تدمير الأهرامات عين الشرك

هادي جلو مرعي

منذ أشهر عدة مضت كتبت تعليقا على صفحتي الشخصية في موقع التواصل الإجتماعي(فيس بوك) عن إمكانية تعرض مرقد السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب في ضواحي العاصمة السورية دمشق الى التدمير من قبل جماعات دينية متشددة، وتلقيت حينها سيلا من الشتائم والتعليقات الرافضة ليس لفكرة التدمير بل لمجرد التفكير في الأمر من قبلي وكانت تعليقات تشير الى إن ما أنشره يمثل نزعة نحو الطائفية ويجب الكف عن ذلك .

 والحق أني لم أكتب بمقتضى إيماني بفكرة طائفية . ثم من قال إن إشارتي تلك تعني إن أبناء طائفة بعينها هم المعنيون بفكرة التدمير؟ فالسنة كما الشيعة لديهم مراقد ومزارات لا تحصى ولا تعد في طول العالم الإسلامي وعرضه، وإنما كنت أعني بعض الجماعات المتشددة التي تبتعد بفكرها المتطرف عن مذهب أهل السنة وتعارض الشيعة بالإجمال.

ومن أيام وحين تسللت جماعات مسلحة الى أحياء في العاصمة السورية عادت المخاوف تلك لتبرز من جديد حيث تشير تقارير إستخباراتية الى دخول مجموعات من الجهاديين المتطرفين الى مدن كحلب وحمص ودرعا وإدلب ودمشق لتقاتل ضد قوات الجيش النظامي وقد حدث ما حذرت منه فبمجرد إنسحاب تلك المجموعات أو إبعادها ظهرت بعض علامات التدمير في أعلى منارة المرقد الذي يعود للسيدة زينب ويذكر إن مرقداً يشار إليه أنه للسيدة زينب في القاهرة وهو أكبر وأشهر من ذلك الذي في دمشق بل إن سكان الحي المسمى بإسم السيدة عليها السلام يفوق عددهم سكان نصف دمشق، وربما تنازع المجاهدون في المستقبل أي المرقدين هو الأولى بالتدمير فيما لو تمكنوا من السيطرة على العاصمتين؟

هناك مرقد للسيدة رقية قريباً من سوق الحميدية والجامع الاموي، وهناك مقامات ومراقد تعود للصحابة وأهل البيت وكلها عرضة للتدمير.

هناك مقامات ومراقد تعود لأهل البيت وللصحابة في مصر والعراق والأردن وهي على قائمة الأهداف الحيوية لتنظيم القاعدة.

دمر الجهاديون عشرات المقامات والآثار في أفغانستان وباكستان وفعلوا ذلك في شمال مالي وفي المدينة الأشهر بأفريقيا (تمبكتو) التي تعود آثارها ومراقد العلماء والصالحين فيها الى أكثر من ألف عام. وقد تناقلت مواقع ألكترونية ونشرات وصحف تسريبات عن دعوات لتدمير أشهر معالم البشرية على الإطلاق (الأهرامات) في ضواحي القاهرة! كذلك نقل عن مرشح إنه أشار بتغطية رأس تمثال (أبي الهول) بالشمع! وهذه عجيبة أخرى.

أليس من المقبول توجيه الدعوة الى المنظمات الدولية وحتى مجلس الأمن لحماية المراقد والمقامات والمعالم البشرية من عبث المجانين وإعتبارها ممتلكات عامة للإنسانية مثل (المسجد الأقصى، والكعبة المشرفة التي يدعو بعض المتطرفين من اليهود والمسيحيين الى تدميرهما، وكنيسة القيامة ومراقد الأنبياء والإئمة والصحابة في العالم الإسلامي، وكذا الأهرامات وغيرها من المعالم البشرية)؟ تدمير الحياة هو عين الكفر والإشراك بالله....

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 24/تشرين الأول/2012 - 8/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م