاب الخمسة يوروهات، غير أن خسائرها لا تقدّر بثمن في نظر أصحاب الكلاب الذين يبدون ردود فعل عنيفة أحياناً. فلمّا قُبض على رجل كان ينوي اختطاف كلب، بالجرم المشهود، أبرحه قرويو منطقة نغه آن ضرباً حتى مات، وفق الموقع الإخباري «في إن إكسبرس». بل نال القرويون تأييداً واسعاً بين مستخدمي الإنترنت. فكتب قارئ، وقع ضحية عملية سرقة مماثلة: «ليس صائباً إبراح الرجل ضرباً حتى قتله، لكن أي شخص في وضع مماثل كان ليتصرف على هذا النحو».

في متنزه الاتحاد في هانوي، يتجول المئات من سكان العاصمة مع كلابهم كل يوم، وغالبيتها من فصيلتي شيواوا وهاسكي. ويقرّ سو أنه تو، وهو طالب في العشرين من العمر ويملك كلباً، بأن «من الرائج اليوم في فيتنام اقتناء الكلاب كحيوانات أليفة، والجيل الجديد يحب الحيوانات كثيراً». وفي المقابل، يؤكد الطاهي هوانغ غيانغ (30 سنة) أن الحيوانات التي تُقدّم في مطعمه تُربّى خصيصاً لأكلها. يعترف بأن اقتناء الحيوانات الأليفة بات على الموضة، لكنه يعول على الريفيين الذين «ما زالوا يعتبرون الكلاب صالحة للأكل». بحسب فرنس برس..

ويخبر غيانغ أن الفيتناميين يأكلون لحم الكلاب «في نهاية شهرهم القمري، للتخلص من سوء الحظ، في تقليد يتبعه عادة رجال الأعمال»، مشيراً إلى أنه يطهو ما معدّله سبعة كلاب في اليوم خلال هذه الفترة. وتؤكل لحوم الكلاب مسلوقة أو مشوية، مع صلصلة بطعم القريدس وأرزّ وأعشاب. لكن نغويين باو سيته، وهو صاحب صالون تجميل وفندق خاص بالكلاب في هانوي، يفضّل أن يستلهم مواطنــــوه من ثقافات أخرى: «الغربيون يحبون الكلاب ويستـــمتعون بحـــياتهم برفقتها المؤنسة، وهذا حقيقي، لذا ينبغي علينا أن نحب الكلاب وهي حيّة، كما لا يجوز ذبحــــها أو ضربها بهذه الطريقة الهمجية»، مقترحاً أن تســـنّ الدولة قانوناً يمنع أكل لحوم الكلاب.

الباندا والمثلجات

من جانب اخر تقدم المثلجات بطعم التفاح والعسل يوميا على دبي باندا صينيين في حديقة الحيوانات في بوفال في سان-اينيان في وسط فرنسا على ما أفادت إدارة الحديقة. واوضح رودولف دولور " نقدم لهما المثلجات مرتين او ثلاث مرات في اليوم هي عبارة عن العسل والتفاج المثلج على شكل مكعبات نحضرها بانفسنا". واضاف "لدينا ايضا رذاذ مبرد ويمكنهما اللجوء الى حظيرتهما اذا اشتد الحر كثيرا حيث ثمة مكيف للهواء مضبوط على حرارة 20 درجة".

ويحظى الدبان يوان زي وهوان هوان بهذه المعاملة ما ان تتجاوز الحرارة 30 درجة مئوية. وتضاف هذه المثلجات الى الحمية الغذائية للدبين اللذين يلتهمان يوميا اكثر من 30 كيلوغراما من القصب لكل منهما. واوضح دولور "انهما في وضع ممتاز وقد زاد وزنهما عشرين كيلوغراما منذ وصولهما". بحسب فرنس برس.

ولا تهمل الحديقة الحيوانات الاخرى فالدبب الاخرى تحصل على مثلجات عندما ترتفع الحرارة فيما تبقى حيوانات اخرى في الظل لتجنب ضربات الشمس ولا سيما رونغوي صغير الفيل الذي ولد في الأسر. وقد زاد عدد الزوار بنسبة 50 % منذ وصول دبي الباندا اللذين اعارتهما الصين لمدة عشر سنوات على ما اكد دولور.

