السرطان... بين العلاج والاستعصاء

 

شبكة النبأ: يشكل مرض السرطان شبحا مخيفا لكثير من الناس لأنه يهدد حياة الإنسان باستمرار وعلى نحو كبير خاصة في الآونة الأخيرة، حيث أظهرت الدراسات الطبية الحديثة بأن مجموعة من العوامل قد تلعب دورا في ذلك منها: الوراثة، والعمل الليلي، والنظام الغذائي، والبيئة، وتعد السرطانات مجموعة من الأمراض التي تتميز خلاياها بالعدائية وهو النمو والانقسام من غير حدود، وقدرة هذه الخلايا المنقسمة على غزو أنسجة مجاورة وتدميرها، أو الانتقال إلى أنسجة بعيدة في عملية يطلق عليها اسم النقيلة. وهذه القدرات هي صفات الورم الخبيث على عكس الورم الحميد، والذي يتميز بنمو محدد وعدم القدرة على الغزو وليس لهُ القدرة على الانتقال أو النقلية. كما يمكن تطور الورم الحميد إلى سرطان خبيث في بعض الأحيان.

حيث يستطيع السرطان أن يصيب كل المراحل العمرية عند الإنسان حتى الأجنة، ولكنه تزيد مخاطر الإصابة به كلما تقدم الإنسان في العمر، ويسبب السرطان الوفاة بنسبة 13% من جميع حالات الوفاة في العالم، وتشير احدث الدراسات والابحاث الطبية الى ايجاد انواع فعالة لمعالجة هذا المرض المستعصي ولمحاربته والوقاية منه، ومن أكثر العلاجات شيوعا ما يلي: الإشعاع، العلاج الهرموني، العلاج الجراحي، العلاج الكيميائي، وعليه عندما يصحّ الجسم يصح العقل، ويتعافى، ويفكر بطريقة سليمة، تحسِّن حياة الانسان، ولذا أصبحت الصحة مطلبا عالميا.

علاج فعال

فقد بينت دراسة سريرية نشرت في الولايات المتحدة فعالية علاج جديد طورته مختبرات "روش" السويسرية مع فرعها الأميركي "غينينتك" في مكافحة نوع نادر من سرطان الجلد معروف بمتلازمة "غورلين"، وكانت الوكالة الأميركية للأغذية والأدوية قد سمحت بطرح دواء "إريفيدج" المعروف علميا ب "فيسموديغيب" وهو علاج جزيئي هادف، في الأسواق، وفق إجراءات مسرعة، لمعالجة سرطان الجلد الأكثر شيوعا أي سرطان الخلية القاعدية في مراحله المتقدمة أو عند تعذر استئصاله خلال عملية جراحية، وتم اختبار هذا العلاج عند مرضى مصابين بمتلازمة "غورلين" وهو نوع نادر من سرطان الجلد يعانيه مريض واحد من كل 50 ألف مريض ولا علاج له، والمرضى المصابون بهذا المرض واصله خلقي، تغطي جلدهم مئات من الاورام الخبيثة، وقد شملت هذه التجربة السريرية الجديدة 41 مريضا تناول نصفهم دواء "إريفيدج" وهم لم يصابوا إلا بورمين اثنتين بصورة عامة في السنة في مقابل 29 ورما في المجموعة التي تناولت دواء وهميا، وتم توقيف التجربة قبل انتهاء مهلتها، نظرا للفاعلية الكبيرة التي يتمتع بها هذا الدواء الذي يعطى عن طريق الفم. واعتبر الباحثون أنه ينبغي أيضا إنصاف المجموعة الأولى التي اخذت دواء وهميا وتقديم هذا العلاج لها، وأكد الطبيب جان تانغ المحاضر في طب الجلد في كلية الطب التابعة لجامعة ستاندفورد في كاليفورنيا والقيم الرئيسي على هذه الدراسة التي نشرت في العدد الصادر في 7 حزيران/يونيو من مجلة "ذي نيو إنغلند جورنال اوف ميديسن" أن "سرطانات الخلية القاعدية اختفت جميعها من الناحية السريرية ولم ينم أي ورم عند غالبية المرضى الذين تناولوا الفيسموديغيب". بحسب فرانس برس.

