عالم السياحة... تنافس جميل وارباح أجمل!

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: باتت السياحة إحدى أهم الصناعات العالمية من حيث ترصين القيمة الاقتصادية وتوفير فرص عمل مناسبة، وهدف رئيسي للمعظم البلدان في الوقت الحاضر والمستقبل ايضا، من اجل انتعاش التنمية والتخلص من الأزمات الأخرى، فاليوم الكل يحلم برتقاء مدينته فوق الكرة الأرضية وان تلبي جميع الأذواق وتناسب مختلف الميزانيات، لكي تصبح الأهم والأجمل من أجل راحة السائحين وجذبهم لها.

إذ يكتسب قطاع السياحة في العالم أَهمية خاصة في البلدان، التي لا تعتمد على النفط في اقتصادها، وقد اهتمت الدول النامية بالمرافق السياحية وحاولت تطويرها خصوصا بعد الازمة المالية الاخيرة لضمان النمو الاقتصادي بالاستثمار السياحي، وقد ساهمت عدة عوامل في التطور الكبير لمجال السياحة خلال العقود الأخيرة، منها  تطور وسائل النقل والمواصلات والاتصالات، وتوفير التسهيلات والخدمات لإشباع حاجات ورغبات السياح، وتشمل كذلك بعض تأثيرات السياحة مثل إيجاد فرص عمل جديدة ودخول جديدة، فعلى الرغم من الوضع الاقتصادي والسياسي غير المستقر عالميا، إلا أن السياحة ومواردها أصبحت من الأنشطة الاقتصادية الرائجة والمهمة لدى معظم بلدان المعمورة في عصرنا الحديث.

سويسرا

ففي ستانز في وسط سويسرا على ضفاف بحرية الكنتونات الاربعة تحولت عربة معلقة بسلك (تلفريك) مكشوفة السقف فريدة من نوعها في العالم في غضون اشهر قليلة مقصدا سياحيا في هذه المنطقة التي يرتادها الكثير من الاسيويين، في غضون دقائق قليلة تنقل هذه العربة السياح الى ستانزرهورن على ارتفاع 1850 مترا من حيث يمكن اكتشاف منظر رائع على اعلى قمم جبال الالب، للوصول الى هذا التلفريك يجب اولا ركوب قطار خشبي صغير معلق ينقل الركاب الى محطة حيث تنطلق عربة "الكابريو"، وقد حلت هذه العربة المعلقة التي اطلق عليها مصمموها اسم "كابريو" في اشارة الى السيارات المكشوفة السقف، منذ تموز/يوليو الماضي مكان التلفريك السابق، ويقول يورغ بالزيغر المدير العام لشركة التلفريك الذي يدير هذا النظام "يمكننا نقل 60 شخصا دفعة واحدة من بينهم 30 على السطح-الشرفة"، وفي غضون ثلاثة اشهر، استقل نحو 87 الف شخص عربة "كابريو" اي اكثر ب 60% مقارنة باعداد التلفريك السابق، ويوضح بازيغر "كان هدفنا ان نتجاوز الارقام السابقة بنسبة 25% الا اننا تجاوزنا ذلك بكثير"، وقد استثمرت شركة "ستانزرهورن" هذه 28 مليون فرنك سويسري (23 مليون يورو) لبناء الكابريو الذي اثار اهتمام دول اجنبية عدة. ويضيف بالزيغر "لقد زارنا مهتمون بالفكرة اميركيون وكنديون وصينيون ويابانيون واوروبيون ومن جنوب افريقيا"، وتمتلك شركة "غافينتا" السويسرية براءة اختراع الكابريو ومقرها في غولداو (وسط سويسرا) وهي متخصصة في بناء العربات المعلقة بسلك، والعربة بطابقين صممت بعض الشيء على شكل الحافلات بطابقين فيما الطابق الثاني مكشوف السقف. ويكون الركاب وقوفا ويمكنهم ان يستمتعوا بالمنظر الخلاب، 90% من المواد المستخدمة والمهارات، سويسرية مثل الكابلات او دواليب الجر على ما يقول بازيغر. اما المحرك الذي صممته مجموعة "ايه بي بي" السويسرية فقد تم تصنيعه في المانيا، ويجر العربة كابلان يبعدان عن بعضهما البعض خمسة امتار، على يسار العربة ويمينها. وهذا النظام يؤمن ثباتا كبيرا حتى في حال هبوب رياح قوية، ومع العربة السابقة كانت الحركة تتوقف عندما تبلغ سرعة الرياح خمسين كيلومترا في الساعة. اما الكابريو فيمكنه مواجهة رياح تصل سرعتها الى 90 كيلومترا في الساعة على ما يقول مصمموه مع العلم ان الرياح المعاكسة بسرعة 75 كيلومترا بالساعة توازي عاصفة، ويروي يورغ بازيغر قائلا "فكرة بناء هذه العربة طرأت خلال عشاء في العام 2005 في ستانزرهورن" مع صديق مهندس راح يناقش يومها سبل تحسين العربة التي كانت قائمة وطرح امكانية تصميم عربة بسقف مفتوح، واضاف بالزيغر "حصل صديقي على الضوء الاخضر من الشركة المالكة للتلفريك للقيام بدراسة جدوى". بحسب فرانس برس.

