الانتخابات الاسرائيلية... ممارسة يقودها التطرف

 

شبكة النبأ: تستعد إسرائيل لخوض انتخابات مبكرة، بعدما اقترح رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو حل البرلمان وتبكير الموعد الانتخابي، غير أن هذه الخطوة كانت متوقعة من لدن بعض المحللين السياسيين، نظرا لتطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية الداخلية وتطوراتها على الساحتين الإقليمية والخارجية، لكن المفاجأة غير المتوقعة هي التحالف بين حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وحزب اسرائيل بيتنا القومي المتشدد بزعامة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، حيث اثارت هذه الشراكة غير المعهودة موجة كبيرة من الانتقادات وحالة من الاستياء داخليا، حيث يرى بعض المراقبين بأن هذه الاتحاد يهدف للحصول على المزيد من السيطرة، وهو عملية سياسية ببتلاع الأحزاب الكبرى الأحزاب الصغرى، وتوجيه حكم البلاد بطريقة الحزب الواحد، بينما قال مراقبون آخرون أن الغرض من هذا التحالف هو توحيد موقف اسرائيل داخليا من اجل توحيد موقفها خارجيا، اي  التعامل مع تحديات أمنية مثل البرنامج النووي الايراني ومشاكل داخلية أخرى، مما يعاني أن هذا التحالف سيحضى بحصة الاسد في الحكومة المقبلة لو استمرت الامور على هذا النحو، ولكن توجد هناك عدة عوامل يمكن ان تتغير من هذه المعادلة السياسية وتغير حسابات الانتخابات الاسرائيلية ايضا، ومن هذه العوامل عودة درعي زعيم السابق حزب شاس الديني المتشدد في اسرائيل الى الأجواء السياسية مجددا، والذي يحظى بشعبية كبيرة، خصوصا اذا تحرك حزب شاس في ظل القيادة المشتركة لدرعي نحو اتجاه الوسط، كما تعد التعاملات العنصرية مع بعض الجماعات اليهودي وخصوصا  من جانب النخبة من يهود الاشكينازي ذوي الاصول الاوروبية الذين هيمنوا لفترة طويلة على السياسة الاسرائيلية عامل سلبي قد يؤثر على ديمومة التحالف، في حين يشكل العامل الثالث وهو عودة رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت الى الحلبة السياسية مع تسيبي ليفني واقدامه على توحيد معسكر اليسار – الوسط تحت قيادته ابرز عامل يهدد التحالف اليميني، غير ان هناك عوائق عدة تقلل من فرصة تحقق هذا العامل وهي ابرزها قضية الفساد المتعلقة به.

في حين يرى بعض المحللين المختصين بأن هذا التحالف او الاندماج اليميني، قد اسقط الطابع الرسمي المتزن للحكومة ورئيسها من مختلف القضايا الملحة التي تواجه المجتمع الإسرائيلي، وقد يكون هدف من اجل اعداد اسرائيل للحرب ضد ايران، وتحييد الأصوات المترددة والمحذرة من مغامرة عسكرية لا تعرف عواقبها، الى جانب تعميق الاستيطان، وعليه فإن الاشهر الثلاثة التي بقيت حتى موعد اجراء الانتخابات تعتبر فترة طويلة في الحياة السياسية الإسرائيلية، وقد تكون مفعمة بتقلبات وتغيرات للوضع، غير ان الاعتقاد السائد لدى المحللين هو ان نتنياهو كان صائبا في حساباته عندما اتخذ القرار بتبكير موعد الانتخابات.