تظهر الأورام الأولى عند الأشخاص الذين يصابون بهذا النوع من السرطانات في الطفولة، وهي ليست فتاكة في هذه المرحلة ويمكن استئصالها خلال عملية جراحية. غير ان العمليات المتكررة تخلف ندوبا كثيرة، وفي نهاية المطاف يتعذر معالجة الأورام، ولا يشفي دواء "إريفيدج" من متلازمة "غورلين"، إذ أن الاورام تظهر مجددا بعد توقيف العلاج لكنها تنمو ببطء، ومن الآثار الجانبية لهذا المرض انخفاض حاسة الذوق بشكل طفيف وتساقط الشعر وتشنج في العضلات. ولا يجوز وصفه للنساء الحوامل، وقد تم تقييم فعالية هذا الدواء في المرحلة الثانية من تجربة سريرية واحدة شملت 96 مريضا مصابا بسرطان الخلية القاعدية المحدود أو المنتشر في الجسم. وأثبتت فعالية العلاج في 43% من الحالات من حيث القضاء على الاورام أو تقليصها عند جميع المشاركين، ما دفع وكالة الأغذية والادوية إلى السماح بطرحه في الأسواق في كانون الثاني/يناير.

جرعة أسبرين يوميا

فيما عززت ثلاث دراسات جديدة نشرت من الادلة العلمية المتزايدة التي تشير الى أن تناول جرعة يومية من الاسبرين قد تساعد على الوقاية من مرض السرطان وربما علاجه، وكانت الدراسات السابقة قد توصلت إلى أن جرعة يومية من الاسبرين تقلل خطر الوفاة بسبب السرطان على المدى البعيد لكنها لم تثبت بشكل قاطع اثار الاسبرين على المدى القصير مثل فاعلية الدواء في المرضى الذين شخصت اصابتهم بمرض السرطان بالفعل، والدراسات الجديدة التي اجريت تحت اشراف بيتر روثويل من جامعة أوكسفورد في بريطانيا خلصت الى أن الاسبرين له أيضا فائدة قصيرة الاجل في الوقاية من السرطان وأنه يقلل من احتمال انتشار السرطان الى الاعضاء الاخرى بنحو 40 الى 50 بالمئة، وقال روثويل "تعزز هذه النتائج من الادلة على جدوى استخدام الاسبرين في الوقاية من السرطان خاصة اذا كان الاشخاص أكثر عرضة للخطر، "ربما الاهم من ذلك أنها (النتائج) تثير أيضا احتمالا واضحا بأن الاسبرين سيكون فعالا كعلاج اضافي للسرطان - لمنع انتشار هذا المرض"، واضاف أن هذا له أهمية خاصة لان عملية انتشار السرطان أو "نمو الورم الخبيث" هي التي غالبا ما تقتل الاشخاص المصابين بهذا المرض، والاسبرين الذي ابتكرته بالاساس شركة باير علاج رخيص الثمن يستخدم عادة لعلاج الالم أو الحمى، ويقلل الاسبرين من مخاطر تكون الجلطات في الاوعية الدموية وبالتالي قد يحمي من النوبات القلبية والسكتات الدماغية لذلك غالبا ما يوصف للاشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض القلب وتعرضوا لنوبة قلبية أو أكثر، ويزيد الاسبرين أيضا من خطر نزيف المعدة في مريض تقريبا بين كل ألف مريض سنويا وهذا عامل زاد حدة الجدل حول ما اذا كان ينبغي على الاطباء أن ينصحوا المرضى بتناول الاسبرين بانتظام كل يوم، وفي العام الماضي شككت دراسة أجراها باحثون بريطانيون في الحكمة من تناول الاسبرين يوميا للحد من مخاطر الوفاة الناجمة عن ازمة قلبية او سكتة دماغية لانهم قالوا ان زيادة خطر حدوث نزيف داخلي تفوق الفوائد المحتملة. بحسب رويترز.

وتوصلت دراسات أخرى بما في ذلك بعض دراسات لروثويل في الاعوام 2010 و2007 و2011 الى أن جرعة من الاسبرين يوميا حتى ولو جرعة بسيطة حوالى 75 ملليجراما تقلل خطر الاصابة ببعض أنواع السرطان على المدى البعيد وخاصة سرطان الامعاء وسرطان المريء لكن الاثار لا تظهر الا بعد فترة تتراوح بين 8 الى 10 سنوات من بدء العلاج، وقال روثويل الذي نشرت دراساته الجديدة في دورية (لانست) "The Lancet" ودورية (لانست اونكولوجي) "The Lancet Oncology" يوم الاربعاء ان هذا التأخير لان الاسبرين يقي من السرطانات في مراحلها الاولى وهناك فترة زمنية طويلة بين هذه المرحلة ومرحلة ظهور علامات سريرية للسرطان أو الاعراض على المريض، واشار روثويل واخرون الى الحاجة لابحاث أكثر عمقا الان عن الاسبرين كعلاج محتمل لمرض السرطان في المرضى الذين لم ينتشر فيهم المرض بعد، وقال "لم يظهر أي دواء قبل ذلك انه يقي من ورم خبيث ومن ثم فان هذه النتائج ينبغي أن تجعل تركيز البحوث المستقبلية في هذا الجانب الحاسم للعلاج."

