سينما الثورة... قصص من صميم الشعوب

عبد الأمير رويح

شبكة النبأ: تلعب السينما دور مميز وفاعل في توثيق ورصد الكثير من الحالات والمتغيرات اليومية سواء كانت سياسية او اجتماعية وخصوصا تلك التي تتعلق بحياة ومصير الشعوب كالثورات والحروب والكوارث وغيرها من الأزمات الأخرى، فتلك الأحداث تعتبر صيد ثمين لأصحاب العدسات وصناع الأفلام الساعين الى صياغتها وفق سيناريو قصصي خاص ومشوق يجمع ما بين الإبداع التقني والمشاعر الحقيقية المتنوعة التي خلفتها تلك الإحداث مع إضافة رؤى مستقبلية تكون في كثير من الأحيان قريبة من الواقع.

تلك الصور والأحداث سجلتها سينما الثورة في دول الربيع العربي المشارك الأول والمهم في توثيق بعض الحالات والمشاهد الحية التي أعقبت تلك الثورات والتي نادت بالتحرر والخلاص من أنظمة القمع والاستبداد، لكن وبرغم من كل ما تحقق لايزال الكثير من المتخصصين في مجال الفن خائفين من استمرار وجود الرقابة والتهميش التي ربما ستكون أسوء واخطر إذا ما تمكنت بعض التيارات الإسلامية المتشددة من السيطرة على مفاصل القرار السياسي ومصادرة ثورة الشعوب وهو ما تحقق في بعض تلك البلدان مؤكدين في الوقت ذاته على ضرورة وجود ثورة مضادة في سبيل ترسيخ أهداف تلك الثورات. من جهة أخرى يرى بعض النقاد ان التسابق في عرض تلك الأحداث ربما يكون مبكر جدا وسيسهم بضياع الكثير من الحقائق المهمة التي ستكون شاهد أساسي في تعزيز مظلومية تلك الشعوب وهو ما سيكون بعيدا عن صفحات التاريخ.

ضحايا الظلم

في هذا السياق فقد لقي فيلم بعنوان "العودة إلى الميدان،" إعجاب العديد من النقاد والعاملين في الأوساط الفنية بالإضافة إلى عدد من نشطاء حقوق الإنسان، وذلك بعد عرضه في مهرجان روتردام للأفلام. الفيلم المبني على قصص واقعية، يروي خمس قضايا ظلم غير مبررة لأفراد بسطاء كانوا ضحايا للظلم في مرحلة ما بعد الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، أو ما بات يعرف بمرحلة مصر الجديدة.

القصة الأولى التي يرويها فيلم المخرج، بيتر لوم، تتناول قضية المدون نبيل مالك، 26 عاما، والذي قضى 302 يوم خلف القضبان، على خلفية نشر مدونة على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، ينتقد فيها المجلس العسكري الذي تولى زمام الأمور بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك. ونبيل الذي أطلق سراحه في 24 من كانون ثاني/ يناير، بعد إضراب عن الطعام امتد إلى 130 يوما، هو واحد من بين 1900 سجين، أخلي سبيلهم بأمر من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشير حسين طنطاوي، احتفالا بمرور عام على ثورة 25 يناير.

وركز الفيلم على الحملة الكبيرة التي قام بها، مارك، شقيق نبيل من اجل إطلاق سراحه، ليتمكن نبيل أخيرا من نيل حريته وحضور العرض الأول لفيلم "العودة إلى الميدان،" في مهرجان روتردام. ويروي الفيلم قصة نبيل وكيف تمكن من الصمود لمدة 130 يوم يشرب الماء والحليب في بعض الأيام، وأيام أخرى لم يتناول أي شيء.

وعلق نبيل "لم أتناول الطعام أو اشرب الماء مدة 10 أيام، ولمدة 39 يوم شربت الماء فقط، وشربت الحليب والعصير في الـ 81 يوم المتبقية." وأضاف نبيل، "كانت هذه تجربتي الأولى في الإضراب عن الطعام، كنت اكتشف قدرات جسدي في كل يوم جديد، وبالفعل كانت هذه الوسيلة ناجحة وفعالة لإيصال صوتي المطالب بالحرية واستعدادي للموت في سبيلها."