وفي قمة الجبل يمكن للزوار ان يستمتعوا بمنظر رائع لجبال الالب يمتد على مئة كيلومتر فضلا عن عشر بحيرات سويسرية، وستانزرهورن هو مقصد سياحي في وسط سويسرا منذ نهاية القرن التاسع عشر عندما بنى فيها فرانز يوزف بوخر فندقا فخما على قمتة. وبعد هذا الفندق صمم بوخير او رمم الكثير من الفنادق الاخرى مثل "غران اوتيل بالاس" في لوغانو و"اولير" في بال و"بالاس" في لوسيرن و"بالاس اوتيل" في ميلانو و"سميراميس" في القاهرة، وللوصول الى القمة بنى بوخير القطار المعلق في العام 1893 وكان سابقة في العالم. وقد استبدل القطار بعد ذلك جزئيا بتلفريك، وقد اتى حريق على الفندق العام 1970 وقد حل مكانه مطعم بمنظر خلاب، ويصعد السياح الى ستانزرهورن من اجل المنظر الفريد من نوعه في العالم ومن اجل القيام بنزهات. وقد شق درب بيئي ويقوم فريق من حراس الغابات بتفسير الثروة حيوانية والنباتية المحلية.

ريو دي جانير

في سياق متصل تلفريك جبل السكر (باو دي اثوكار) الشهير في ريو دي جانيرو وهو تلة من الغرانيت ترتفع 395 مترا عن سطح البحر واحد اكثر المواقع استقطابا للزوار في العالم، يحتفل بمرور مئة عام على انشائه مع وجود مشروع لربطه بتلال اخرى مجاورة، اول تلفريك وهو معروف باسم "بوندينو" كان مصنوعا من الخشب وشبيها بعربات الترمواي الصفراء التي كانت تسير حينها في شوارع ريو دي جانيرو. وكان يهتز كثيرا. وفي العام 1972 اخذ شكله الحالي المعروف ب "الماسة العائمة"، وتقول ماريا إرسيليا لييتي دي كاسترو المديرة العامة لشركة الخط المعلق لباو دي اثوكار الخاصة 100 %، ان "التلفريك الاول دشن العام 1912 وعمل لمدة 60 عاما، والدي عمل في الشركة كمدير تقني. وتوصل الى بناء تلفريك جديد اكبر واكثر حداثة"، وتوضح "اراد ان يكون التلفريك هذا شفافا بالكامل وان يشبه الماسة. واراد ان يكون لركاب العربة رؤية ب360 درجة ل +المدينة الرائعة+" وهو لقب ريو دي جانيرو.