العقاقير الشائعة

كما كشفت دراسة حديثة أن كثيرا من المرضى الذين يتعاطون عقاقير عن طريق الفم لعلاج السرطان بناء على وصفة الأطباء المعالجين يستخدمون أيضا مجموعة كبيرة من الادوية التي قد تقلل من فاعلية تلك العقاقير أو تزيد من آثارها الجانبية السامة، ووجدت الدراسة التي أجرتها شركة ميدكو هيلث على سبيل المثال أن 43 في المئة ممن يتعاطون عقار جليفيك Gleevec شديد الفاعلية لعلاج سرطان الدم يتناولون أيضا دواء آخر قد يحد من مفعوله بينما يتعاطى 68 في المئة أدوية من المحتمل أنها تزيد الآثار السامة للعقار، وأظهرت الدراسة أيضا أن الغالبية العظمى لأدوية السرطان يصفها طبيب متخصص في الاورام بينما يصف الادوية الاخرى طبيب للرعاية الاولية، وقال ستيف باولين من شركة ميدكو وهو يعرض نتائج الدراسة يوم الجمعة أمام اجتماع للجمعية الامريكية للصيدلة والسبل العلاجية "هناك حاجة لزيادة التواصل بين جميع الاطباء الذين يصفون أدوية للمريض"، وبحثت الدراسة التي أجرتها ميدكو على التفاعل بين العقاقير شكاوى تلقتها الصيدليات من حوالي 11600 مريض وصف لهم واحد من تسعة عقاقير تتناول عن طريق الفم لعلاج أنواع مختلفة من السرطان. بحسب رويترز.

ومن بين هذه الادوية جليفيك وتاسيجنا Tasigna من انتاج نوفارتيس وسوتينت Sutent من انتاج فايزر ونيكسافار Nexavar من انتاج شركتي أونيكس وباير وتارسيفا Tarceva الذي تبيعه شركتا روش هولدنج وأستيلاس فارما اليابانية وسبريسيل Sprycel من بريستول مايرز سكيب وتايكيرب Tykerb من انتاج جلاكسو سميث كلاين، ومن الادوية التي من المحتمل أن تسبب "التفاعلات الدوائية" الضارة العقاقير التي تستخدم على نطاق شائع لعلاج حموضة المعدة مثل نيكسيوم Nexium وبريفاسيد Prevacid والمنشطات ومجموعة أدوية ارتفاع ضغط الدم وأدوية القلب وبعض المضادات الحيوية والادوية المضادة للفطريات.

الاصابة بالعقم

في حين جاء في دراسة سويدية ان علاج السرطان قد يؤدي في أحيان الى الاصابة بالعقم وان عدد النساء اللاتي يعرفن هذا يقل على الارجح عن عدد الرجال الذين أخبروا بذلك قبل بدء العلاج، وجاء في دراسة نشرت في دورية علم الاورام ان من بين نحو 500 شخص تراوحت اعمارهم بين 18 و45 عاما عولجوا من السرطان قال 80 في المئة من الرجال الذين شملتهم الدراسة ان طبيبهم المعالج أبلغهم ان العلاج الكيماوي من الممكن ان يؤثر على الخصوبة، وفي المقابل قال 48 في المئة من النساء انهن علمن بهذه المعلومة قبل بدء العلاج. بالاضافة الى ذلك قالت 14 في المئة فقط من النساء انهن اطلعن على خيارات تحافظ على خصوبتهن في مقابل 68 في المئة من الرجال. بحسب رويترز.

وجاء في الدراسة ان هذا يرجع في الارجح الى ان الحفاظ على الخصوبة هو أكثر تعقيدا لدى النساء من الرجال وان التقنيات المطلوبة لتحقيق ذلك ليست متوفرة على نطاق واسع، وقالت كلوديا لامبيك كبيرة الباحثين في معهد كارلوينسكا بستوكهولم لرويترز في رسالة بالبريد الالكتروني "حتى في حالة عدم التمكن من الحفاظ على الخصوبة يجب اطلاع المرضى خاصة النساء على مخاطر تضرر الخصوبة ودخول سن انقطاع الطمث مبكرا."