ويروي الفيلم أيضا قصة احد الرجال من ذوي السوابق الإجرامية، وطريقة إجباره على المشاركة في المناوشات ضد المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير إلى صف رجال النظام السابق أو ما يعرف بـ "البلطجية." ويختتم الفيلم برواية قصتين عن سيدتين مصريات، بطلة القصة الأولي هي إحدى المشاركات في المظاهرات السلمية في ميدان التحرير، وكيف تم إجبارها على التقدم لفحص العذرية، على خلفية مشاركتها جنبا إلى جنب مع الرجال من أجل الحرية، بالإضافة إلى قصة سيدة تم اعتقالها أثناء أحداث الثورة، وكيف تم إجبارها على شهادة الزور ضد زوجها.

وقال المخرج "مع متابعاتي للأحداث في مصر وانتقائي للقصص المراد تصويرها، بات واضحا لي وبشكل جلي وجود كم هائل من القصص التي يتغلغل فيها الظلم وانتهاكات حقوق الإنسان وبشكل سافر أثناء الثورة وخصوصا في الأيام التي تلت نزول الرئيس مبارك عن سدة الحكم." وأضاف لوم، "رؤية الشاب نبيل وهو يسجن ويعذب فقط لأنه عبر عن رأيه، تبعث في نفسي القشعريرة، لرؤية هذا الصمود والإصرار على التعبير عن الرأي، وتحمل كافة العقبات القاسية لبلوغ الهدف."

شتاء الغضب

من جهة أخرى وقف المخرج المصري إبراهيم البطوط بين الحشود في ميدان التحرير بالقاهرة عشية الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك وكان أول ما فكر فيه هو التصوير. اتصل سريعا بالممثل عمرو واكد الذي كان من أوائل من أيدوا الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك والممثلة فرح يوسف وخلال ساعات محدودة كان الثلاثة يصورون مشهدا في التحرير يبحث فيه رجل عن صديقته وسط الحشود.

كانت النتيجة هي فيلم "شتاء الغضب" وهو فيلم يحمل رسالة أمل تمثل ابتعادا عن فكر محدد لمخرج أمضى نحو 20 عاما وهو يصور اليأس الذي تسببه الحروب. وقال البطوط "في كل ما شهدته لم أر سوى أناسا مكسورين.. لم أر سوى أرواحا مكسورة... في ذلك اليوم في التحرير رأيت أناسا يخرجون للحياة مرة أخرى وكان هذا رائعا." وأضاف "نظرت في عيونهم وقلت لنفسي 'كنتم أمواتا قبل 18 يوما. عدتم الآن للحياة مرة أخرى.' لم أر هذا في أي مكان آخر."

يسرد الفيلم قصة نشط وصحفية وضابط في أمن الدولة عام 2009 والطريقة التي يتجمعون بها بعد عامين خلال الانتفاضة التي اندلعت يوم 25 يناير كانون الثاني عام 2011 ضد مبارك وجهاز امن الدولة الذي كان يقابل بقدر كبير من الكراهية. وقال البطوط إن الفيلم لا يتناول التطورات السياسية في مصر ولكنه محاولة لإيصال الطريقة التي يمكن أن تسفر بها آلام إنسانية عن شئ إيجابي. وقال "إنها رسالة عن قدرة الإنسان على البقاء."

وتظهر واقعية أول مشهد خلفية البطوط فقد وثق أكثر من 12 حربا في أنحاء العالم بما في ذلك البوسنة ورواندا. ونال جوائز عن فيلمه السابق "عين شمس" ووصل إلى النهائي في جائزة سوني للأثر الدولي عام 2003 عن فيلمه الوثائقي "المقابر الجماعية في العراق".

تظهر ملصقات فيلم "شتاء الغضب" واكد الذي يقوم بدور البطولة وهو معصوب العينين ويرقد على أرض خرسانية ويداه مقيدتان وراء ظهره وصدره عليه ندوب من الجروح. والأرض والجدار وراءه عليهما بقع من الدماء. ويتضح من هذا المشهد الإشارة إلى الاعتقالات والتعذيب للمعارضين السياسيين خلال عهد مبارك.