مفاجأة تحالف الليكود واسرائيل بيتنا

فقد اثار التحالف بين حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وحزب اسرائيل بيتنا القومي المتشدد بزعامة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان لتشكيل لائحة واحدة في الانتخابات المقبلة استياء العديدين داخل حزبيهما، بحسب ما ذكر معلقون، وقد اعلن نتانياهو ووزير خارجيته ان حزبيهما سيشكلان لائحة انتخابية مشتركة في الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 22 كانون الثاني/يناير، في خطوة من المرجح ان تمكنهما من تولي حكومة الائتلاف المقبلة، ويستعد 3700 عضو في مؤتمر حزب الليكود، الذي يمتلك 27 من مقاعد البرلمان (الكنيست) ال120، للاجتماع في تل ابيب لاقرار تحالف نتانياهو وليبرمان الذي يمتلك حزبه 15 مقعدا في الكنيست، الا ان تلك الخطوة اثارت انشقاقا كبيرا في اوساط حزب الليكود بسبب خشية العديدين من ان يضر هذا التحالف بالحزب، وكتبت صحيفة يديعوت احرونوت ان "عددا كبيرا من وزراء الليكود (حزب نتانياهو اليميني) ونوابه وناشطيه يعتقدون ان هذا التحالف سيضر بحزبهم"، واضافت ان "نصف وزراء الليكود يعارضون هذا القرار او يشككون فيه"، واشارت الصحيفة الى استطلاع للرأي نشرت القناة العاشرة الخاصة، يفيد ان 26 بالمئة من ناخبي الليكود يعارضون فكرة اللائحة الواحدة مع اسرائيل بيتنا (يمين قومي).

في المقابل تلقى هذه الفكرة قبول 58 بالمئة من ناخبي الليكود بينما يؤكد 22 بالمئة انهم سيمتنعون عن التصويت في 22 كانون الثاني/يناير، ويشير الاستطلاع ايضا الى ان 35 بالمئة من ناخبي اسرائيل بيتنا يعارضون التحالف مع الليكود، مقابل 51 بالمئة يقبلون به، وصرح مسؤول بارز في الليكود لصحيفة هارتس "البيت يحترق.. وهناك رائحة متفجرات في الجو. قال لنا العديد من الناخبين المخلصين +لا نعتزم التصويت لهذا الشيء+"، ونقلت صحيفة معاريف من جهتها عن وزير في الليكود طلب عدم كشف هويته انتقاده نتانياهو لانه وضع الحزب "في وضع مستحيل. لم يشاورنا ولم ياخذنا في الحسبان، وتجاهلنا وكان الليكود حزبه لوحده"، واضاف ان نتانياهو "راهن على مستقبلنا فقط ليتمكن من ضمان ولاية ثالثة في السلطة"، وتردد ان وزير الخدمات العامة ميشيل ايتان يجمع توقيعات من اعضاء اللجنة المركزية من اجل الدفع لاجراء اقتراع سري حول هذه المسالة، وصرح لصحيفة "اسرائيل هايوم" المقربة من نتانياهو ان "الاندماج غلطة لانه ينفر الناخبين. فعدد ممن يصوتون لليبرمان لا يحبون نتانياهو، وعدد من ناخبي الليكود لا يحبون ليبرمان"، واضاف ان "خوض الانتخابات بشكل منفرد كان يمكن ان يقود الى كتلة اكبر بعد الانتخابات". بحسب فرانس برس.

غير ان ارثر فينكلشتاين المستشار السياسي الاميركي الذي شارك في التوصل الى الاتفاق بين الحزبين، قال ان اللائحة الموحدة ستحصل على الاقل على ال42 مقعدا التي يمتلكها الحزبان، اضافة الى مقعدين او ثلاثة اضافة اليها، وصرح في مقابلة للقناة الثانية التلفزيونية الاسرائيلية ان "الاتحاد بين الحزبين لن يثمر فقط عن تحالف سياسي اقوى --لانه سيكون من الاسهل عليهما الفوز في الانتخابات ككتلة يمينية موحدة-- بل سيجعل اسرائيل اكثر امنا واستقرارا"، الا ان سيفر بلوكر الكاتب المخضرم في صحيفة يديعوت خالفه الرأي، وكتب يقول ان نتانياهو وليبرمان "يبحثان عن سبل لحكم البلاد بطريقة الحزب الواحد، وفرض ارادتهما واجبار الوزراء على قبول ارادتهما وكانها الهية"، واضاف "ما يريدانه فعلا هو الحصول على المزيد من السيطرة، وهذا هو سبب اندماجهما. ولكن ذلك قد يكون كذلك هو السبب في فشلهما: فابتلاع الاحزاب الاكبر للاحزاب الاصغر لن يقضي على اختلافات الراي بل انه سيزيدها"، واظهرت الاستطلاعات مؤخرا ان نتانياهو والتيار اليميني والاحزاب الدينية المتحالفة معه سيحققون فوزا مريحا نظرا الى تشرذم المعارضة وعدم وجود مرشحين بدائل لرئاسة الوزراء.