واعتبر بناؤه "مشروعا مجنونا" في وقت كان السكان يموتون فيه من الحمى الصفراء. وكان ثالث تلفريك في العالم بعد تلفريك جبل اوليا في اسبانيا وتلفريك فيتيرهورن في سويسرا اللذين بنيا قبله بقليل. لكنه كان اول تلفريك يبنى في مدينة، واتت الفكرة العام 1908 عندما قرر المهندس اوغوستو فيريرا راموس ربط شاطئ "فيرميلا" بتلة جبل السكر التي كان يستحيل الوصول اليها حتى تلك الفترة، على مسافة 1,4 كيلومتر، واراد المهندس ان يقدم للزائر الاجنبي صورة جديدة عن ريو دي جانيرو التي كانت يومها عاصمة للبرازيل، وتؤكد دي كاسترو "كان راموس يعتبر مجنونا وكان زملاؤه المهندسون حتى، يقترحون عليه ان يربط خط تلفريك جبل السكر مباشرة بمستشفى المجانين القريب"، وكانت العربات الخشبية القديمة تسع ل22 شخصا وانتقلت هذه القدرة العام 1972 الى 75 شخصا. الا ان اعادة نظر بالقدرة الاستيعابة للعربات حصلت العام 2007 مع خفضها بعشرة اشخاص...لان وزن الزوار بات اثقل من الماضي، وبمناسبة الاحتفال بمئوية هذا التلفريك الذي استقلته الكثير من الشخصيات الشهيرة مثل البرت انشتاين او الرئيس الاميركي الراحل جون كينيدي، ستوزع الفا قطعة من قالب حلوى ضخم على الزوار، وسيحيي المغني جورجي بن جور حفلة خاصة مساء لمدعوين تم انتقائهم بعناية، وقد صورت مشاهد العديد من الافلام في هذا التلفريك ولاسيما فيلم "مون ريكر" (1979) حيث يفلت جيمس بوند الذي يجسده روجير مور من قبضة "القرش" وهو قاتل متخلف عقليا صاحب اسنان فولاذية يحاول التخلص منه على سطح "البوندينو". بحسب فرانس برس.

ويتوقع ان يصل عدد زوار جبل السكر هذه السنة الى 1,5 مليون شخص نصفهم من الاجانب اي اقل بقليل من "منافسه" تمثال المسيح الفادي الذي يشرف على خليج ريو دي جانيرو من اعلى تلة كوركوفادو على ارتفاع 710 امتار، وتوضح دي كاسترو "من يأتي الى ريو يريد ان يرى جبل السكر والمسيح الفادي. قد يكون عدد الزوار اكثر بقليل عند تمثال المسيح الفادي الا ان منافسنا الاكبر هو الشاطئ في الواقع"، ويقول جيلبرتو متاغيم وهو سائح اتى من ساو باولو "هذه المرة الاولى التي استقل فيها هذا التلفريك هناك الكثير من التسويق مع الارتفاع الشاهق وانا خائف قليلا لكن الامر رائع"، واستعدادا لكأس العالم 2014 ودورة الالعاب الاولمبية في 2016 في ريو سيتم تحديث محطتي التلفريك مع امكانية وصول اسرع اليهما لتجنب تشكل الطوابير، وتختم دي كاترو قائلة "نريد ايضا ان نحيي مشروعا قديما ينص على ربط التلفريك بتلال اخرى مجاورة".

باريس

فيما تسعى باريس لتقليل معاناة اعداد كبيرة من السائحين يتوافدون على برج ايفل سنويا وينتظرون في صفوف طويلة لساعات من خلال خطط لنقل مكاتب التذاكر وصفوف الانتظار تحت الارض اسفل قواعد المزار العملاق، وقد يوجه مجلس المدينة الدعوة لمعماريين لتقديم عروض لتقييمها قبل البدء في مشروع لتطوير المنطقة الواقعة أسفل البرج للتخفيف من الازدحام وإضافة خدمات ثمة حاجة ملحة لها، وطرحت فكرة الحفر اسفل البرج البالغ ارتفاعه 324 مترا وهو مفخرة باريس منذ عقود ومع توافد نحو سبعة ملايين زائر على المكان كل عام يتزايد الضغط لجعل زيارة البرج الذي شيده جوستاف ايفل في عام 1889 تجربة اكثر متعة.

وشيد البرج احتفاء بالهندسة الفرنسية الحديثة وبما ان المنطقة الواقعة اسفله مباشرة يجب ان تظل خاوية وتحظر اي اعمال بناء جديدة في ممشى شان دو مار الخلاب الممتد خلفه فما من سبيل الا النزول تحت الارض، وقال جان برنارد برو رئيس مجموعة (سيت)التي تدير البرج ان من الحتمي تحسين تجربة الزائر في اشهر موقع سياحي في باريس، وقال بروس "لاننا نحتاج منشآت اضافية لنرحب بزائرينا بصورة افضل فان الوسيلة المثلي الحفر تحت الارض"، وأضاف ان حشود السائحين ستظل تتوافد على المكان ولكن يمكن تنظيم الصفوف بشكل أفصل في مساحة تحت الارض. بحسب رويترز.