ويستلهم الفيلم اعتقال أمن الدولة شقيق البطوط دون توجيه اتهامات له عام 1996 بعد عودته من البوسنة. وقال "سجن وعذب وصعق بالكهرباء لمدة 15 يوما لأننا كنا نغطي (أخبار) البوسنة معا. اخذوه من المطار. بعد ذلك عانى شقيقي بشدة." وبدأ اهتمام البطوط بالحرب عندما فرت أسرته من مدينة بورسعيد في القاهرة في صيف عام 1967 لدى اندلاع الحرب مع اسرائيل. بحسب رويترز.

وقال البطوط "كنت لاجئا وعمري ثلاث سنوات عدت مرة أخرى لبلدتي عندما كان عمري عشر سنوات. كانت صورة الحرب دائما حاضرة في ذهني وكانت تمثل بالنسبة لي لغزا دائما." وقال إنه أمضى سنوات كثيرة لاحقة سعيا لفهم الحرب وهو يشير فيما يبدو إلى ميلاد الأمل لديه شخصيا مرة أخرى في "شتاء الغضب". وأضاف "لم يعد التعذيب والقمع أداة للسيطرة ويمكن للإنسان أن ينهض مرة أخرى بعد انكساره."

الفوارق الاجتماعية

على صعيد متصل وعندما هاجم أشخاص يمتطون ظهور خيول وجمال المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة خلال انتفاضة العام الماضي رأى المخرج المصري يسري نصر الله فيما حدث واحدا من أشد النماذج وضوحا للطريقة التي تستغل بها النخب القوية الفوارق الطبقية الهائلة في البلاد. ويحكي فيلم نصر الله (بعد الموقعة) المعاناة التي يلاقيها أحد هؤلاء الخيالة في محاولة التصالح مع الدور الذي قام به في الحادث الذي كان من أعنف أحداث الانتفاضة التي استمرت 18 يوما وأطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط 2011.

ويقوم الممثل باسم سمرة بدور محمود وهو مرشد سياحي فقير من منطقة الهرم بالقاهرة اجبر على المشاركة في الهجوم الوحشي على حشود المتظاهرين المناهضين للحكومة الذي عرف منذ ذلك الحين باسم "موقعة الجمل". وتعرض محمود للضرب المبرح على ايدي المتظاهرين وظل هو وأسرته على مدى شهور بعدها عرضة للمعايرة والسخرية لأنه ترك نفسه يخدع ويشارك في هجوم يعتقد على نطاق واسع انه من تدبير عملاء نظام مبارك.

ونصر الله من مواليد القاهرة عام 1952 ومن بين أعماله الاخرى فيلم (احكي يا شهرزاد) عام 2009 وفيلم (المدينة) الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان لوكارنو عام 1999. وقال نصر الله ان الرجال الذين شاركوا في موقعة الجمل ومعظمهم مرشدون سياحيون من منطقة الهرم كانوا أهدافا سهلة لمن ارادوا استغلالهم.

وقال انهم كانوا يخشون على أرزاقهم فالانتفاضة تعني لهم توقف السياحة والجوع ولذلك كان من السهل خداعهم والزج بهم في معركة ليست معركتهم. وأضاف في مقابلة على هامش مهرجان ابوظبي السينمائي ان هؤلاء الأشخاص اصبحوا فجأة بجسدون "الثورة المضادة" وكان حدثا مشهودا يشبه أفلام رعاة البقر والهنود ويبدو كمشهد ينتمي الى العصور الوسطى.

لكن اللقاء المفعم بالشهوة بين محمود والشابة الثرية المتعلمة ريم بكشف عن الفارق الهائل الذي يفصل بين الطبقات الاجتماعية في مصر. وتعجب ريم وهي امرأة فاتنة وابنة النخبة الاجتماعية في مصر بمحمود وتشفق عليه. وقال نصر الله ان ريم تذهب إلى المنطقة وكلها نوايا طيبة وتعتقد ان التحدث مع الفقراء اشبه بتدريب حصان لكنها تكتشف ان الامر مختلف مشيرا الى أنه مر هو نفسه بمثل هذه التجربة ويدرك مدى صعوبتها.