موافقة واسعة

في سياق متصل حصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على موافقة واسعة من حزبه الليكود (يمين) على قائمة انتخابية مشتركة مع افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الحالي وزعيم حزب "اسرائيل بيتنا" القومي المتشدد، ووافقت اكثرية ساحقة من 1600 مندوب (من اصل 3700) حضروا مؤتمر الليكود المنعقد في تل ابيب برفع الايدي على هذا التحالف الانتخابي مع حزب اسرائيل بيتنا على وقع هتافات "بيبي! بيبي" (بنيامين نتانياهو)، وقال نتانياهو امام اعضاء المؤتمر "في مواجهة التحديات المالية والامنية، نحتاج الى الوحدة والمسؤولية"، واضاف ان "توحيد المعسكر الوطني لقواه هو اليوم امر اساسي. لهذا السبب طلبت من ليبرمان ان يخوض الانتخابات مع الليكود"، اكبر احزاب اليمين الاسرائيلي، مشددا على ان الليكود سيظل مستقلا و"يتابع مهمته بالحفاظ على امننا وتراثنا واقتصادنا"، وسعى الوزير من دون حقيبة في الليكود ميكايل ايتان الذي يعارض هذه الخطوة الى استغلال الاستياء الذي اثاره التحالف المفاجىء لدى جزء من ناشطي الليكود فحاول ان يفرض اقتراعا سريا في المؤتمر،، لكن نتانياهو استخدم كل نفوذه للحؤول دون ذلك. بحسب فرانس برس.

وتراوح النسبة التي قد تحصل عليها القائمة المشتركة بين الليكود واسرائيل بيتنا بين 35 مقعدا، ما سيشكل نكسة قوية ويبرر انتقادات المعارضين، و43 مقعدا ما سيشكل نجاحا نسبيا، حيث يملك الحزبان بالفعل في البرلمان الحالي 42 مقعدا (27 لليكود و15 لاسرائيل بيتنا).

ورغم ذلك تشير جميع استطلاعات الراي الى ان التحالف اليميني الحالي بقيادة بنيامين نتانياهو، المدعوم من تشكيلات دينية ويمينية متطرفة، سيفوز باغلبية 64 مقعدا على الاقل (من 120 مقعدا) امام كتلة وسطية ويسارية منقسمة بسبب خلافات ناجمة عن الانانية، وحتى الان لم يقرر رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت خوض السباق رغم انه لم يستبعد ترشيح نفسه كموحد للمعارضة، كذلك يحيط الغموض بموقف وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني. لكن استطلاعات الراي تشير الى ان ترشح اولمرت، الذي ما زال موضع دعوى قضائية تتهمه بالفساد، او ليفني، لن يغير كثيرا في الوضع، وقد سبق ان اعلن زعيما المعارضة الاخران، شيلي ياشيموفيتش على راس حزب العمل الذي يتوقع فوزه بما بين 20 الى 23 مقعدا (مقابل 13 حاليا)، ويائير لابيد الصحافي السابق الذي انشا حزبا وسطيا علمانيا باسم "يش عتيد" ("هناك مستقبل" بالعبرية) والذي يتوقع حصوله على ما بين 9 الى 15 مقعدا، عزمهما على عدم التنازل لاولمرت او لليفني، وكان البرلمان الاسرائيلي صوت على حل نفسه في 15 تشرين الاول/اكتوبر الحالي ودعا الى انتخابات مبكرة في 22 كانون الثاني/يناير المقبل قبل ثمانية اشهر من انتهاء ولايته التشريعية.