سرطان الثدي

على صعيد ذو صلة تناول الصويا قد يؤدي الى زيادة المخاطر لدى نساء يعانين من سرطان الثدي من خلال جعل بعض الاورام السرطانية اكثر مقاومة للعلاج على ما قال باحثون اميركيون، واظهرت دراسة اجريت على جرذان في المختبر ان الجرذان التي تناولت طوال حياتها مكونات من الصويا تفاعلت جيدا مع تاموكيسفين وهو عقار يستخدم في معالجة سرطان الثدي. في المقابل فان الجرذان التي بدأت تستهلك الصويا بعدما اصبحت بالغة ابدت مقاومة للعلاج بعد اصابتها بمرض سرطان الثدي. بحسب فرانس برس.

وقالت لينا هيلاكيفي-كلارك الاخصائية في مرض السرطان والاستاذة في جامعة جورج تاون "هذه النتائج تشير الى ان النساء الغربيات اللواتي يبدأن تناول الصويا وهن كبيرات يجب ان يتوقفن عن تناوله في حال اصابتهن بسرطان الثدي"، وعرضت نتائج هذه الدراسة في مؤتمر السرطان في شيكاغو.

سرطان البروستاتا

من جهته يقول خبراء إنهم توصلوا لطريقة لعلاج سرطان البروستاتا في مراحله المبكرة قد تكون أعراضها الجانبية أقل من أعراض المتبع حاليا، ويستفاد من بحث نشر في دورية "Lancet Oncology" ان استخدام الموجات فوق الصوتية في العلاج قد يقلل من خطر الإصابة بالعجز الجنسي والتبول غير الإرادي، ويقول الباحثون إن النتائج الجديدة قد تحدث تحولا في طرق العلاج المستقبلية إذا ثبتت نجاعتها على نطاق واسع، ورحب مجلس الأبحاث الطبية الذي مول البحث بالنتائج التي وصفها بأنها "واعدة"، يذكر أن 37 الف رجل يشخصون سنويا بالإصابة بسرطان البروستاتا في بريطانيا ويفارق 10 آلاف منهم الحياة نتيجة المرض، وقد تؤدي طرق العلاج بالجراحة أو بالإشعاع إلى مضاعفات منها الضعف الجنسي والتبول اللاإرادي.

علاج موج، وقد أجريت التجارب الأولية على 41 مريضا باستخدام موجات فوق صوتية مركزة وموجهة نحو عدد قليل من الخلايا السرطانية.

سرطان القولون

بينما اظهر تحليل لاكثر من 40 دراسة حول العالم أن من يأكلون الاسماك ربما يقل لديهم خطر الاصابة بسرطان القولون وايضا سرطان المستقيم، والتحليل -الذي نشرت نتائجه بدورية (أمريكان جورنال اوف ميدسنThe American Journal of Medicine)- هو احدث تقرير يربط بين تناول الاسماك وعدد من الفوائد الصحية المحتملة، وجمع جاي ليانج من مستشفى امراض الجهاز الهضمي بمدينة شيان الصينية وزملاؤه النتائج من 41 دراسة نشرت خلال الفترة بين عامي 1990 و2011 والتي قاست استهلاك الاسماك ورصدت تشخيص امراض السرطان. وشمل الدراسة ابحاثا من الولايات المتحدة والنرويج واليابان وفنلندا ودول اخرى، وقال ليانج وزملاؤه "النتائج التي توصلنا اليها تشير الي ارتباط عكسي بين استهلاك الاسماك وسرطان القولون والمستقيم، ووجد الباحثون ان التناول المنتظم للاسماك ارتبط بتراجع نسبته 12 بالمئة لخطر الاصابة بسرطان القولون او المستقيم. بحسب رويترز.

واخذت النتائج في الاعتبار عمر المشاركين في الدراسات وتناولهم للكحوليات واللحوم الحمراء والتاريخ الوراثي للسرطان في اسرهم وعوامل صحية اخرى، واشارت النتائج الى ان التأثير الوقائي المرتبط باكل الاسماك اقوى بالنسبة لسرطان المستقيم عن سرطان القولون حيث تبين ان اولئك الذين تناولوا اكبر كمية من الاسماك انخفض لديهم خطر الاصابة بسرطان المستقيم بنسبة 21 بالمئة مقارنة بمن تناولوا أقل كمية.

