ماء السبيل في شفاء العليل

حسنين صادق صالح عبكه

قال تعالى في محكم كتابه الكريم:

 ((وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون))

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين. وأما بعد:

بداية لم يعرف الكثير من الناس دور وأهمية الماء في شفاء الأمراض سواء كانت الأمراض بسيطة أو مزمنة أو مستعصيّة وهو حتماً كرامة من الخالق لمخلوقه المعجزة (الماء)، حيث يتجاهلون هذا الكائن الحي الذي يسمع ويرى ويتجاوب وينفر دون ان نعرف ما يدور في ذهنه من ارتباطات وتفاعلات وانسجامات مع أرواحنا ونفسياتنا، الأمر الذي نتجاهله أكثر هو اللامبالاة بكيفية التعامل مع هذه النعمة في الشرب أم الغسل أم السباحة أم العبث علماً ان هنالك آداب كثيرة لا يتسع المجال لذكرها في كيفية التعامل معه أينما يحل، ولكن المشكلة هو تصورنا الخاطئ بأننا نتعامل مع جماد لم نعطي له قدسيّة وكرامة واحترام وتقدير...

 وهو خطأ لا يغتفر بحد لذاته والذي يؤكد فرضيتنا هو عدم استجابته لأمانينا ورغباتنا وأحلامنا (إذ ليس كل ما يتمنى المرء يدركه...) فلابد منا ان نعّده شخصاً مميزا نستفيد منه في حياتنا الدنيوية للوقاية من سمومها الفتاكة (الأمراض) وكما سنتطرّق إلى تفاصيل تكوينه لاحقاً داعين المولى سبحانه ان يوفق الجميع للاستخدام الأمثل والاستفادة القصوى من هذه الثروة والتي بدونها تنعدم الحياة من الوجود وخصوصاً نحن بأمس الحاجة لهذه النعمة الجليلة في هذا الزمان.. وقلما نجد شفاء لداء ونرى عجز العلاجات من هنا وهناك لاستئصال أبسط الأمراض.. في الوقت نفسه يتصدر الماء قائمة المعجزات بفخر لحل ألغاز (الأمراض) دون عناء من المقابل عدا صفاء نيّته.... مجسّدين بذلك قوله تعالى في محكم كتابه الكريم:

 ((ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت ان الذي أحياها لمحي الموتى انه على كل شيء قدير)):

الماء (H2O):-

مركب كيميائي مكون من ذرتين هايدروجين وذرة أوكسجين ومن صفاته ليس له طعم ولا رائحة ولا لون في الحالة السائلة وجسم الإنسان يحتوي على 65 % من الماء.....

حالات الماء:-

(الصلبة والسائلة والغازية)

ممن يتكون الماء:-

يتكون الماء من الأملاح والفيتامينات والأحماض الامينية والكولكوز..... الخ

أهمية الماء:- هناك بعض الأمثلة لأهميته.... منها:-

1- هضم وامتصاص ونقل واستخدام العناصر التغذوية لخلايا الجسم

2- يعتبر الوسط الآمن للتخلص من السموم والفضلات من الجسم

3- يولد الطاقة الكامنة داخل الكائن الحي

4- يساعد في تنشيط وظائف الكليتين وطارد للأملاح والرواسب...

5- ينظم درجة حرارة الجسم ويوازن التعرق

6- يخلص الدم من السموم

7- ينشط أعضاء الجسم ولاسيما الجهاز الهضمي والدورة الدموية...... الخ

8- في ترطيب وتشحيم المفاصل في الجسم...

9- يعمل الاتزان الكيمياوي للجسم ودوره في الكثير من العمليات الكيمياوية

10- يساعد على ترطيب الشعر ويمنع تساقطه.

أنواع المياه:- وأهمها

1- مياه فوارة/تحتفظ بمعدلات CO2

2- مياه غنية بالفيتامينات/مياه زمزم

3- مياه الينابيع/تأتي من باطن الأرض.. مياه جوفية

4- مياه معدنية/تحتوي على معادن Ca،Na،Mg،Fe مثل حمام العليل في الموصل

5- مياه مقطرة/الأمطار

6- مياه شبه قلوية/وهي مياه جيدة للارتقاء بمستوى مياه الشرب الصحية اعتمدتها وزارة الصحة اليابانية عام 1966 وكذلك جامع جان هوبكنز في أمريكا كمضاد للخلايا المسرطنة.