نتائج عكسية

فيما أظهر استطلاع للرأي ان تحالف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزير الخارجية افيجدور ليبرمان الذي ينتمي الى أقصى اليمين قد يأتي بنتائج عكسية ويقلص من تقدمهما قبل الانتخابات الاسرائيلية التي تجري يوم 22 يناير كانون الثاني، وجاءت نتيجة الاستطلاع مغايرة لتوقعات نتنياهو الذي تصور انه بالاندماج مع منافسه القوي لحشد أصوات القوميين المتشددين سيحصل على "قوة تأييد قوية متجانسة" ليفوز بثالث فترة له كرئيس لوزراء اسرائيل.

كما تشير أيضا الى ان أحزاب المعارضة المتراجعة بفضل اداء الاقتصاد الاسرائيلي المستقر وخيبة الأمل بشأن عملية السلام المتعثرة مع الفلسطينيين ستكتسب دفعة من التوجه الأيديولوجي المحافظ لرئيس الوزراء الاسرائيلي صوب معسكر ليبرمان، وعلى الرغم من ان ذلك يضعهما قبل الاحزاب المنافسة الا انه يمثل تراجعا عن استطلاع اجرته قناة تلفزيونية مخصصة للبرلمان اسمها كنيست 99 اعطاهما معا 39 مقعدا قبل الاعلان عن تحالفهما غير المتوقع، وقال ناحوم بارنيا من صحيفة يديعوت أحرونوت أكبر الصحف الاسرائيلية توزيعا "توحيد القوائم عادة ما يقلصها"، وأضاف "كل من لا يطيق ليبرمان وصوت لنتنياهو سيفكر مرتين ونفس الشيء يسري على من لا يطيق نتنياهو وصوت لليبرمان، وفسر محللون هذا التغير بقلق ناخبين اسرائيليين متأرجحين من صعود ليبرمان وهو شخصية غير دبلوماسية عادة ويشغل أكبر منصب دبلوماسي في البلاد ويواجه اتهامات محتملة بالاحتيال وان نفى ارتكاب اي اخطاء، وشكك حزبه في ولاء الاقلية من عرب اسرائيل كما دفع بتشريع يشجبه منتقدون بأنه تشريع غير ديمقراطي يستهدف قضايا ليبرالية منها فرض ضريبة 45 في المئة على التبرعات الاجنبية للجماعات المدافعة عن حقوق الانسان. بحسب رويترز.

وقال يوعاز هندل المتحدث السابق لنتنياهو "اللهجة الروسية القوية وتحقيقات الشرطة ومخاوف اليسار القديمة من الرجل الذي لا يؤمن بالسلام أعطته لونا بضربة واحدة" مضيفا ان كثيرا من الاسرائيليين اساءوا الحكم على ليبرمان. وليبرمان هو مهاجر يهودي روسي المولد، وفي تفسير لشراكتهما السياسية المفاجئة تحدث نتنياهو وليبرمان عن الحاجة الى التعامل مع تحديات أمنية مثل البرنامج النووي الايراني ومشاكل داخلية بعيدا عن مشاحنات الاحزاب الصغيرة المتشرذمة، ويدفع ليبرمان العلماني أيضا نحو انهاء اعفاءات من الخدمة العسكرية الاجبارية يحصل عليها عرب اسرائيل وطلاب المعاهد الدينية اليهودية، وبينما توقعت القناة الثانية انقسام البرلمان مناصفة بين احزاب التحالف والمعارضة بحيث يشغل كل منهما 60 مقعدا في الكنيست القادم اتفق معظم المعلقين على انه من غير المرجح ان تبني أحزاب المعارضة على هذه القوة وتتوحد من اجل التغلب على قائمة نتنياهو-ليبرمان، وكتب شالوم يروشالمي في صحيفة معاريف يقول "لا يوجد زعيم (معارض) متفق عليه ولا توافق في الاراء والوحدة شبه مستحيلة."