بين القضاء والثأر

من جانب أخر أصدرت السلطات البيئية في بريطانيا إشعاراً قضائياً بالحد من الضوضاء بحق ديك، لأن صياحه يُزعج الجيران ويوقظهم في منتصف الليل. واضطر مسؤولو الصحة البيئية لاتخاذ هذا الإجراء بحق الديك، بعد تلقيهم عشرات الشكاوى التي وصف أصحابها صياحه بأنه يصم الآذان ويبدأ بعد الساعة الثالثة صباحاً. والديك المسمى «رودني»، كان يصيح 26 مرة خلال 16 دقيقة، قبل تسليم مالكه إشعاراً من السلطات الصحية خيّره بين إسكاته وبين الذهاب إلى المحكمة ومواجهة غرامة تصل إلى 5000 جنيه استرليني. بحسب يونايتد برس.

ونصب مسؤولو الصحة البيئية في بلدية مدينة باث في غرب إنكلترا أجهزة لتسجيل صياح الديك رودني وصُدموا بسبب ما سمعوه، فقد وصلت صيحاته إلى 60 درجة على مقياس ديسبيل للضجيج، أي ما يعادل ضعفَي المعدل الذي تعتبره منظمة الصحة العالمية مقبولاً للضوضاء في الليل.

وقال مات سامرز (39 سنة)، مالك الديك، إنه يفضّل بيع منزله والانتقال للعيش في مدينة أخرى على التخلص من «رودني». وأضاف: «أعتقد أن الأمر مثير للسخرية ورد فعل الجيران مبالغ فيه، فهناك حمير وأبقار وأغنام في المزرعة القريبة، لكن أحداً منهم لم يتحدث عن ضجيجها».

في السياق ذاته قالت صحيفة انابورنا بوست النيبالية اليومية إن رجلا نيباليا عضه أحد ثعابين الكوبرا رد له العضة وقتله انتقاما منه. وقالت صحيفة إن محمد سالمو ميا طارد الثعبان الذي كان قد عضه في حقل الأرز الذي يملكه وأمسك به وعضه حتى قتله. ونقلت الصحيفة عن ميا الذي يعيش في قرية على بعد نحو 200 كيلومتر جنوب شرقي العاصمة كاتمندو قوله "كان من الممكن أن أقتله بعصا لكنني عضضته بأسناني لأنني كنت غاضبا." وقال نيراج شاهي المسؤول بالشرطة إن الرجل الذي يعالج بوحدة صحية قروية وليس معرضا للخطر لن توجه له تهمة قتل الثعبان لأنه ليس ضمن السلالات المصنفة باعتبارها معرضة لخطر الانقراض في نيبال.

من جهة اخرى فتحت شرطة ولاية اوريغن في شمال غرب الولايات المتحدة تحقيقا لمعرفة ملابسات قيام خنازير بالتهام صاحبها بعد اكتشاف بقاياه في حظيرة هذه الحيوانات التي اتى ليقدم العلف لها. ولم يعد تيري فانس غارنر (70 عاما) الى منزله بعدما خرج لعلف خنازيره التي يزيد وزن بعضها عن 300 كيلوغرام. وجاء في بيان صادر عن المدعي العام المحلي بول فريزر ان احد هذه الخنازير سبق له ان تصرف بعدائية تجاه غارنر.

واوضح فريزر "اختفى غارنر لمدة ساعات وعندما راح احد افراد عائلته يفتش عنه وجد طقم اسنانه على الارض في حظيرة الخنازير". واضاف "سمحت عمليات تفتيش بالعثور على جثة غارنر الممزقة اربا وقد التهمت الخنازير الجزء الأكبر منها". ويدرس المحققون احتمالات عدة لفتسير وفاة المزارع ومنها اصابته بازمة قلبية او اي مشكلة صحية اخرى "جعلته يكون في وضعية سمحت للخنازير بالتهامه". بحسب فرنس برس.

واضاف البيان "اما السيناريو الاخر فهو ان احد الخنازير تمكن من دفع غارنر نظرا الى سنه ووضعه الصحي وطرحه ارضا حيث اجهزت عليه الحيوانات والتهمته" مشيرا الى "ان خنزيرا واحدا على الاقل عض في الماضي غارنر وكان عدائيا معه". وفحص طبيب شرعي بقايا جثة الرجل السبعيني لكنه عجز عن تحديد اسباب الوفاة وملابساتها على ما اكد المدعي العام. وشدد على ان فرضية القتل لم تستبعد بعد في هذه المرحلة مشيرا الى "وجود ظروف غير اعتيادية" في اطار هذه القضية. وقال فريزر لصحيفة "ريجستر غارد" المحلية "كل ما نعرفه حتى الان اننا امام حادث رهيب الا انه غير مألوف وينبغي علينا ان ندرس كل الاحتمالات".

