تزامناً مع انطلاق الحملة الوطنية لمحو الأمية، تم إعلان مبادرة
رائعة أطلقها مجموعة من الشباب المثقف في كربلاء على مواقع التواصل
الاجتماعي الفيس بوك تحت عنوان (أنا عراقي أنا أقرأ/ في كربلاء)، الهدف
منها تعزيز وتطوير ثقافة المواطن الكربلائي من خلال جمع مصادر وعناوين
متنوعة من المطبوعات والكتب وتوفيرها لكل من يرغب الاستفادة من هذه
المبادرة التي نتمنى لها النجاح والاستمرار، وبحسب المعطيات المتاحة
فإن هذه المبادرة لاقت استحسان العديد من الشباب المتطلع للنهوض بواقع
الثقافة في كربلاء لكنها تحتاج أيضا الى وقفة جادة وحقيقية من لدن
المسؤولين وأصحاب القرار.
هذه المبادرة انطلقت ونحن بأمس الحاجة إلى القراءة واختيار العناوين
التي تسهم بتثقيف أنفسنا ومجتمعنا، وتسهم في بناء الثقة المتبادلة بين
جميع فئات المجتمع وتخلق أجواء الإخوة والتسامح بين الجميع.. نعم لابد
لنا من إعلان الحرب المضادة ضد كل من أسهم بتدمير العقول واستعبادها في
سبيل تحقيق مصالحه الخاصة، حربنا اليوم هي حرب ثقافية حرب لبناء العقل
والفكر المتحرر الذي سيسهم في بناء وطن متكامل تسوده أجواء الألفة
والمحبة...
هذه المبادرة الرائعة التي أسسها هؤلاء الثلة الطيبة من الشباب (غير
المنتمين الى أي جهة او حزب) تحتاج إلى تضافر جميع الجهود في سبيل
الوصول إلى الهدف المنشود، نتمنى أن تبادر الجهات الحكومية والتربوية
في المحافظة بالإضافة إلى السادة أعضاء البرلمان وباقي المؤسسات
الأهلية ومنظمات المجتمع المدني الى دعم تلك الجهود وتفعيل بعض الأفكار
المهمة والتي من شأنها أن تسهم في نجاح واستمرار المبادرة التي نتمنى
أن تكون إشعاعا ثقافيا دائما ومنها.
1. تفعيل دور المكتبة المدرسية ولكافة المستويات ورفدها بمطبوعات
وكتب متنوعة في سبيل بناء شخصية ثقافية وعلمية موحدة تسهم بتعزيز حب
القراءة لدى هذه الشريحة المهمة مع تشجيعهم المستمر من خلال إقامة بعض
المهرجانات الثقافية وتكريم الطلبة المتميزين في هذا الجانب، كما نتمنى
من الأساتذة الأعزاء وخصوصا في مدارس التعليم الابتدائي تشجيع الطلبة
على مطالعة الصحف اليومية وقراءة وتلخيص بعض النقاط في دفتر خاص يتم
فيه جمع قصاصات من تلك الصحف والمجلات عن بعض المواضيع الجديدة فيما
يخص الاختراعات العلمية أو التكنولوجية التي من شأنها أن تزيد من حب
الطالب في التعلم وبمتابعة دورية من قبل لجنة مشكلة من قبل إدارة
المدرسة لتقييم هذا الجانب مع إعطاء بعض الدرجات الإضافية كحافز معنوي
لهم للمواصلة والاستمرار.
2. تفعيل دور المكتبة في بعض الجوامع والمساجد ودعمها ببعض العناوين
العلمية والثقافية المتنوعة وفتح أبوابها باستمرار مع ترغيب الناس على
قراءة الكتب من خلال إلقاء محاضرات عامة بعد كل صلاة من قبل الخطباء
بواسطة مكبرات الصوت وتعريف الناس أن الإسلام هو دين العلم والتعلم.
3. الموافقة على انشاء مجموعة من المكتبات العامة داخل الأحياء
الشعبية تسهم بتقريب الكتاب من اكبر عدد ممكن من أهالي كربلاء كما وان
لها فائدة بتعيين بعض الطاقات العلمية العاطلة عن العمل، بمعنى إذا
تمكنا من تعيين خمسة أشخاص في كل مكتبة فسنسهم بإنقاذ خمسة عوائل على
اقل تقدير.
4. الاتفاق مع بعض شبكات الاتصال او أصحاب الشركات ورؤوس الأموال
على رعاية ودعم هذه المبادرة من خلال توفير عناوين ثقافية متنوعة
وإجراء مسابقات خاصة يتم من خلالها إعطاء بعض الجوائز القيمة لكل شخص
مميز استطاع أن يغير نمط حياته السابق وخصوصا الشباب.
5. نتمنى أن تسعى باقي الدوائر والمؤسسات الحكومية سواء كانت خدمية
او أمنية على تفعيل هذه المبادرة في جميع أقسامها وشعبها من خلال تخصيص
غرفة خاصة تكون بمثابة مكتبة متنوعة لموظفي تلك الدائرة.
6. السعي إلى تشجيع العوائل على تفعيل وإنشاء المكتبة المنزلية من
خلال تقديم بعض الكتب والمطبوعات على شكل هدايا وبشكل دوري وهي بادرة
مهمة قامت بها بعض المكاتب والحوزات العلمية نتمنى لها ان تتواصل
وتتسع.
ولابد أن يكون هنالك تعاون جاد من لدن الجميع في سبيل بناء جيل مثقف
قادر على تخطي هذه المرحلة الخطيرة التي تسعى بعض الجهات الخارجية الى
استغلالها في سبيل تدمير الإنسان العراقي من خلال بث السموم والأفكار
الهدامة بشتى المسميات، ولابد ان نسهم ونتعاون بالقضاء على المشاكل
والمعوقات التي يعاني منها قطاع التربية والتعليم ثم لابد لنا من
احتضان الشباب وإخراجهم من عالم الفراغ والبطالة التي دمرت الكثير
منهم..
كما نتمنى ان تسهم هذه المبادرة في بناء ثقافة بعض السادة
المسؤولين ممن ارتضوا لأنفسهم ان يكونوا (خدماً لشعبهم لا أسيادا
عليهم) وليذكروا قولة تعالى: {وقفوهم إنهم مسؤولون}.. كما ونتمنى
ان لا تصادر جهود هذه الثلة الطيبة من لدن بعض الجهات او الأحزاب
السياسية، علما أن هذه الأمور ليست صعبة او مستحيلة بوجود الإصرار
والعزيمة.. فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة.. |