ويقول نصر الله انه تابع بقلق منذ انتهى من تصوير الفيلم صعود الاخوان المسلمين إلى السلطة في مصر والذي توج بفوز مرشح الجماعة محمد مرسي في انتخابات الرئاسة في يونيو حزيران. وأضاف انه إذا أخرج فيلما اخر الان فسيكون شديد الانتقاد للإخوان المسلمين لانه يعتقد ان هدفهم النهائي هو اقامة دولة شمولية في مصر وان الجيش المصري ليس مستعدا لمنعهم. وقال ان الاخوان المسلمين لديهم اجندة حقيقة لتغيير الدولة واجهزتها ودستورها حتى يتسنى لهم الاحتفاظ بالسلطة إلى الأبد مضيفا انه يعارض هذا كلية.

وهناك استياء واسع النطاق بين الليبراليين المصريين الذين يخوضون معركة مع الإسلاميين حول صياغة دستور جديد للبلاد يتعين إقراره قبل انتخاب برلمان جديد. وهم يخشون أن يحد الدستور الجديد من الحريات في ظل هيمنة الإسلاميين على اللجنة المكلفة بوضعه. وقال نصر الله ان الامر واضح لا لبس فيه فقد سيطروا على اللجنة الدستورية بالكامل ليكتبوا الدستور وهذا امر اعتبره غير مقبول بالمرة.

وزاد الشعور بالإحباط لدى الجانبين عندما وقعت اشتباكات بين انصار مرسي ومعارضيه في اول اعمال عنف بشوارع القاهرة بين فصائل متنافسة منذ تولي مرسي الرئاسة. واسفر ذلك عن اصابة اكثر من مئة شخص. وسادت حالة من الغضب ايضا بين المواطنين عندما قضت محكمة بتبرئة 24 من كبار المسؤولين السابقين المتهمين بالضلوع في موقعة الجمل لعدم كفاية الأدلة بعد محاكمة استمرت مدة تزيد على العام. بحسب رويترز.

وقال نصر الله وهو مخرج يساري بارز ان الاخوان المسلمين يحاولون احتكار الموقف وانه يخشى على حرياته كمخرج سينمائي تقدمي. واضاف انه عندما تكون هناك دولة ديمقراطية حديثة يمكن فيها أن يصلوا إلى السلطة ويتركوها وعندما يكون هناك دستور يسمح بهذا النوع من الحراك فسيكون اكثر ليبرالية تجاههم أما الان فلا يمكنه ان يكون ليبراليا اذ ينبغي معارضتهم بوضوح.

الرد على المتشددين

الى جانب ذلك يعود السينمائي التونسي المخضرم نوري بو زيد في "ما نموتش" الى موضوع يتعلق بالمرأة في المجتمع التونسي، ليجول بعدسته على تفاصيله المعتادة اثر التغيرات التي شهدها البلد اثناء الثورة وبعدها، خاصة في ظل نمو التيار الإسلامي وتفاقم الأوضاع الاقتصادية. تبدأ احداث الفيلم وتتطور في لحظة عدم الاستقرار الناجمة عن الثورة، ويتطرق الى المستقبل المجهول الذي تعيشه البلاد بعد سقوط النظام السابق.

وعرض الفيلم في إطار المسابقة الرسمية للأفلام الروائية ضمن مهرجان ابو ظبي السينمائي السادس، وفي عرض عالمي اول بعد حصوله على مساعدة صندوق "سند" التي يمنحها المهرجان للمساعدة على أنتاج الأفلام. ويتسابق "ما نموتش" مع 15 شريطا عربيا ودوليا على جوائز المهرجان في قسم الأفلام الروائية.