تغير حسابات الانتخابات

على صعيد مختلف أعاد حزب شاس الديني المتشدد في اسرائيل الى الأضواء زعيما سابقا يحظى بشعبية كبيرة بعد غياب استمر 13 عاما منها عدة سنوات في السجن وهو ما قد يحرم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من بعض الأصوات في الانتخابات التي ستجري في 22 يناير كانون الثاني، وأعلن حزب شاس في وقت متأخر ان ارييه درعي (53 عاما) انضم الى القيادة الثلاثية الجديدة للحزب في الانتخابات العامة التي تتوقع استطلاعات الرأي ان تتيح لنتنياهو الاستمرار في منصبه، ويحظى حزبا شاس وليكود اليميني الذي ينتمي اليه نتنياهو بتأييد واسع في اوساط اليهود المتدينين من ذوي الاصول الشرق اوسطية وهو ما يعني ان عودة درعي يمكن ان تحرم حزب نتنياهو من كثير من الأصوات، وحقق درعي صعودا صاروخيا على الساحة السياسية في اسرائيل. وعين وزيرا للداخلية في عام 1988 ليصبح أصغر عضو على الاطلاق في حكومة اسرائيلية في سن التاسعة والعشرين، وانضم درعي الى حكومة اسحق رابين في عام 1992 وأعطى حزبه تأييدا مهما للزعيم الراحل عندما سعى للحصول على موافقة البرلمان على اتفاق اوسلو للسلام الذي وقعته اسرائيل مع الفلسطينيين في عام 1993، لكن سقوط درعي بدأ بعد ذلك مباشرة عندما دفعته المحكمة العليا للاستقالة من الحكومة في عام 1993 في اتهامات فساد. وبقي زعيما لحزب شاس حتى عام 1999 عندما حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات لتلقيه رشا، ويشغل حزب شاس 11 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا ويعتبر الحاخام عوفاديا يوسف (92 عاما) زعيمه الروحي الذي بارك اتفاق القيادة الأخير الذي أجبر وزير الداخلية ايلي يشاي على اقتسام السلطة مع درعي الاقل تشددا، وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة هاارتس الاسرائيلية اليسارية ان حزب شاس اذا تولى زعامته درعي سيفوز بثلاثة مقاعد إضافية في البرلمان في الانتخابات المبكرة التي دعا اليها نتنياهو بعد ان فشلت حكومته في الاتفاق على ميزانية الدولة لعام 2013، وقال كاميل فوكس (من جامعة تل ابيب) الذي اجرى الاستطلاع لراديو الجيش "درعي سيحصل على هذه المقاعد من ليكود"، وقال موقع صحيفة يديعوت أحرونوت على الانترنت ان درعي يشغل الترتيب الثامن والخمسين "لاعظم اسرائيلي" في كل العصور في قائمة تضم 200 اسم، ويحتل الموقع قمة المواقع الاخبارية الاسرائيلية على شبكة الانترنت كما جاء في مسح أجري عام 2005. بحسب رويترز.

وذكر استطلاع صحيفة هاارتس انه اذا قرر رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت دخول السباق وشكل تحالفا مع أحزاب الوسط فان كتلتهم الجديدة ستحصل على 25 مقعدا في البرلمان مقابل 24 لحزب ليكود، لكنه وجد أيضا انه اذا جاء ليكود في المرتبة الثانية في الانتخابات فان نتنياهو سيتمكن من تشكيل حكومة مع الاحزاب القومية والدينية بما فيها حزب شاس، ويمكن ان تتغير هذه المعادلة اذا تحرك حزب شاس في ظل القيادة المشتركة لدرعي نحو اتجاه الوسط، وفي السابق انضم حزب شاس الى حكومات برئاسة أحزاب تنتمي الى اليمين والى اليسار والوسط مقابل فوائد لمؤيديه وهم من الاسرائيليين الاقل دخلا.