وتابع "الامر يتعلق بسبل الراحة وتحسين اسلوب استقبال الزائرين. ليس جيدا ان تستقبل الزائرين تحت المطر ونفس الشيء حين يكون الطقس حارا"، ويمكن بناء مستويين تحت الارض لمكاتب التذاكر ولخدمات مثل تفتيش الزائرين ومكتب للمعلومات ودورات مياه ومتجر للتذكارات بل ومتحف يكرس لجوستاف ايفل.

لندن

من جهة أخرى تعمل فيف مرشدة سياحية كالكثير من سكان لندن الذين يلجأون إلى هذا العمل لكسب لقمة العيش وتشرح لمجموعة من الزوار كيف أعيد بناء جسر واترلو بفضل جهود النساء خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية، الا ان فيف (56 عاما) ليست بمرشدة عادية فهي مشردة، وقد شكلت السلالم تحت الجسر بمنظرها الرائع على مقر البرلمان وكاتدرائية القديس بولس مسكنها الوحيد لفترة، وتقول للسياح "لقد عشت هنا لمدة شهرين. كان سريري عبارة عن الواح خشبية واوراق صحف وكرتون"، بوجهها الشاحب تطلع فيف المولودة في النروج السياح على العاصمة البريطانية لكن بأعين احد سكانها المشردين، وهي من بين نحو ستة مرشدين من المشردين يعملون مع برنامج "آنسين تورز" الذي اطلقته شبكة التطوع "سوك موب"، ويقومون بدمج قصص من حياتهم الخاصة في الشارع مع هذه الجولات الراجلة، تبدأ فيف جولتها في حدائق "فيكتوريا امبانكمنت غاردنز" عند طرف نهر تايمز، في هذه الحدائق اقامت فيف لاربعة مواسم صيف متتالية. وتقول "هذا كان مقعدي. الحياة آمنة في الحديقة لانهم يغلقون المتنزه ليلا فلا يهاجمك احد"، تنقل فيف المجموعة من حمام استحم فيه تشارلز ديكنز في احد الايام الى كشك للشاي كان سائقو سيارات الاجرة يرتادونه لاكثر من قرن من الزمن قبل ان تتوقف امام فندق سافوي لتروي قصة الهرة الخشبية القابعة في مدخله، وتقول ان الهرة البالغ طولها حوالى المتر تدعى كاسبار وهي تضاف الى كل مائدة تضم 13 شخصا لجعل عددهم 14 والوقاية من الحظ السيء، ومن دون ان تتوقف، تضيف ان نحو 200 شخص كانوا ينامون تحت القنطرة قرب فندق سافوي الى ان بدأت السلطات تستخدم سياجا خلال الليل لاغلاقها، وتروي فيف بهدوء للسياح "في احدى الليالي قرابة الساعة الثانية او الثالثة حاول بعض الصبيان اضرام النار بامرأة مسنة من مجموعتنا. فصبوا الوقود على كيس النوم الخاص بها وحاولوا اضرام النار بها. لكن لحسن الحظ سمع بضعنا الجلبة واستفاق وطرد الصبية"، مجموعة السياح المذهولة بأخبار فيف حول الحياة في الشارع، راحت عندها تتجرأ على طرح بعض الاسئلة، فيسأل احد الزوار "اخبرينا عن الفندق اظن انه كان لديهم الكثير من مخلفات الطعام؟"، تكتفي فيف بالقول بمرارة "انه فندق للاثرياء"، بول فان بوسيكوم (32 عاما) وهم مصمم دراجات هوائية من هولندا يقدم على طرح سؤال شخصي: كيف اصبحت فيف مشردة؟، تقول فيف "انهار زواجي فتركت اطفالي في المنزل وانتقلت منه"، رافضة الخوض في التفاصيل، فيف مشردة منذ العام 1997 وهي تتنقل بين المتنزهات والجسور عندما لا يمكنها النوم على كنبة لدى اصدقاء او اقارب، وهي تحصل على 30 جنيها استرلينيا (48 دولارا) اسبوعيا من عملها كمرشدة. فبرنامج "آنسين تورز" يدفع لها 60 % من عائدات كل جولة، علما أن الجولة الواحدة تكلف بطاقتها عشرة جنيهات استرلينية، فضلا عن 40 جنيها للتنقلات و20 جنيها لفاتورة الهاتف. بحسب فرانس برس.