وقال نوري بو زيد "ارى يوميا انتشار الإسلاميين الذين كانوا ممنوعين من العمل سابقا، بصفة قوية ومفاجئة في الحياة السياسية، فيما الوسط الثقافي لم يكن مهيأ لظهورهم وقد بات هذا الوسط مهيأ الآن أكثر". وبخصوص موضوع فيلم "ما نموتش" الذي يؤكد من خلاله بو زيد على حق المرأة في الحرية والعيش اسوة بالرجل، يقول المخرج "الرجل لا يستطيع ان يكون حرا ان لم تكن المرأة كذلك. وهناك ميل متزايد لجعل المرأة تخضع لإرادة الرجل في المجتمع التونسي وهذا يتبدى في كل مكان في الشارع كما في البيت كما على الانترنت".

وتدور احداث "ما نموتش" ضمن وسط عائلي على خلفية احداث الثورة والفترة التي تلتها من خلال شخصيتي صديقتين، زينب وعائشة، احداهما لا ترتدي الحجاب ويحاول اهلها وخطيبها اكراهها على ارتدائه، وعائشة التي ترتدي الحجاب وتعيل اخوتها ويحاول رب العمل إرغامها على خلعه. وفي هذا الفيلم، تمر المطالبة بحرية البلد بشرط اساسي وهو تحسين ظروف المرأة وتعزيز حريتها، في اطار ركز فيه المخرج على تصوير الرجل متطرفا متسلطا يحاول دائما فرض وصايته على المرأة بحجة حمايتها وصونها.

ويستثنى من بين الشخصيات الذكورية السلبية شخصية الاب، الذي يخرج من التعميم ويكون أقرب الى ارادة ابنته ومساندا لها في وجه امها التي تتعاون مع الخطيب والاخ على فرض الحجاب عليها. ويبدو الجيل الاكبر في الفيلم اكثر تفهما وتسامحا ومسايرة لأوضاع الشباب والابناء عموما بينما يبدو الجيل الراهن اكثر قسوة في التعامل مع ذاته وعنيفا ومتسائلا ومتخبطا وغير اكيد، خاصة عند الشباب من الرجال، في حين تبدو المرأة أكثر معرفة برغباتها وما تصبو اليه، واكثر قدرة على الحلم.

بتعاطف وحب، يصور بو زيد محاولة الشابتين الصديقتين العيش والعمل والحب في تونس اليوم وسط كم متزايد من الأسى والاعتراضات التي تجعل الفيلم يرصد التحول والقلق والعنف، ومقاومة ما يحاول البعض فرضه على هذا المجتمع بعد ان دخل العنف الى قلب نسيج الأسرة. وكان سيناريو "ما نموتش" مكتوبا في سياقات اخرى قبل الثورة التي حلت فأخضعت السيناريو لكثير من التعديلات منها مثلا ان الفيلم كان سيصور في مصر ليطرح موضوع الحجاب غير الشائع في تونس اصلا لكنه عاد بعض الشيء مع الثورة الى هذا البلد ومعه اعاد الفيلم.

كما ان شخصية الاخ الاسلامي حمزة تكون في السجن اساسا، لكن حلول الثورة يخرجها الى الحياة حيث تمارس لفترة حقها في الانتساب لجماعة الاخوان المسلمين التي كانت محظورة. لكن الفيلم يشير الى تحول جديد في هذه الشخصية بعد ادراك السياسة التي تتبعها الجماعة ودعمها للتيارات السلفية المتشددة. ويظهر نوري بو زيد في فيلمه هذا عازف أكورديون اعمى يضربه متطرفون اسلاميون حتى الموت. بحسب فرنس برس.

وردا على سؤال حول ما اذا كان في الشريط رد على تعرضه للضرب والتهديد من قبل المتطرفين الاسلاميين يقول بو زيد "لست وحدي من تعرض للضرب والتهديد. انهم يهددونك حين تتكلم والفنان شخص مستقل ولا حواجز امامه حين يتكلم. هو مستقل في علاقته بالسياسة وحر في علاقته بالدين". اما عن تخوفه من ان يؤدي عرض فيلمه في تونس الى رد فعل عنيف من البعض فيجيب "اذا حصل مثل رد الفعل هذا فلن يكون من اي شخص شاهد الفيلم بل سيكون من اشخاص لم يشاهدوه".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 21/تشرين الأول/2012 - 5/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م