الاسود ضحية

الى جانب ذلك يعتقد الكثيرون أن ملك الحيوانات ينتشر بأعداد كبيرة في المتنزهات والمحميات في جنوب افريقيا، إلا أن 60% من الأسود في البلاد هي أسيرة الأقفاص وتباع لحدائق الحيوانات أو يطلق سراحها ثم تقع ضحية الصيادين. وما يثير غيظ المدافعين عن البيئة هو أن مستغلي الأسود يعتبرونها من حيوانات المزارع.

ويقول بيتر بوتغيتر رئيس رابطة مربي الحيوانات المفترسة في جنوب افريقيا إن "تربية حيوانات مفترسة بهدف استثمارها اقتصاديا هي ممارسة متفق عليها دوليا". ويضيف "المشكلة هي أننا حولنا الأسد إلى ملك الحيوانات، خصوصا وولت ديزني مع فيلم لايون كينغ. الأسد لديه شخصية تماما كالانسان وهو يتواصل مع صغاره... لكنه ليس أسمى من الحيوانات الأخرى ولا أدنى منها". وفيما تضم جنوب افريقيا حوالى ثلاثة آلاف أسد في البرية، يرتفع عدد الأسود الأسيرة فيها إلى خمسة آلاف.

ويقر بوتغيتر بأن "أصحاب المزارع يميلون إلى إعطاء أرقام غير دقيقة" ولا يحبون التكلم مع الصحافيين وإن كانوا يستقبلون السياح في مزارعهم. وفي وسط البلاد، تقدم مزرعة بونا بونا بالقرب من وولمارانستاد مثالا حيا عن ذلك. فعلى بعد مئات الأمتار من كوخ تقام فيه حفلات الزفاف، تضم حظائر ضخمة تسعة أسود كان عددها أكبر بثلاثة أضعاف قبل بيع المزرعة بمزاد.

ويتم إطعام الأسود أمام أعين الزائرين الذين يتعين عليهم دفع 80 راند (7 يورو) لدخول المزرعة. ويعتبر الزائرون أن صغار الأسود تجلب لهم الحظ، مثل منتخب كرة القدم الاسباني في كأس العالم للعام 2010. وبالتالي، ارتأى المسؤولون عن أماكن سياحية كثيرة في جنوب افريقيا أن يسمحوا للزائرين باللعب مع الأشبال وتقديم الحليب إليها مقابل 300 راند تقريبا (27 يورو).

ويشرح كريس مرسر الذي يدير حملة لمكافحة الصيد أن "مربي الأسود يؤجرون الاشبال لمجمعات سياحية بيئية كي يلعب معها السياح". ويقول بول هارت الذي يدير ملجأ في منطقة الكاب إن "الوحشية تكمن في إبعاد الصغار عن أمهاتها عند الولادة بغية استخدامها كألعاب أو زيادة وتيرة التكاثر، بالإضافة إلى تدريبها لتكون وديعة مع السياح". وخلافا لما يقال أحيانا للزائرين، لا يتم أبدا إطلاق سراح تلك الأشبال. ويقول كريس مرسر متأسفا إن "تلك الأشبال هي حيوانات مزارع تبقى في الأقفاص إلى أن تصبح كبيرة بما يكفي لصيدها". بحسب فرنس برس.

ويقول المدافعون عن البيئة إن البعض يربي الأسود خصيصا من أجل عظامها التي ترسل إلى آسيا لاستخدامها في مشروبات يقال إنها تجلب الحب. لكن مربي الأسود ينفون ذلك ويؤكدون أن الأسود التي تنفق طبيعيا أو تقع ضحية الصيادين هي الوحيدة التي تستخدم في هذه التجارة المزدهرة. ويقع حوالى 10% من أسود المزارع في جنوب افريقيا ضحية مصطادي الغنائم كل سنة الذين يدفعون حوالى 22 ألف دولار مقابل أسد ذكر واربعة آلاف دولار مقابل الأنثى. وتثير ممارسات أصحاب المزارع الجدل. ففي الاقليم الشمالي الغربي الذي يضم أكبر عدد من مزارع الحيوانات المفترسة، لا يتم إطلاق سراح الأسود إلا قبل أربعة أيام من يوم الصيد وفي بقعة مجهولة يصعب على تلك الحيوانات الإفلات من الصيادين فيها.

عالم الفيلة

في السياق ذاته يقول باحثون من جامعة فيينا إن فيلا آسيويا يدعى كوشيك يمكنه محاكات أحاديث البشر ونطق كلمات بالكورية يمكن أن يفهمها المتحدثون بهذه اللغة. ولم تتضح الأسباب التي جعلت الفيل يبدأ في محاكاة الكلام البشري لكن عالمي الاحياء الادراكية انجيلا شتويجر وتيكومسه فيتش أشارا في بحث نشر في دورية كارنت بيولوجي إلى أن الامر ربما له علاقة بالخبرات التي اكتسبها وهو صغير.