وهي تقول معلقة "ان الاجر قليل جدا لكن الامر يستحق العناء"، يضاف الى ذلك ان الجولات تحول دون تفكير فيف في همومها خلال النهار، وبالنسبة الى الزوار تظهر هذه الجولات السياحية ان المشردين ليسوا "فاشلين ومستسلمين" على ما تقول انجي هيستر (56 عاما) التي تعمل في فرق الاطفاء، موضحة "لديهم قصة يروونها"، ويضيف فان بوسيكوم ان نكات فيفي حول حياتها كانت اكثر اثارة للاهتمام من أخبارها المتعلقة بالمواقع السياحية والتاريخية، ويقول "يشعر المشردون أحيانا بالاحراج إن أرادوا أن يشرحوا سبب تشردهم، لكن اي شخص قد يجد نفسه في هذا الوضع. انه امر مخيف".

فندق مجاني لاستضافة زوار البتراء

على صعيد مختلف ابتكر أردني، يبلغ من العمر 42 عاماً، فكرة جديدة للترويج السياحي لمدينة البتراء الأردنية، عن طريق تجهيز كهف في منطقة تاريخية لاستضافة السياح فيه، من دون مقابل مادي، واصطحابهم في جولات تعريفية بتاريخ المدينة وآثارها، إذ استضاف في كهفه حتى اليوم، ما يقارب 1200 مسافر، من مختلف أنحاء العالم.

ولا يرتدي غصاب البدول الزي الأردني التقليدي، بل يتميز بشعره الطويل ويرتدي الجينز، وخطرت هذه الفكرة له بعد أن أعجب بفكرة موقع COUCHSURFING الإلكتروني، الذي تم إطلاقه عام 2003، ويضم مجموعة من المسافرين الذين يخصصون غرف نوم خالية في منازلهم، لإقامة المسافرين من جميع أنحاء العالم، بدلاً من النزول في الفنادق التقليدية، واعتاد غصاب السفر كثيراً إلى أوروبا، وعندما عرف بالموقع الإلكتروني، قرر أن يكون لبترا مكان فيه، لأنه يفخر بتاريخ بلاده، ويريد أن يتاح للسياح فرصة زيارتها، خاصة أنه يمتلك كهفاً يصلح لأن يكون مقراً لإقامة هؤلاء النزلاء، بطريقة فريدة، وبالفعل قام بالتسجيل على الموقع قبل أربع سنوات، وفي الأسبوع نفسه الذي سجل فيه، تلقى خمسة طلبات للزيارة، وستة طلبات في الأسبوع التالي، ومزيداً من الطلبات خلال الأشهر اللاحقة، وسبق واستضاف عشرين شخصاً لمدة شهر في ذلك الكهف المزود بخدمات فنادق الخمسة نجوم.

ويقول غصاب: "استضفت منذ تسجيلي في الموقع وحتى الآن ما يزيد عن 1200 مسافر، ليسوا جميعهم عن طريق الموقع الإلكتروني، لكن هناك أشخاصا سمعوا من أصدقائهم الذين استضفتهم، عن الكهف وأتوا لزيارة البتراء والإقامة في الكهف، أنا سعيد جداً بذلك، وأريد أن يتعرف العالم كله إلى الحضارة والثقافة الأردنية."

وعاش بدو البتراء منذ مئات السنين في هذه الكهوف، حول جبل كبير يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد، ويأتي آلاف السياح لمشاهدة آثار المدينة حتى اليوم، وعلى بعد أميال قليلة من هذه الأطلال، بنى أجداد غصاب منازلهم منذ قرون، واليوم أصبحت المنطقة كلها والكهف ملكاً لهم، ويصف غصاب كهفه بالقول إن مساحته تبلغ حوالي 150 متراً مربعاً، ويضاء بالطاقة الشمسية، وبه بعض الديكورات التي أدخلتها العائلة، إضافة إلى لوحات تراثية، وتم طلاء السقف باللون بالأسود، مع وضع بعض النجوم المتلألئة، وعلى مدخل الكهف توجد صورة للنجم بوب مارلي، وتم تجهيز الكهف بمراتب نوم، حتى يستطيع الكهف استيعاب أكبر قدر من النزلاء، ويتسع لنحو 10 مسافرين، ولكن لا توجد حمامات بالكهف، مما يدفع النزلاء إلى قضاء حاجتهم في الجبل، وأصبحت استضافة الغرباء هواية غصاب المفضلة، إذ يقوم باستضافة الجميع مجاناً، وفقاً لقوانين الموقع، ولكن لا يخلو الأمر من بعض الهدايا التي يجلبها الزوار من بلادهم، كما أصبح غصاب يصطحب الضيوف في جولات لتسلق الجبال والتنزه بسيارته، كما أصبح مرشداً سياحياً للمنطقة، فعندما تراه يتكلم عن بلاده تشعر بالفخر الشديد يشع من عينيه ويتخلل نبرات صوته.