الماء علاج رخيص الثمن ومضمون:-

 قال تعالى في محكم كتابه الكريم:

((وننّزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا))

(من يؤمن بحجر كفاه، فكيف بالماء)... كل مياه العالم لها خاصية الشفاء بل لها نفس الخواص الكيميائية.. وكما نعلم ان الماء هو كائن حي أي انه يتأثر بنيّة أو بنفسيّة المقابل الذي يجعل الماء وسيلة لنشاطاته لذا نتطرق على أهم أنواع المياه المشهورة بالمعجزات..

ماء بئر زمزم الشهير:-

قال تعالى في مجكم كتابه:

((وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا))

وهو من عجائب الدنيا في الشفاء ان قلنا بدون مبالغة وهي معجزة من معجزات نبي الله إبراهيم وإسماعيل سلام الله عليهم أجمعين والإمام علي (ع) عندما وسّعه وجعله سقاية الحاج والناس.... له خاصيّة علاجية يشهدها القاصي والداني من شرق الأرض وغربها والذي له صفة المميزة عن غيره هو دخوله للخلايا الحية في عملية التفاعل الكيميائي والذي أكده احد علماء الفيزياء في اليابان علمياً عند وضع قطرة منه في إناء كبير فيه ماء يتحول كله إلى ماء زمزم ببركة الله تعالى وأراد هذا العالم ان يجعل من المياه العادية نفس خصائص زمزم من نقاوة وصفاء وتركيب جميل ولكن.. لم ينجح الأمر في نهاية الأمر.

حيث لا تزال هناك معامل في السعودية لتعبئة المياه المقدسة وتصديرها عالمياً وتجني ملايين الريالات سنوياً لتأكدهم خلوه من الشوائب ودرجة تقطيره عالية وصافي كما يتمتع بطعم حلو وذا خاصية علاجية لجميع الأمراض....

ولكن السؤال هنا يكمن هل كل مريض يشرب هذه المياه يشفى من مرضه سواء كان مزمن أو مستعصي ؟ للإجابة على هذا السؤال نحن نسأل هل الطالب للشفاء متلهف بالإيمان ويعتقد جزماً بأن ماء زمزم له صفة الشفاء وكائناً حيّاً ينسجم مع نوايانا ونفسياتنا وله مزايا تختلف عن غيره وكما قلنا سابقاً من يؤمن بحجر كفاه فكيف بماء زمزم.

ماء بئر نبي الله أيوب (ع):-

قال تعالى في محكم كتابه العزيز:

((وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين))

((اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب))

ماء بئري أيوب (ع) الواقع في مدينة الحلة... هناك في الأحرى مكانان،

الأول/يقع في الطرف الشرقي الجنوبي من مدينة الحلة على طريق حلة – ديوانية (نادر) وهو مقام النبي أيوب ومرقد رحمة بنت منسة بنت نبي الله يوسف (ع) وهو الأشهر عندما أغتسل بالماء...

الثاني/يقع في الطرف الجنوبي من مدينة الحلة على طريق حلة – نجف وهو مقامه وفيه بئران أيضاً....والناس تقصده من كل حدب وصوب وكثير من القطع الدالة على الشفاء مذكورة في المقام منهم من شفي بالاكزيما والصدفية والحساسية وتقرحات القولون..... والشيء بالشيء يذكر كان لي صديق في العسكرية وهو من أبناء العامة مصاب بالبسامير في باطن القدمين.....

والقصة الثانية حدثت معي حادثة كنت مصابا بالفالول وهو نوع من الفيروس المزعج وهو نقص في المناعة الذاتية وراجعت عدد غير قليل من الأطباء واستخدمت الكثير من العلاجات حتى بالكاوية ولم أجد ضالتي من العلاج سوى صفاء نيتي والذهاب الى نبي الله أيوب (ع) والاستشفاء بماء البئر...... والحمد لله تم شفائي.

مطر نيسان:-

قال تعالى في محكم كتابه العزيز:

((وأنزلنا من السماء ماءا طهورا))

((واستغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا)).