وكان كوشيك الفيل الوحيد الذي يعيش في حديقة حيوان إفرلاند في كوريا الجنوبية لنحو خمس سنوات في شبابه ولم يكن يرافقه سوى البشر خلال تلك الفترة المهمة لعمليتي التطور وتكوين العلاقات. وقالت شتويجر "نتصور أن كوشيك بدأ يكيف طريقة النطق مع مرافقيه من البشر ليعزز ارتباطه الاجتماعي بهم وهو شيء يشاهد ايضا في أجناس أخرى تتعلم الاصوات وفي حالات خاصة جدا حتى فيما بين الأجناس."

وترددت أنباء عن فيلة تحاكي صوت محركات الشاحنات وعن فيل ذكر يعيش في حديقة حيوان في قازاخستان ينطق كلمات باللغتين الروسية والقازاخية لكن لم يدرس علماء هذه الحالة. وتصدر كوشيك عناوين الاخبار قبل بضع سنوات بعدما اجتذب السياح بقدراته غير العادية لكن الباحثين أجروا الآن فقط اختبارات حيث طلبوا من مواطنين كورييين جنوبيين تدوين ما يسمعونه عند الانصات لتسجيلات صوتية للفيل. ووجد الباحثون أنه يضع خرطومه في فمه للمساعدة في تشكيل الأصوات لينطق خمس كلمات بالكورية وهي (اهلا) و(اجلس) و(لا) و(ارقد) و(جيد). لكن الباحثين لم يجدوا دليلا على أن كوشيك يفهم معاني الكلمات التي ينطقها.

الى جانب ذلك تعتزم مقاطعة في جنوب افريقيا تعيش فيها آلاف الفيلة القيام بحملة لتحديد نسلها لمكافحة انفجار هائل في اعدادها مما قد يهدد النباتات والحياة البرية. وعلى عكس مناطق أخرى من أفريقيا تضاءلت فيها اعداد الفيلة إلى مستويات خطيرة بسبب الصيد الجائر وتقلص موطنها شهدت جنوب أفريقيا نموا مطردا في أعدادها. وتتطلع مقاطعة كوازولو ناتال في جنوب شرق البلاد إلى التوسع في مشروع بدأ قبل أكثر من عشر سنوات يجري خلاله التحكم في اعداد الفيلة عن طريق حقن الإناث بلقاح يجعل جهاز المناعة يمنع استقبال الحيوانات المنوية.

وقالت خبيرة البيئة كاثرين هانيكوم من منظمة (إيزيمفيلو كيه زد إن) للحفاظ على الحياة البرية "سيسمح تباطؤ معدل التكاثر بكسب الوقت لتحقيق أهداف التنوع الحيوي الأخرى مثل التوسع في الأراضي دون الحاجة إلى إعدام الفيلة." وكشفت دراسات ان جنوب افريقيا التي كان بها أكثر قليلا من 100 فيل قبل حوالي قرن من الزمان بها الآن أكثر من 20 ألفا.

ومشكلة تضخم اعداد الفيلة أكبر بكثير في بوتسوانا المجاورة التي يعيش فيها ما لا يقل عن 133 ألف فيل مما أدى إلى فقدان مساحات شاسعة من الغابات. وبوتسوانا التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة بها أكبر معدل في افريقيا لأعداد الفيلة الى الأشخاص إذ أن هناك فيلا لكل 14 شخصا. بحسب رويترز.

ويستهلك الفيل البالغ ما بين 100 إلى 300 كيلوجرام من الغذاء يوميا ويعيش معظم الفيلة في جنوب أفريقيا في محميات مغلقة قد يهلك غطاؤها النباتي إذا زادت اعداد الفيلة بشكل كبير جدا.

وقالت خبيرة الافيال أودري دلسينك كيتلز التي اشرفت على دراسات لسنوات حول منع الحمل في محمية ماكالالي الخاصة "لأننا اضعنا الفرص لا يوجد لديهم فرصة لمعالجة زيادة الاعداد بشكل طبيعي كما كانوا يفعلون من خلال الهجرة."  وأجريت تجارب على اللقاح في 14 محمية صغيرة ويحتاج إلى جرعة منشطة سنويا ويتم التلقيح بالحقن. وقالت كيتلز إن الدراسات أظهرت أنه يمكن التخلص من اثره وانه فعال بنسبة 100 في المئة وليس له أي تأثير سلبي على صحة الفيلة أو سلوكها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 13/تشرين الثاني/2012 - 28/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م