آثار الكيماويات

من جهة أخرى كشفت دراسة طبية حديثة أن العديد من الأطباء الذين ينصحون بإخضاع مرضى السرطان للعلاج الكيميائي لفترات طويلة، يجهلون التأثيرات الجانبية لهذا النوع من العلاج، وأكدت على ضرورة زيادة الجرعات التعليمية للأطباء بشأن تلك التداعيات المحتملة، وذكرت الدراسة، التي تأتي قبل أيام من الاجتماع السنوي الـ47 للجمعية الأمريكية للأورام السريرية ASCO، أن هناك نحو 12 مليون شخص تمكنوا من النجاة من الأمراض السرطانية، في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، بعضهم خضعوا للعلاج في سن مبكرة، وآخرون من كبار السن، أنهوا علاجهم مؤخراً، وبينما ساعد تقدم العلاج في إنقاذ أرواح آلاف المصابين بالسرطان، فإن الدراسة الجديدة ترى أن هناك مجالاً للتحسن في مجال رعاية المرضى، من خلال زيادة معرفة أطباء الرعاية الأولية، وكذلك الأطباء المتخصصين بعلاج السرطان، بالتأثيرات الجانبية للأدوية التي يصفونها لمرضاهم، على المدى الطويل، وأجرى الباحثون في جامعة هارفارد، والمعهد الوطني لأبحاث التمريض، والجمعية الأمريكية للسرطان، استطلاعاً شمل ما يقرب من 1100 من أطباء الرعاية الأولية، ومثلهم من أطباء الأورام أو الأطباء المتخصصين بأمراض السرطان، وطلب الاستطلاع من هؤلاء الأطباء تحديد الآثار الجانبية على المدى الطويل لأربعة من أدوية العلاج الكيميائي المستخدمة على نطاق واسع لعلاج سرطان الثدي، وسرطان القولون والمستقيم، وهما من أكثر أنواع السرطان انتشاراً. بحسب السي ان ان.

ووجدت الدراسة أن نحو 6 في المائة فقط من أطباء الرعاية الصحية الأولية، و65 في المائة من أطباء الأورام، على علم بجميع الآثار الجانبية على المدى الطويل، التي قد تسببها تلك العقاقير، وعند سؤالهم عن عقار "دوكسوروبيسين"، أفاد 55 في المائة من أطباء الرعاية الأولية بأن استخدامه لفترة طويلة، قد يسبب إضعاف عضلة القلب، مقارنة بـ95 في المائة من أطباء الأورام السرطانية، أما عن عقار "سيكلوفوسفاميد"، فقد أشار 14 في المائة فقط من الشريحة الأولى بأنه قد يسبب انقطاع الطمث لدى النساء، فيما كانت النسبة 71 في المائة بين الأطباء المتخصصين بعلاج السرطان، وعلقت مؤلفة الدراسة، الدكتورة لاريسا نيكلايدوف، على تلك النتائج بقولها إن هؤلاء الأطباء يحتاجون إلى التعلم أكثر عن الأثار الجانبية للعلاج السرطان على المدى الطويل، حتى يكونوا أفضل استعداداً لمساعدة أولئك الذين تُكتب لهم النجاة من السرطان.

هل يساعد "الكاري" على محاربة السرطان؟

الى ذلك تجرى تجربة لاختبار قدرة مادة "الكركمين" الموجودة في الكاري على محاربة سرطان الأمعاء، وذلك بعدما أظهرت دراسات علمية أن هذه المادة الكميائية يمكنها القضاء على خلايا سرطانية استحضرت بأحد المختبرات و أنه يمكن الافادة منها في حالات الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف، وسيتم استخدام العلاج الكميائي، إلى جانب مادة الكركمين، خلال هذه التجربة، ويتم تشخيص نحو 40,000 مصابا بمرض سرطان الأمعاء في المملكة المتحدة كل سنة، ومن المقرر أن يشارك في التجربة أربعون شخصا في مستشفى ليستر الملكي ومستشفى ليستر العام. وسيتم خلالها مقارنة تأثير إعطاء أقراص الكركمين قبل بدء العلاج الكميائي بسبعة ايام، وأوضح المشرف على الدراسة البروفسور ويليام ستيوارد أن نتائج التجارب التي أجريت على الحيوانات وشملت العلاجين كانت أفضل "100 مرة" من استخدام أحد العلاجين وحده، وقال: "بمجرد انتشار سرطان الأمعاء يكون من الصعب علاجه، ويرجع ذلك بصورة جزئية لأن الآثار الجانبية للعلاج الكميائي قد تحد من المدة التي يمكن أن يتلقى المرضى العلاج خلالها، وأضاف: "ما زالت هذه الدراسة في مرحلة مبكرة جدا، ولكن دراسة احتمال استخدام مواد كميائية موجودة في النباتات لعلاج السرطان يبعث الأمل في الوصول إلى معلومات تساعد على تصنيع عقاقير جديدة في المستقبل. بحسب البي بي سي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 11/تشرين الثاني/2012 - 26/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م