أجمل بقع الأرض تتوزع بين قارات العالم الخمس

فقد يجد كثير من السياح متعتهم في زيارة معبد قديم، وقد يجد آخرون مشاهدة برج شاهق وسط غابة يملؤها الضباب أمرا أكثر إمتاعاً، وربما يفضل آخرون متابعة أسد يزأر، أو هجرة جماعية للحيوانات في أفريقيا. فهناك الكثير من الأماكن التي يدرك الناس من خلالها روعة جمال كوكب الأرض. بحسب السي ان ان.

وفي هذا التقرير، نعرض بعضا هذه المناطق:

6- "تاج محل"، الهند:

تاج محل ذو القباب الذهبية، والذي بناه شاه جيهان في القرن السابع العشر، في ذكرى وفاة زوجته، والرمز الأكثر شهرة للحب، يعتبر من أجمل نماذج طراز العمارة الإسلامية. شيّد بالمرمر الأبيض من جدهابور على مصطبة يغطي سطحها بالمرمر الأبيض، وأقيمت عند كل زاوية من زوايا المصطبة مئذنة متناسقة الأجزاء.

5- "قمم يوسمليت"، كاليفورنيا، أمريكا:

يعتبر من أجمل المنتزهات في العالم، إذ اكتشفه المنقبون عن الذهب عام 1850، ويجب عليك البقاء في الحديقة الوطنية للتمتع بالهواء المعطر، والذي يمر به نهر "ميرسد" بواسطة واد ضيق، حيث يوجد العديد من الشلالات أهمها شلال "يوسمايت العلوي"، وشلال "يوسمايت السفلي". وتضم الحديقة تقريباً 130 نوعا من النباتات، وحوالي 31 نوعا من الأشجار، منها غابات الصنوبر والأرز، ويبلغ سعر الليلة في أقرب فندق من هذه المنطقة حوالي 450 دولاراً.

4- "ساحة جامع الفنا"، مراكش، المغرب:

تمتاز مراكش بالمباني الجميلة والمساحات الواسعة، التي تنتشر فيها محلات التحف وعروض الرقص الشرقي والموسيقى ورقص الثعابين والرسم بالحناء، ما يجعلك تشعر بالنبض الأفريقي الشرقي. وساحة جامع الفنا عبارة عن فضاء شعبي للفرجة والترفيه للسكان المحليين والسياح بمدينة مراكش، بالمغرب، وبناء على ذلك تعتبر هذه الساحة القلب النابض للمدينة.

3- "السماء المليئة بالنجوم"، حوض ماكنزي، نيوزيلندا:

على مساحة 1600 ميل مربع من الأراضي النيوزلندية، يقع متنزه "كووك" الوطني، الذي تم اختياره كأجمل منطقة لمشاهدة سماء مليئة بالنجوم، حيث يمكنك التمتع بملايين النجوم المضيئة، ويمكنك قضاء ثلاثة ليالي في منطقة حوض ماكنزي، مقابل 995 دولار للشخص الواحد.

2- "الهجرة العظيمة"، شرق أفريقيا:

لا يمكن لأي مشهد درامي، تجسيد روعة مشهد هجرة عشرات الآلاف من البقر الوحشي عبر أفريقيا، بحثا عن الطعام والماء. ولمشاهدة ذلك، يمكنك الالتحاق بمعسكر متنقل لمتابعة هذه المشاهد يوميا في هذه المنطقة، مقابل خمسة دولارات فقط.

1- "أضواء الشمال" ، اسكندنافيا:

ربما تكون من أجمل اللحظات السحرية عندما ترى هذه الظاهرة الفلكية، ويفضل رؤيتها في الشتاء، وأفضل مكان لرؤية تلك المناظر عبر الخلجان الخالية من الأضواء الصناعية هو على المياه الساحلية الغربية للنرويج.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 7/تشرين الثاني/2012 - 22/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م