عموماً الماء النازل من السماء هو ماء مقطر طاهر ومعقم وليس له طعم ! لذلك وصفه البيان الإلهي بكلمة (طهورا)، ومطر نيسان وهومن الأشهر الرومية وله فضل وثواب وخصائص تختلف عن غيره فعندما يصفى من الطين يقرأ عليه أية الكرسي والقدر والمعوذتين والكافرون والفاتحة 70 مرة والاستغفار 70 مرة والتفاصيل مذكورة في كتابي مفاتيح الجنان وضياء الصالحين ويشرب من الإنسان فأنه يشفي من الأمراض مالم تحصى وتعد سواء كانت جسدية أو نفسية والتجربة خير برهان حيث أصابني في احد السنين بسمار لحمي وكان لي الماء خير شفاء وكلما يعاد عليّ في أي جهة من القدم أستخدم ذلك الماء فأيّ معجزة وبرهان أكبر من ذلك. (فاعتبروا يا أولوا الألباب).

وماء العباس (العلقمي):-

والذي يقع تحت ضريح الامام العباس (ع) المبارك وخطأ يسمى العلقمي لأن العلقمي اندثر منذ مقتل الامام بفترة كما ينقل المؤرخون على أي حال هناك مشاهد كثيرة ممن شفوا بهذا الماء المبارك ولاسيما حادثة ابنة رئيس الوزراء الهندي الأسبق عندما ابتليت بمرض السرطان طلب لها ماء العباس بعد ان شربت منه شفيت بفضل وبركة ماء الامام (ع) وهو مالم يصدّق ما حلّ به في حينها تذكر شيء سماوي وبكى. (لتكن هذه الحادثة الموثقة عِبرة وعَبرة لمن ينكر فضل معجزة الماء عند وليّ من أولياء الله في الأرض والسماء....)

حمام العليل:-

وهو يقع في مدينة الموصل يقصده السياح والمرضى من كل بقاع الأرض لغرض الاستشفاء من مياهه وهي مياه كبريتية حارة ذات رائحة كريهة وهي علاج لكثير من الأمراض الجسدية والنفسية مثل الاكزيما والصدفية والفالول والتهاب المفاصل والجرب والبهاق والتوتر العصبي والآم الجسم...الخ.

ولا أدري لم الناس يقصدون الأطباء ويرتاحون نفسيا لبعضهم ولا يجدون كلهم علاجا شافيا لمرضهم المؤلم سوى التأخير والمسكن وهدر المال ناهيك عن التوسل وإنزال الكرامة لكي يطلبوا الشفقة والرحمة من لا شفق عنهم وهذا يذكرني بالشاعر:-

لا تشكوا بني آدم حاجة....وسل الذي أبوابه لا تحجب

الله يغضب ان تركت سؤله....وبني آدم حين يسأل يغضب

لم لا نوفر العناء والتوسل لشيء أكرمه الله وأنجبه للبشر كافة ونطلب منه كما لوكنا نطلب من أحد يمنحنا جائزة ثمينة ومضمونة ونرتاح دهرا من الم ومرارة ومعاناة المرض....

إذا كنت ترغب ان تشفى بإذن الله تعالى فصفي عقلك ونيتك واطلب الشفاء من ماء السبيل.

كما قال الشاعر:-

إذا كنت ممّن عظّم الله شأنه....فشمّر الى الأمر العظيم وبادر

نصيحتي الذهبية:-

1- ان تصفي نيّتك وتؤمن بأن الماء له القدرة الخارقة لشفائك من أي داء بإذنه تعالى

2- قبل شرب الماء تقول بسم الله الرحمن الرحيم

3- ان تصلي على محمد وال محمد وتدعوا الله بقضاء حاجتك بحق منزلة الماء وكرامته

4- ان تحمد الله على نعمة الماء (الحمد لله الذي جعل الماء طهوراً ولم يجعله نجسا).

الهي بحق ادم إذ اصطفيتّه وبحق أيوب إذ شفيته وبحق الحسين إذ كرّمته وبحق أبا الفضل إذ رفعته ان تصلي على محمد وآله محمد وشافني من علّتي بمائك الطاهر يا شافي ويا رحمن ويا رحيم... والحمد لله رب العالمين.

* باحث اختصاص

دبلوم طبي – ماجستير علوم نفسية

دائرة صحة بابل/م. الحلة العام

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 25/تشرين الأول/2012 - 9/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م