واستقال اولمرت من منصب رئيس الوزراء في عام 2008 بشأن مزاعم فساد. ومنذ ثلاثة اشهر برأت ساحته من أخطر الاتهامات مما فتح الطريق أمام عودته. وقال مساعدون انه يفكر في خوض الانتخابات ويتوقع على نطاق واسع ان يكشف عن نواياه خلال الايام القادمة، وفي حالة درعي فان أنصار الحزب قالوا أنه كان ضحية تمييز من جانب "النخبة" من يهود الاشكينازي ذوي الاصول الاوروبية الذين هيمنوا لفترة طويلة على السياسة الاسرائيلية، وحصل شاس على 17 مقعدا - وهو أفضل اداء له على الاطلاق - في انتخابات عام 1999 التي اعقبت ادانة درعي، وبقي درعي بعيدا عن دائرة الضوء الى حد كبير منذ اطلاق سراحه من السجن بموجب عفو في عام 2002، وقال زملاؤه انه كان يركز على الدراسات الدينية والعمل الخيري مع الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع السياسيين العلمانيين البارزين، وفي العام الماضي أعلن أنه يعتزم خوض الانتخابات قائلا انه يشعر ان بامكانه ان يجلب الامل للاسرائيليين.

تعديل النظام الانتخابي

من جهتها اعتبرت زعيمة حزب العمل الإسرائيلي شيلي يحيموفيتش أن نجاحها في تمرير المشروع الذى ينص على تعديل النظام الانتخابي للحزب نهاية لعهد الحيل والألاعيب الانتخابية القديمة، وقالت يحيموفيتش ، حسبما أفاد راديو "صوت إسرائيل"، إن استطلاعا جديدا أظهر أن هناك تحالفا محتملا بين حزب العمل والوزير الليكودي موشيه كحلون قد يحقق إنجازات لافتة في الانتخابات المقبلة، وقد أشارت بعض التقارير إلى أن كحلون الذي قرر عدم التنافس ضمن قائمة الليكود للكنيست المقبل يدرس احتمال تشكيل حزب جديد، إلا أن رئيس طاقم ردود الفعل الليكودي النائب أوفير أكونيس استبعد التحاق كحلون بحزب العمل ، مؤكدا أنه كان قد أكد التزامه بالسعي لفوز الليكود في الانتخابات.

يذكر أن مؤتمر حزب العمل الإسرائيلي قد صادق في وقت سابق بأغلبية كبيرة على اقتراح رئيسة الحزب شيلي يحيموفيتش تعديل النظام الداخلي للحزب توطئة لعملية انتخاب أعضاء الحزب الذين سيدرجون على قائمة المرشحين للكنيست حيث سيتم بموجب الاقتراح انتخاب ممثلي الدوائر المختلفة والقطاعات من قبل مجموع أعضاء الحزب وليس في منطقة محدودة، وكما صادق المشاركون في المؤتمر على تحديد 27 نوفمبر المقبل موعدا لإجراء الانتخابات الداخلية في الحزب.

تكلفة الانتخابات الإسرائيلية لعام 2013

الى ذلك ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن لجنة الانتخابات المركزية فى إسرائيل أقرت خلال اجتماعها لأول مرة ميزانية الانتخابات الإسرائيلية القادمة، حيث بلغت حوالى 246.781.000 شيكل، بزيادة 400 مليون شيكل عن تكلفة الانتخابات الماضية، موضحة أنه من المنتظر أن تصادق عليها لجنة المالية فى الكنيست، وأوضح مسئولون فى اللجنة ليديعوت أن هذه الزيادة نابعة من الزيادة الطبيعية فى عدد السكان وارتفاع تكلفة الإنفاق على الانتخابات، ومن المتوقع نشر أكثر من 12 ألف صندوق انتخابى وبزيادة تقريباً 1500 صندوق عن العام الماضى سينتخب من خلالها حوالى أكثر من 5.65 مليون ناخب إسرائيلى.

وفى السياق نفسه، وقع خلافاً حاداً بين أعضاء لجنة الانتخابات المركزية والكنيست الذى طالب وبشكل استثنائى من اللجنة بسبب ارتفاع حجم نفقات الانتخابات دفع خمسة ملايين شيكل نظير خدمات يقدمها الكنيست للجنة خلال فترة عملها، إلى جانب 58 مليون لصالح من يعلمون فى اللجنة مثل سكرتير اللجنة وعمال آخرين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 4/تشرين الثاني/2012 - 19/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م